أوباما والبابا وتبييض الصورة
2009/06/28م
المقالات
1,944 زيارة
أوباما والبابا وتبييض الصورة
بدأت تحركات أوباما منذ فوزه في الانتخابات تجاه العالم الإسلامي في محاولات محمومة لتبييض صورة أميركا عند المسلمين بعد أن اسودَّت كثيراً في زمن الرئيس السابق بوش، ويبدو أن الإدارة الأميركية، وهي أكبر من أوباما، قررت الهجوم على العالم الإسلامي بقفازات ناعمة لعلها تخدع ضعاف العقول والنفوس وبعض المنافقين الذين يعرفون حقيقة أميركا وأطماعها ومكرها، وأن سياستها الخارجية لا يحددها ساكن البيت الأبيض مهما كان لونه، ومهما كان أصله؛ لذلك يحاول الرئيس أوباما استغلال أصله الأفريقي، وتعاطف بعض البسطاء مع سياسته لتسويق نفسه أولاً، ثم لتسويق سياسة أميركا ثانياً، ثم لكسب تعاطف بعض المسلمين مع المخططات الأميركية ومن ضمنها محاربة بعض المناطق الإسلامية تحت شعار مكافحة ما يسمى” الإرهاب”.
كانت أولى محاولات أوباما للتقرب من المسلمين توجيه كلمة لهم في أول خطاب له، ثم ذهاب وزيرة خارجيته إلى أفغانستان وإندونيسيا في أول زيارة لها، ثم أتبع ذلك بزيارة تركيا وزيارة أحد المساجد هناك، ثم توجيه كلمة أخرى للمسلمين، ثم زار العراق، وهاهو يزور مصر ويوجه رسالة إضافية للعالم الإسلامي، إنها محاولات ديكورية لا تغير شيئاً من حقيقة السياسة الأميركية ولا من طبيعة واضعيها ومنظريها، ولكن هل تُفلح كل هذه المحاولات؟ الجواب: كلا، ثم كلا، ثم كلا، إن العداء بين الأمة وبين أميركا وبريطانيا وباقي الدول التي استعمرت بلاد المسلمين وسرقت خيراتهم وزرعت دولة يهود في قلب فلسطين ودعمتهم بالمال والسلاح والسياسة والفيتو، ومارست المجازر ولا تزال في طول العالم الإسلامي وعرضه، ومارست سياسة التجهيل والإفقار والتخلف ضد المسلمين، ونصَّبت عملاء كتموا صوت الأمة وكتموا أنفاسها وسرقوا أموالها ووضعوها في مصارفها… إن هذا العداء أعمق من أن تغطيه تصريحات ساذجة وزيارات بروتوكولية… فكيف تنسى الأمة أعداءها، وكيف تسامحهم بمجرد التلويح لهم بخطاب ناعم أو خطابين؟
أما البابا الذي جال مؤخراً في الأردن وفلسطين والقدس والناصرة وبيت لحم، ودخل مسجد قبة الصخرة وحاول ملاطفة المسلمين ببضعة كلمات ناعمة لا تحمل معنى الاعتذار، بينما اعتذر لليهود مراراً بأساليب شتى وبعبارات متنوعة أقلها إدانة مجازر النازية، أو ما يسمى “المحرقة”، كما أنه زار تركيا ودخل مسجد (أيا صوفيا)، وحاول توجيه رسالة من خلال زيارته هذه، هذا البابا استكثر كلمة واحدة واضحة تجاه المسلمين فيها إشارات تراجع عن إساءته للإسلام والمسلمين، رغم أنها لا تقدم ولا تؤخر. فالفجوة كبيرة، والإساءات كثيرة، ولا تنفع بضعة كلمات لتغطية محاولات التنصير، ودعم اليهود المغتصبين قولاً وعملاً، والسكوت عن المجازر التي تمارس ضد المسلمين في شتى بقاع الأرض. فهل تكفي مسرحيات الحوار والزيارات البروتوكولية؟
2009-06-28