إعرف بلادك أيها المسلم
تنشر الوعي على صفحاتها شيئا يسيرا عن بعض بلاد المسلمين ( سنكملها في أعداد لاحقة إن شاء الله) واستظلالها بالخلافة. ثم زوالها عنها ، وبدء عمل حزب التحرير لإعادة الخلافة فيها … وسترتبها الوعي من الشرق إلى الغرب، سائلين الله سبحانه أن يكون في هذا الذي نفعل تبصرة للمسلمين وحثا لهم على العمل الجاد لإعادة جميع بلاد المسلمين في دولة واحدة، دولة الخلافة الراشدة الثانية، والله المستعان وعليه التكلان:
1– إندونيسيا
-
تقع إندونيسيا في جنوبي شرق آسيا ، وتجاورها ماليزيا بين حدود جزيرة سومطرة وكليمانتا. وتجاورها بروني دار السلام من جهة جزيرة كليمانتا . وتجاورها الفيليبين من جهة جزيرة سولاويسي، فموقعها استراتيجي، حيث تقع في الممر التجاري الاستراتيجي ” مندب مالاكا ولومبك” الذي يمر به التجار العالميون، وتقع كذلك تحت خط الاستواء.
-
المساحة البرية 19 مليوم كلم2 (25%)، المساحة البحرية 5،8مليون كلم2 (75%) وتحتوي إندونيسيا على 17500 جزيرة.
-
عدد السكان : بحسب إحصاء سنة 2007م : 226 مليون نسمة ” عدد المسلمين: 196620000نسمة = 87% وعدد النصارى 11300000 نسمة =5% والكاتوليون: 9040000 نسمة 4% والهنود: 4520000 نسمة = 2%.
-
وصلها الإسلام في القرن السابع الميلادي باعتناق أفرادها الإسلام، حيث كان مندب مالاكا وقتئذ ملتقى عالميا للتجار من مملكة تانغ الصينية، ومملكة سريويجايا في جنوب شرقي آسيا، والخلافة الأموية في آسيا الغربية ، وهكذا وصلها التجار المسلمون ، وتأثر الناس بحسن معاملة هؤلاء التجار وأمانتهم ، وبخاصة عندما كانوا يرونهم يصلون ويتوضأون… ويعدلون في معاملاتهم ولا يظلمون… فانفتحت لهم قلوب الناس وعقولهم وبدأوا يسألون عن عقيدتهم وعبادتهم.. ثم بدأوا يدخلون الإسلام. ولم يقف هذا الأمر عند العامة بل وصل التأثر إلى الحكام ، ففي سنة 100هـ/ 718م، أرسل ملك سريويجايا جامبي ” الآن هي في جزيرة سومطرة الغربية” ، وهو الملك سريندافرمان، أرسل كتابا إلى الخليفة عمر بن عبد العزيز من الخلافة الأموية، طالبا منه أ، يرسل لهم من يعلمهم الإسلام، وقد جاء في رسالته: ” من ملك .. إلى سلطان.. الذي لا يشرك بالله شيئا ، أهدي لكم هدية متواضعة ، وهي أقل مما تستحقون، وهي علامة على ما نكنه لكم من حب وأخوة . إني أود أن ترسلوا إلي رجلا يعلمني الإسلام ويبين لي أحكامه ” . وهكذا كان، وبعد ذلك بسنتين ، أسلم الملك سريندافرمان، وسمى نفسه فيما بعد بسريبوذا إسلام. وانتشر الإسلام، وأسلم حكام تلك الكيانات في إندونيسيا ، وكان منها سلطنة بريلاك في 1محرم 225هـ/12 نوفمبر 839م. وسلطنة ترناتي في مالكو ” جزيرة سولايسي” سنة 1440م. وهناك سلطنة أخرى حكمت بالإسلام كذلك وهي سلطنة تيدوري وباتشان . وانتشر الإسلام فيما بعد في سلطنة باتشان بين قبائل بابوا ط جزيرة إيريان”.
ثم انتشر الإسلام في أنحاء البلاد:
1- جزيرة سومطرة: نشأت فيها السلطنات الإسلامية…بريلاك، باسي ، أتشيه دار السلام، باليمبانع.
2- جزيرة كاليمانتان: نشأت السلطنات الإسلامية سامباس، بونتياناك، بانجار، باسر، بولونغان، تانجونع بورا، مامباوه، سنتايع وكوتي
3- جزيرة جاوى: نشأت السلطنات الإسلامية دماك، جيبانغ، بادجانع، ماتارام، تشيربون ، بانتان
4- جزيرة سولايسي: نشأت السطلنات الإسلامية غووا ، تلو ، بوني ، سوبينع، واجو، ولوو.
وعلى الرغم من بعد هذه السلطنات عن الخلافة العثمانية آنذاك، إلا أنها كانت ذات علاقة مستمرة مع الخلافة. وهذه العلاقات تمثلت في العلماء المسلمين الذين كانت الخلافة تراسلهم إليها، فمثلا أرسل السلطان العثماني محمد الأول ” المعروف بالسلطان محمد جلبي من السلاطين العثمانييين ” سنة 808هـ /1404م العلماء إلى جزيرة جاوى، المعروفين فيما بعد بالأولياء التسعة، وهذه البعثات تمت على خمس مراحل ، والعلماء التسعة هم 1- مولانا ملك إبراهيم ” الخبير في نظام الحكم الإسلامي من مركز الخلافة في تركيا” .2- مولانا إسحق ” من سمرقند” ، 3- مولانا أحمد جمادي الكبرى ” من مصر” 4- مولانا محمد المغربي ” من المغرب”، 5- مولانا ملك التركي، 6- مولانا حسن الدين ” من فلسطين” ، 7- مولانا علي الدين ” من فلسطين، 8- الشيخ سوباكير ” من بلاد فارس”، وكلهم من العلماء الأفذاذ لمساعدة تلك السلطنات في تحكيم الإسلام في شؤون الرعية.
