النظام الرأسمالي نمر من ورق
2008/10/30م
المقالات
1,642 زيارة
النظام الرأسمالي نمر من ورق
صحيح أن الحكم على أي نظام بأنه صحيح أو غير صحيح يكفي فيه البحث في عقيدة النظام، فإن كانت فاسدة فإن النظام حتماً سيكون فاسداً. ولكننا في هذا المقال سوف نبحث في أمرين متعلقين بالنظام الرأسمالي، أولهما: مدى تمسك أهل المبدأ به، والثاني: قدرة هذا المبدأ على حل المشاكل حلاً يوجد الطمأنينة عند الناس.
أولاً: في مجال الأمن الداخلي والعالمي:
هل استطاع النظام الرأسمالي إيجاد الأمن في العالم قديماً وحديثاً؟ وهل استطاع أن يوجد الأمن داخل دياره؟ وللإجابة على ذلك نقول: لقد ورد في كتاب: (العلاقة الصامتة لتدمير الهند الصينية) للأسقف (بارتولوم دي لاس): «إنه من النفاق ادعاء (التضحيات الإنسانية) ومحاولات إضفاء الشرعية على ذبح 80% من سكان القارة بسبب الأشغال الشاقة في مناجم الذهب والمزارع لتحقيق حاجات العواصم الاستعمارية الغربية فقط». وقد طُرد هذا الأسقف من أسقفيته في التشيباس على أيدي المستوطنين من تجار العبيد.
أين الهمجية؟
قال الأسقف: «الهمجية جاءت من أوروبا». وفي نفس موضوع الهند كتب السفير المقيم في خورشيد أباد عام 1769م: «إن هذا البلد الجميل الذي كان مزدهراً في ظل أكثر الحكومات استبداداً وتعسفاً، أصبح على شفا الخراب منذ اشتراك الإنجليز في إدارته». كما كشف التقرير الرسمي لشركة الهند في عام 1770م عن أنه: «هلك أكثر من ثلثي السكان في الضواحي التي كانت سابقاً مزدهرة في برنيش، والمأساة كبيرة في أماكن أخرى أيضاً». وكتب أيضاً الحاكم العام للهند اللورد (كورونو أليس) عام 1789م هذه الشهادة: «يمكنني أن أعلن بكل ثقة أن ثلثي أراضي الشركة في هندوستان أصبحت الآن غابة تسكنها الحيوانات المتوحشة فقط».
هذا ما يتعلق بالاستعمار الإنجليزي في منطقة واحدة من مناطق العالم نستدل به على جرائم ووحشية هذا النظام الذي سيطر على 75% تقريباً من العالم.
أما فرنسا فهي لا تقل سوءاً عن وصيفتها بريطانيا بالرغم من أنها تدعي إنها رائدة الحرية في العالم، حيث يقول الدستور الأول في مقدمته أي في إعلانه لحقوق الإنسان والمواطنة: «كل البشر يولدون أحراراً متساوين في الحقوق»، ومع ذلك قتلت فرنسا ما يفوق المليون جزائري في أرضهم وهم يدافعون عن حقوقهم الأساسية، فهل كان العالم آنذاك يعيش في أمان؟
أما حديثاً، وبعد أن تربعت أميركا على عرش السياسة الدولية فسوف نستدل على أعمالها بشهادة شاهد من أهلها ألا وهو وزير العدل الأميركي الأسبق (رمزي كلارك)، وسوف ننقل حرفياً ما قاله لقناة الجزيرة في اللقاء الذي تم معه في برنامج بلا حدود، حيث صرح الوزير قائلاً: «إن أميركا لها (75) تدخلاً عسكرياً في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية منذ عام 1945م حتى الآن …. وإن الولايات المتحدة الأميركية في حروبها السابقة قتلت أكثر من سبعة ملايين من البشر: منهم ثلاثة ونصف المليون في كوريا الشمالية، ومليون في الفلبين، ومليون في فيتنام، والبقيةً في العراق وأميركا الجنوبية…. فما تقوم به الإدارة الأميركية هي أعمال انتقامية ضد السكان، وأصبح الآن لا يوجد في العالم من يشعر بالأمان، لأن الإدارة الأميركية لا تحترم القوانين ….. إن الإدارة الأميركية في تدخلاتها دائماً تناصر الطغاة والدكتاتوريين على شعوبهم المستضعفة». وكشف الوزير عن هذه الحقائق قائلاً: «في عام 1953م أعدنا الشاه للحكم وكانت مأساة عظيمة للشعب الإيراني. وفي الكونغو جنوب وسط أفريقيا جعلنا موبوتو في الحكم الذي حرم الشعب ثرواته سبعة وثلاثين عاماً. وفي تشيلي أسهمنا في قتل سلفادور وأمسكنا للجنرال (بينوشيه) السلطة وحكم البلاد فحكم بقبضة من حديد وأسميناه معجزة لأنه كان يخدم مصالحنا. وفي الفلبين أعدنا ماركوس الدكتاتور للحكم» انتهى كلام الوزير.
