الناطق الرسمي لحزب التحرير – ولاية تركيا يلماز شيلك: حزب التحرير يتبنى طريقة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في الدعوة، ويرفض العنف، ويرد الافتراء عليه
2008/11/01م
المقالات
1,900 زيارة
الناطق الرسمي لحزب التحرير – ولاية تركيا يلماز شيلك:
حزب التحرير يتبنى طريقة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في الدعوة،
ويرفض العنف، ويرد الافتراء عليه
أرسلت مجلة «التغيير الجذري» عبر البريد الإلكتروني تطلب من مكتب الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية تركيا الإجابة على أسئلة -لتوعية الرأي العام التركي من مصدر موثوق به- حول المستجدات التي استجدت في وسائل الإعلام خلال الأسبوع المنصرم، والتي تضمنت مزاعم عن علاقة حزب التحرير بتنظيم الآرجنكون الإرهابي الذي لازالت التحقيقات مستمرة بخصوصه. واستجابة لطلبهم أجاب السيد يلماز شيلك الناطق الرسمي باسم حزب التحرير في ولاية تركيا عن أسئلتهم في الريبورتاج التالي:
– سيد شيلك، خلال عمليات الاعتقال الأخيرة التي نفذت بتاريخ 19 أيلول/سبتمبر 2008 ضد الآرجنكون ادعي أن هنالك علاقة بين حزب التحرير وتنظيم الآرجنكون الإرهابي. فماذا تقولون بخصوص هذه الادعاءات؟
– إن هذه الادعاءات دون شك لا أصل ولا سند لها، وهي ليست بالأمر الجديد، في الماضي أريد النيل من حزب التحرير وضرب مكانته في عيون المسلمين من خلال تنظيم حملات تضليل وافتراء ظلامية مفتعلة لقطع الطريق أمام الحزب، إلا أن فألهم خاب ولم يوفقوا في ذلك أبداً.
كلما استطاع حزب التحرير وضع ثقله في الرأي العام، نرى الأقلام الناقدة المفلسة غير القادرة على المواجهة في الميادين السياسية والفكرية لا تتورع عن إطلاق الافتراءات التي في كثير من الأحيان هم أنفسهم لا يصدقونها، والآرجنكون واحدة من تلك العناوين. إن هذه الهجمات في الماضي وحتى الآن لم تضر الحزب إلا أذى، بل وبحمد الله فالحزب يخرج منها في كل مرة أكثر قوة وثباتاً. من الواضح أن الذين يؤازرون الأفكار الفاسدة من مثل الرأسمالية والديمقراطية والعلمانية (اللادينية) لا يمكنهم في أي وقت وفي أي زمان التصدي لحزب مبدئي محيط بالأفكار الإسلامية من كل جانب كحزب التحرير، ولهذا نرى هذا النظام العلماني بزبانيته ومتملقيه يقفون مشدوهين أمام هذا الحزب لا يمكنهم القيام بشيء سوى إطلاق الافتراءات التي لا سند لها وتنظيم الحملات الظلامية ومحاولة تلطيخه بالوحل. ويمكننا رؤية ذلك بوضوح في سيرة نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وفي سير من سبقوه من الأنبياء عليهم السلام، وفي سيرة صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن تبعهم بإحسان، وكذلك أتباع الأنبياء السابقين، فما الذي استطاعه خصومهم من القيام به سوى إطلاق الافتراءات والإساءات والحقارات وممارسة التعذيب والسجن والنفي بل والقتل؟ وما يحصل اليوم ليس عن ذلك ببعيد. ولهذا فإننا نقابل كافة تلك الهجمات بصورة طبيعية، إلا أن الذي يزعجنا ويثير استهجاننا هو أن العديد من تلك الهجمات لا تكون صادرة عن الأوساط المعادية للإسلام التي لا تتورع عن الإساءة لرسولنا وكتابنا وكافة مقدساتنا، بل تكون صادرة عن إخوة لنا في الإسلام يرتضون لأنفسهم أن يكونوا أدوات ووسائط وعوناً لها، هذا هو الأمر المحزن، وعدا ذلك، فلا يقلقنا البتة أن مثل هذه الهجمات قد تضر بدعوة الخير هذه. لقد خرجنا في هذا الطريق لله، ونمضي قدماً فيها لله، وننتظر النصرة والنصر من الله، إننا مؤمنون بوعد الله، وطالما نحن متوكلون عليه سبحانه لا نبغي سوى رضاه علينا، وطالما نحن متقيدون بطريقة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)، لا نحيد عنها قيد أنملة، فلن يضرونا بشيء أبداً، وكفى أصحاب الإيمان قول الله سبحانه وتعالى: (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) [الروم 47].