وكذلك كانت تلك العلاقات تتمثل أيضا في علاقة أتشيه بالخلافة العثمانية حين طلبت منها في عهد السلطان العثماني سليم الثاني الإعانة العسكرية لطرد البرتغال عن باسي سنة 1563م. وأرسلت الخلافة السفن ، مع أسلحتها ، وخبرائها التي استخدمتها سلطات باسي لطرد البرتغال، وحدث مثل ذلك أيضا مع سلطات جاكرتا ” المعروفة وقتئذ بباتافيا”.
نعم ، إن انتشار الإسلام في البلاد لم يكن مفصولا عن دور الخلافة الإسلامية، حتى أسلم أهلها ، وأصبح المسلمون أغلب سكانها عددا بعد أن كانوا هنودا أو وثنيين ، ونشأت السلطنات الإسلامية فيما بعد ، وطبقت الإسلام أساسا لحياة الناس العامة والخاصة، عقيدة وأحكاما. ولم تكن العلاقة بالخلافة الإسلامية محصورة في الأمور الدعوية، بل الإدارية، والعسكرية، والتربوية، وغيرها .
واستمرت الحال كذلك إلى أن احتلها الغرب الكافر المستعمر ” هولندا وإنجلترا” ، ثم ألغيت القوانين الشرعية ” الأحكام الإسلامية” وأدخلت مكانها القوانين الهولندية أو البريطانية في سنة 1882م بإصدار قانون المحكمة الدينية، الذي حصر الإسلام في ما سموه ” الشؤون الروحية ” ، وفصل الدين عن الحياة ، ثم صدر قانون الزواج ” قانون المناكحات” سنة 1905م الذي أباح الزواج المدني، ثم صدرت من بعد قوانين التعليم والمعلمين تحتوي نصوصا لمحاربة الإسلام ، وكذلك صدر قانون المدارس الأهلية مكان المدارس الإسلامية.
وهكذا انقطعت العلاقة بين البلاد والخلافة بعد أن احتل البلاد الغرب الكافر المستعمر ” هولندا وأنجلترا” ، وفرض نفوذه في البلاد بعد أن تمكن من غزوها عسكريا في العهود الأخيرة للدولة العثمانية، حيث لم تكن الخلافة قوية لترسل لهم الأساطيل الحربية كما فعلت في عهد السلطان سليم الثاني.
ومع أن الاستعمار زال عن إندونيسيا بشكله العسكري الصريح ” الاحتلال” وأعلن استقلال إندونيسيا إلا أنها بقيت تسير على القوانين الغربية الغير الإسلامية التي وضعها الكفار المستعمرون، ولكن المسلمين في أندونيسيا لن يهدأ لهم بال إلا بعد إعادة الحكم بالإسلام وإزالة أي نفوذ للكفار المستعمرين في البلاد وبخاصة أميركا.
-
وها هو حزب التحرير يعمل بقوة في إندونيسيا منذ أكثر من عقد من الزمن لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة الراشدة بتأييد من المسلمين ومؤازرتهم، فهم يتوقون لهذا الفوز العظيم بإذنه سبحانه. ويدعمون هذا العمل الخالص لله سبحانه ن الصادق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويستبشرون بقرب قيام الخلافة الراشدة بإذن الله، التي تجمع المسلمين في دولة واحدة يحكمها خليفة واحد فيعود لها عزها وفوزها ونصرها، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.
وإن مؤتمر الخلافة الذي عقده الحزب في 28 رجب 1428هـ الموافق 12آب 2007م، بمؤازرة المسلمين في طول البلاد وعرضها لأكبر دليل على ذلك، والله سبحانه ناصر من ينصره ، إن الله لقوي عزيز.
2– ماليزيا
-
تقع ماليزيا في جنوب شرق آسيا ، مشاحتها 339847 كلم2 . عدد سكانها 27 مليون نسمة ( 60.4%مسلمون، 19.2% بوذيون، 9.1% نصارى، 6.1% هندوس).
-
الراجح أن الإسلام وصل ماليزيا في القرن التاسع الميلادي ، ولكن ماليزيا لم تصبح مركزا مهما للإسلام إلا بعد أن أسلم سطلان ملقا في القرن الخامس عشر. وفي أواخر القرن التاسع عشر لم تكن الأمور مستقرة للخلافة في ماليزيا حيث كان الصراع محتدما مع بريطانيا. وبعدما ألغيت الخلافة سنة 1342هـ – 1924م قامت محاولات متعددة لإحيائها، وكان لعلماء المسلمين في ماليزيا مشاركة فاعلة فيها.
-
تم احتلال ماليزيا من قبل بريطانيا، وأقصي الإسلام عن الحكم لتحل محله القوانين الغربية، ولما حصلت ماليزيا على استقلالها من بريطانيا سنة 1957م، استلم الحكم فيها حكام عملاء علمانيون، وتنتشر الآن في ماليزيا الأفكار الغربية الدعوات التبشيرية.
-
بدأ الأنبعاث الإسلامي من جديد منذ أوائل عشرينات القرن الماضي واستمر حتى التسعينات منه، وذلك عن طريق مجموعات إسلامية راحت تسعى لإعادة إحياء الإسلام، ولكن هذه المجموعات كانت عبادة عن منظمات خيرية لا تملك هدفا ولا برنامجا محددا.
-
في أواسط تسعينات القرن الماضي دخل حزب التحرير إلى ماليزيا على أيدي طلاب درسوا في الكويت مع الحزب في الثمانينات ، ثم التقى هؤلاء مع شباب آخرين درسوا الحزب في بريطانيا. وبمساعدة من ممثلي الحزب في إندونيسيا أخذ العمل الشكل الحزبي الصحيح لإقامة الخلافة . هو يتقدم الآن ويسير على أرض صلبة ويلقى تجاوبا، حتى إن ” لي كوان بو ” رئيس سنغافورة السابق قال في ديسمبر 2002م إن هناك 100 مجموعة إسلامية في جنوب شرق آسيا تعمل لإقامة خلافة تضم ماليزيا وإندونيسيا ما يدل على أن شعوب هذه المنطقة تدين بالولاء للإسلام ولحكم الخلافة بالرغم من كل أفاعيل الغرب المضللة.
