ألقُوا السلاح فقد مضى عَصْرُ السلاحِ وحُطِّمَتْ بِيضُ الصوارمِ والرمِّاحْ
.
|
وكبَا جوادُ الفتحِ من قَبْلِ القتالِ، وفارسُ الميْدانِ تُثْخِنُهُ الجِراحْ
.
|
وعلى حِرابِ الغاصبين تَمَزَّقَ الوطنُ السليبُ المُسْتباحْ
.
|
فُقِئَتْ عيونُ المجدِ في وطني، فشمسُ نهارِهِ عمياءُ، سَوْداءُ الوِشاحْ
.
|
والأُفْقُ أغبرُ والقَتامُ يَلُفُّ تحتَ رِدائهِ وَجْهَ الصَّباحْ
.
|
ومآذِنُ الأقصى بها خَفَتَ الأذانُ، فما تُرَجّعُهُ الهِضابُ أو البِطاحْ
.
|
وعرائِسُ الزيتونِ ماتَ الطَّلْعُ في أكمامها، كالعَصْفِ تذروهُ الرياحْ
.
|
والطيرُ بينَ الروْضِ أبكَمُ، ليس يُسْعِدُهُ الغِناءُ أو النُّواحْ
.
|
í í í
|
ألقُوا السلاحَ، فبائع الأوطانِ في كفّيْهِ يرتعِدُ السِلاحْ
.
|
ويَعُبُّ كأسَ الغَدْرِ في حاناتِ إسرائيلَ، مَخمورَ الجَنانِ بلا جُناحْ
.
|
ويسيرُ خَلْفَ رِكابِ مَنْ قادوهُ مغلولاً خَفيضَ الرأسِ مَقْبورَ الجِماحْ
.
|
يا قائدَ التحريرِ والتحريرُ يبرأث من خُنوعِك، والكِفاحْ
.
|
أصْبحتَ جَدْياً في قطيعِ الذُّلِّ حينَ أرادكَ الثوارُ كبشاً للنِّطاحْ
.
|
وغَدوْتَ عَيْراً للركوب، وظَنَّكَ الفرسانُ مُهْراً للجهادِ بكلِّ ساحْ
.
|
ولبستَ ثوب أبي رِقالٍ إذ زعمتَ بأنكَ الملكُ المظفّرُ أو صَلاحْ
.
|
وبأنكَ النِّسْرُ المحلِلّقُ، فارتميتَ إلى رِمالِ السَّفْحِ مَقْصوفَ الجَناحْ
.
|
í í í
|
يا غارقاً في لُجَّةِ الأَحلامِ كَمْ للبحرِ من عَصْفٍ مُبيدٍ واجتياحْ
.
|
والدربُ في صحراءِ أميركا يَضِلُّ بها السُّراةُ، فما لغادٍ من مَراحْ
.
|
تَجري وراءَ سَرابِهِمْ ظَمِئناً ولا رَشْفٌ يَبُلُّ صَداكَ من ماءٍ قَراحْ
.
|
وكلاعبِ النَّرْدِ المُقامِرِ وهْو لا يدري الخسارَ أو النجاحْ
.
|
أو كالمُكِبِّ على طُقوسِ السِّحر خَلْفَ مَدارجِ الشيطانِ، أو ضَرْبِ القِداحْ
.
|
تَقْفوا خُطا الساداتِ نحوَ المَهرجانِ بفرحِة اللُّقْيا لِعُرسٍ من سِفاحْ
.
|
ضَجّتْ به الأنغامُ صاخبةَ الرَّنينِ على لُحونِ الجاز أو رقص السّماحْ
.
|
وهَوَتْ شِعاراتُ البطولةِ فهي أقنِعةٌ من التمثيل خادِعةٌ تُزاحْ
.
|
وأمامَ رابينَ انطوتْ تلكَ الصحائفُ من دمِ الشهداءِ مُرْخَصَةً تُباحْ
.
|
وتَصافَحَ الكفّانِ، والأشواقُ في الأعماقِ ناطقةٌ بأَلْسنةٍ فِصاحْ
.
|
وعرائسُ الأفراحِ من صِهْيَوْنَ في هُولْيودَ راقصةٌ مُغَرّدةٌ لياليها المِلاحْ
.
|
وخَلَعْتَ جِلبابَ الفضيلةِِ في زِفافِ العُهْرِ حين بَرزْتَ بالوجهِ الوَقاحْ
.
|
ستعودُ للوطنِ الذبيحِ تُحُفُّكَ اللعَناتُ منبوذاً حقيراً في المساء وفي الصباحْ
.
|
وتُقيمُ عبداً صاغِراً من حوْلِكَ الغِربانُ عاليةُ الصِّياحْ
.