لقد قتلت القوات البريطانية والقوات الأميركية في 5/11/2002م في قلعة (خانجي) في مزار شريف في أفغانستان (450) أسيراً مكبلين من خلف ظهورهم، فهؤلاء قد سلموا أنفسهم للأمم المتحدة وليس للولايات المتحدة، وقد نقلت صورهم القناة الثانية الفرنسية وشهد هذه المذبحة بعض مراسلي الصحف منهم مراسل (صنداى تايمز)، الذي وصفها بأنها كانت على قدر كبير من الوحشية. وقد اعتبر (رمزي كلارك) وزير العدل الأميركي الأسبق هذه المذبحة بأنها جريمة حرب، وذكر أنه لم يحقَّق في هذه المذبحة لأن الكل يخشى أن يوصف بالإرهاب إن هو دافع عن حقوق الأسرى.
وفي أفغانستان أيضاً قتلت الإدارة الأميركية في الفترة 7/10- 3/12/2001م عدد (3767) شخصاً من الأطفال والنساء والشيوخ والعزّل من المدنيين، هذا ما ذكره البروفسور الأميركي (مارك دبليو هيرالد) من جامعة نيو هامشاير، إضافة إلى تدمير آلاف القرى وهدم المنازل وخروج الملايين من بلادهم بحثاً عن الأمن.
أما في مجال الجرائم العامة، فقد صرح رئيس الندوة الدولية لمكافحة الجريمة والإرهاب (الجنرال أناتولي كوليكوف) : «إن هنالك حوالى (400) ألف جريمة تُرتكب يومياً في العالم، وإن الجريمة قد نمت خلال الثلاثين عاماً الأخيرة حوالى ثماني مرات في أميركا، وسبع مرات في بريطانيا والسويد، وأربع مرات في روسيا».
أما فيما يتعلق بالأمن الداخلي فسوف نأخذ نموذجاً واحداً في الولايات المتحدة الأميركية؛ رائدة النظام الرأسمالي، وذلك حسب تقرير مكتب التحقيقات الفدرالي حول إحصاءات العنف الصادر في 2007م، فإن 1.41 مليون جريمة عنف سُجّلت في عموم البلاد عام 2006م بزيادة 1.9%. أما معدل الجرائم في أميركا فإنه تقع جريمة سرقة عادية كل (3) ثوان، وجريمة سطو كل (14) ثانية، وسرقة سيارة كل (25) ثانية، وسرقة مقترنة بالعنف كل (60) ثانية، وجريمة اغتصاب كل (6) ثوان، وجريمة قتل كل (31) ثانية.
وتقدر كلفة الجريمة في أميركا (105) بليون دولارتنفق في علاج الضحايا، و(350) بليون دولار للتعويضات والتأمين، و(120) بليون دولار تصرف على الشرطة، و(351) بليون دولار تصرف على السجون. كما أن هنالك (14) مليون من مدمني المخدرات. ويوجد في أميركا حوالى سبعة ملايين سجين، أي واحد من كل (32) مواطن أميركي قابع في السجون.
فهل بعد كل هذه الأرقام استطاع النظام الرأسمالي أن يوفر الأمن للعالم؟ الإجابة ما قال به وزير العدل الأميركي السابق الذكر.
