(إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا)
أصدر الناطق الرسمي لحزب التحرير – إندونيسيا محمد إسماعيل يوسانطا بياناً صحفياً حول الإساءة للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في 20/2/2008م وتنشره الوعي كاملاً نظراً لأهمية ما جاء فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد أن ادّعت هيئة المخابرات الدنماركية أنها أحبطت مشروعاً لاغتيال مصور الكاريكاتيرات المسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، نشرت في 13/12/2008 سبع عشرة وسيلة إعلام بارزة في الدنمارك، وكذلك التلفاز الدنماركي تلك الرسوم المسيئة، وكذلك نشرت ثلاث جرائد أوروبية، على الأقل، الرسوم المليئة بالحقد والكراهية نفسها. وبالرغم من أن رئيس هيئة المخابرات الدنماركية برّأ المتهمين الثلاثة وهم دانمركيون من أصل تونسي ومغربي، إلا أنهم أعادوا نشر تلك الرسوم بحجة الدفاع عن حرية التعبير برغم أن هذه الرسوم فيها محاولة متعمدة للإساءة إلى نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وإلى مقدسات المسلمين ومشاعرهم، وقد لاقت هذه الرسوم غضباً شديداً في أوساط المسلمين في جميع أنحاء العالم عند نشرها أول مرة قبل حوالي سنتين إلا أن ذلك لم يمنع صحيفةً نروجيةً من إعادة نشرها، وكذلك قامت صحيفة فرنسية هي فرانس سوار بالجريمة نفسها، والآن يعيدون النشر في محاولة استفزاز مشاعر المسلمين واستدراجهم للرد.
وهذه الرسوم المسيئة لسيدنا رسول الله هي حلقة في مسلسل الإساءات المتعمدة للمسلمين في مقدساتهم ورموزهم ومشاعرهم والمستمر منذ أمد طويل.
– ففي سنة 1989 نشر في الغرب كتاب «الآيات الشيطانية» لمؤلفه سلمان رشدي، وهو يصور القرآن بأنه آيات شيطانية، وفيه تهجم وقح على أمهات المؤمنين زوجات الرسول الكريم، وتصوير الكعبة المشرفة، أول بيت وضع للناس، بأنها دار للفحش، والعياذ بالله. ولا يزال سلمان رشدي يعيش في حماية الحكومة البريطانية وأجهزتها الأمنية.
– وفي سنة 1994 أخرج اليهودي ستيفن سبيلبرك فيلماً تحت عنوان «أكاذيب حقيقية» يصور تكتلاً إسلامياً يقوده مسلم يدعى عبد العزيز، واسم التكتل هو «Crimson Jihad».
– وفي سنة 1997، قامت امرأة يهودية إسرائيلية بنشر عشرين رسماً فيها إهانات لدين الإسلام ونبي هذه الأمة، ومنها صورة خنـزير وعلى رأسه عمامة فلسطينية مكتوب عليها باللغتين العربية والإنجليزية لفظ «محمد». وفي ظلف الخنـزير قلم رصاص كتب به كتاباً هو القرآن.
– وفي سنة 2004، أخرج الهولندي تيوفان كوك فيلماً مسيئاً لمقام الرسول الأعظم، ما غاظ المسلمين الهولنديين.
وكانت هناك إساءات من بعض المسلمين الملوّثين بالأفكار العلمانية والليبرالية. فهذه الصومالية إيان حرصي علي، والتي كانت عضواً سابقاً في برلمان هولندا، صنعت فيلماً وثائقياً، كما صوّرته، تظهر فيه أن الإسلام يضيّق على النساء، وأظهرت فيه ممثلةً شبه عارية تدعو إلى الله بسبب العنف الذي أصابها، بل ظهرت في الفيلم عدة نساء عاريات مكتوب على أجسادهن بعض آيات القرآن الكريم، ومثل هذه الشخصيات، وأمثال هذه الأعمال يجري تبنيها وتسليط الأضواء عليها في دول الغرب.
وفيما يتعلق بهذه الحادثة فإن حزب التحرير – إندونيسيا يلفت نظر المسلمين إلى ما يلي:
إن اعادة النشر لتلك الكاريكاتيرات هي أعمال متعمدة، وهذا يظهر من مواقفهم الآتية:
أولاً: إن الإسلام يمنع من تصوير النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فضلا عن إهانته عليه الصلاة والسلام بالكاريكاتير، ومع ذلك تقول جريدة جيلاند بوستن: إنه لا يجب على غير المسلمين إطاعة هذا الحكم الشرعي. وعلى العكس تريد أن تشعل نار غضب المسلمين لتعرف مدى تقديسهم لنبيهم والتزامهم بإسلامهم.
ثانياً: محاولات إهانة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد تكررت مراراً. وردود فعل المسلمين على ذلك واضحة وهي المقاومة والشجب والاستنكار. إلا أن تلك الجريدة لا تزال تقوم بتوجيه الإهانات إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بما في ذلك نشر تلك الكاريكاتيرات التي ولدت تيار الاحتجاج ضدها في جميع انحاء العالم قبل سنتين.
ثالثاً: الحكومة الدانماركية سكتت عن هذه الإهانة بل دافعت عنها بحجة الحريات.
