على ضوء زيارة بابا روما الأخيرة: تاريخ باباوات روما سلسلة متصلة الحلقات في العداء للإسلام والمسملين
2009/08/21م
المقالات
2,504 زيارة
إعرف عدوك:
على ضوء زيارة بابا روما الأخيرة:
تاريخ باباوات روما سلسلة متصلة الحلقات في العداء للإسلام والمسملين
م. موسى عبد الشكور – الخليل
جاء بابا روما في زيارته الأخيره شاهراً سيفه والعالم الإسلامي يعاني من الفرقة والانقسام، ويعيش وضعاً سياسياً واقتصادياً وأمنياً صعباً، وتتوزع دوله المصطنعة الولاءات فيه لأوروبا أو لأميركا. صحيح أنه لم يأتِ على ظهر دبابة ولا طائرة حربية ولكنه جاء ليكمل ما فعلته الدبابة والطائرة الحربية وليبارك أفعالها وليقطف ثمارها.
لقد ضرب المستقبلون عرض الحائط ما ارتكبه بابا روما الزائر من إساءة بحق الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) واستقبلوه ولما يزُل صوت إساءته بعدُ عن آذان المسلمين… استقبلوه وودعوه من غير أن يكلفه ذلك اعتذاراً عما ارتكبته الحروب الصليبية التي قادها أسلافه من الباباوات من جرائم يندى لها جبين البشرية، ولا حتى إدانة لما فعلته يد الإجرام اليهودية بحق المسلمين. جاء ليعتذر إلى يهود -إخوانه في الكره للمسلمين- وليبرئ ساحتهم من دم المسلمين، وليساوي في دعوته بين الجلاد والضحية. فلماذا قام هذا البابا بزيارة أراضي المسلمين؟ وما هي الدوافع والأسباب التي دفعته إلى القيام بهذه الخطوة؟ لا شك أن هذه الزيارة لا يمكن حصرها بالعامل الديني، كما حاول البعض تصويرها بل إن واقع الأمر يشير إلى أن هذه حلقة من سلسلة الحروب الصليبية التي لازالت مستمرة ضد المسلمين، قال تعالى: (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا) [البقرة 217].
إن الحروب الصليبية على المسلمين هي سلسلة من الحملات المستمرة التي كشفت عنها تصريحات بعض أساطينهم في فترات متباعدة ما يشير بوضوح إلى استمرارها وامتلاء العقل الغربي بها، فالجنرال اللنبي قائد قوات الحلفاء في الحرب العالمية الأولى عندما دخل القدس قال: «الآن انتهت الحروب الصليبية» أي أنه اعتبر أن الحروب الصليبية الأولى لم تنتهِ بانتصار المسلمين والقضاء على دولة الصليبيين في بلادنا، وانما استمرت منذ ذلك الحين حتى توجت بانتصارهم في الحرب العالمية الأولى واحتلالهم القدس مرة أخرى. وكذلك ما قاله الجنرال الفرنسي (غورو) قائد القوات الفرنسية التي دخلت دمشق بعد معركة (ميسلون) عندما توجه فوراً إلى قبر (صلاح الدين الأيوبي) وركله برجله قائلاً: «قم يا صلاح الدين ها نحن قد عدنا».
هذا ويعتبر باباوات روما حجر زاوية في هذه الحروب. وبمراجعة تاريخية بسيطة وسريعة، وبعيداً عن الخوض في تفاصيلها المليئة بالحقد ونفث روح العداء للمسلمين يتبين ذلك الدور الخطير الذي شكل ومازال رأس حربة في هذه الحروب الصليبية التي تتجدد اليوم بصورة لم تعد خافية على أحد. فعلى مدى تاريخ طويل تطلعت البابوية إلى تأسيس حكومة في الشرق تجمع بين السلطتين الزمنية والدينية؛ ولذلك حرضت على الحروب الصليبية بدعوى أن الحجاج المسيحيين يلاقون الاضطهاد والأذى أثناء زيارتهم إلى بيت المقدس، وكذلك على حرب المسلمين في الأندلس، فاتخذت من ذلك ذريعة للدعوة لحرب المسلمين، فكان البابوات هم القيادة العليا للحرب المقدسة كما يدعون، ومن ثم كانت الحروب الصليبية هي عمدة السياسة الخارجية للباباوات وكانت بتنسيق مع اليهود، فقد ربط د. محمود عطا الله بين يهود أوروبا وتجهيز الحملات الصليبية بقوله: «كانت مصالح أصحاب رؤوس الأموال من يهود أوروبا تتوافق مع مصالح الأمراء الإقطاعيين الأوروبيين الذين كانوا يطمعون في السيطرة على العالم عنوة ولإقامة وطن قومي لليهود، لذا دعم هؤلاء اليهود فكرة توجيه حملة صليبية إلى الشرق بكل قواهم وإمكاناتهم المتاحة، لتحقيق أهدافهم الاستراتيجية المتمثلة في إضعاف قوة الإسلام والمسيحية معاً».
