الوحدة والمصالحة الفلسطينية بين المؤامرة والحقيقة!!!
2009/06/28م
المقالات
1,804 زيارة
الوحدة والمصالحة الفلسطينية بين المؤامرة والحقيقة!!!
أبو المعتصم – بيت المقدس
قبل البداية في الحديث عن موضوع الوحدة والمصالحة وما يراد منها، وما يخطط من ورائها، نريد أن نقف على قضية مهمة تتعلق بواقع الحرب على الله ورسوله وأمة الإسلام، هذه القضية هي قضية التضليل والتحريف ضد المسلمين من قبل الكفار.
لقد ضرب الحق تعالى صوراً كثيرة في كتابه العزيز من صور التضليل والتحريف ومحاولة الخداع للصدّ عن سبيل الله عز وجلّ، وفي نفس الوقت وضع للمسلمين الأسس الصحيحة في ردّ هذا الإجرام والمكر الكبير!..
وسوف نذكر بعض الآيات الكريمة التي تحدثت عن هذا المكر والخداع والتضليل ضد أمة الإسلام، ونذكر كذلك بعض الوقائع من تاريخ هذه الأمة؛ كيف كان يحصل التضليل والمكر والخداع لضرب مصالح المسلمين وتضليلهم عن جادة الحقّ والصواب والاستقامة؛ ثم نبين بعد ذلك واقع هذه الخديعة الكبرى والمؤامرة الخطيرة التي يحيكها الكفار من يهود ونصارى ضد قضية المسلمين في بيت المقدس، وضد أبناء بيت المقدس من المسلمين!…
أولاً: صور من التحريف والتضليل والخداع في كتاب الله عز وجلّ:
يقول الحق تبارك وتعالى في وصف أهل الكتاب الكفار: (وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ءَامِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ ءَامَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا ءَاخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [آل عمران 72].
هذه صورة من صور التضليل والتحريف والمكر مما كان يحيكه الكفار من أهل الكتاب ضد أمة الإسلام؛ حيث قالوا لبعضهم: آمنوا برسالة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أول النهار، ثم أعلنوا كفركم بهذه الرسالة، فإذا نظر الناس إلى ذلك قالوا: إن هناك سببا دعا هؤلاء للرجوع عن هذا الدين الجديد، فيرتدّوا عن دينهم!!..
أما الصورة الثانية التي ذكرها الحق تعالى في كتابه العزيز لتكون لنا عبرةً ودرساً بليغاً فهي ما جرى من مؤامرة في قصة مسجد الضرار؛ حيث أظهر قسم من المنافقين أنهم يريدون بناء مسجد داخل المدينة غير المسجد الذي يصلي فيه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقد أظهروا سبباً لذلك وهو بُعد المسافة عن مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، لكن الهدف الحقيقي كان خلاف هذا القول المعلن؛ إذ كان الهدف هو قتلُ المسلمين داخل المسجد عن طريق هدمه فوقهم في وقت الصلاة وذلك بمؤامرة حيكت وخُطط لها بليل مع طائفة من الروم!..
لكن الله عز وجلّ قد عصم رسوله والمؤمنين من هذه المؤامرة العظيمة وكشف أمرها في قرآن يتلى إلى يوم القيامة.. قال تعالى: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) [التوبة 107].
هذه بعضٌ من صور التضليل والتحريف والخداع ضربها الحق تعالى لتكون درساً وعبرة لأمة الإسلام إلى يوم القيامة..
والحقيقة أن هذه الصور والأساليب من التضليل لم تنته في عهد المصطفى عليه السلام وإنما استمرت طيلة التاريخ الإسلامي؛ ومن صورها في هذا التاريخ -على سبيل المثال لا الحصر- ما جرى من قبل الإنجليز عندما أرادوا هدم الخلافة، ولم تفلح معهم كل ألوان الحرب المادية والسياسية، عند ذلك لجؤوا إلى الخديعة واللفّ والدوران وتضليل المسلمين.
والطريقة التي لجؤوا إليها هي إظهار شخصية مصطفى كمال أتاتورك على أنه بطل قومي يسعى لتحرير البلاد والعباد ويهدف للقضاء على الإنجليز، لكنه في حقيقته متواطئ وعميل للإنجليز في نفس الوقت يهدف للقضاء على الخلافة الإسلامية بمؤامرة حيكت بليل في قصور ومقرّات الإنجليز…
فبعدما ارتقى مصطفى كمال لقيادة الجيش صنع الإنجليز مؤامرة يتظاهر فيها الإنجليز بالهزيمة أمام قوات أتاتورك، فيظهر في أعين الشعب التركي على أنه بطل قومي يستحق أن يُستجاب لآرائه وأن تُسمع كلمته.. وفعلاً كانت معركة غاليبولي في ميناء أنافورطه حيث انتصر أتاتورك على القوات الإنجليزية فيها، وعاد من هناك بطلاً قومياً إلى تركيا وجرت الاحتفالات له ورجع على الأكتاف، ثم أخذ يستثمر هذا النصر الكبير المصطنع بأن نصّب نفسه رئيساً على تركيا، ثم بعد ذلك خلع السلطان العثماني بمساعدة الإنجليز بطريقة خبيثة ، وأخذ يعمل على هدم أحكام الإسلام من الدستور والقوانين التركية شيئاً فشيئاً حتى تمكن أخيراً من إلغاء الخلافة نهائياً سنة 1924م.