وعلى الصعيد الآخر فإن شعبنا الكريم -الذي يعد جزءاً مهماً من أمة الإسلام- يتابع المستجدات ويحكم عليها ويتوصل إلى نتائج وإن لم يصرح بها، ونحن جزء من هذا الشعب ولم نأت من الفضاء الخارجي، والشعب يعرفنا ويعرف شبابنا ويعرف أي تكتل نحن؛ ولهذا فإن هذه الافتراءات والأكاذيب المكررة لا تنعكس بالضرر في نظر الأمة إلا على مطلقيها، وكما يقول المثل “الكذب حبله قصير”، وعندما تشرق الحقيقة سيعلم الجميع من الذي صدق الأمة ومن الذي كذب عليها، والأهم من ذلك سيدركون أن نظام الكفر هذا متصدع آيل للسقوط.
مما لا شك فيه أن هذه الافتراءات والأكاذيب ستتوقف بعد حين، ذلك أنه لا يوجد في جعبتهم ما يواصلون به أكاذيبهم وافتراءاتهم، وهذه الكمية الضخمة من الأخبار التي نشرت ضد حزب التحرير في عشرات الأجهزة الإعلامية التي يحسبونها واهمين أنها نجاح لهم، ستنقطع بصورة حادة، وسيصمتون في لحظة…، وعندها سيدرك الجميع المؤامرة الخبيثة التي حيكت من أجل تحقيق مصالحهم الآنية. وبعد انقضاء فترة زمنية سنجدهم يخرجون علينا من جديد بمؤامرة جديدة يلفقون فيها التهم المكذوبة والافتراءات الجديدة، هذا هو دأبهم وهكذا سيبقون. وعندما يرد الله كيدهم إلى نحورهم، ويكشف ما أخفوا من مكر وكيد للإسلام والمسلمين، فإنهم بدل أن يتوبوا إلى الله ويرجعوا تراهم يتمادون في غيهم ويعدون لمؤامرة أخرى، ولهذا فعلى الجميع أن يكون على علم بواقع هذه المؤامرة الدائرة الخبيثة ضد الدعوة إلى الإسلام، وضد حملة هذه الدعوة، وأن يتصرفوا وفقاً لذلك، وبدل أن يقابلوا هذه الهجمات بالحزن والانزعاج عليهم أن يشدوا عزائمهم وأن يضاعفوا أعمال الخير، تماماً كما فعل قدوتنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فالعديد من الهجمات والإهانات والإساءات وجهت له وقد عذب أصحابه الكرام أمام عينيه الكريمتين، وما كان ذلك يزده إلا قوة وعزماً وصبراً، وفي الختام تحقق وعد الله بالنصرة والتمكين والنصر.
عند النظر إلى هذه الحقائق يتبادر إلى الذهن سؤال مفاده؛ لماذا هذه الافتراءات والحملات الظلامية؟ ولماذا تم استهدافنا نحن فيها بالذات؟
الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن هذا النظام الكمالي العلماني (اللاديني) المتوسد على رأس المسلمين منذ أن تأسس وهو يهدر قيم الأمة وطاقاتها ويظلم شعوبها ويضيع ثرواتها بتمليكها للكفار المستعمرين ويهاجم دينها ومقدساتها، ولا يقيم وزناً لأرواح وأعراض وأموال المسلمين.
إن حزب التحرير الذي يعمل في الأمة ومعها في مثل هذه الأجواء أصبح على مرمى الهدف؛ لأنه لم ينحن لهذا الواقع الفاسد ولم يتأثر به، وما انفك يرفض بشدة الدخول في المسيرة الخبيثة التي أعدها الكفار المستعمرون أو التحرك معها.
