الاعتدال الإسلامي على الطريقة الغربية (2): الاختلاف بين الدين الإسلامي والدين النصراني اختلاف جذري
2008/05/27م
المقالات
1,632 زيارة
الاعتدال الإسلامي على الطريقة الغربية (2):
الاختلاف بين الدين الإسلامي والدين النصراني اختلاف جذري
يذهب الغرب، وعلى رأسه أميركا، إلى أن الدين الإسلامي هو كالدين النصراني كأي دين، يجب أن يفصل عن الحياة، وأن تقتصر أحكامه على الجانب الفردي في حياة المسلم… وبناءً على هذا الزعم يفتش الغرب عن حركات إسلامية لتقوم بهذا الدور. فما حقيقة هذا الزعم؟ وما الرد عليه؟
إن حكام الغرب وسياسييه ومفكريه المهتمين بقضايا المنطقة يعلمون أن الإسلام هو القضية الأهم والأخطر عليهم، ويعلمون اختلاف الدين الإسلامي عن الدين النصراني، ويعلمون أن الإسلام كدين فيه عقيدة روحية سياسية تسيّر المسلم في كل شؤون حياته، فهو ينظم علاقته بربه (عقيدة وعبادات) وبنفسه (مطعومات وملبوسات وأخلاق) وبغيره (معاملات وعقوبات)، يعلمون تماماً أن الإسلام دين فيه دولة وسياسة وتشريعات… وفي الوقت نفسه يعلمون أن الدين النصراني فيه عقيدة روحية تنبثق عنها بعض الشعائر التعبدية المتعلقة بالفرد، ويخلو من الشرائع التي تتعلق بتنظيم حياة الفرد في جماعة، فلا دولة فيه ولا سياسة ولا تشريعات… ومع هذا يصرّ الغرب على اعتبار الدين الإسلامي كالدين النصراني ككل دين، يجب أن تقتصر تعاليمه على علاقة الفرد بربه فحسب، وأن تنحصر ممثليته ضمن جدران الكنيسة أو المعبد أو المسجد، ولا يخفى أن الحكم هذا يقف وراءه مكر يراد من ورائه تضليل المسلمين والنصارى وجميع البشر عن حقيقة الإسلام، وجعل الرأي العام العالمي يتقبل فكرة محاربة الإسلام خارج نطاق هذا الفهم؛ فمقصد الغرب من هذا أن تفرغ المنطقة، وحتى العالم، من أحكام الإسلام، ليشغلها هو باستعماره.
لذلك كان لابد من عرض سريع للدين النصراني كدين أوحى به الله سبحانه وتعالى إلى عبده ونبيه سيدنا عيسى بن مريم (عليه السلام)، ثم عرض سريع لما دخل عليه من تحوير وتبديل وتغيير؛ لنصل إلى الصورة المنحرفة النهائية التي استقر عليها وعرف بها وحاكمه الغرب على أساسها. وهنا لابد من الكلام أن هذا العرض يجب أن يتسم بالموضوعية والصدق وقول الحق وليس التحامل، ففي الصراع الفكري يحتاج الفكر الحق إلى الصدق والصراحة والقوة والجرأة لا إلى الكذب التلبيس والمداهنة والحلول الوسط.
إن الدين النصراني لم يكن في الأصل ديناً شاملاً في أحكامه، ولا عالمياً في دعوته، وقد قام على أساس واحد، هو الدعوة إلى التوحيد، وهي دعوة الرسل والأنبياء جميعاً، قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) [الأنبياء 25]، ولم يكن سيدنا عيسى (عليه السلام) بدعاً من الرسل، بل إن أول ما قاله، وهو في المهد صبياً: (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ ءَاتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا) [مريم 30]، وقال عز من قائل: (إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ) [آل عمران 51]. وقد أرسل سيدنا عيسى (عليه السلام) إلى قومه خاصة كما أرسل الأنبياء والرسل من قبله إلى أقوامهم خاصة، فأرسل إلى بني إسرائيل، قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ) [الصف 6]. وهذه الآية تبين بصورة صريحة أن دعوة سيدنا عيسى (عليه السلام) هي لبني إسرائيل خاصة، وأنها إحدى حلقات السلسلة الطويلة من دعوات الرسل والأنبياء كافة من لدن آدم (عليه السلام) إلى سيدنا عيسى (عليه السلام) إلى سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
هذا وقد أنزل الله سبحانه وتعالى على نبيه عيسى (عليه السلام) الإنجيل الذي دعا اليهود إلى العقيدة الصافية القائمة على العبودية لله وحده، والروحانية العامرة الطاهرة البعيدة عن الدنس واللهث وراء المادة الذي أصبح دأبهم في الحياة، يبيعون فيها الدين بعرض من الدنيا زائف زائل… دعا إلى الهدى والحكمة والمغفرة والرأفة والرحمة والتسامح ونقاوة القلوب…
ولكن الدين النصراني بقي ديناً إلهياً كما جاء به سيدنا عيسى (عليه السلام) لم يدخله تغيير ولا تحوير حتى دخل فيه بولس، وأدخل فيه ما أخرجه عن بساطة تعاليم سيدنا المسيح عيسى بن مريم (عليه السلام) المتناسبة مع العقل والفطرة في الإيمان إلى ما يعاكسها تماماً من تعقيدات الفكر اليوناني، مبتعداً به عن طبيعة الأديان السماوية القائمة على التوحيد، سائراً به على طريقة الديانات الوثنية التي كانت سائدة في العالم آنذاك، وصار للدين النصراني عقيدة جديدة مبتدعة وطقوس مخترعة لا تمت إلى ما جاء به سيدنا عيسى (عليه السلام) بأدنى صلة.
