العِـزُّ في ثَـوْبِ الخِـلافَـة
1999/08/25م
المقالات
1,726 زيارة
بعد أن توقفت الحرب في البلقان، بدأت تتكشف جرائم الصرب ضد المسلمين الألبان في إقليم كوسوفا، فقد تم اكتشاف حوالي (100) مقبرة جماعية، جرى فيها تصفية المسلمين بشكل وحشي لا لذنب اقترفوه سوى أنهم مسلمون (وما نقموا منهم إلاّ أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد )|، (قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا إلاّ أن آمنا بالله وما أنزِل إلينا وما أنزل من قبل وأن أكثركم فاسقون )|. أما الجرائم التي ارتكبت في حق النساء المسلمات، فكانت هي الأشدّ والأفظع، فقد عبّرت وزيرة المرأة في النمسا عن خطورة ما أصاب النساء في كوسوفا من معاناة بقولها: «أضحى مئات الآلاف من الناس في البلقان ضحايا للتعذيب والتشريد والإبادة والقتل، لكن النساء والفتيات أكثر من طاله الامتهان المريع، عبر الاغتصاب، والتعذيب الجنسي، والعبودية الجنسية حتى الموت، وعبر الإعدام الجنسي». وقد أعدت دومينيك سيرانو، الباحثة النفسية الفرنسية، عدة تقارير ميدانية، في مخيمات اللاجئين في تيرانا وكوكس في ألبانيا، لتصل إلى نتيجة أيقنت بصحتها من أن مزاعم الضحايا تتمتع بالمصداقية المطلقة، ولذلك فهي تتوقع حالات إجهاض كثيرة في الأشهر القادمة. وأظهرت التقارير أنه كان من المعتاد أن يقوم الجنود الصرب بالتعرض للمسلمات في الطرقات من أجل نهب المقتنيات الثمينة، فإن لم يكن بحوزتهن ما يطمعون فيه، غالباً ما يجبرونهن على التجرد من ملابسهن، حيث يتناوب على اغتصاب الضحية الواحدة ما قد يصل إلى خمسة جنود، ومن ثم يخلى سبيل الضحايا. وكثيراً ما كان يجري عزل أعداد كبيرة من النساء عن عائلاتهن، واقتيادهن إلى حيث يجري اغتصابهن بشكل جماعي ومتكرر. وفي أحد التقارير تروي الباحثة الفرنسية فتقول: «في مدينة بيرلينيتز، جمع الجنود الصرب السكان، وعزلوا الرجال عن عائلاتهم، ثم توجه الجنود الملثمون صوب النساء والأطفال، حيث قاموا بسكاكينهم بقطع حلوق الصبيان، وذلك بعد أن كانوا يقدمون على قطع آذانهم أو جدع أنوفهم، وبعد ذلك بدأوا بحدّ سكاكينهم أمام النساء اللواتي يتملكهن الهلع على ما أصاب أولادهن، ومن بعد قاموا ببقر بطون النساء الحوامل، وأعدّوا الأجنة التي أخرجت من الأرحام للطعام على مسمع من النساء.» فهل هناك من وحشية أشد وأعنف!! وفي تقرير آخر، أنه قد أجبرت مجموعة مكونة من ثلاثين فتاة صغيرة على اقتفاء خطى الجنود إلى أحد البيوت، بينما أجبرت أمهاتهن على الانتظار خارجاً، حيث كان صراخ بناتهن يصل الأسماع لعدة ساعات. ثم بدأت الفتيات بالخروج من البيت، وبعضهن ملطخات بالدماء، وتتقاطر الدموع من أعينهن. ولاحقاً جرى استدعاء الأزواج والأخوة إلى موقع الجرائم، حيث قامت مجندات صـربيـات بإحـراق الجـثـث، وهـن يرددن تعلـيـقـات عنصرية صربية ضد الضحايا.