وهناك صورة أخرى جرت ضد قضية الأقصى والقدس في بيت المقدس كان ظاهرها تحرير أرض بيت المقدس بعدما وقعت تحت احتلال اليهود، لكن الباطن منها كان الاعتراف بدولة يهود وتثبيتها، وحمايتها في أرض بيت المقدس، وفي نفس الوقت امتصاص نقمة المسلمين الغيورين ممّن تشتعل في نفوسهم روح الجهاد حباً في تحرير أرض بيت المقدس…
وفعلاً تآمرت الدول العربية وعن طريق الجامعة العربية وبإيعاز من أميركا وبريطانيا بإنشاء منظمة اسمها منظمة التحرير الفلسطينية، تنادي بتحرير فلسطين من البحر إلى النهر، وتنادي بالقضاء على كيان يهود وإخراجه بالقوة من كل ذرّة رمل من أرض فلسطين!!..
وقد دعمت الدول العربية مادياً ومعنوياً هذه المنظمة، واعترفت بها في جامعة الدول العربية ووضعت قرارات بخصوص ذلك، ثم دارت الأيام وإذا بهذه المنظمة تستجيب لدعوات الكفار بضرورة الاعتراف بقرارات الأمم المتحدة وهيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بخصوص قضية فلسطين، أي بالاعتراف بدولة يهود وبحقها في تراب فلسطين، ثم إذا بها تستجيب لدعوات الدول العربية -ممن اعترف بدولة يهود وأقام معها المعاهدات- بالاعتراف بدولة يهود تحت اسم المبادرة العربية والمبادرة السعودية وغير ذلك من مبادرات ما أنزل الله بها من سلطان أبداً…
فالظاهر من هذا الأمر كان هو تحرير فلسطين من البحر إلى النهر لكن الباطن كان خلاف ذلك، وقد سُخرت معاناة أهل فلسطين ودماؤهم سنوات طويلة حتى يوصلهم المجرمون إلى هذه النهاية الحزينة المؤلمة!
والحقيقة أن ما يجري اليوم من الدعوة للمصالحة والوحدة تحت سلطة هذه المنظمة، وتحت قرارات الجامعة العربية في مؤتمر الطائف وغيره من المؤتمرات كمؤتمر مكة والقاهرة.. هو نفس الأسلوب ونفس الطريقة في خداع وتضليل المسلمين، ومحاربة قضاياهم، وضرب مصالحهم خدمةً للاستعمار ودولة يهود.
فبعد أن عملوا على تطويع طائفة من المسلمين في هذه الديار تحت الشعار الوطني وتحرير فلسطين جاء الدور على القوى الإسلامية بنفس الطريقة، وبنفس الأسلوب لإدخالها فيما يُسمى كذباً وزوراً وتضليلاً (منظمة التحرير). والخديعة الكبرى التي جاؤوا بها هي المصالحة والوحدة وإعادة بناء غزة، وإعادة ما دمرته الحرب وغير ذلك من أضاليل، والهدف من ذلك كله هو إدخال ما بقي من قوى الجهاد ضد دولة يهود في هذه الدائرة الشريرة تحت مظلة القرارات الدولية، والقرارات العربية؛ في بوتقة منظمة التحرير، من أجل المصالحة مع دولة يهود والاعتراف الكامل بشرعيتها، والدخول معها في سلام ومحبة ووئام، وتحويل القوى المجاهدة التي كانت تحارب من أجل تحرير آخر حبة رمل من فلسطين؛ تحويلها إلى حارس أمين على رمال وأنهار وبحار وسهول فلسطين تحت سلطان دولة يهود وشرورهم!..
فهذا الشعار الذي رفع كرفع المصاحف على أسنة الرماح (المصالحة والوحدة) هو شعار خادع كاذب أفاك لا يراد منه الوحدة ولا المصالحة أبداً، ولا يراد منه صون الدماء.
فما هو المخرج من دائرة هذه الحرب الشريرة من قبل أعداء الله.. ما هو المنجى من هذه المؤامرات العظام وهذا المكر الكبير؟!.. كيف يتحصّن المسلمون من كل ألوان هذا الخداع والتضليل والتحريف والأكاذيب السياسية؟!
إن المنجى من كل ذلك قد بينه رب العزة جل جلاله في كتابه العزيز، وفي سنة نبيه عليه الصلاة والسلام في أكثر من آية وحديث.. ونجمله فيما يلي:
1- عدم الركون إلى الكفار ولا إلى أعمالهم ومؤسساتهم؛ قال تعالى: (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ) [هود 113].
والركون هنا كما ذكره المفسرون هو :الميل والاطمئنان والسير عن رضا واختيار في طرقهم؛ قال الإمام الشوكاني: (الركون هو الاستناد والاعتماد والركون إلى الشيء والرضا به ومودته وطاعته).