ولو أننا خضعنا وقبلنا النظام الرأسمالي العلماني الديمقراطي الكافر وتسترنا على جرائمه، ولو أننا لم نلق بالاً لقيم الأمة وأرواحها وأعراضها ومقدراتها، أي لو أننا كنا مثلهم أو عملاء لهم، لما تعرضنا لمثل هذه الافتراءات، ولما واجهنا ضغوطات شتى، ولقام الذين يطلقون الافتراءات علينا اليوم والذين يلقون بشبابنا في السجون بمدحنا والتصفيق لنا، إلا أننا أبينا الذل على أنفسنا، وأبينا الخضوع للظلم، ولم نصمت أمام الاستعمار، ولم نرضَ بالهجمات التي تشن على ديننا وعلى الأمة! بل إننا ندافع وسندافع دوماً بإذن الله عن ديننا وعن أمتنا وإن كان ثمن ذلك التضحية بأرواحنا وأموالنا وأحبائنا. فلا كفر الكفرة ولا ظلم الظلمة ولا فسق الفسقة ولا إجرام المجرمين ولا خيانة الخونة سينال منا أبداً بإذن الله. وفي الوقت الذي يصرون فيه على الباطل والظلم الذي هم عليه، والفساد والإفساد لعباد الله ، ويظنون أنهم آمنون، وأنهم يخيفوننا بظلمهم، فإننا ثابتون على الحق بإذن الله، ندعو إليه، ولا نخشى في الله لومة لائم، فأي الفريقين أحق بالأمن لو كانوا يعلمون؟
– ما هو الهدف من محاولة الربط بين حزب التحرير ذو الفعاليات والنشاط العالمي وبين تنظيم الآرجنكون الإرهابي الذي يعتبر مسألة داخلية في تركيا؟ وعقب مؤتمرات الخلافة التي نظمها حزب التحرير حول العالم كيف تنظرون إلى هذه الأخبار المفتعلة التي تم نشرها بهذه الصورة اللافتة؟
– كما هو معلوم لدينا جميعاً فإن هذا النظام هو جزء من النظام الاستعماري العالمي، وكما أن فعالياتنا في تركيا هي جزء لا يتجزأ من العمل العالمي لمشروع الخلافة، فإن النظام والحكام وأعمالهم هنا هم جزء لا يتجزأ من مشروع النظام الاستعماري العالمي، ولهذا ليس من المستغرب أن يكون حدث محلي هنا نتاج سياسة عالمية متبعة. فعلى سبيل المثال إننا نعلم أن سياسة مكافحة الإرهاب في تركيا تسير بتوازٍ وانسجام مع السياسة العالمية لمكافحة الإرهاب.
والناظر إلى الواقع الدولي يرى أن النظام الرأسمالي قد تصدع فعلاً، إلا أنه وكما قال ابن خلدون فكل نظام أو حكم إذا بقي واقفاً بالرغم من تصدعه وانتهاء فترة حياته الفعلية، فإن ذلك ناجم عن سبب واحد؛ هو عدم ظهور قوة بديلة قادرة على وضع الضربة الأخيرة بهذا النظام المتصدع لتحل مكانه. وهذا هو السبب الأساسي الذي يبقي على ديمومة النظام الرأسمالي العالمي اليوم.
إن المبدأ الإسلامي هو البديل الوحيد القادر على الحلول مكان النظام الرأسمالي العالمي؛ ولهذا بعد أن انتهت الحرب الباردة بات واضحاً للعيان أن المبدأ الإسلامي هو الوحيد القادر على أن يكون بديلاً عن العالم الغربي الرأسمالي، وبعد أحداث الحادي عشر من أيلول تم وضع مشروع شامل ضد العالم الإسلامي، أطلق عليه أحياناً اسم “القرن الأميركي الجديد” وأحياناً أخرى “مشروع الشرق الأوسط الكبير”، أياً كانت مسمياته فهو في المحصلة مشروع لضرب القوة الكامنة في أمة الإسلام، وفتح الحرب على الإسلام والمسلمين، والحيلولة دون تمكن الأمة الإسلامية من امتلاك قوة سياسية تؤهلها لأن تكون الدولة الأولى في العالم في فترة زمنية وجيزة. وبعبارة أكثر وضوحاً، فقد أعلنوا الحرب على مشروع “دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة” وعلى “المؤمنين المخلصين العاملين لتحقيق هذا المشروع” وعلى “أمة الإسلام التي تتوق لرؤية هذا المشروع وقد تحقق على أرض الواقع”.