وبالرغم من أن بولس كان، باعترافه، يهودياً، تتلمذ على يد حبر من أحبار اليهود اسمه (غمالائيل)، وكان مشبعاً بالفلسفة اليونانية، وبالرغم من أنه ولد في السنة العاشرة الميلادية، ولم يلتقِ بسيدنا المسيح (عليه السلام) وبالرغم من أنه كان يحارب الدين النصراني ويضطهد أتباعه بشدة وبضراوة، فقد تحول بين ليلة وضحاها من اليهودية إلى النصرانية، مفتعلاً قصةً عجيبةً غريبةً لا يمكن لأي عقل أن يصدقها، وذلك حين ادعى أنه بغتة أبرق حوله نور من السماء، فسقط على الأرض، وسمع صوت الرب يسوع، كما يقول، يطلب منه أن يكرز في المجامع بالمسيح أن هذا هو ابن الله… فقام يكرز في المجامع بذلك، وليس هذا فحسب، بل راح يضع أسس اللاهوت الجديد في الدين النصراني، وطقوسه التي لم تكن من قبل. وبهذا أصبح للدين النصراني طبعة ثانية مختلفة اختلافاً جذرياً عن الطبعة الأولى. وقد حوت الطبعة الثانية تحريفات وتغييرات وإضافات وتفسيرات ما أنزل الله بها من سلطان، ومنها:
– ادعاء أن سيدنا عيسى بن مريم (عليه السلام) هو ابن الله المخلِّص (سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا) [الإسراء 43].
– ابتداع فكرة الخطيئة الموروثة (وهي أن كل إنسان مذنب منذ ولادته؛ لأنه يعتبر وارثاً لخطيئة آدم، وقد أرسل الرب ابنه الوحيد إلى العالم ليكفّر عن خطيئة الناس بموته على الصليب فداءً لهم).
– إحداث الكثير من الطقوس التي ما عرفت من قبل، ولا أشارت إليها الأناجيل، من مثل فكرة التطهر بالتعميد، والعشاء الرباني، وتقديس الصليب وحمله.
– ابتداع فكرة الكنيسة وسلطة رجال الدين. والنظام الكنسي وإن نشأ متأخراً إلا أنه أثر من آثار انحراف بولس، وكان له أثره في إثبات ما يشاء من العقائد والانحرافات، ونفي ما يشاء، وإقرار العقائد وصياغتها والتدخل في أسس العقيدة وأركانها.
– جعل الدعوةإلى الدين النصراني عالمية، أي مفتوحة لجميع الأمم.
لقد كانت فكرة العالمية هذه من اختراع بولس، وحوت رسائله في أعمال الرسل على نصوص كثيرة تدل على عالمية هذا الدين، مع أن الأناجيل المحرفة التي يعتقد بها النصارى تحوي عشرات النصوص التي تؤكد خصوصية دعوة المسيح (عليه السلام) لبني إسرائيل. وهنا يجب لفت النظر إلى أن عالمية الدين النصراني التي ادعاها بولس لا تعني أنه دين فيه أنظمة تنظم حياة الإنسان في مجتمعه، وتنظم علاقة مجتمعه مع سائر المجتمعات، أي ليس فيه سياسة ولا دولة ولا تشريعات… وإنما المقصود بعالميته أنه يحمل إلى العالم بما قام عليه من ادعاء عقدة التثليث وفكرة الخطيئة الموروثة، والولاء للكنيسة والالتزام بالطقوس المخترعة، بمعنى آخر، فإن الدين النصراني يحمل عالمياً كما هو، كدين فردي من غير أن يحوي تشريعات حياة.
