دولة أزتلان ودولة فلسطين
1993/11/02م
المقالات
1,953 زيارة
سمع القارئ بعيد انهيار الاتحاد السوفياتي بعشرين دولة جديدة، غير أنني أريد أن أقدم له اليوم دولة قيد التجهيز لم يسمع بها من قبل هي ازتلان.
هذه الدولة المقترحة، إذا قامت، ستضم ولايات جنوب الولايات المتحدة غربها هي تكساس ونيومكسيكو وكولورادو واريزونا ويوتاه ونيفادا وكاليفورنيا.
وتابعت نشاط طلاب مدارس وجامعات في الولايات المعنية يقولون أن هذه الولايات سُرقت من ملاّكها المكسيكيين. وأسس الطلاب منظمة شعارها «تحرير ازتلان» باسم ميتشا، أو «حركة الطلاب المكسيكيين الأميركيين من أجل ازتلان».
ويقول الطلاب، ومعظمهم من أصول مكسيكية، أن الولايات السبع تحتلها دولة «أجنبية»،وهم يريدون حشد التأييد لتحرير بلادهم. وتوجد للمنظمة فروع في الولايات نفسها، وفي ولايات أخرى مثل الينوي وواشنطن، كما أن لها عدة مطبوعات من جرائد ومجلات ونشرات. وقرأت مطبوعة تصدر عن جامعة كاليفورنيا في سان دييغو اسمها «فوز فرونتريزا» أعلنت في غلافها «متى سنفهم أن الثورة هي الحل الوحيد؟» ووجدت أن الصحافيين العاملين في المطبوعة يطلقون على أنفسهم اسم «المقاتلون بالقلم».
وقرأت أن ميتشا تأسست سنة 1969 بعد اندماج اتحاد الطلاب المكسيكيين الأميركيين وجمعية الطلاب المكسيكيين الأميركيين، وأنها تتلقى في الواقع مساعدة من حكومات الولايات التي تعتزم «تحريرها». ولا يرى الطلاب غضاضة في التعامل مع «العدو»، وهم يقولون أنهم يعلمون لهدفهم منذ ربع قرن وسيظلون يعملون له مهما طال الزمن.
ولا أدري إذا كان هناك وجه شبه أو أوجه مع الفلسطينيين، فالطلاب المكسيكيون الأميركيون لا يشعرون بأن من العيب العيش مع عدوهم والتعامل معه، طالما أن ذلك يخدم غرضهم، ولا يعتقدون أن العيش فقراء في مخيمات وسيلة ناجعة لتحقيق أهدافهم بل يعملون من داخل النظام الذي يريدون إسقاطه.
ولا أدري لماذا ذكرتني منظمة ميتشا بمنظمة التحرير، فأمل الطلاب المكسيكيين الأميركيين مستحيل بالمقارنة مع الحكم الذاتي وصولاً إلى دولة أو نصفها. ومع ذلك فالطلاب يتعاملون مع هدفهم بشكل بدأ الفلسطينيون يفهمونه ويقبلونه بعد حوالي نصف قرن من محاولات الحل مرة واحدة .
الحياة
1993-11-02