وكما هو معلوم فإن الذي يقود هذا المشروع العظيم منذ أكثر من نصف قرن هو “حزب التحرير”، فمنذ أن تأسس عام 1953م وحتى الآن تواجد وعمل في كل مكان يقطنه مسلمون، وأوجد رأياً عاماً في الأمة عامة حول فرض إقامة الخلافة، وحول إمكانية تحقق ذلك فعلياً، ووعد الله وبشرى رسوله، ومقدرات الأمة العظيمة، ووجود حزب تقي نقي فيها مَدوا هذا المشروع العظيم بقوة هائلة. والمؤتمرات والفعاليات التي نظمناها في الآونة الأخيرة في أماكن مختلفة متعددة من العالم، من القرم حتى إندونيسيا ومن كينيا حتى فلسطين أثبتت للعالم أجمع توجه وتأييد الأمة لهذا المشروع العظيم.
ولهذا فإن الكفار يلقنون ويأمرون الحكومات العميلة لهم القائمة على الأراضي الإسلامية للتحرك ضد مشروع الخلافة الذي يعملون ليل نهار ويخططون ويعدون التقارير لإجهاضه.
وعليه فيتوجب النظر للهجمات والحملات الظلامية المنظمة ضد “الخلافة” بشكل عام وضد “حزب التحرير” بشكل خاص من هذا المنظار. والحكومات ومتملقوها هنا يتحركون وفق تلقين وتعليمات أسيادهم فيهاجمون الخلافة وحزب التحرير في كل فرصة تسنح لهم بالأكاذيب والافتراءات دون تورع ودون إنصاف؛ في الماضي كانوا يصفون حزب التحرير بـ”الشيوعيون الخضر”، واليوم يقولون “الآرجنكون”، وغداً سيطلقون كذبة أخرى، إلا أنهم لن ينفكوا عن وصف الحزب بالإرهاب، تماماً كما حدث لسيدنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقد انتهز مشركو قريش كل فرصة لمهاجمته، وما انفكوا عن وصفه بالجنون تارة وبالسحر تارة وبالكذب تارة أخرى، واليوم الواقع هو هو مع اختلاف في الألفاظ حيث لا ينفكون عن وصف الحزب بالإرهاب تارة وبالتطرف تارة وبالأصولية تارة أخرى، ومهما رفضناها ومهما رددنا عليها فسيستمرون في قباحتهم حتى يحدث الله أمراً كان مفعولاً، فتعلو كلمة الله وتهوي كلمة الكفر.
– كما ظهر في المشادات التي وقعت مؤخراً بين رئيس الوزراء أردوغان وبين مجموعة دوغان الإعلامية، فقد انقسم الإعلام التركي إلى قسمين، على هذا الصعيد، في رأيكم، ما هو هدف الإعلام الموالي للحكومة من نشر هذه الأخبار ضد حزب التحرير بهذه الصورة السلبية؟
– إننا لم ننفك عن القول بأن الصراع في تركيا هو صراع نفوذ بين أميركا وبريطانيا، لقد أمسكت أميركا بفرصة مدهشة من خلال حكومة حزب العدالة والتنمية، ودخلت في المخاطر تلو المخاطر لاستغلالها حتى النهاية، لدرجة أن حزباً كحزب العدالة والتنمية الذي نال نحو نصف أصوات الشعب وقف وجهاً لوجه أمام خطر إغلاقه. وإحدى جوانب الصراع انعكست على قطاع الإعلام؛ لقد نجحت أميركا في زلزلة القوة الإعلامية الموالية لإنجلترا بدرجة كبيرة، وتمكنت من إيجاد قوة إعلامية منافسة لها، لدرجة أن كفة الميزان الإعلامي بدأت ترجح لصالح أميركا، فبات كل جُرم وكل خيانة وكل تنازل وكل رفع للأسعار وكل التواء تقترفه الحكومة في يد الإعلام الموالي لها فنجده يدافع عنها ويتستر على جرائمها. وكما ذكرت آنفاً فإن الحملة الهجومية على الخلافة وحزب التحرير لها امتداد عالمي، والإعلام هو أحد أهم أركان هذه