|
í í í
|
كُرْسِيُّكَ المصنوعُ من خَزَفٍ وعَرْشُ الهوُنِ والتَاجُ الوَضيعُ المُستَعارْ
.
|
رمزُ النفاقِ، وحُلَّةٌ تكْسوكَ بالذلِّ المُجَلِّلِ والشَّنارْ
.
|
وعليكَ أوسمةُ الخيانةِ والهزيمةِ، صاغَها صِهْيوْنُ من خِزْيٍ وعارْ
.
|
وجنودُ إسرائيلَ تَحمِي رَكْبكَ الملكيَّ في أرضِ البطولةِ حيثُ سارْ
.
|
فاجلسْ على العرشِ الذي شادوه من أجْداثِ أطفالٍ صِغارْ
.
|
وارشُفْ دَمَ القتلى وأنتَ تبادلُ الأنخابَ سادَتََكَ الكِبارْ
.
|
وامزِجْهُ بالخمرِ التي سُكِبَتْ معربدةً بأقداحِ تُدارْ
.
|
يَسقيكَ رابينُ الكُؤوسَ، وأنتَ في سُكْرٍ على أوراقِ مائدةِ القِمارْ
.
|
وكأنّكَ البطلُ الذي قادَ الجيوشَ وعادَ من فتْحٍ كبيرٍ وانتصارْ
.
|
سِرْ في رُباها والسهولِ الخُضْرِ في خَجلٍ وذُلٍّ وانْكسارْ
.
|
وكأنكَ اللصُّ الذي قد قارفَ الإجرامَ في وَضَحِ النّهارِ
.
|
أو أنكَ الجاسوسُ يُبصِرُ كيف يمرحُ في البلادِ الغاصبونَ ولا يَغارْ
.
|
طُفْ عارياً في القدسِ، إلاّ من شِعار الزيفِ، منبوذاً فقد كُشِفَ الستارْ
.
|
وبَدتْ وجوهُ الخائنينَ بِسِحْنَةٍ سوداءَ شائِهةِ المَلامِحِ ليس يِسْترُها شِعارْ
.
|
والكاذبونَ حبالهُمْ في جَوْلةِ التضليلِ والتدجيلِ باليةٌ قِصارْ
.
|
í í í
|
يا بائع الأوطانِ بالثمنِ الحقيرِ، وصفقةُ الأوطانِ عُقباها الخَسارُ أو البَوارْ
.
|
والقِبلةُ الأولى ونارُ الطورِ ما زالت قِبابُ القدسِ موقَدَةً بشُعْلتها تُنارْ
.
|
وعبيرُ أجنحةِ البُراقِ وزيتُها الوهَاجُ في المصباحِ ذَوْبٌ من نُضارْ
.
|
وغُبارُ خيلِ الفتحِ ما زالت به الآفاقُ عابقةً يُعَطِّرُها الغُبارْ
.
|
í í í
|
يا حارس الأعداء كالعبدِ الأجيرِ، وثَوْبُهُ والبرُْدُ يزهو والإزارْ
.
|
أكفانُ يأسٍ، في عيون الناس، قَتّالِ، وذُلٍّ واحتقارْ
.
|
وسريرُ غرفةِ نومهِ وفراشُهُ وغطاؤهُ تابوتُ موتٍ وانتحارْ
.
|
وطَعامهُ الزَّقّومُ طَلْعُ خَبيثةٍ لُعِنَت، فما لجذورها فوقَ البسيطة من قَرارْ
.
|
وشرابُهُ ماءُ الحَميم، بكأسِهِ غُصَصٌ تُجرِّعُهُ المذلَّةَ والمهانة والصَّغارْ
.
|
والقصرُ مضطرِبُ الأساسِ مُصَدَّعُ الأركانِ واهي السقفِ مُنْهارُ الجدارْ
.
|
فاقْبَعْ به كالثعلبِ المضروبِ خارجَ جُحْرِهِ والكَهْفِ سوراً من حِصارْ
.
|
واحملْ سِلاحَ المعتدينَ وحاربِ الأوطانَ والسكانَ كالوحشِ المعربدِ في الديارْ
.
|
واضربْ يَدَ الطفلِ الذي حَمَلَ الحجارةَ غاضباً في وجهِ جلاّديهِ منتقماً وثارْ
.
|
í í í
|
يا من سلكتَ إلى الخيانةِ مَسْلَكَ الساداتِ لا تأمنْ لمسلكِهِ العِثارْ
.
|
إنّ الطريقَ مهامِهٌ وقِفارُ مَهْلَكَةٍ بِعادُ الغَوْرِ تتلوها قِفارْ
.