هذا هو الدين النصراني بمرحلتيه التي مر بهما، مع سيدنا المسيح (عليه السلام) ومع بولس. وهذا هو معنى عالميته بعد تحريفه، وهذا بخلاف معنى العالمية في الدين الإسلامي. فالدين الإسلامي هو دين موحى به من الله سبحانه وتعالى إلى سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي أنزل عليه القرآن. وقد قام الإسلام على الإيمان إيماناً عقلياًَ جازماً بالله تعالى، وبنبوة سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وبالقرآن الكريم أنه كتاب منـزل من عند الله، كما هو بين أيدينا… ومن ثم الإيمان بما جاء به القرآن الكريم من الإيمان باليوم الآخر وبسائر الكتب والأنبياء… هذا وقد اقتضت حكمة الله تعالى البالغة أن يكون القرآن نفسه الذي أنزل على سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) والذي يحمل تعاليم الإسلام هو نفسه المعجزة التي يتحدى بها الله سبحانه الناس أجمعين، وإلى قيام الساعة، أن يأتوا بمثله، أو بسورة من مثله، وليس ذلك فحسب، بل إن الله تعالى يتحدى الناس أجمعين وإلى قيام الساعة على أن يستطيعوا أن يحرفوه أو يبدلوا فيه، بل إن التحدي قائم على أن أحداً لا يستطيع أن يزيد فيه حرفاً أو يغير فيه حركة على حرف؛ لذلك سلم الدين الإسلامي من التحريف والتبديل، ومعنى هذا أن معجزته كانت بحفظه وحفظ تعاليمه، وهذا بخلاف المعجزات في غيره.
ثم إن ما جاء به الدين الإسلامي من عقيدة عقلية فطرية، ومن نظام تعبدي وخلقي، ومن أنظمة حياة، بكل ما لكلمة أنظمة الحياة من معنى، يجعله ديناً مبدأً خاتماً بحق، جامعاً لأحكام أعمال الإنسان التي تلزمه لحياته؛ ولذلك لا يملك مبدأ آخر ما يملكه الإسلام من هذا الاتباع، وانسجام الأحكام فيه ما بين أحكام الدنيا وأحكام الآخرة، ما بين أحكام الحياة المتعلقة بالجماعة وتلك المتعلقة بالفرد… بينما في مقابل ذلك، فإن الدين النصراني تتعلق أحكامه بالآخرة، وببعض أحكام الفرد الدنيوية، وهو خال تماماً من أنظمة الحياة، في حين تتعلق أحكام المبدأ الرأسمالي بالدنيا، وهو خال تماماً من أحكام الآخرة، وإنه وإن كان المبدأ الرأسمالي يسمح لنفسه أن يستوعب الأديان جميعها ضمن ما يعرف بـ(فصل الدين عن الحياة) ولكن هذا يحدث بصورة غير منسجمة، وبعملية توجد القلق والاضطراب عند أتباعه، فأحكام الرأسمالية مادية مصلحية متوحشة لا مكان فيها للقيم ولا للمشاعر والعواطف النبيلة التي من المفترض أن الدين النصراني يدعو إليها… إلا الإسلام فإنه منسجم في أحكامه، يشعر المؤمن به أنه يسير باطمئنان في جنبات الحياة، وأن سيره مبني على علاقة وثيقة ما بين قناعة العقل وموافقة فطرة الإنسان، وعليه يمكن القول إنه إذا كان الدين النصراني قاصراً باعتراف أهله حين يقولون (دع ما لله لله وما لقيصر لقيصر) وهذا القصور يجعله تابعاً مستوعباً من فكر آخر، فأيهما ينسجم معه أكثر، أن يكون تابعاً للفكر الرأسمالي القائم بفكره على الانقطاع عن الإيمان، والقائم على التفكير المادي البحت، والقائم على الإباحية والاحتكار وعدم الرحمة وتسلط القوي على الضعيف، أم للإسلام القائم على الإيمانيات والروحانيات، سيما وأن الإسلام يقبل في أحكامه أن يكون الآخرون من رعاياه ضمن ما يسمى أحكام أهل الذمة؟
