خلِّ الكتابَ فما كَتَبْتَ هُراءْ
.
.
|
|
وسطورُ سَفْرِكَ كلُّها شوهاءُ
.
|
أتظنُّها وحياً وأنتَ نبيُّه؟
.
|
|
بئسَ النبيُّ تسوقُه الفحشاءُ
.
|
إبليسُ يوحي زُخْرُفاً مِن قولِه
.
|
|
للعابثين فتُرجَعُ الأصداءُ:
.
|
«حرّيّةٌ! هذي مرادُ نفوسِنا
.
|
|
فُكُّوا القيودَ فإنّها أعباء»
.
|
«حرّيّةٌ! أنْعِمْ بها من صرخةٍ
.
|
|
هُتِكَتْ حصونٌ، إثْرَها، عصماءُ»
.
|
|
¯ ¯ ¯
|
|
خُدِعُوا بزيفِ حضارةٍ طاغوتُها
.
|
|
صنمٌ يُزَيَّنُ في الدُّجى ويُضاءُ
.
|
في كفِّهِ اليمنى جهنَّمُ تصْطلي
.
|
|
نارٌ تأجَّجُ، شعلةٌ حمراءُ
.
|
إن تعبدوا النارَ التي في كفِّه
.
|
|
فمصيرُكم في المنزليْن شقاءُ
.
|
هذا الشعارُ وقد أُميط غشاؤُه:
.
|
|
«مَن سَار خلفي فالجحيمُ جزاءُ»
.
|
وبكفِّهِ اليسرى كتابٌ مُغْلَقٌ
.
|
|
يطوي السطورَ وفي السطورِ غواءُ
.
|
أَوَقَدْ نسيتمْ ما تضمُّ كتابةٌ
.
|
|
تُؤْتي بيسرى الكفِّ يا نُجَباءُ؟
.
|
مَنْ يَعْبُدِ الأهواءَ يُؤْتَ كتابَه
.
|
|
بشماله… هل تشفعُ الشُّركاءُ؟
.
|
يُسقى الصديدَ أو الحميمَ فيغتلي
.
|
|
ظمأً.. أخْلْدٌ ذاك أم إفناءُ؟
.
|
|
¯ ¯ ¯
|
|
هذا الكذوبُ وقد تأبَّطَ شَرَّهُ
.
|
|
عبدوه وهْو حجارةٌ صمّاءُ
.
|
ظنّوه ساقَ إلى الوجود شريعةً
.
|
|
تجْتثُّ الاستعبادَ فهو هباءُ
.
|
فإذا بها تَجْتَثُّ كُلَّ فضيلةٍ
.
|
|
وتحلُّ قيدَ الخُلْقِ كيف تشاءُ
.
|
حرّيّة تلهو بكلِّ مقدَّسٍ
.
|
|
حرّيّةٌ جمحتْ بها الأهواءُ
.
|
فالحرُّ في ميزانها مَنْ رِجْلُهُ
.
|
|
رَكَلَتْ عَقائِدَ وَحْيُهُنَّ جَلاءُ
.
|
قد أُطلقَ الانسانُ مِنْ أخلاقه
.
|
|
وَسَطَتْ عليْهِ غرائِزٌ هَوْجاءُ
.
|
الحرُّ صارَ أسيرَ نزوةِ قلبِهِ
.
|
|
– شاهتْ وجوهٌ جفَّ فيها الماءُ –
.
|
«والعبدُ» فيكم من أنابَ ولم يزلْ
.
|
|
صُلْبَ العقيدةِ دأْبُهُ الإغضاءُ!
.
|
لا تكتموها. وارفعوا أصواتكم
.
|
|
لسْنا نهابُ، أتُهْمَةٌ نَكْراءُ؟
.
|
أَوَتُهمةٌ أنَّا عبيدُ إلهنا؟
.
|
|
ضلَّتْ عُقولُكُمْ وأعيا الداءُ
.
|
مَنْ تعبدون؟ أقنيةً أم خمرةً؟
.
|
|
مَنْ ربُّكم؟ زُحَلٌ أم الجوزاءُ؟
.
|
حرَّرْتُ نَفْسي من قذارة دينكم
.
|
|
وجميعُكُمْ مستعبدون.. إماءُ
.
|
|
¯ ¯ ¯
|
|
يا لُعبةً جعلوا اسمَها «حرّية»
.
|
|
وغدا يُزَجُّ بسجنها الطُلقاءُ
.
|
شَرَّعْتِ؟ أم أشرعْتِ بابَ دعارةٍ
.
|
|
فيها «الشذوذ» فضيلةٌ شّماءُ
.
|
أَطْلَقْتِ؟ أم طَلَّقْتِ كلَّ بقيةٍ
.
|
|
مِن حشمةٍ رُجِمَتْ، فليس حياءُ
.
|
يا لعبةً طالت فُصولاً مرّةً
.
|
|
وغداً سيُسْدِلُ سِتْرَها الخلفاءُ
.
|
بالأمسِ أَصنامُ الجزيرةِ حُطِّمَتْ:
.
|
|
هُبَلٌ.. مَناةٌ.يصعُبُ الإحصاءُ
.
|
فَنِيَتْ وَأَسْقَطَ وهمَها نورُ الهدى
.
|
|
لم يبقَ إلاَّ أنها أسماءُ
.
|
ولسوف تُشرقُ شمسُ نورٍ واعدٍ
.
|
|
فيهِ يُدَاكُّ الشركُ والشركَاءُ
.
|
|
¯ ¯ ¯
|
|
يا أيُّها التمثالُ كلُّ حضارةٍ
.
|
|
مِنْكَ اسْتَقَتْ فمآلُها الغبراءُ
.
|
راياتُ «أُوروبّا» و«أمْيركا» التقَتْ
.
|
|
تَحتَ الشعارِ كأنَّهُ الإيحاءُ
.
|
صاموا سِنين، وحين شاؤوا لقمةً
.
|
|
هُرِعُوا إلى مِلْحٍ وعزَّ الماءُ
.
|
أَتَمَخَّضَ الطَّوْدُ العظيمُ ولم يَلِدْ
.
|
|
إلا البعوضةَ؟!… بِئْسَت الأنباءُ
.
|
يا أيها التمثالُ هذي رايتي
.
|
|
ولسوف تَغرزُها يدٌ سمراءُ
.
|
أَعَلِمْتَ أين؟ غدلاً ستعلمُ أنها
.
|
|
تعلو حطامَك والخيولُ مضاءُ
.
|
وتُمَزَّقُ الراياتُ إلا رايتي
.
|
|
يزهو عُقابي… والنجوم(1) هباءُ
.
|
يا أيها التمثالُ ديني قادمٌ
.
|
|
لِتُبَعْثَرَ الأوراقُ والأشياءُ
.
|
وصحائفي تَطْوي صحائفَ عهدِكم
.
|
|
صحفٌ مُطَهَّرَةٌ بهنَّ شفاءُ
.
|
|
¯ ¯ ¯
|
|
هَفَتِ النفوسُ إلى قريبٍ عاجلٍ
.
|
|
فيه تَنَزَّلُ، في الضحى، الأنداءُ
.
|
فالنصرُ وّضَّاحٌ بَدَتْ قَسَماتُهُ
.
|
|
وغداً يضيءُ فَتُمْحَقُ الظلْماءُ
.
|
|
|
|
|
|