ثانياً: في المجال الاقتصادي:
كان الكثيرون يتشدقون بأن النظام الرأسمالي قد كفل للناس فرصاً لتحقيق الرفاهية، وحتى نتبين من هذا الأمر سوف ننقل مقتطفات من تقرير للأمم المتحدة يقول: (يعيش على كوكب الأرض (6) مليار من البشر، يبلغ سكان الدول النامية (4.3) مليار، يعيش منهم ما يقارب (3) مليار تحت خط الفقر، وهو دولاران أميركيان في اليوم، ومن بين هؤلاء هناك (1.2) مليار نسمة يحصلون على أقل من دولار واحد في اليوم.
وفي المقابل توضح الإحصاءات الغربية بالأرقام أن الدول الصناعية تملك (97%) من الامتيازات العالمية كافة، وأن الشركات الدولية العابرة للقارات تملك (90%) من امتيازات التقنية والإنتاج والتسويق، وأن أكثر من (80%) من أرباح إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر في البلدان النامية يذهب إلى (20) دولة غنية. وفي البلدان النامية نجد أن نسبة (33.3%) ليس لديهم مياه شرب آمنة أو معقمة أو صالحة للشرب والاستعمال، و(25%) يفتقرون للسكن اللائق، و(20%) يفتقدون أبسط الخدمات الصحية الاعتيادية، و(20%) من الأطفال لا يصلون إلى الصف الخامس الابتدائي، و(20%) من الطلبة يعانون من سوء التغذية.
وفي المقابل تبلغ ثروة ثلاثة من أغنى أغنياء العالم ما يعادل مجموع الناتج المحلي لأفقر (48) دولة في العالم، كما أن ثروة (200) من أغنى أغنياء العالم تتجاوز نسبتها دخل (41%) من سكان العالم مجتمعين، وتوضح الدراسات أنهم لو ساهموا بـ(1%) فقط من هذه الثروة لغطت تكلفة الدراسة الابتدائية لكل الأطفال في العالم النامي. وبينما يموت (35) ألف طفل يومياً بسبب الجوع والمرض، ويقضي خمس سكان البلدان النامية بقية اليوم وهم يتضورون جوعاً، وتقل المساعدات المخصصة للدول الفقيرة عن طريق منظمة الأمم المتحدة عما تنفقه (9) من البلدان المتقدمة على غذاء القطط والكلاب في ستة أيام فقط.كما كشفت آخر إحصاءات الأمم المتحدة أن أكثر من مائة مليون طفل يبيتون في الشوارع.
أما في مقابل هذه الصورة فهنالك صورة للإنفاق في العالم سوف نذكر بعض الأرقام وأوجه الصرف حتى تكتمل الصورة في أذهاننا. إن ما ينفق على التسلح بلغ (1.059) ترليون دولار، وذلك حسب ما ورد في التحذير الذي أطلقته منظمة (أوكسفام) الخيرية البريطانية، وحسب ما قالت المنظمة فالرقم يفوق (15) مرة حجم الإنفاق الراهن على المساعدات الدولية . وحسب ما ورد من وزارة الدفاع الأميركية أن برنامج التسلح في الولايات المتحدة الأميركية ارتفع من سبتمبر 2001م من (790) مليار دولار إلى (1.61) ترليون، ويقول مركز الأهرام الدولي: (إن معدل الفرد من الإنفاق العسكري يقدر بحوالى (248) دولار) كما تنفق (400) مليار دولار على المخدرات وتنفق أوروبا على الخمور مائة مليار دولار، وكذلك تنفق على القطط والكلاب في أوروبا (67) مليار، وبينما ينفق عليها في أميركا (52) مليار دولار. كما تنفق (600) مليار دولار على عمليات التجميل ومستحضراته.
أما إذا تحدثنا عن حجم الديون في دول العالم الثالث فهي تفوق إنتاج تلك البلاد في عدة سنوات. أما أكبر الدول اقتراضاً فهي أميركا، إذ إن عجز موازنتها السنوية بلغ (400) مليار دولار. هذا هو النظام الرأسمالي في مجال الاقتصاد. فهل هذا النظام قادر على الصمود والاستمرار؟!