3- الباكستان
-
تقع الباكستان كواجهة مهمة بين المسلمين في الشرق الأوسط وبين المسلمين في آسيا الوسطى وجنوب آسيا. وفي الوقت نفسه تقع بالقرب من أكبر ثلاث دول كافرة وعدوة للمسلمين: روسيا والصين والهند.
-
مساحتها 803940 كلم2 ، عدد سكانها 169270617 نسمة 95% مسلمون.
-
تشكل الزراعة العمود الفقري لاقتصاد الباكستان، ولها صناعة قوية ، وفيها 2501تريليون قدم مكعب من احتياط الغاز الطبيعي، وتمتلك جيشا قويا وقدرة وقوة نوويتين: لذلك ستكون الباكستان مصدر قوة لدولة الخلافة القائمة بإذن الله.
-
بدأ دخول الإسلام إلى الباكستان في عهد الخلافة الأموية سنة 711م، وقام الدعاة المسلمون هناك بدور مهم جدا في تحويل أغلبية السكان البوذيين والهندوس إلى الإسلام.
-
غزت بريطانيا شبه القارة الهندية سنة 1819 م، وإمعانا في تقسيم المسلمين لإضعافهم الحقت 200 مليون مسلم بالهند ليعيشوا تحت سلطان الهندوس والسيخ وقسمت المسلمين الآخرين ليعيشوا في دولتين : باكستان وفيها حوالي 170 مليون مسلم، وبنغلادش وفيها حوالي 160مليون مسلم… ويقف النظام في الباكستان اليوم، بشكل سافر ومخز إلى جانب أميركا ضد المسلمين في كشمير وأفغانستان تحت ذريعة الحرب على الإرهاب.
-
بنيت دولة الباكستان على فكرة أنه يجب ان يكون للمسلمين دولة، لذلك ينادي الكثير من الجماعات بتطبيق الشريعة الإسلامية.. وهناك دراسة صدرت من قبل (Worldpublication.org) بالتعاون مع جامعة ميريلاند في أميركا بتاريخ 24/4/2007م تبين أن 74% من الشعب الباكستاني مع توحيد جميع البلاد الإسلامية في دولة واحدة ” الخلافة”.
-
لحزب التحرير وجود فاعل في الباكستان، وقد أرغم ذلك حاكم باكستان على ذكر الخلافة وحزب التحرير أكثر من مرة، ففي مقابلة مع راديو هيئة الإذاعة البريطانية العالمية، وتلفزيون ال” بي بي سي” العالمي في 14/9/2003م ذكر : ” لذا أنا أقول بأنه ليس هناك فرصة لعودة الخلافة حقا؛ لأن الخلافة تتطلب بيئة معينة” . وفي 7/12/2004م في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن قال مشرف: ” إن حزب التحرير يريد إقامة الخلافة اليوم على غرار الخلفاء الراشيدن، لكنه لا يستطيع”. وكان وزير داخليته قد حظر الحزب في 20/11/2004م أي قبل الخطاب بقليل ، وذلك بحجة محاربة الإرهاب، مع أن الحزب سياسي، إن محاولات حكام الباكستان وضع العراقيل أمام إقامة الخلافة ستبوء بالفشل ؛ لأن المؤيدين والعاملين للخلافة يزاددون يوما بعد يوم بفضل الله تعالى.
4- العراق
-
العراق او بلاد ما بين النهرين ، يقع في جنوب غرب قارة آسيا، يحده كل من سوريا والاردن والسعودية والكويت والخليج العربي وإيران وتركيا.
-
مساحته 438317 كلم2 عدد سكانه37 مليون نسمة.
-
دخل الإسلام إلى العراق أيام الخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله عنه سنة 12هـ واستقر حكم الإسلام فيه زمن سيدنا عمر رضي الله عنه بعد معركة القادسية سنة 14هـ.
-
اتخذ الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه من الكوفة عاصمة له، وبنى الخليفة العباسي المنصور بغداد سنة 146هـ واتخذها عاصمة له ، وبنى المعتصم سامراء سنة 221هـ واتخذها عاصمة له. وبقي مركز الخلافة في العراق إلى أن نقله الخلفاء العثمانيون إلى تركيا.
-
بقي العراق جزءا من الخلافة إلى أن اندلعت الحرب العالمية الأولى وخسرت الدولة العثمانية ، فكان العراق من نصيب بريطانيا التي حكمته بشكل مباشر حتى سنة 1933م حيث استقل بعدها شكليا.
-
قامت أميركا بغزو العراق واحتلاله سنة 2003م ، وقامت بتغيير القوانين والحكام واصطدمت برفض العراقيين لها، وانتشرت المقاومة ، وقوات الاحتلال الآن في طور الفشل الذريع وسقوط شعارات الديمقراطية والحريات معها.
-
ظهر حزب التحرير في العراق مع بداية الظهور الرسمي للحزب سنة 1953م وذلك عن طريق عدد من الطلبة الفلسطينيين والأردنيين ، بعد انقلاب سنة 1963م، اعتقل شباب الحزب وعذبوا أشد التعذيب، فاستشهد مسؤول الحزب هناك آنذاك ” عبد الغني الملاح” رحمه الله والذي اعتبر أو شهداء حزب التحرير. انتشر الحزب في معظم مدن العراق ، وحاول أن يتخذ منه نقطة ارتكاز لإقامة دولة الخلافة أكثر من مرة ” سنة 68 وسنة 83″ ، في عام 1984 و1990م تم إعدام عدد كبير من شبابه ومؤيديه ، استمر نشاط الحزب في العراق بعد حرب سنة 1991م وبعد احتلاله سنة 2003م ظهر نشاط الحزب بشكل علني رغم الملاحقة والمضايقة الواقعين عليه دون الأحزاب الأخرى. لقد قام الحزب بحملة واسعة تبين الحكم الشرعي في الاحتلال، وحرمة المشاركة في العملية السياسية، فتعرض شبابه جراء ذلك للمطاردة والتعذيب والاعتقال، واستشهد العديد منهم واضطر الكثير منهم إلى ترك مناطقهم بسبب أحداث الفتن الطائفية التي أثارها الكافر المحتل.
