هكذا يقضّ عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) وصلاح الدين الأيوبي (رحمه الله) مضاجع الصهاينة
2009/12/21م
المقالات
2,735 زيارة
هكذا يقضّ عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)
وصلاح الدين الأيوبي (رحمه الله) مضاجع الصهاينة
إن المشروع (الإسرائيلي) هو مشروع غربي لاستعمار المنطقة، اجتمع فيه الحقد والمكر اليهودي والنصراني الغربي على الإسلام… بيد أنه مشروع فاشل بالرغم من كل ما دعم به ولايزال من مال وسلاح وإعلام ومساعدات وتغطيات لجرائمه من دول الغرب الرأسمالي الكافر، ومن المؤسسات الدولية صنيعته، وبالرغم من تسييجه بحكام يحمونه ويمنعون بهم كل عمل مخلص، ويهيئون لاندماجه في المنطقة، والسبب في فشله هو الإسلام نفسه. ولعل من أسباب فشله ما يسكن اليهودي، كل يهودي، من خوف وجبن، حتى ولو كان في أوج انتصاره.
هناك مشروع واحد يقف في وجه يهود والغرب، وهو الآن يتلمس طريقه بثقة في كل مكان تطأ فيه قدم مسلم أو تطرف له نفس، إنه مشروع الخلافة، المشروع الذي كان بهدمه إقامة كيان يهود وبإعادة إقامته سيكون زوالهم بإذن الله… إن مشروع الخلافة الذي وصل إلى فلسطين الأرض المباركة زمن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) ومن ثم وصل بعدما انقطع بواسطة القائد الإسلامي العظيم صلاح الدين الأيوبي.. هو الآن ينتظر من يوصله بعد ما تآمر عليه الغرب واليهود وخونة المسلمين. وهذا المقال يري كيف يؤثر قادة المسلمين في عقل يهود، كما يبين كيف أن اليهود يدركون أن النصر قادم للمسلمين ويعملون لإبعاد موعده ما استطاعوا، ولكن هيهات. وهذا المقال كتبه الصحفي الفلسطيني صالح النعامي بعنوان: هكذا يقض عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) مضاجع الصهاينة من قبره!!! ويعقبه تصريحات لشارون ولأحد البرلمانيين ولأحد المؤرخين من يهود. ولا تخرج عن نفس الإطار.
يعتبر تيدي كوليك رئيس بلدية الاحتلال في مدينة القدس الأسبق الذي توفي قبل عامين أحد أبرز قادة الحركة الصهيونية على الإطلاق. ولم يكتسب كوليك مكانته الكبيرة في سلم القيادة الصهيونية بفضل جهوده في مجال تهويد مدينة القدس فقط، ومسؤوليته عن مضاعفة مساحة المدينة بفضل سجله الكبير في العمل الأمني والاستخباري، علاوة على حقيقة أنه كان أوثق مستشاري رئيس الوزراء (الإسرائيلي) الأول دفيد بن غوريون. لكن جانباً هاماً من تفكير كوليك في السنوات القليلة قبل وفاته والذي كان غائباً عن الجمهور (الإسرائيلي) كشف عنه النقاب صديقه رجل الأعمال يوسي أهارونوش الذي قال في مقابلة مع الإذاعة (الإسرائيلية) باللغة العبرية إن كوليك أقبل في السنوات الأخيرة بعدما أنهى منصبه كرئيس للبلدية على دراسة تاريخ المدينة، حيث إن أكثر ما أصابه بالفزع هو نجاح المسلمين في فتح المدينة وبقية فلسطين في زمن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، وتمكن المسلمين من الحفاظ على المدينة لقرون طويلة. وينوه أهارونوش إلى أن كوليك توقف ملياً عند حرص عمر بن الخطاب على القدوم شخصياً لتسلم مفاتيح القدس، معتبراً أن هذه الخطوة الذكية تجعل الأجيال المسلمة حالياً وفي المستقبل ملتزمة بالعمل على إعادة تحرير المدينة وطرد (الإسرائيليين) منها، علاوة على أن خطوة عمر (رضي الله عنه) مثلت مصدراً لأسلمة القضية الفلسطينية. ويضيف أهارونوش أن “تيدي الذي لم يكن من السهل أن يشعر بالإعجاب تجاه أي زعيم، مات وهو شديد الإعجاب بشخصية عمر بن الخطاب وحرص على دراسة سيرته، وكان يعتبره رجل دولة وصانع قرار من الطراز الذي قلما عرفه العالم على مر العصور. وأوضح أهارونوش إلى أن «دراسة تاريخ المدينة المقدسة جعلت كوليك قبل وفاته أقل ثقة بمستقبل المشروع الصهيوني».