ثالثاً: مجال اللهو:
ذكرت وزارة العدل الأميركية في دراسة لها أن هنالك في الوقت الحاضر في أميركا وحدها (900) دار للسينما متخصصة في الأفلام الإباحية، وأكثر من (15) مكتبة ومحل فيديو تتاجر بأفلام ومجلات إباحية، كما أن أميركا تصدر سنوياً (150) مجلة من هذا النوع و (8000) عدد سنوياً. وتجارة الأفلام الإباحية زادت من (75) مليون دولار عام 1985م إلى (656) مليون دولار سنة 1996م. وفي عملية إحصاء أجرتها zogbyفي مارس 2000م وجدت أن أكثر من (20%) من سكان أميركا يزورون صفحات إباحية على النت.
رابعاً: أما في مجال الحياة العامة، كشفت دراسة فرنسية أن (160) ألف فرنسي يحاولون كل عام الانتحار، يموت منهم (32) يومياً، العديد منهم من الشباب، وخاصة من النساء بسبب الاكتئاب والضغوط الشديدة للحياة العصرية، كما أظهر التقرير الذي بثته محطة (سي بي اس) أن عدد الجنود الأميركان الذين انتحروا يفوق عدد الجنود الذين قتلوا في العراق، حيث بلغ عددهم في عام واحد (6356) من المحاربين ما يعني حدوث (17) حالة انتحار يومياً. قال المفتش الطبي الأميركي في وقت سابق: «إن شريحة تبلغ نسبتها (39%) من القوات الأميركية خضعت للفحص بعد أربعة أشهر من عودتها من العراق أصبحت فريسة للاضطرابات النفسية بالضغط» نقلاً عن الأسوشييتد برس، كما أوضحت الدراسة التي أعدتها مؤسسة الرفاهية العسكرية للأمراض العقلية (كومات سورس) أن أكثر من (1300) جندي من الجنود البريطانيين الذين عادوا من العراق خلال الفترة 2003م- 2005م يعانون من مشكلة نفسية وعقلية وحالات اكتئاب، أما من المدنيين فإن (13) حالة يموتون يومياً بسبب الانتحار.
أما حالات الطلاق، فقد جاء في دراسة أعدها معهد الترشيد العائلي في مدريد أن (52%) من الإسبان لا يستمر زواجهم أكثر من عشر سنوات، وأن حالات الطلاق ارتفعت بنسبة (72%)، وبلغ عدد المطلقين منذ عام 1982م، وهو العام الذي صدر فيه قانون يسمح بالطلاق، بلغ مليون ونصف المليون مطلق، وأن حالات الافتراق بين الزوجين سجلت حالة كل أربع دقائق، وأرجعت الدراسة سبب تفشي الطلاق إلى عدم التمسك بالقيم والتحولات الفكرية ونزول المرأة إلى سوق العمل.أما في أميركا فقد بلغت نسبة الطلاق (60%) من حالات الزواج.
تقول منظمة العمل الدولية في تقرير أصدرته مؤخراً إن عدد العاطلين عن العمل في العالم قد ارتفع إلى 180 مليوناً.
بقيت مسألة واحدة هي، هل التزم الغرب بالمبدأ الرأسمالي في جميع أحوالهم، أم أنهم خرقوه، فإن خرقهم له إشارة لاحتراقه؟ حتى نجيب على هذا السؤال فالواقع أصدق دليل، فالغرب كله يؤمن بالحريات، وأن الإنسان خلق حراً ولكن مع كل ذلك نجد أن بريطانيا وفرنسا وبعض الدول الأوروبية قد استعمرت كل أفريقيا وآسيا وجزءاً من أميركا الجنوبية والشمالية، فهل هذا الاستعمار يعني إعطاء هذه الشعوب حرياتها؟ أم أن المصلحة تتصادم مع الحريات في كثير من الأحيان؟ وقد مارسوا أبشع الأعمال ضد الإنسانية كما ذكرنا في نموذج الهند الصينية آنفاً، وقد كانوا يصطادون العبيد في أفريقيا كما يصطادون الحيوانات المتوحشة، ويعاملونهم أسوأ مما يعاملون الحيوانات، فهل هذا يكفل الحريات العامة؟ وغيرها الكثير.