5-الكويت
-
تقع الكويت في قلب الخليج العربي ، يحدها كل من العراق والسعودية والخليج العربي.
-
مساحتها 17820كلم 2 ، عدد سكانها 2183161نسمة بينهم 1292354 مقيم
-
دخل الإسلام إلى الكويت في عهد الخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله عنه بعد معركة ” ذات السلاسل” التي انتصر فيها المسلمون بقيادة خالد بن الوليد رضي الله عنه على الفرس، فاستولوا على بلاد الرافدين كلها وظلت تابعة للخلافة الإسلامية زمن العباسيين والعثمانيين.
-
سنة 1896م منح السلطان عبد الحميد امتياز مد خط الحديد من قونية إلى شمال الخليج العربية إلى شركة ألمانية فاعتبرت الحكومة البريطانية هذا الأمر تقويضا لنفوذها فعرقلت المشروع مستغلة ولاء الحكم في الكويت لها، وكان من آثار ذلك ان ضيقت الدولة العثمانية النكير على الشيخ مبارك حاكم الكويت آنذاك، فوضع هذا الشيخ نفسه ورعاياه تحت الحماية البريطانية خارجا بذلك على الدولة العثمانية، وعقد مع بريطانيا معاهدة سرية سنة 1899م، وبهذه المعاهدة اقتطعت الكويت من الدولة العثمانية، وزال عنها سلطان الدولة الإسلامية، ودخلت تحت سلطان الكفر.
-
دخلت دعوة حزب التحرير إلى الكويت في وقت مبكر في سنة 1954م، وذلك بسبب قدوم كثير من مسلمي فلسطين والأردن والعراق إلى الكويت للعمل فيها. وبالرغم من عودة هؤلاء الى بلادهم بعد احتلال صدام للكويت سنة 1991م إلا أن دعوة الحزب هناك يقوم بها شباب كويتيون ، وبنشاط لافت
6-سوريا
-
سوريا جزء من بلاد الشام، تقع غرب آسيا، وتتمتع بواجهة بحرية عريضة على المتوسط وتحيط بلبنان من جهتي الشمال والشرق.
-
المساحة 185180كلم 2 ، عدد السكان 18500000نسمة أكثر من 80% منهم مسلمون.
-
بدأ دخول الإسلام إلى سوريا في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة 14هـ، وأصبحت دمشق عاصمة الخلافة زمن الأمويين لتجيش فيها الجيوش التي فتحت سائر البلاد وأدخلتها تحت سلطان الإسلام، كذلك عاشت البلاد السورية فترة زاهرة أيام نور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي، رحمهما الله، واستطاع المماليك استكمال تحريرها من الصليبيين الذين أقاموا لهم فيها إمارات على مدنها الساحلية ، بقيت سوريا جزءا من الخلافة الإسلامية حتى سنة 1918م بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى.
-
ظلت سوريا تنعم بالإسلام حتى هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى ووقوعها تحت الانتداب الفرنسي سنة 1920م، وبحسب اتفاقية سايكس – بيكو أخذت ما يعرف الان ب ” دولة سوريا” شكلها الجغرافي الحالي بعد أن اقتطعت فرنسا اجزاء منها وضمتها إلى ما يعرف الآن ” بدولة لبنان” وقد حصلت على استقلالها سنة 1964م وهو تحكم بدستور علماني كسائر بلاد المسلمين من قبل حكام عملاء للغرب كسائر حكام المسلمين.
-
دخل حزب التحرير إلى سوريا في وقت مبكر ، بعد أن اضطر الشيخ تقي إلى مغادرة الأردن إلى دمشق سنة 1952م، بسبب الضغط عليه من السلطات الأردنية ، وهناك لم يلبث إلا قليلا حتى غادر إلى لبنان بعد أن اعتقلته السلطات السورية وألقت به على حدودها مع لبنان… ولكن بحكم التقارب الجغرافي بين فلسطين والأردن وسوريا ولبنان استطاع الحزب أن ينتشر في هذه البلاد في وقت مبكر، ومنها سوريا وكان له فيها وجود ما زالت تحسب له السلطات السورية ألف حساب ، وتضيق عليه أشد التضييق : لأنها تعلم مدى جديته في الدعوة والعمل على أخد الحكم فيها، ومدى استجابة المسلمين لمثل دعوته .. والأمر سجال بين الحزب والحكم في سوريا حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.
7-الأردن
-
الأردن جزء من بلاد الشام، وهو أحد أجناده الخمسة ، وكان اسم الأردن في العصور الأولى للخلافة الإسلامية يطلق على المنطقة الواقعة من البحر الميت جنوبا إلى صور شمالا ، ومن البحر المتوسط غربا إلى إقليم البلقاء شرقا. ثم بعد سقوط الخلافة ، اقتطع الإنكليز المنطقة المعروفة الآن بالأردن وسمها مملكة.
-
مساحة الأردن : 887780 كلم2 وعدد سكانه: 56650380نسمة.
-
كان أول دخول الأردن تحت سلطان الإسلام في زمن النبوة، ثم تتابع زمن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فتراب الأردن مجبول بدماء الشهداء من الصحابة والمسلمين.
-
ظل الأردن يستظل بسلطان الإسلام حتى إعلان خونة العرب الخروج على الخلافة العثمانية فيما سمي بالثورة العربية الكبرى، فاستطاعالكفار إخراج جيش الدولة الإسلامية من بلاد الشام سنة 1988م، وأنشيء بحسب اتفاقية سايكس-بيكو ما يسمى الآن بالاردن ، ونصبت بريطانيا عليه حاكما عميلا لها هو عبدالله بن حسين بن علي سنة 1928م، فغاب عن الأردن منذ ذلك الحين سلطان الإسلام وحكمه.