الحملة الهجومية، خصوصاً الجبهة الإعلامية الجديدة التي ترفع أميركا من شأنها. إن الجبهة الإعلامية الموالية لإنجلترا هي في أعمها الأغلب من الوسط العلماني (اللاديني)، إلا أنه مما يؤسف له أن الجبهة الإعلامية الجديدة الموالية لأميركا تتشكل من العلمانيين الليبراليين ومن الأوساط ذات المشاعر الإسلامية. ولأن تلفزيون سمانيولوا (درب التبانة) هو ممن يتحلون بالمشاعر الإسلامية ولأنه شكل مصدراً للأخبار التي نشرت مؤخراً ضد الحزب جاء في ردنا الذي أرسلناه لهم:
((…لقد كان حرياً بكم، عندما قمتم بإعداد هذا الخبر، أن تتحركوا في حدود الإنصاف والخوف من الله سبحانه، وأن تدرسوا واقع حزب التحرير، وأي تكتل هو، وأي أساس وفكر وطريقة وغاية يتبنى! وما هي إصداراته التي ينشرها في مواقعه على شبكة الإنترنت! لتروا إن كان هناك أي تشابه أو توازٍ -وإن صغر- بينه وبين شبكة الآرجنكون النتاج الإنجليزي.
لقد كان الواجب عليكم أن لا تعتمدوا في أخباركم على مصادر الظلمة الفاسقين الذين لا يخافون الله، وأن ترفضوا أن تكونوا أداة طيعة لهم بنشركم مثل هذه الأخبار التي تصب في ألاعيبهم ومؤامراتهم الهادفة إلى إيجاد علاقة بين حزب التحرير وهذه الشبكة. وعلى الرغم من أننا على علم بأنكم تعرفون حزب التحرير ومشروع الخلافة العظيم حقَّ المعرفة، إلا أننا سنكرر ذلك لكم بصورة واضحة بينة وبلسان يفهمه ويدركه كل صاحب عقل وإنصاف:
إن حزب التحرير، هو حزب سياسي، مبدؤه الإسلام، وهو يعمل لاستئناف الحياة الإسلامية عن طريق إقامة دولة الخلافة الراشدة، متبنياً في ذلك الطريقة التي أمر بها الله سبحانه وتعالى والتي سار عليها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بحذافيرها دون أن يحيد عنها، وقيَّد نفسه في حمل الدعوة بالأعمال السياسية والفكرية، فهو يرفض وسائل العنف في حمل الدعوة ، كما يرفض التنظيمات المخالفة للإسلام.
إن حزب التحرير يرفض الشبكات الإرهابية الموالية للإنجليز من مثل الآرجنكون بشدة ويعمل على كشفها والحيلولة دون تغلغلها في الأمة من جانب، ويرفض شبكات الفتنة الموالية لأميركا من مثل حزب العدالة والتنمية بشدة ويعمل على كشفها والحيلولة دون تغلغلها في الأمة من الجانب الآخر.
إن عداءنا الشديد لأميركا وعملائها، وكشفنا لخططها ومؤامراتها، لا يقل عن عدائنا لإنجلترا وعملائها وكشفنا لخططها ومؤامراتها، فهي التي هدمت الخلافة مع عملائها من العرب والترك، وهي وأميركا، بل وكل دول الكفر المستعمرة والطامعة في بلاد المسلمين، كلها تتسابق في الكيد للإسلام والمسلمين، و لكننا سنرد كيدهم في نحورهم بإذن الله.
لئن كانت مصادركم الخاصة في شعبة الإرهاب “الأمنية”، تظن أنها بالافتراء على حزب التحرير، ستنال منه أو تفت من عضده، فإنها واهمة واهمة، فقد جربت هذه الافتراءات مصادر المخابرات الإرهابية في دول لا تبلغ مصادركم المذكورة عشر معشارها في وسائل الكذب والافتراء، جربت هذه الافتراءات ضد الحزب، فلم تزده تلك الافتراءات إلا قوة، ولم تزد تلك الأجهزة إلا خزياً وعاراً لم ينفكا عنها.
