كلمة أخيرة: استفتاء الجامع والجامعة أصدق
2016/09/27م
المقالات
1,866 زيارة
كلمة أخيرة:
استفتاء الجامع والجامعة أصدق
شاهد الناس خلال الأسبوع الذي سبق زيارة كوفي أنان للعراق ومن خلال شاشات التلفزة مظاهر ومظاهرات الرفض لسياسة أميركا في بلاد المسلمين, فانطلقت التظاهرات من كبريات الجامعات والمساجد, ومنها على سبيل المثال المظاهرات التي انطلقت داخل خمس جامعات مصرية كبيرة لمدة تقارب الأسبوع, والجامعة الأردنية, وجامعة النجاح في الضفة, وجامع بايزيد في تركيا, والجامع الحسيني الكبير في عُمان وغير ذلك من المساجد والجامعات, فكان ذلك استفتاء لم تشرف عليه الأجهزة الرسمية بل حاولت قمع جمهور المصلين قبل أن يتخطوا باب المسجد (كما حصل في مسجد بايزيد في استانبول, والجامع الحسيني الكبير في عُمان). أما في الجامعات فقد أحاطت قوى الأمن (القمع) بأسوار وأبواب الجامعات لحصر الطلاب داخل الجامعة ومنعهم من الخروج, إلى أن الرسالة وصلت حيث ينبغي أن تصل, وعلمت الأنظمة ومن يقف وراءها مدى الغضب الذي يعتمل في صدور الناس ضد هذه الأنظمة وضد أسيادها, وخشية هذه الأنظمة من البركان الذي قد ينفجر في لحظة من اللحظات فيطيح بكل السياجان الأمنية ومسيجيها, فكان أن اجمع الجميع على الحل الدبلوماسي, وسارع كلينتون إلى توجيه رسالة عاطفية إلى (العرب المسلمين) في سابقة فريدة من نوعها من رئيس أميركي. أما شباب الجامعات والجوامع فقد صدقوا مع أمتهم ووقفوا معها ضد عدوها الظالم المستبد المتغطرس, وطالبوا بطرد القواعد الأمريكية من بلاد المسلمين (كما حصل من متظاهر مسجد بايزيد في استانبول), ومما يؤكد صدق مشاعرهم وصول الانطلاقة من أماكن لم تستطع الأنظمة السيطرة التامة عليها, ولو أنها تسيطر على قمة الهرم فيها, فالمساجد والجامعات تعين الحكومات من يديرها ويتحكم بقرارها, لكن رواد المساجد وطلاب الجامعات لا يزال غالبيتهم خارجين عن إمكانية التحكم بقرارهم أو تزوير مشاعرهم, وكأن لسان حالهم يقول: نحن عينة مصغرة عن الأمة, وحينما نتحرك فإننا نتحرك بوصفنا نمثل الرأي العام الإسلامي, وحينما مارسنا التعبير عن مشاعرنا فإن ذلك حصل في المكان الوحيد الذي لم تطأه أقدام العسكر والأمن, ومن خلال النافذة الوحيدة التي بقيت بعيدة عن السياط والدروع والمدرعات, فماذا يحصل لو أتيح لكل الناس التعبير عن رأيهم في استفتاء صادق بعيد عن تزوير الأنظمة؟
2016-09-27