-
بدأت الدعوة إلى استئناف الحياة الإسلامية وإقامة دولة الخلافة في الأردن منذ نشوء حزب التحرير ، فشنت الحكومة الأردنية آنذاك حربا شديدة عليه، فلاحقت شبابه بالاعتقال والتعذيب والطرد من الوظائف والدعاية السيئة… حتى إن سجون الأردن لا تكاد تخلو من شباب حزب التحرير…
ولكن على الرغم من كل ذلك، يقف الحزب للنظام بالمرصاد، وهو مطلع على خباياه وارتباطاته ودخوله في المؤامرات التي تحاك ضد الأمة…
ينتشر الحزب في مدن الأردن وقراه،ويحظى بإكبار وتأييد من المسلمين هناك ، بل وإكبار كثير من الرجالات المحسوبين على النظام… يمتاز الحزب في الأردن بوجود حشد من الرعيل الأول ممن قضوا سني عمرهم ثابتين، ممن لم يزدهم تضييق النظام عليهم إلا ثقة بوعد الله ونصره، فهنيئا لهم، وهنيئا لمن لحق بركبهم من الشباب العاملين.
8-لبنان
-
هو جزء من بلاد الشام ” المعروفة اليوم بسوريا والأردن وفلسطين” ، وبشكل جزءا من الساحل الشرقي للبحر المتوسط.
-
مساحته حوالي 10500كلم2 ، عدد سكانه يقرب من خمسة ملايين نسمة ، ” ثلثاهم من المسلمين ، والباقون يتوزعون ما بين نصارى ودروز وأقليات أخرى.
-
دخله الإسام مع فتوح بلاد الشام أيام الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما بين سنتي 13هـ و 18 هـ والأرجح أن طرابلس الشام لم يستقر الأمر فيها للمسلمين إلا سنة 25 هـ وألحق لبنان بولاية الشام.
كان للمدن الساحلية دور مهم في انطلاق الأساطيل الإسلامية لفتح جزر البحر المتوسط، كجزيرة آرواد ورودس ومن طرابلس انطلقت السفن الحربية لتخوض أول معركة بحرية حقيقية يخوضها المسلمون وينتصرون فيها على الروم، وهي معركة ” ذات الصواري ” سنة 34هـ في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، واستمرت المدن الساحلية التابعة للبنان تقوم بحماية الثغور من غزوات البيزنطيين لعدة قرون ” وقع لبنان خلال هذه الفترة تحت الاحتلال الصليبي الذي دام حوالي القرنين”.
-
بقيت مدن لبنان تابعة للخلافة حتى سنة 1918م حيث وقع لبنان مع سوريا تحت الاحتلال الفرنسي الذي فرض أنظمته الكافرة عليهما. ثم ” استقل” لبنان سنة 1943م، وجلت غنه القوات الفرنسية سنة 1946م.
-
دخل حزب التحرير إلى لبنان مبكرا مع دخول الشيخ المؤسس إليه سنة 1953 م بعد أن طردته السلطات السورية من أراضيها، إلا أنه لم يستطع الدخول إليه إلا بعد أن تدخل مفتي لبنان حينها الشيخ حسن العلايا ومارس الضغط على المسؤولين في لبنان ، عمل الشيخ تقي أربع سنوات بدون مضايقة حتى سنة 1958م، حيث اضطر إلى التخفي والانتقال من بيروت إلى طرابلس بسبب تضييق السلطات اللبنانية عليه بعد أن أدركت خطورة دعوته. لقي الحزب تجاوبا كبيرا له في لبنان منذ أو وجوده، ثم انكمش العمل قليلا بسبب التضييق عليه لينطلق بزخم كبير في الفترة الأخيرة. ويفرض نفسه على ساحة العمل السياسي في لبنان . ويقوم الحزب بعمله بشكل علني مغيرا بذلك الصورة العامة المغلوطة عنه بأنه حزب سري، وقد نجح في ذلك بالرغم مما لاقاه شبابه من اعتقالات في بداية الأمر ولكنه تخطاها، وبالرغم مما يلقاه الآن من معارضة سياسية وإعلامية، في ظروف سياسية يمر بها لبنان.
9-فلسطين
-
قال ياقوت في معجم البلدان: ” وهي آخر كور الشام من ناحية مصر، قصبتها البيت المقدس، ومن مشهور مدنها : عسقلان والرملة وغزة وأرسوف وقيسارية ونابلس وأريحا وعمان ويافا وبيت جبرين زغر وديار قوم لوط وجبال الشراة إلى أيلة كله مضموم إلى جند فلسطين”
-
أما مساحتها فهي 27000 كلم2 وعدد سكانها 6 ملايين ” وهم الذين لا زالوا فيها بعد احتلال يهود لها والذين خرجوا منها”.
-
أما عن تاريخ دخول سلطان الإسلام إليها فقد ذكر البلاذري: “…. قالوا: كانت أول وقعة واقعها المسلمون الروم في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه على أرض فلسطين، وعلى الناس عمرو بن العاص ، ثم إن عمرا فتح غزة.. وسبسطية ونابلس.. ثم لد وأراضيها.. ثم فتح يبنى وعمواس وبيت جبرين.. وفتح يافا.. وكان فتح إيلياء في سنة 17هـ”.
-
ثم انسلخت فلسطين عن دار الإسلام في 19/12/1917م، حيث انسحب العثمانيون من القدس كليا، ودخل الجيش الإنكليزي إليها فغابت ظلال الخلافة عن فلسطين، ثم في 15/5/1948م احتل يهود فلسطين وشردوا اهلها واقاموا لهم فيها كيانا بفعل الدول الكافرة المستعمرة وبالتواطؤ مع الحكام العملاء في بلاد المسلمين. وهذا الكيان لا بد زائل بإذن الله على أيدي المخلصين الصادقين كما زال من قبل احتلال الصليبيين لفلسطين.