فلا يجوز شرعاً أن تميل ولو مجرد ميل لمشاريع أميركا أو دول أوروبا أو دولة يهود، ولا يجوز أن نركن لمشاريعهم السياسية لا عن طريق هيئة الأمم ولا مجلس الأمن ولا غيره… فالكفر ومؤسساته وهيئاته الدولية هو كما أخبر رب العزة جل جلاله حيث قال: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) [الأنفال 36]، وقال: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) [البقرة 120]، وقال: (إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا) [النساء 101].
2- الحذر ممن يركنون ويميلون ويتّصلون بالكفار من حكام ومفكرين وعلماء، وعدم طاعتهم أبداً في أي أمر فيه مخالفة للإسلام، وفيه خدمة لمشاريع الكفار عن طريق هيئاتهم ومؤسساتهم الدولية.. قال تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) [المائدة 51].
فأولياء الكفار من حكام ومفكرين وسياسيين وممن يُسمون بالعلماء هم في أعمالهم من جنس الكفار، ولا تجوز طاعتهم أبداً لا في المشاريع السياسية، ولا في أمور ظاهرها فيه الخير، لأن نواياهم خبيثة تتصل بالكفار.
3- الوعي السياسي والفكري وعياً تاماً، بحيث يكون عند المسلم القاعدة السليمة القوية في كشف أي تضليل أو تحريف أو خداع. وهذا الأمر قد طلبه الشارع الحكيم وعلمه لنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). قال تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا) [النساء 83]، وقال: (وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا) [النساء 102]. وقال: (يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) [المنافقون 4].
وقال عليه الصلاة والسلام: «المؤمن كيس فطن» وقال: «من أصبح وهمُّهُ غيرُ اللهِ فليسَ من الله، ومن أصبحَ لا يهتَمُّ بأمرِ المسلمين فليس منهم» رواه الحاكم في المستدرك، وقد كان عليه الصلاة والسلام بأفعاله يعلم المسلمين الإحاطة بالأمور حتى يتّقوا شرها، فقد عقد معاهدة الحديبية وكانت عملاً سياسياً، أراد منه ضرب العلاقة بين الكفار وخيبر ليتفرغ بعد ذلك لفتح خيبر، ثم فتح مكة، وأرسل جيشاً إلى الروم في غزوة مؤتة لينشر المهابة في جزيرة العرب تجاه الدولة الإسلامية، وكذلك أحاط عليه الصلاة والسلام بالوعي عما يدور حوله من دول الكفار فأرسل إليهم الرسل والكتب، وكان يعلم ما يدور حوله.. هذا من جهة.
ومن جهة أخرى فإن الوعي السياسي عند الأمة بشكل عام مرتبط بواجب شرعي هو اتقاء شر الكفار وألاعيبهم السياسية ومكرهم وخديعتهم قال تعالى: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) [الأنفال 30] أي يحيكون الخطط والأساليب والوسائل للإيقاع بالمسلمين، قال تعالى: (وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ) [الأنفال 62].
فالله سبحانه وتعالى أرشد المسلمين أن الكفار يمكرون ويحاولون الخداع بشكل دائم مستمر، وهذا يحتاج من المسلمين إلى دراية وعلم وإحاطة بهذا المكر وهذا الخداع حتى يتقوا شره.
فالقاعدة الشرعية تقول: «ما لا يتم الواجب به فهو واجب». ورد مكر الكفر هو واجب شرعي على المسلمين بشكل عام.
4- الالتزام بأحكام الله عز وجل، وخاصّة ما يتعلق منها بالكفار، والمعاهدات، والسلم والحرب، وعدم الالتفات إلى ما دون ذلك من تضليل وتحريف وصدّ عن أحكام الله قال تعالى: (اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ) [الأعراف 3] وقال: (وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا) [الإسراء 73] وقال: (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) [الأنعام 116].
5- الميل نحو المخلصين من أبناء هذه الأمة والسير معهم ولزوم جماعتهم، وعدم الميل لأولياء الشيطان من أولياء الكفار، أو من يسيرون في ركابهم ومخططاتهم.
قال تعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) [الكهف 28].
وأخيراً نقول: يقول الحق تعالى: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) [النحل 128]، ويقول: (تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ) [هو 49]، ويقول كذلك: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) [العنكبوت 69] أي يلتزمون شرعنا ويتحملون في سبيل ذلك الأذى والتعب والمشقة. ويقول في عاقبة الصراع بين الحق والباطل: (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ) [الرعد 17]، ويقول في مكر الكفار وأوليائهم وأعوانهم وشركائهم ضد قضايا المسلمين ومصالحهم: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) [الأنفال 30].
نعم… سيكشف الله تعالى كل هذه الألاعيب والضلالات تماماً كما كشف غيرها من قبل، وستذهب كل هذه الفقاعات في الهواء، وسينصر الله تعالى المخلصين من أبناء هذه الأمة في نهاية المطاف، ذاك وعد من الله غير مكذوب.. ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المشركون.
2009-06-28