يحاولون منع مولد صلاح الدين من جديد
كان الجنرال شلومو باوم يوصف بأنه أسطورة الجيش (الإسرائيلي)، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول دفيد بن غوريون كان يعتبره “مفخرة الدولة اليهودية”، بينما كتب عنه أرئيل شارون أنه “آلة حرب متحركة تتجسد في جسم بشري”. وبالرغم من أنه خدم 35 عاماً في الجيش إلا أنه رفض بإصرار الحصول على إجازة ولو ليوم واحد، شارك في أكثر من ألف عملية عسكرية، معظمها خلف مواقع القوات العربية، اشتهر بتنفيذ مجزرة ” قبية ” 1954م تحت إمرة شارون، علاوة على اشتهاره بالقسوة الشديدة في تعامله مع العرب الذين وقعوا في أسره. وكانت سيرته الذاتية تدرس لطلاب المدارس، وكثير من شعراء (إسرائيل) تغنوا ببطولاته.
وعندما حلت ذكرى وفاته نشر الكاتب (الإسرائيلي) حاييم هنغبي مقالاً في صحيفة “معاريف” كشف آفاقاً أخرى في شخصية باوم، حيث يشير أنه لكثرة ما سمع من إطراء على باوم قرر التعرف عليه بعد تسرحه من الجيش للتعرف على الدوافع الكامنة وراء “معنوياته العالية، وشعوره المطلق بعدالة ما يقوم به”.
ويضيف هنغبي أنه عندما توجه إلى باوم في شقته، وجد إنساناً آخر غير الذي سمع عنه، وجد شخصاً قد تملكه الخوف واستولى عليه الهلع واستبد به القلق. ويشير إلى أنه عندما سأله عن سر دافعيته الكبيرة لقتال العرب وحرمان نفسه في سبيل ذلك الراحة لعشرات السنين، فإذا بباوم يصمت هنيهة، ثم يقوم من مجلسه ويحضر ملفاً كبيراً يأخذ بتقليب صفحاته، ثم يقدمه لهنغبي، ويقول “هل سمعت عن الحروب الصليبية، هل سمعت عن معركة حطين، هل سمعت عن شخص يدعى صلاح الدين”.
يقول هنغبي “عندها قلت له مستنكراً: لكن العالم العربي الآن في أقصى مستويات الضعف في كل المجالات”، فيضحك باوم ساخراً، ويقول “لقد كانت أوضاع المسلمين قبل معركة حطين تماثل من حيث موازين القوى أوضاع العرب حالياً “. وكما يؤكد هنغبي فإن باوم لم يفته أن يذكر أن الدويلات العربية التي كانت قائمة في ذلك الوقت تقوم “بدور كلاب حراسة للممالك الصليبية”. أما عن سر قلقه فيقول باوم إن أكثر ما أزعجه من دراسة تاريخ الحروب الصليبية هو قدرة صلاح الدين على بعث نهضة العرب من جديد وتنظيم صفوف قواته بعكس المنطق الذي تمليه موازين القوى العسكرية.
ويواصل باوم شرح مخاوفه كما رواها هنغبي قائلاً “منذ عشرين عاماً وأنا أحاول رصد الأسباب التي جعلت المسلمين يحققون هذا النصر الأسطوري وفق منطق العقل والتحليل العسكري، وأن ما جعلني أتعلق بالحرب هو حرصي على أن أقوم بكل شئ من أجل عدم تهيئة الظروف لمولد صلاح الدين الأيوبي من جديد، إنني أعيش في خوف دائم على المشروع الصهيوني”.
وإضافة إلى ما ذكره صالح النعامي في موضوعه نذكر هذه الوقائع التي تبين أن الخوف يسكن حكام يهود من الإسلام ومن عمر بن الخطاب ومن صلاح الدين الأيوبي وتخاف من اسم جديد يضاف إلى ما سبق يستطيع أن يجدد سيرة الإسلام كمن قبله.