أما في التاريخ الحديث فمن الصعوبة حصر تلك التجاوزات، ولكن نذكر بعضها لنؤكد على حقيقة أن هؤلاء الناس لا يلتزمون بالقوانين التي يصدرونها، كل العالم قد سمع وشاهد ما يجري في العراق وفي السجون العراقية وسجن أبي غريب الشهير الذي انتهكت فيه جميع حقوق الإنسان التي نصوا هم على قدسيتها وعلى وجوب المحافظة عليها، من قتل وتعذيب واغتصاب بأبشع الأساليب، وحاولوا أن يذروا الرماد في العيون بتقديم بعض من شاركوا في هذا العمل الإجرامي إلى العدالة، مع أن هذا العمل كان ممنهجاً ويعتبر من أبشع جرائم الحرب التي حدثت في حق الإنسانية، وكلنا سمعنا بالسجون الطائرة والسجون العائمة التي أقامتها الـ(سي أي أى) في محاولة منها لتعذيب المتهمين خارج الأراضي الأميركية، ولأن هذا يعفيها من مسؤولياتها، أما سجن غوانتانامو فإن الحديث عنه وعما دار ويدور فيه، وعن مخالفته لأبسط القوانين الدولية فالحديث في هذا الأمر يعتبر من الأحاديث في البديهيات التي يعرفها كل إنسان على ظهر البسيطة.
أما فيما يتعلق بالسياسات الخارجية، فإن الحكومات الغربية تدعم وبشكل كامل كل الحكومات الديكتاتورية التي تستضعف شعوبها وتنتهك أبسط حقوقهم في الحياة. فقد قالت كونداليزا رايس: «إننا دعمنا ولمدة ستين عاماً الاستقرار على حساب الحريات»، تقصد أنها دعمت الحكام الذين يقمعون شعوبهم ليوجدوا الاستقرار تحت الظلم. وهل كفّت حكومة كوندليزا رايس عن دعم هؤلاء الطغاة؟ ألا تعتبرهم الحكام المعتدلين في مصر والسعودية وغيرها من بلاد العالم الإسلامي، علماً بأن التقرير السنوي لحقوق الإنسان التي تصدره أميركا يدين هذه الحكومات. وهل هذه الحكومات الغربية تدعم الديمقراطية؟ من وأد الديمقراطية في الجزائر عندما فازت جبهة الإنقاذ؟ من قاطع حركة حماس بعد أن فازت بأغلبية المقاعد في فلسطين المحتلة بالرغم من أن حماس لم تطبق أو تطالب بتطبيق حكم شرعي واحد متعلق بالحكم.
أما الحال مع (إسرائيل) فإن أمره عجب، كيف جمع الشعب اليهودي من الشتات ليعطوه أرضاً يسكن عليها منذ عشرات السنين؟ وذلك بعد أن قام يهود بأبشع الجرائم في التاريخ ضد الشعب المسلم في فلسطين، هذا الشعب الأعزل الآمن، وذلك بدعم من دول الغرب قاطبة، ومنذ أن نشأت (إسرائيل) حتى الآن فإنهم وبشكل يومي يقتلون الأطفال والنساء والشيوخ ويهدمون البيوت ويجرفون الأراضي، ولم يقم أحد في الغرب على إدانتهم. كما أن (إسرائيل) رفضت أن تنفذ جميع القرارات الدولية ولم يفعل حماة القانون الدولي تجاهها أي شيء.
أما في داخل بلادهم فقد سن الكونغرس قانوناً ليتجسس على الأميركيين، وهو عمل مخالف للحرية الشخصية. كما أن بريطانيا قد نشرت آلاف الكاميرات على الطرقات العامة، وهو تعدي على الحرية أيضاً، كما أنها سنت قانوناً يحبس فيه الشخص لمدة (42) يوماً دون محاكمة.
أما فرنسا فقد روعها أن ترى النساء يلبسن الحجاب مع أنه من صميم الحرية الشخصية عندهم.
إن نظاماً بهذا المستوى من العجز على علاج المشاكل، وبهذا المستوى من الاختراق من أهله، فإنه حقاً نمر من ورق، ينتظر دابة الأرض لتأكل منسأته، وأحسب أن الخلافة القادمة هي من ستفعل ذلك إن شاء الله سبحانه وتعالى.
إنه قد آن أوانها وحلّ زمانها، وإنا، والله، نكاد نشم رائحتها، اللهم اجعلنا من رجالها، ومن حملة لوائها.
المهندس حسب الله النور (أبو معاذ) – السودان
2008-10-30