|
أو مُزْيِدٌ يهتاجُ والمَلاّحُ من تيهٍ على أمواج لُجّتِهِ يَحارْ
.
|
كمْ زورقٍ للخائنين تَحطّمتْ ألواحُهُ وهَوى به الرُّبانُ في عَرْضِ البِحارْ
.
|
يا من حملتَ النارَ في كَفّيْكَ، إن التُّرْبَ في هذي البلادِ اليومَ من جَمْرٍ ونارْ
.
|
فاخذَرْ مِنَ اللهبِ الذي يطغنى، فحين يثورُ كالبركانِ لا يُجدي الحِذارْ
.
|
í í í
|
يا لاهثين وراءَ أميكرا وكُلُّ مُسابقٍِ يرجو بساحتِها الجِوارْ
.
|
ويزورُ تمثالاً من الحرية النكراء، مَلعونَ المُحَيّا والمَزارْ
.
|
حُريّةٌ ألْقتْ عن الوجهِ القناعَ كعاهرٍشمْطاءَ مَزّقَتِ الخِمارْ
.
|
يتسابقون إلى قرارِ الزُّورِ تُصْدِرُهُ، وكلُّ منافقٍ في الصدر يَحتضِنُ القَرارْ
.
|
قَطفوا ثِمارَ الذلِّ، عادوا في الحقائب يَحْملونَ المُرَّ والعَفِنَ الخَسيسَ من الثِمارْ
.
|
وكأنّ فَوْقَ رؤوسهم تيجانَ نَصْرٍ زانَها في الحَربِ نَسرينٌ وغارْ
.
|
تلكَ الرؤوسُ العامراتُ بكل تفكيرٍ وإبداعٍ غريبٍ وابتكار
.
|
حَملتْ من الأحلامِ والأوهامِ والتقليدِ والنهجِ الغَ,يِّ المُستَعارْ
.
|
مرضى بها شَلَلٌ، من التخدير مُثْقَلةٌ، ومن سُكْرٍ يرنّحها دُوارْ
.
|
هُمْ عَثْرةُ الأوطانِ، والشرُّ المحيطُ المستطيرُ، وداؤها الخَطِرُ المقيمُ بكلّ دارْ
.
.
|
í í í
|
يا أمّةً يجتاحها ليلٌ من الخَطْبِ المعربدِ حالكُ الظُلُماتِ ليسَ له انْحِسارْ
.
|
وتسيرُ في صَخَبِ العواصفِ بين خَطْوٍ عاثرٍ واهي العزيمةِ وانحدارْ
.
|
جاستْ مغانِيَها الذئابُ فلمْ تَثُرْ غضبى مزمجرةً، ولَمْ تَنهضْ لِثارْ
.
|
هذي الحياةُ نَمُدُّها بالنورِ نَهديها، ومن منهاجِنا الأعلى لنا أبداً مَنارْ
.
|
ونُحطّمُ الأصنامَ، ما زالتْ لنا فأسُ الخليلِ وعَزْمُهُ عنوانَ بأسٍ واقتدارْ
.
|
لا ترهبوا سلطانَ أميركا وزوبعةً على الإسلامِ عاتيةً تُثارْ
.
|
لا ترهبوا في الحرب يومَ الزحفِ أسلحةَ الدمارِ، ومن كبائِرها الهزيمةُ والفِرارْ
.
|
وكتابُنا العُلْوِيُّ علَّمَنا بأنّ اليأسَ والخُذلانَ والإذعانَ أسلحةُ الدَّمارْ
.
|
لا ترهبوا صِهْيَوْنَ، فالزبَدُ الغُثاءُ وصانعوهُ وعاشِقُوهُ الخاضعون إلى تَبارْ
.
|
واسترجِعوا خيلَ الجهادِ، فأمةُ الإسلامِ في تَوْقٍ لساحات البطولةِ وانتظارْ
.
|
والصبرُ عُدتُنا وليس على القيود لنا أو الضيم اصطبارْ
.
|
ما زال في يُمنى أبي بكرٍ لِواءُ النصرِ خَفّاقاً وفي يُمنى عَليٍّ ذو الفقارْ
.
|
وخلافةُ الإسلامِ حِصْنٌ يَستظل المسلمونَ به وتاجٌ من فَخارْ
.
|
والصَّحوَةُ الكُبْرى شِعارُ الثائرين على قيود الذلِّ، بورِكَ من شِعارْ
.
|
والكوْنُ مملكةُ الهُداةِ المؤمنين، وكلُّ ليلٍ في مسيرِ الكوْنِ يَعْقُبُهُ نَهارْ
.
|