-
بدأ الشيخ تقي الدين النبهاني رحمه الله دعوته في العام 1953م في القدس ، فلاقت دعوته استجابة واسعة، ثم انتقل الى الخليل وغيرها من مدن الضفة، ويكون حزب التحرير بهذه النشأة هو الحزب الوحيد في العالم الإسلامي الذي نشأ في بيت المقدس وإنا لنرجو الله أن يكون هو المقصود بحديث أبي أمامة عند أحمد بإسناد حسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” لا تزال طائفة من أمتى على الحق ظاهرين ، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك، قالوا يا رسول الله ، وأن هم ؟ قال ببيت المقدس ، وأكناف بيت المقدس”.
-
وبعد أان احتل يهود ما بقي من فلسطين ” الضفة والقطاع” عام 1967م تجمد نشاط الحزب مدة ليعود الشباب بعدها إلى مزاولة نشاطهم بقوة في الضفة الغربية وقطاع غزة ، وهو يلقى قبولا وانتشارا واسعين. أما الأراضي المحتلة عام 48 فإن الحزب لم يعمل فيها.
10-السودان
-
السودان بلد مترامي الأطراف ، يقع في قارة أفريقيا ، له حدود مع تسع دول هي: مصر وأثيوبيا وأريتريا والبحر الأحمر، وكينيا وأوغندا والكونغو الديمقراطية وأفريقيا الوسطى، وتشاد وليبيا.
-
مساحته 2505813 كلم2 ” 1.7% من مساحة العالم” عدد سكانه 38مليون نسمة 75% ملمون والباقون وثنيون ونصارى، هذا مع العلم أ، النصرانية دخلت بعد عام 1898 مع الاستعمار.
-
أرض السودان غنية بثرواتها، ولو زرعت فستكون بحق سلة غذاء العالم، وغنية بالمياه ويملك السودان ثروة حيوانية هائلة، وتذخر أرضه بثروات معدنية صناعية واستراتيجية هائلة تخضع للتكتم الاستعماري لذلك فإن السودان الآن يخضع لطمع دول الغرب التي تتصارع عليه وتعمل على تقسيمه.
-
بدأ دخول سلطان الإسلام إلى السودان سنة 20هـ زمن سيدنا عمر رضي الله عنه ، وسنة 31هـ في عهد سيدنا عثمان رضي الله عنه، ثم في عهد المماليك ، ثم تم فتح بقية أجزاء السودان سنة 1820م في عهد محمد علي باشا ، وكان السودان جزءا من ولاية مصر التي كانت تسمى ولاية ” مصر والسودان وأريتريا وجزر البحر الأحمر”.
-
سنة 1898م تم احتلال السودان من قبل الإنكليز، ولكن وبعد زوال الخلافة سنة 1924م استفحل الوجود البريطاني الأستعماري حيث تم العمل على فصل السودان عن مصر وإحلال القوانين الغربية محل الأحكام الشرعية ما عدا أحكام الزواج والميراث…
-
بدأ العمل في السودان لإعادة الخلافة سنة 1963م عن طريق ثلة من شباب حزب التحرير الذين كانوا يدرسون في الأزهر ، والذين اعتقلهم عبد الناصر ثم أبعدهم إلى السودان ، وهؤلاء كانوا قد عرفوا الدعوة من الشيخ عبد القديم زلوم رحمه اله ، الأمير الثاني لحزب التحرير ، ويذكر أن في السودان رأيا عاما قويا عن الإسلام ومساندة من يدعو إلى تحكيمه ولذلك وجد الحزب هناك الأرض الخصبة لدعوته وكان له وجود فاعل فيه وأنصار ويقوم بنشاط فكري وإعلامي لافت.
11- مصر (أرض الكنانة)
-
تقع مصر كرابط ما بين قارتي آسيا وأفريقيا ، ومن الشمال تضرب أمواج البحر الأبيض شواطئها ، وشرقا أمواج البحر الأحمر ، على ضفاف النيل الذي يشقها مساحات شاسعة من الأرض الخصبة والخيرات التي انعم الله بها على أهلها.
-
المساحة 997738 كم3 . عدد السكان 72 مليون نسمة (بحسب إحصاء سنة 2005 م).
-
في السنة السادسة للهجرة دخلت دعوة الإسلام إلى مصر عن طريق كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس يدعوه إلى الإسلام . وفي السنة العشرين للهجرة فتح القائد عمرو بن العاص مصر وصالح أهلها بصلح يحفظ عليهم مالهم وكنائسهم وأنفسهم، وأصبحت جزءا من دولة الخلافة الراشدة زمن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وبقيت مصر جزءا من جسد الخلافة الإسلامية تتأثر بكل ما يجري داخل هذا الجسد، وتبقى مآذن الفسطاط تذكرنا مع كل أذان صلاة أنها أول مدينة إسلامية بنيت في مصر. لقد كان لمصر أكبر الأثر في صد العدوان على الإسلام وأهله، فقد تصدت للصليبيين وسارت هي والشام نحو حطين وحررت بيت المقدس ن وسارت هي والشام ثانية وهزمت المغول في عين جالوت، وتصدت لحملة نابليون على بلاد المسلمين وأجبرته أن يرجع مخذولا مدحورا.
-
دخلت بريطانيا مصر سنة 1882 م بحجة ضمان ديونها لدى الخديوي والي مصر، ثم أعلنت حمايتها على مصر رسميا سنة 1914م وبذلك زال عنها ظل الخلافة.