نسيان صلاح الدين شرط شارون للسلام
– تقول صحيفة يهودية إنها قابلت شارون في مكتبه وهو يعلق كل شاراته العسكرية خلفه وسألته: لماذا خوفك رغم القوة العسكرية للمشروع الصهيوني؟ فقال: أخاف أن يظهر صلاح الدين فيقلب لنا كل الأوضاع.
– في حوار مع شارون في شهر أيلول سنة 2001م فاجأت صحفية شارون قائلة: كيف تسير الأمور في (إسرائيل) فأجابها وهو مهموم: ليس على ما يرام. فسألته بدهشة: كيف تقول هذا بعد كل ما حققته من مكاسب في الأيام الأخيرة؟ فأجابها قائلاً: إنني أخشى من ظهور صلاح الدين جديد بين المسلمين. فقالت له: صلاح الدين يظهر الآن؟ أجابها: في مثل هذه الظروف نشأ صلاح الدين.
– هاجم النائب الليكودي (داني نافيه) في معرض مقابلة له مع الإذاعة الناطقة بلسان المستوطنين «عروتس شيفع» في 20/2/2001م الدول العربية التي أعربت عن تحفظاتها على فوز شارون قائلاً: قبل أن يدلي العرب بملاحظاتهم تجاه فوز شارون، عليهم أن يتذكروا أنهم ماداموا يتوقون لصلاح الدين وتاريخه، فإنهم قد أخرجوا أنفسهم من دائرة شركاء إسرائيل في أي تسوية ممكنة للنـزاع؟!!
ووصف نافيه، الذي تولى الإشراف مع السلطة الفلسطينية في عهد حكومة نتنياهو السابقة قد أجرت مداولات مكثفة حول سلسلة من المطالب كان من المقرر أن تتقدم بها للولايات المتحدة، وجميعها تتمحور حول الضغط على الدول العربية لإجبارها على تخليص برامجها التعليمية من التركيز على دراسة الرموز التاريخية التي تمثل مقاومة الغرب والصهيونية». غير أنه ذكر أن حكومة نتنياهو لم تستطع إيصال قائمة الطلبات المتعلقة بمناهج التعليم في الوطن العربي للإدارة الأميركية السابقة حيث سقطت الحكومة، وأجريت انتخابات جاءت بباراك للحكم.
وتساءل عضو الليكود هذا: لماذا يدعو خطباء المساجد في طول الوطن العربي وعرضه ربهم أن يبعث لهم قائداً على غرار صلاح الدين الأيوبي؟ ماذا يعني هذا؟ هذا يعني أنهم يريدون رمزاً تاريخياً على غرار صلاح الدين لطردنا والقضاء على الحركة الصهيونية بنفس الطريقة التي تم فيها القضاء على الصليبيين في الماضي» وزعم أن هناك منطقاً وراء نمو التيار اليميني المتطرف داخل إسرائيل هو: «تفشي الشوق لدى العرب إلى رموز تاريخية مثل صلاح الدين الأيوبي، وهم هم على شاكلته من القادة الإسلاميين».
وفي تحريض واضح ضد خطباء المساجد وجه نافيه تحذيراً ضمنياً للحكام العرب قائلاً: «إنه ليس من مصلحتهم (الحكام) أن يشيد خطباء المساجد بتاريخ صلاح الدين الأيوبي، وأن يتعلق طلاب المدارس بنهجه، فهذا ينطوي على خطر على مستقبل هذه الأنظمة؛ لأن صلاح الدين لم يكن عربياً، وهذا يعني أن الجماهير العربية قد تجد نفسها تؤيد زعماء غير عرب تحت غطاء محاربة إسرائيل واقتفاء أثر صلاح الدين الأيوبي».
وفي الإطار نفسه، طلب المستشرق اليهودي (يهشوع بن بوارت) رئيس الوزراء (الإسرائيلي) المنتخب شارون أن تتوجه الحكومة الجديدة في (إسرائيل) لدى العالم وعلى الأخص الولايات المتحدة للضغط على الدول العربية لـ«تنقية مناهجها التعليمية وبيئتها الثقافية من كل صلة بصلاح الدين الأيوبي وما يمثله» وقال (بورات) إن على (إسرائيل) أن تطالب العرب باستبدال أسماء الشوارع التي أطلق عليها اسم صلاح الدين الأيوبي بأسماء أخرى، وكذلك أسماء المدارس والميادين والمؤسسات، ووصف إصرار العرب على التمسك بتراث صلاح الدين الأيوبي بأنه «إصرار على ثقافة العنف والحرب».
2009-12-21