نعم، إن الدين الإسلامي يحوي نظاماً متكاملاً، وهذا كلام حقيقي وليس ادعاء: ففيه أنظمة تتعلق بتحديد شكل الحكم الذي هو نظام الخلافة وما يستتبعه من أجهزة حكم تقوم عليها، وهذا حددته النصوص الشرعية… وفيه نظام اجتماعي متكامل يحدد بالنصوص الشرعية العلاقة بين الرجل والمرأة وكل ما ينشأ عنها من علاقات الزواج والطلاق والبنوة والنسب والرضاع… وفيه نظام اقتصادي متكامل حددته النصوص الشرعية التي تبين أحكام التملك وتنمية الملك، والطرق التي يحرم التملك بها، وأنواع الملكيات وأحكامها، وأحكام الأراضي… وفيه سياسة خارجية قائمة على الدعوة والجهاد وما يتعلق بهما من أحكام الحرب والسلام، وأحكام الدار، والمعاهدات والهدن وأحكام الصلح والحرب… وفيه سياسة داخلية حددتها النصوص الشرعية تتناول أحكام رعاية شؤون الناس في المسائل العامة من أحكام البيع والشراء والإجارة والرهن والشركات… وفيه نظام قضائي متكامل يتعلق بفصل الخصومات بين الناس، والمخالفات المتعلقة بحق الجماعة، والمخالفات التي تصدر من أصحاب المسؤوليات العامة ابتداءً بالخليفة وانتهاءً بأصغر مسؤول يتولى مسؤولية عامة، وكل ذلك محدد بالنصوص الشرعية.
ثم إن تكرار القول بأن هناك نصوصاً شرعية تحدد ذلك معناه أنه يحوي حقيقة معالجات لمشاكل الحياة وفيه أنظمة، ومعناه أيضاً أن هذه المعالجات هي من صلبه وهي ليست مخترعة أو مبتدعة، ومعناه أن عبادته شاملة تطال أحكام الدولة كما تطال الجانب العقائدي والعبادي والخُلقي والفردي أو الشخصي… وهذا ما جعل الإسلام يختلف حقيقة عن الدين النصراني؛ وذلك حين جعل الدولة الإسلامية، وبمسماها الخلافة الإسلامية، جزءاً منه تقوم بأحكام تطبيقه ونشره بالدعوة والجهاد… هذا هو معنى عالميته، وهذا يجعل معناها مختلفاً اختلافاً جذرياً بين ما هي في الدين الإسلامي وما هي في الدين النصراني.
هذه الحقيقة التي لا يماري فيها إلا كل زائغ عن الحق، يصر الغرب على التعامي عنها، وخوض الصراع الفكري مع الإسلام على أساس مغلوط، وهو من أجل ذلك يفتش عن أتباع له من المسلمين ليكرس هذا المفهوم الدخيل على الإسلام فكرياً وسياسياً، وأدواته في ذلك، ثلاث:
1- حكام الأمر الواقع إياهم، أو من هم على شاكلتهم من غيرهم.
2- العلماء الرسميون الذين يقبضون رواتبهم آخر كل شهر، والذين أضفى عليهم ألقاباً ليحتكر الفتوى الشرعية عن طريقهم.
3- الحركات الإسلامية التي يصفها الغرب الدجال بالمعتدلة ممن يرضون بالمشاركة بالحكم بغير ما أنزل الله وعلى طريقة الغرب.
ولقد حقق الغرب الكافر من قبل فصل الدين الإسلامي عن الحياة، وبالتالي عن الحكم، عن طريق حكام الأمر الواقع والعلماء الرسميين، ولكن هذا التقسيم بات مهدداً نتيجة لوعي الأمة على إسلامها، وهو يريد أن يعود الآن إلى اللعبة نفسها، ولكن عن طريق ما يسميها الحركات الإسلامية المعتدلة، التي سيتفق معها على إيصالها إلى الحكم بشرط الحكم على طريقته:
هذا ما يريده الغرب من تشبيه الدين الإسلامي بالدين النصراني بأي دين، وعلى الحركات الإسلامية التي تقول عن نفسها إنها معتدلة، وتقدم نفسها للغرب للتعامل معها على شروطه، أن تعلم أنها تخدم الغرب وتطعن دينها. وأنها ليست معذورة أمام الله وأمام أمتها فيما تقوم به. وإننا نقول بكل ثقة أن الأمة قد تجاوزت بإذن الله تعالى هذا الخطر، الذي لن يؤتي أكله ولن يكتب لأصحابه إلا الوبال والخسار في الدنيا والآخرة.
قال تعالى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا، وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا، كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا، انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا) [الإسراء 18-21].
[يتبع]
2008-05-27