هذا غيض من فيض جرائم الكفار الصرب ضد المسلمين الألبان، ومن قبلهم كانت جرائم الصرب والكروات ضد مسلمي البوسنة والهرسك، وتتواصل جرائم اليهود ضد المسلمين في فلسطين وجنوب لبنان والجولان، والمسلسل يتوالى، ولا يعرف أين ستكون الجرائم المقبلة: في كشمير، أم في إندونيسيا، أم في غيرهما، أم أنها ستكون آخر الجرائم ضد المسلمين، بعد أن يحزم المسلمون أمرهم، ويهبوا هبة واحدة مؤمنة، تقتلع النفوذ الكافر من بلادهم، وتطيح عملاء الكفار الأنذال، فتسترد الأمة قرارها، وتسترجع سلطانها، وتبايع خليفة يحكمها بشرع الله؟!
العِـزُّ في ثَـوْبِ الخِـلافَـة
يا مَنْ تعيشُ بِحَيْرَةٍ وترَدُّدِ
تطوي الفيافـِيَ والصحاريَ باحثاً
عبثاً تحلّقُ في الفضاءِ مؤمِّلاً
أبحثتَ في اليمنِ السعيدِ وجئتَنا
أمْ أنتَ مبعوثٌ لنهضةِ أمّةٍ
إصرفْ ـ فديتكَ ـ ناظراً عن وِجهةٍ
فبلادُنَا مأسورةٌ في قبضةٍ
في كلِّ قطرٍ حاكمٌ متغطرِسٌ
لا ينتمي لأرومةٍ معروفةٍ
داسَ الرقابَ لكيْ يعطِّلَ شرعةً
هذِي الدِيارُ بهَا البغاثُ استَنْسَرُوا
أُسْدٌ على الشعبِ الضعيفِ وإنهمْ
وبطعنةٍ نجلاءَ قَطَّعتِ الحشَا
طَعنُوا الخـِلافَـةَ لَمْ يَهابُوا ـ ويحَهمْ ـ
طَعنُوا الخـِلافَـةَ هَدَّمُوا أركانَهَا
خَلعُوا الخـِلافَـةَ صاغِرِينَ لِسادةٍ
لم يَعلمُوا أنَّ العدوَّ مُخادِعٌ
رَفضُوا الخـِلافَـةَ كيْ يُلبُّوا رغبةً
خَلعـُوا الخـِلافَـةَ ـ ويلَهمْ ـ وتعلَّـقـوا
هَجرُوا كتابَ اللهِ لم يَقضُوا بهِ
«بِلٌّ» يحركهُمْ ليطمِسَ أمَّةً
«بِـلٌّ» يحـركُـهُــمْ كأمــهــرِ لاعــبٍ
يا أيها الكُسُفِيُّ صبراً إنما
شغَلتهمُ سَقْطُ الصحافةِ ـ وَيحهمْ ـ
خَلْفَ المكاتبِ يَجلِسونَ وهمُّهمْ
ذِي أمّةٌ باضَ الفسادُ برأسِهَا
ذِي أمّةٌ خطبَ العناكبُ وُدَّها
حتى غَدا الشيخُ الحليمُ يعيشُ في
يا مَنْ يخلّصْ مِنْ [ملوسو] أمّةً
[كُسُفا] جراحٌ في نياطِ قلوبنَا
[كُسُفا] جراحٌ دامياتٌ أنتنَتْ
أطفالُها رضِعُوا المهانةَ والـخَـنَـا
أطفالُ [كوسوفا] وخيرةُ أهلِهَا
يا أيهَا [الكُسُفِيُّ] صبراً إنما
لا يخدعنَّكَ [بِلُّ] أو [طوني] ولا
يَتربصونَ بكَ الدوائرَ كلُّهمْ