وفي الختام، فإننا نعلم أنكم تخالفون مسعى حزب التحرير لاقامة الخلافة، ولكننا ما كنا نحب لكم أن يكون تصرفكم تجاه التكتلات الإسلامية التي تخالفونها ولا تتفق معكم مثل تصرف الرئيس الأميركي جورج بوش عقب أحداث 11 أيلول/سبتمبر حين اتهم بغطرسة كل دولة لا تسير معه بـ “الداعمة للإرهاب”! فهل أنتم تقولون ذلك أيضاً؟! (أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ) [هود 78].
وخاتمة الختام لا نقول لكم اتقوا الله في الحزب فإنكم لن تضروه شيئاً، فهو كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، ولكن نقول لكم اتقوا الله في أنفسكم وفي ما تخطه أقلامكم ، وبخاصة في هذا الشهر الكريم، وتذكروا دائماً، قوله تعالى: (قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ) [يونس 69].
إننا نأمل أن تنشروا ردنا هذا في موضعه وفق الأصول الإعلامية المتبعة.)) انتهى.
وكما توقعنا فقد منعونا من حق الكلمة وامتنعوا عن نشر ردنا هذا الذي أوصلناه لهم، وهنا لا بد من التنويه إلى أن هذه المحطة التلفزيونية أسست بأموال المسلمين من أجل خدمة مصالح المسلمين، وبهذا أثبتوا مجدداً أنهم هدروا أموال المسلمين الطاهرة.
– لقد أُقحمت أسماء كل من “حزب العمال الكردستاني (PKK)” و”جيش التحرر الفلاحي العمالي في تركيا (TİKKO)” و”جبهة/حزب التحرر الشعبي الثوري (DHKP-C)” و”حزب الله التركي (Hizbullah)” و”القاعدة” و”جبهة المهاجمين الإسلامية الشرقية الكبرى (İBDA-C)” في تنظيم الآرجنكون الإرهابي، والآن نرى أنهم أقحموا اسم “حزب التحرير” أيضاً، فما الذي تودون قوله بهذا الخصوص؟
– أبداً لا يمكن المقايسة من حيث الهيكلية والأهداف والأعمال وكافة الجوانب التنظيمية بين حزب التحرير وبين كافة هذه التنظيمات! فهذه التنظيمات المذكورة كلها تنظيمات مسلحة تتبنى العمل المادي! وإقحام اسمنا وذكره إلى جانب تلك التنظيمات هو من أجل إظهار “حزب التحرير” على أنه تنظيم مسلح إرهابي يتبنى العمل المادي، أضف إلى ذلك أنهم استطاعوا بطريقة أو بأخرى إيجاد قناعة سلبية تجاه تلك التنظيمات في نظر الأمة، وهم الآن من خلال هذا يسعون لتلطيخ نظرة الأمة الإيجابية تجاهنا. في حين أن الحزب أكد مراراً وتكراراً أنه حزب سياسي مبدؤه الإسلام لا يقوم بالعمل المادي ولم يقم بأية أعمال مادية، وعليه فلا يمكن بتاتاً وصفه بالإرهاب في أي من المقاييس والنظم الحقوقية، وكما قلنا فمهما بذلنا من الجهود لدحض أكاذيبهم وافتراءاتهم فلن يتراجعوا عن تكرار أكاذيبهم بإصرار وعناد. وليخب فألهم فبحمد الله صورة حزب التحرير عند الأمة ناصعة البياض، بل إن هيبته واعتباره عند الأمة في ارتقاء دائم يوماً بعد يوم، وتوجه الأمة تجاهه بدأت تصل لأحجام تثلج الصدور، والشمس لا تغطى بغربال. فمهما كادوا ومكروا فإن مكرهم وكيدهم سيرد إلى نحرهم لا محالة بإذن الله.