-
منذ اليوم الذي انطلق فيه حزب التحرير للعمل لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة أرسل الشيخ النبهاني رحمه الله خير من عنده لحمل الدعوة إليها ، وعلى رأسهم الشيخ عبد القديم زلوم رحمه الله سنة 1956م، وفي سنة 1961م استمر الشيخ بإرسال الشباب بشكل متواصل دون انقطاع ، فلم يتركوا عالما ذا شأن أو مفكرا ذا بال إلا اتصلوا به لتبليغه دعوة الحكم بما أنزل الله ، وأثمرت جهود الدعوة في بداية السبعينات حيث ازداد عدد الشباب وأثرهم، وبخاصة عام 1975م حيث نشطت ولاية مصر بإصدار النشرات الموقعة بأسم ولاية مصر، ومن مصر امتد نور الدعوة إلى السودان، ولإيقاف شعلة الدعوة تم اعتقال المئات من شباب الحزب وزجهم بالسجون وتعذيبهم للنيل منهم، ولكن نور الدعوة باق ما بقي الإسلام ، واستمر مسلسل الملاحقات والاعتقالات بشكل عنيف من السلطة محاولة إطفاء نور الدعوة على أرض الكنانة وكان آخرها عام 2002م حيث اعتقل العشرات، وتمت محاكمتهم في المحاكم العسكرية التي أصدرت الأحكام الجائرة بحقهم ( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون).
ورغم كل محاولات إطفاء نور دعوة الخلافة والحكم بما أنزل الله، إلا أن هذا النور أقوى من ظلام الظالمين، فقد ازداد شباب الدعوة إصرارا على نشر هذا النور، وإن الله سوف ينصر دعوته، وسوف يجري نهر النيل بإذن الله على أرض يطبق فيها شرع الله، وترجع بساتين مصر الخضراء تسقى بماء النيل وحكم الإسلام، ومآذن الأزهر تكبر من جديد ونسمع منها صوت العز بن عبد السلام ينادي للجهاد ( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون).
12- تركيا
-
تركيا أحد أهم البلدان الإسلامية ، وهي ذات موقع استراتيجي وجيوبوليتيكي ” جغرافي –سياسي” مهم جدا، وتحدها البحار من ثلاث جهات: المتوسط وإيجه، ومرمرة، والأسود. وذات مجتمع وثروة ضخمة وجيش جرار.
-
مساحتها 780567 كلم2 ، عدد السكان : 80مليون نسمة تقريبا 98%مسلمون.
-
دخل الإسلام إلى تركيا تدريجيا ، بدأ بفتح مدينة أورفا في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وتتابع الفتح خلال مراحل الدولة الإسلامية حتى فتحت إسلامبول سنة 1453م على يد السلطان محمد الثاني ” الفاتح” وتحققت بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم على يديه فقد قال صلى الله عليه وسلم ” لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش” أخرجه أحمد، وبعدها حمل الخلفاء العثمانيون عبء الخلافة وحملوا راية الإسلام إلى وسط أوروبا.
-
في 28 رجب 1342هـ الموافق 3/3/1924 م ألغى كمال أتاتورك الخلافة ومنع كل صوت معارض للجمهورية العلمانية التركية ، وقمع كل حركة لإعادة الخلافة وكان أبرزها ثورة الشيخ سعيد بيران الكردي.
-
بدأ حزب التحرير العمل لاستئناف الحياة الإسلامية في تركيا في بداية الستينات، ولاقت دعوته قبولا كبيرا في مدة قصيرة، حيث كان لطرح الحزب المبدئي الراسخ ، ولصلابة شبابه تأثير كبير على المسلمين في تركيا. خاصة وأن فكرة الخلافة ليست بعيدة عنهم وهي تعني لهم الكثير ، فشنت دولة تركيا العلمانية حملة اعتقال شديدة ضده أثرت على عمله، ولكنه عاد للعمل بقوة في أوائل السبعينات وتوسع عمل الحزب خلالها فصار ولاية . ومن جديد شنت السلطات في أواسط الثمانينات حملة اعتقال شديدة عليه تريد إخماد صوته وشل حركته، فأثرت عليه كذلك ولكنه عاد في أوائل التسعينات ليصبح بعدها عصيا على الدولة، ولم تعد الضربات تؤثر عليه، بل جعلته أكثر قوة ونشاطا وأدت إلى صعود الحزب السريع، فصارت عمليات الاعتقال تجري كل سنة، بل في كثير من الأحيان عدة مرات في السنة الواحدة، بل عشرات المرات في السنة الواحدة في بعض الأماكن ، ورغم ذلك أصبح الحزب، والحمد لله وحده، أكثر قوة ويلقى مزيدا من الإقبال عليه في كل مرةن وقد كانت أوضح صورة لهذا الصعود والقبول ما قام به الحزب من فعاليات النداء في مسجد الفاتح في تركيا في الذكرى الرابعة والثمانين لهدم الخلافة حيث فرض الحزب نفسه في العمل السياسي وصار مدار حديث المسلمين هناك:
واليوم يواصل الحزب عمله بعزم وحزم في تركيا ، وهو يؤمن بوعد الله تعالى، ويصدق بشرى رسوله صلى الله عليه وسلم ويثق بخيرية الأمة وعظمتها…. لذلك هو يأمل بإقامة الخلافة بين لحظة وأخرى بإذن الله .. قال تعالى ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) التوبة 105.
13- الجزائر
-
تقع الجزائر في شمال أفريقيا، وهي من البلدان الإسلامية المهمة من ناحية الموقع الجغرافي والمقومات البشرية والاقتصادية.
-
مساحتها 2381741 كم2 . عدد سكانها 36 مليون نسمة 99% مسلمون.
-
شواطئها الممتدة على طول 1200 كلم تجعل منه بلدا منتجا للأسماك بامتياز ، ويعتبر أكبر البلدان المنتجة للنفط والغز الطبيعي ( 3650 مليار مترمكعب – ثاني أكبر احتياطي في العالم) وأرضه غنية جدا.