رابعاً: هذا الإصرار موجود أيضا في المجتمع الدانماركي بدليل أن إحدى الاستفتاءات تدل على أن 79% من أهل الدانمارك يرون أن الوزير راسموسن لا ضرورة أن يعتذر من المسلمين و62% منهم يصرحون أن الجريدة ينبغي أن لا تعتذر من المسلمين.
وحسب زعمهم إن إعادة النشر لتلك الكاريكاتيرات هي شكل من أشكال التعهد بحماية حرية التعبير. إلا أن واقع ذلك ليس حرية تعبير فحسب، وانما هو حرية الاعتداء والشتم والإهانة على المسلمين والإسلام ونبي الإسلام محمد (صلى الله عليه وآله وسلم). هل يجرؤون على الانتقاص من المحرقة (هولوكوست) التي يزعمها اليهود! إن فكرة حقوق الإنسان واستعمالها فقدت موضوعيتها بحيث إن هذه الفكرة صارت تطبق لمصلحة فئة ضد قئة أخرى (المسلمين)، وعندما مُنِعت المسلمات في فرنسا من الحجاب أين ذهبت الحريات التي يتغنون بها، وكذلك حينما يدعو المسلمون إلى تطبيق الشريعة الإسلامية كبديل للرأسمالية الفاسدة لماذا يُتَّهمون بالتشدد والتطرف، أي أنهم أصوليون وإرهابيون؟ لماذا لا يحق للمسلمين أن يختاروا نظام الحياة لبلادهم بأنفسهم؟
إن محاولات إهانة الإسلام والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالكاريكاتيرات هذه لا تنفصل عما يسمى بالحرب ضد الإرهاب التي تقودها أمريكا وأوروبا وحلفاؤهم. والبرهان على ذلك هو أن تلك الكاريكاتيرات تصور محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) على أنه صاحب القنبلة ومفجرها. كأنهم يقولون إن الأمة الإسلامية هي أمة من أصلاب ذلك الإرهابي فيجب أن تُحارَب.
وبهذه المناسبة يبيّن حزب التحرير – إندونيسيا ما يلي:
-
إن الحكم الشرعي الواجب تطبيقه في دولة الخلافة الإسلامية يحرّم على المسلمين شتم أو سب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أو توجيه الإهانة أو الإساءة إلى شخصه الكريم، وإن فاعله من المسلمين يجب إيقاع عقوبة الإعدام عليه ولا تقبل توبته إن كان من رعية الدولة الإسلامية، بهذا قال الإمام الشوكاني، وهو قول الإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل رحمهما الله تعالى. أما إن كان المتعدي على رسول الله من أهل الذمة ويعيش في دولة الإسلام، فيجب قتله أيضاً إلا إذا تاب واعتنق عقيدة الإسلام.
عن أمير المؤمنين علي (رضي الله عنه): (أن يهودية كانت تشتم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وتقع فيه فخنقها رجل حتى ماتت فأبطل رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ذمتها)، رواه أبو داود. وعن ابن عباس (رضي الله عنهما): (أن أعمى كانت له أم ولد تشتم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وتقع فيه فينهاها فلا تنتهي ويزجرها فلا تنـزجر، فلما كان ذات ليلة جعلت تقع في النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وتشتمه فأخذ المعول فجعله في بطنها واتكأ عليه فقتلها، فلما أصبح ذكر ذلك للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فجمع الناس فقال أنشد اللّه رجلا فعل ما فعل لي عليه حق إلا قام، فقام الأعمى يتخطى الناس وهو يتدلدل حتى قعد بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: يا رسول اللّه، أنا صاحبها، كانت تشتمك وتقع فيك فأنهاها فلا تنتهي وأزجرها فلا تنـزجر ولي منها ابنان مثل اللؤلؤتين، وكانت بي رفيقة، فلما كان البارحة جعلت تشتمك وتقع فيك فأخذت المعول فوضعته في بطنها واتكأت عليه حتى قتلتها، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا أشهدوا أن دمها هدر). رواه أبو داود، والنسائي.
-
يدعو حزب التحرير جميع المسلمين إلى أن يتعاونوا فيما بينهم من أجل الدفاع عن قدسية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ويلعن حزب التحرير لعناً شديداً كلَّ المسيئين لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). والغيرة على الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لا تقتصر على الغضب من أجله بل أن يُهرَع المسلمون للتمسك بسنته ونصرة الرسالة التي أتى بها.
-
يدعو حزب التحرير جميع المسلمين إلى العمل جدياً لإقامة الخلافة الإسلامية لأنها هي وحدها التي تملك القدرة على وقف جميع هذه الاعتداءات والإهانات، وتملك القدرة على الحفاظ على أحكام الإسلام، وعلى الأمة الإسلامية، خصوصاً قدسية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). وهذا مثل ما قام به الخليفة عبد الحميد الثاني تجاه فرنسا وبريطانيا عندما أرادتا أن تعرضا دراما فولتير المسيئة لرسول الإسلام، بأن هدد بأنه سيعلن الجهاد على بريطانيا، ما جعل بريطانيا تتراجع عن جريمتها في عرض تلك الدراما على المسرح.
-
أيها المسلمون، أنتم خير أمة أُخرجتْ للناس، فتصرفوا على هذا الأساس، واحملوا الهداية والنور لإخراج هؤلاء الشتامين الضالين من الظلمات إلى النور.