– كيف يتوجب على المسلمين التعامل مع هذه الأخبار؟ وكيف عليهم النظر إليها؟
– بداية على المسلمين أن يتعاملوا مع مثل هذه الأخبار وفقاً للحكم الشرعي بالتعامل معها بدقة وتحري مدى صحتها ومصداقيتها، ذلك أنه يتوجب أن يكون قول ربنا سبحانه وتعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) [الحجرات 6]، يكون نوراً يضيء لنا الطريق.
إن التزام المسلمين بهذا الحكم الشرعي من شأنه أن يعرفهم بالمؤامرات والمكائد التي تحاك لهم أو لإخوانهم، خصوصاً في أيامنا هذه المليئة بمعلومات مغلوطة فاسدة رهيبة، مما يوجب على المسلمين إظهار اهتمام بالغ لتنفيذ هذا الحكم الشرعي، وعليهم النظر لكل خبر يتعلق بإخوانهم وبمشروع تحررهم بدقة متناهية. فلو أننا كمسلمين أعطينا الأحكام الشرعية الأهمية اللازمة والالتزام المطلوب شرعاً، لوهبنا الله سبحانه ملكة الفصل بين الحق والباطل، ولحمانا من هذا التضليل المتعمد.
وهنا لا بد من لفت الأنظار إلى أن هذه النوعية من الأخبار التي يعمد فيها إلى ملء الساحة بها وإشغال الناس فيها، يهدف منها أيضاً التغطية على المشاكل الحقيقية التي يعاني منها البلد، فعلى سبيل المثال، نُشرت في الأيام الأخيرة العديد من الأخبار المتعلقة باختلاسات تصل خيوطها لحزب العدالة والتنمية، وهناك نزاع سيطرة فظ بين حزب العدالة والتنمية (AKP) وحزب الشعب الجمهوري (CHP) والذي وصل لدرجة تبادل الحقارات…. ثم إن الجنازات العسكرية تتوالى الواحدة تلو الأخرى، وهناك مؤشرات تشير إلى أن الأزمة الاقتصادية العالمية ستنعكس على البلد بتخريب كبير، بالإضافة إلى أن سرعة التحقيقات المتعلقة بالآرجنكون تراجعت وخرجت عن مجراها، وأجبرت على الانشغال بأمور ثانوية، والخيوط التي تصل للرؤوس المدبرة انقطعت، ثم الاستخفاف بعظم تخريب جمعية منارة البحر (Deniz Feneri) واختلاسها لأموال المسلمين التي جمعت لإعانة المسلمين، واقتراب موعد صدور توضيح المحكمة الدستورية الشهر المقبل المتعلق بقراريها المتعلقين بالخمار وإغلاق حزب العدالة والتنمية، وهناك مساومات لمباحثات وضيعة تدور في قبرص، والسفن الحربية الأميركية تعبر من المضائق بسكون دون أية مضايقات، والتوتر المرتقب نشوبه في البحر الأسود، والتوتر المستمر في القوقاز، وهناك تهيئة أجواء لمباحثات ذليلة بين تركيا وأرمينيا، وهنالك مؤشرات شريرة لتخطي الانسداد في مباحثات عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي…
أقول في مثل هذه الأجواء المكتظة بالأمور المهمة يريدون إشغال الحزب عنها بادعاءات الآرجنكون، ويسعون من خلالها بذر الفتن لإيجاد بون بين الحزب والأمة… أي أنهم يسعون لمنع حزب التحرير من كشف حقيقة هذه الأمور للأمة وإطلاعها على المؤامرات والخيانات التي تحاك ضدها.. مما لا شك فيه نحن على علم بذلك كله وبهذا التضليل المتعمد للأمة.. وبإذن الله فلن يتمكنوا من إيقاف أو حتى عرقلة أعمالنا وفعالياتنا وواجبنا لإطلاع الأمة على حقائق الأمور.. وسيرى الجميع كيف سنواصل سيرنا بإذن الله بخطى ثابتة وسنكشف حقيقة كل مسألة يراد إخفاؤها وحكم الشرع الذي يتوجب الالتزام به في تلك المسألة، ولن يصرفنا عن ذلك بعون الله وتوفيقه لا كفر كافر، ولا ظلم ظالم، ولا فسق فاسق، ولا خيانة خائن، ولا جرم مجرم، ولا ضلالة ضال والحمد لله رب العالمين.
2008-11-01