-
دخل الإسلام إلى الجزائر في خلافة عثمان رضي الله عنه على يد الفاتح موسى بن نصير سنة 21 هـ وبمجرد دخوله تحول أهله إلى فاتحين، وكان من أبرزهم طارق بن زياد فاتح الأندلس، وخيرالدين بربروسة أمير البحر ، وكان لخضوع الجزائر لدولة الخلافة ولموقعها أثره البارز في تكوين قوة بحرية فرضت سيطرتها على البحر المتوسط، وألزمت أوروبا وأميركا على سواء بدفع الجزية فرضت ( وقعت أميركا معاهدة في 21 صفر الخير سنة 1210هـ الموافق 5/9/1795م مع دولة الخلافة الإسلامية تدفع بموجبها مبلغ 642 ألف دولار ذهبي ، وسنويا مبلغ 12 ألف ليرة عثمانية ذهبية، وتعتبر هذه المعاهدة الوحيدة التي وقعتها أميركا طوال تاريخها بغير لغتها كدليل على العزة والهيبة التي كان يتمتع بها المسلمون في ظل دولة الخلافة).
-
مع دخول فرنسا إلى الجزائر عام 1830م زال سلطان الإسلام عنها. كان لطول مدة استعمار فرنسا لها 132سنة وسيرها في فرنسة الجزائر من حيث اللغة والثقافة ، ومن حيث جلب أعداد كبيرة من الفرنسيين ليستوطنوا الجزائر ، واعتبار الجزائر جزءا من فرنسا ، أثر عميق في البلاد والعباد… إلا أن الجزائريين تمسكوا بدينهم وبلغتهم ، وقاوموا فرنسا، ودفعوا مليون ونصف المليون شهيد خلال الأعوام 1956-1963م ،فطردوا فرنسا و” استقلت” الجزائر. قام في الجزائر على أثر طرد فرنسا منها ، نظام علماني وتناوب عليه حكام عملاء لأوروبا.
-
بالرغم من كل سياسات فرنسا الاستعمارية في الجزائر، بقيت توجهات المسلمين هناك تميل نحو الإسلام إذ فاجأوا الجميع ، وخاصة فرنسا، في الانتخابات التشريعية التي حدثت سنة 1991م عندما فازت جبهة الإنقاذ الإسلامية بأغلبية المقاعد لأنها رفعت شعار الإسلام، فأهل الجزائر مسلمون يتوقون للإسلام وأهله، ولكن القوى المستعمرة وعملاءها في الداخل رفضوا هذه النتيجة وبقيت البلاد في أزمة سياسية وأمنية حتى اليوم.
لقد كان للاستعمار الفرنسي الجدي للجزائر ، وفرض اللسان الفرنسي فيها ، ومحاربة الكفار المستعمرين وعملائهم للدعوة لتحكيم الإسلام في الحياة أو ما يسمونه ” الاسلام السياسي” أثره في وضع العراقيل أمام حزب التحرير، ولذلك فإنه لم يصل إلى مستوى ما وصل إليه في سائر البلدان الإسلامية التي يعمل فيها ،غير أن الحزب منذ أواخر القرن الماضي وأوائل هذا القرن قد انطلق معتمدا على الله سبحانه، وهو يطمح للحاق بإخوانه فيكون عاملا معهم في الصفوف الأولى لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة، مدركا أن هذا العمل يحتاج إلى سواعد تبذل وتتحمل وتصبر لتصل إلى ما تريده، وكما قال ابن القيم، رحمه الله : ” لا ينال النعيم بالنعيم” . والحمد لله فإن انطلاقة الحزب قد آتت ثمارها وهي تبشر بخير.
14- المغرب
-
يتبع المغرب شمال أفريقيا على البحر المتوسط، وموقعه مهم جدا إذ يقبض على أحد طرفي مضيق جبل طارق الذي يفصل البحر المتوسط عن المحيط الأطلسي.
-
مساحته 453730 كلم2 (يضاف إليها حوالي 300ألف كلم2 مساحة الصحراء الغربية المتنازع عليها) عدد سكانها 33 مليون نسمة 99 % مسلمون.
-
دخل المغرب في الإسلام زمن الخلافة الأموية في خلافة سليمان بن عبد الملك سنة 62هـ بقيادة عقبة بن نافع، واستمر المغرب قطرا من أقطار ” ولاية أفريقيا” حتى أواخر أيام الخلافة العثمانية، جرت عدة محاولات لفصله عن الخلافة الإسلامية على مر تاريخها ولكنها فشلت في النهاية واستقرت مع يوسف بن تاشفين زعيم المرابطين الذي أعلن ولاءه للخليفة العباسي ” المقتدي” الذي لقبه بأمير المسلمين سنة 479هـثم ضعفت هذه العلاقة بدولة الخلافة العباسية والعثمانية، وكان لظهور المنازعات الداخلية بين حكام المغرب ، واستعانتهم بأعدائهم، أثره في تضعضع ولاء المغرب للدولة العثمانية.
-
كان تنافس دول أوروبا ” فرنسا ، بريطانيا، إسبانيا” على المغرب شديدا وظل الإسلام هو نظام الحكم المطبق إلى حين توقيع معاهدة الحماية سنة 1912م مع فرنسا ، ما أدى إلى دخول الاستعمار الفرنسي الذي قام بفرض قوانينه ، وابتداء من فرض الحماية الفرنسية سنة 1912م إلى الآن ابتلي المغرب بحكام عملاء يعطلون شرع الله، ولا يجدون غضاضة في الخضوع لأوامر الكفار ، وتسيير الحكم على ما تشتهي أجواء أسيادهم.
-
بدأ حزب التحرير العمل لإقامة الخلافة في المغرب في أواسط السبعينات، والعمل هناك يلقى صعوبات ، ولم يصل إلى مستوى ما وصل إليه في سائر بلاد المسلمين التي يعمل فيها الحزب. وعلى الرغم من ملاحقة الدولة لشباب الحزب واعتقالهم بقولهم ربنا الله كما حدث مؤخرا، إلا أن الحزب يطمح أن تفتح القلوب له، وتجتمع سواعد المسلمين معه، ومبعث هذا أن الأمة هي كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم كالجسد الواحد، والصحة التي بدأت تبدو على سائر الأعضاء لا بد من أن تظهر على المغرب كذلك إن شاء الله.