تـعـلـيــق على رسـالـة
2016/09/27م
المقالات
1,635 زيارة
تـعـلـيــق على رسـالـة
أوردت جريدة «الحياة» في 22/10/97 ص18 رسالة من جلال طالباني ردًّا على شلومو نكديمون، جاء فيها:
السيد شلومو نكديمون
هكذا ترون أنكم أدخلتم اسمي بخطأ عابر أو مقصود في سجل زوار السفارة الإسرائيلية في باريس … لذلك أكرر رجائي بتصحيح هذا الخبر الباطل بأقرب فرصة ممكنة
وبهذه المناسبة أود بيان حقيقتين:
-
أنني لم أكن قط ضد العلاقة مع اليهود لكونهم يهوداً بل كان وما زال لي العديد من الأصدقاء اليهود بينهم…
-
لم تعد العلاقة بين الكرد واليهود الإسرائيليين محرمة ومجرمة بعدما تطورت العلاقة الفلسطينية – الإسرائيلية، وبعد العلاقات الإسرائيلية – العربية المتعددة، ليس الأكراد ولا يمكن أن يكونوا ملكيين أكثر من الملك، ولا أكثر كثلكة من قداسة البابا نفسه.
وبالتالي فليس للأخوة العرب الحق في العتاب على كل نوع من أنواع العلاقة الكردية – اليهودية و(الإسرائيلية) بل لهم الحق إذا كانت العلاقة ضدهم أو متعارضة مع المنافع الحقيقية للأمة العربية الشقيقة.
والسلام على من اتبع الهدى
جلال طالباني
أود أن أعلق على ما جاء في هذه الرسالة – المقال عدة تعليقات:
الأول: إن العلاقة بأفراد اليهود غير الإسرائيليين، وغير الداعمين لدولة إسرائيل بأي شكل من الأشكال جائزة في حدود ما أباحه الشرع فتحرم موالاتهم ويحل نكاح نسائهم… الخ.
الثاني: العلاقة بين الكرد واليهود الإسرائيليين لا زالت محرمة، لا كما قلت: لم تعد محرمة، فالذي يحلل ويحرم هو اللـه سبحانه، وليس الفلسطينيين ولا العرب ولا الكرد، وما نعلمه أن المسلمين على اختلاف شعوبهم وقبائلهم لا زالوا يعتبرون إقامة وطن لليهود على أرض فلسطين الخراجية التي رقبتها لبيت مال المسلمين حرام وجريمة، وأن الاعتراف بدولة لهم على أرض ائتمننا عليها الأجداد خيانة، لأن الخيانة هي تضييع الأمانة. وآخر جد وضع فلسطين أمانة بأيدينا هو صلاح الدين الكردي بعد أن حررها من الصليبيين، ولا زال الأكراد يسكنون مدن الشام ولهم فيها أحياء كدمشق والخليل.
الثالث: ليس كل الفلسطينيين ولا كل العرب تطورت علاقتهم واعترفوا بدولة إسرائيل، فالتعميم ظلم لأكثريتهم الرافضة لكل صلح دائم ولكل اعتراف، فهم كبقية إخوانهم من الأكراد والفرس والهنود والترك والبربر وغيرهم يرفضون هذه العلاقة وينتظرون بفارغ الصبر اليوم الذي يجمع اللـه هذه الأمة على خيرها نفساً يقودهم إلى ساحات الجهاد تحت راية العُقاب. أما الذين خانوا أماناتهم فهم قلة من الكبراء وأعوانهم ممن باعوا أنفسهم للشيطان، ورضوا بالقعود والركون إلى الذين ظلموا وجعلوا للكافرين عليهم كل سبيل، ووالوا أعداء اللـه من المستعمرين الكفّار.
الرابع: لماذا لا يكون الكردي المسلم أكثر إخلاصاً وأشد تمسكاً بدينه وأكثر محافظة على أمانته من الفلسطيني أو العربي الخائن. ولا أقول ملكياً أكثر من الملك أو أكثر كثلكة من البابا. اللهم إلا إذا كان من جنسهم، ويفكر بطريقتهم، فلا اقتداء بالخيانة ولا بفعل الحرام، ولا تزر وازرة وزر أخرى.
الخامس: التقديس هو منتهى الاحترام القلبي، والمسلم لا يقدس إلا ما أمره اللـه سبحانه بتقديسه والبابا ليست له قداسة.
السادس: إن العرب (أعني المسلمين منهم) الذين لم يعترفوا بإسرائيل ولم يقروا الصلح الدائم معها واعتبروه خيانة لهم الحق في نصحك ومحاسبتك وردعك عن المنكر الذي تقوله وتفعله.
وتذكيرك بأن فلسطين وفيها الأقصى ليست للفلسطينيين ولا للعرب وإنما هي للمسلمين. وقد تعدى من اعترف لليهود بها على جميع المسلمين، تماماً كشمال العراق فإنه ليس للأكراد والعرب وحدهم بل هو كفلسطين أرض رقبتها لبيت مال المسلمين. والأصل الذي لا مراء فيه، أن كل البلدان الإسلامية لا حدود بينها ويجب أن يحكمها خليفة واحد، لتتحقق بذلك جماعة المسلمين. والجهود التي يبذلها الكرد والفلسطينيون والأفغان والهنود والجزائريون وغيرهم من أمة الإسلام يجب أن تنصب في هذا الأمر حتى يقيموا خليفتهم ويكوّنوا جماعتهم، وقد آن لهم أن يدركوا أنهم يبعثرون جهودهم، ويهدرون طاقاتهم، ولا يحققون إلا مزيداً من الشقاق والفرقة، وزرع العداوة بين شعوب الأمة الواحدة وتمكين عدوها منها. نسأل اللـه أن يهدينا إلى الجماعة والطاعة .
عبد الرحمن العقبي
2016-09-27