فإذا قُتلتَ فتلكَ أشرفُ مِيتةٍ
فاعملْ لإحياءِ الخـِلافَـةِ إنهَا
واعملْ لإحياءِ الخـِلافَـةِ جاهداً
واعملْ لها دوماً بعزمٍ صادقٍ
في جَـنَّـةِ الفردوسِ في عِلِّيِّها
لا نصرَ إلا بالخـِلافَـةِ يُرتجى
لُوذُوا إليها فهْي أعظمُ مَأمنٍ
فَالـعِـزُّ في ثَوْبِ الخـِلافَـةِ كَامِـنٌ
|
|||
|
مُتَـنَـقِّـلاً بينَ الرُّبا كالهـدهُـدِ
عنْ مَأمنٍ مِنْ شرِّ أشرسَ معتَدِ
فرجاً قريباً من كَميٍّ مُصْفَدِ
فبأيِّ خُبرٍ جئتنَا يا سيدِي
أنَّ الحرائرَ قد غُصِبْنَ فأنجِدِ
باتَ الهزبر بها كفأرٍ مقعَدِ
غجريةٍ من ظالمٍ مستعبدِ
حَكَمَ العبادَ بكلِّ قلبٍ أسوَدِ
كَلاّ، ولا بحصيفِ رأيٍّ يقتدِي
طهَ استقاها مِنْ إلهٍ أمجدِ
وَضَعُوا الشعوبَ بكلِّ عيشٍ أَنْكَدِ
عندَ الـعـلوجِ كأنـهـمْ في مَـعــبَـدِ
بَلْ والوتينَ بخنجرٍ ومهنَّدِ
مِنْ يومِ نحسٍ ذي سعيرٍ مُوقَدِ
رُغمَ الوعيدِ مِنَ العظيمِ الأوحدِ
فسقَوْهُمُ مِنْ سيئاتِ المورِدِ
إنْ شئتَ فالقرآنُ خيرُ مُشهَّدِ
للكافرِ الملعونِ ذِي القلبِ الصّدِي
بخيوطِ وَهْمٍ لنْ تدومَ إلى غدِ
حتى أُصيبُوا في بلاءٍ مُكْمِدِ
عهدِيْ بها في الكونِ أعظمُ فرقدِ
وَهُـمُ الكـراتُ ـ بـرجـلــهِ لا بالـيَــدِ
شُغِلَ الكماةُ ببرجِ ثورٍ أو جَدِي
بشِباكِهَا عن فعلِ أنبلِ مقصَدِ
حلُّ الشِباكِ بلا اهتمامٍ في الغَدِ
حتى غدتْ في ذِلّةٍ وتشرُّدِ
فبنتْ بيوتاً في الضميرِ الأرشَدِ
دوّامةٍ حيرانَ ليسَ بمهتَدِ
عاشتْ على الأيامِ طاهرةَ اليَدِ
لوْ كانَ فينا بعضُ هَدْيِ محمَّدِ
في أمّةِ الإسلامِ أمّةِ أحـمَـدِ
ونِساؤُهَا ثكْلَى فهلْ مِنْ منجِدِ؟
باتُوا عُراةً فوقَ أسوأِ مرقدِ
دربُ الجهادِ طويلةٌ فلتصمُدِ
[شيراكُ] و[النَتِنُ] الزنيمُ المولِدِ
فاحذرْ ولا عَنْ حربِهِمْ تتردَّدِ
ولئنْ حَيِيتَ تَفُزْ بأرفعِ مقعَدِ
نِعْمَ الضياءُ لِلَيْلِكَ المتلبِّدِ
فهي الشفاءُ لكلِّ داءٍ مجهِدِ
واصبرْ على الّلأْوَاءِ تسعَدْ في الغَدِ
فوقَ الأراِئكِ والبساطِ العسْجَدِي
هيَّا إليها فَهْيَ أكرَمُ مُنجِدِ
مَنْ يعتصمْ بالحقِّ فهْوَ المهتَدِي
وَالذُلُّ ـ إِنْ خُلِعَتْ ـ وَخِزْيٌ سَرْمَدِي
«جابـر الجـعـفي»
|
1999-08-25