نعم، لقد كان الفاتيكان هو الموجه الحقيقي للحروب الصليبية. وهاكم بعص صور الوجه القبيح لهذا التوجيه وتجييش النفوس والجيوش ضد المسلمين:
– فقد أصدر البابا نيكولاس الخامس، (الذي حكم الفاتيكان بين عامي 1447م و1455م)، عام 1452م وثيقةً وجهها إلى ملك البرتغال ألفونسو الخامس معلناً فيها الحرب على كافة “غير المسيحيين” في العالم، وقد فوضت هذه الوثيقة الغزاة صلاحية استغلال الشعوب غير المسيحية، وشرعنت استعمار أراضيهم واستعبادهم والاستيلاء على كافة ممتلكاتهم.
– أما البابا ألكسندر السادس (الذي حكم من عام 1492م الى 1503م) فقد أصدر وثيقة إنترسيتيرا 4 (Inter Cetera 4) في 3 مايو 1493م (بعد عام من غزوة كولومبس الأولى) ومنح بموجبها إسبانيا الحق في احتلال البلاد التي اكتشفها كولومبس في العام السابق إضافة إلى الأراضي التي سيكتشفها مستقبلاً.
هذا هو الفاتيكان وتاريخه في استعمار الشعوب وشرعنة إبادتها والاستيلاء على أراضيها ومواردها، وهذا ما أعطى غطاء دينياً لحكام فرنسا وبريطانيا وسائر دول أوروبا أمام شعوبهم لاحتلال بلادنا وغيرها من البلدان المستعمَرة. وهذا يدل على أن الفاتيكان (المؤسسة الكاثوليكية الدينية والسياسية) كان المبادر في شرعنة الاستعمار واستعباد الشعوب بل وإبادتها.
ونشر موقع http://www.muslm.net/vb/archive/index.php/t-182342.html على الإنترنت تاريخ البابوات وما قدمه كل منهم ضد العالم الإسلامي فذكر ما يلي (نورده باختصار):
– يعتبر البابا حنا العاشر (الذي حكم الفاتيكان بين عامي 914م- 928م) أول من نادى بطرد المسلمين من الحوض الغربي للبحر المتوسط؛ من الأندلس، وكانت البابوية وقتها في حالة صراع مرير ضد الإمبراطور أوتو الكبير.
– أما البابا إسكندر الثاني ( الذي حكم الفاتيكان بين عامي 1061م – 1073م) فيعتبر أول من استخدم فكرة صكوك الغفران كورقة لتحميس الأوروبيين على حرب المسلمين, وذلك عندما دعاهم سنة 1063م/ 455هـ لنجدة إخوانهم الإسبان في الأندلس من نير المسلمين (بحسب زعمهم), وقد أسفرت هذه الدعوة عن واحدة من أشد المجازر البشرية بشاعة، وذلك عندما شن نصارى أوروبا حرباً صليبية بقيادة قائد فرسان البابوية على مدينة بربشتر في شرق الأندلس سنة 1064م/ 456هـ راح ضحيتها أربعون ألف مسلم ومسلمة غير آلاف الأسارى من البنات والصبيان.
– أما البابا جريجوري السابع فهو مؤسس فكرة الحملات الصليبية الشهيرة على العالم الإسلامي بالشام ومصر، وهو أول من أشعل الحملات الصليبية على الأمة الإسلامية, ولكن العمر لم يطل به ليشهد انطلاق هذه الحملات حيث هلك سنة 1088م وترك ذلك لتلميذه النجيب أوربان الثاني.
– أما البابا أوربان الثاني فقد قام بجولة أوروبية واسعة لحشد الرأي العام واستثارة الهمم الصليبية، وأمر كل مسيحي ومسيحية بالخروج لنجدة القبر المقدس من أيدي المسلمين, وقد أرسل أحد الرهبان المتعصبين واسمه بطرس الناسك, وكان ذا موهبة خطابية فائقة, فطاف أوروبا بأسرها يدعو النصارى لمحاربة المسلمين، فخرج مئات الآلاف من نصارى أوروبا استجابة لنداء البابا ورغبة في المغفرة ودخول الجنة بزعمهم, وذلك بلا نظام ولا ترتيب ولا قيادة, وهي الحملة المعروفة باسم حملة الرعاع والتي أبادها السلاجقة.
– أما البابا أوجينيوس الثالث (الذي اعتلى كرسي البابوية سنة 1144 م/ 539 هـ عندما استطاع الأمير المجاهد عماد الدين زنكي أن يفتح الرها) فقد أصدر مرسوماً داعياً أوروبا لحملة صليبية جديدة على بلاد الإسلام للثأر للدين الحق بزعمه! وقد أطلق على هذا المرسوم عنوان [قدر الأسلاف], وبالفعل استجاب لويس السابع وكونراد الثالث ملكا فرنسا وألمانيا لنداء البابا وشنا الحملة الصليبية الثانية والتي تحطمت على أبواب دمشق سنة 543 هـ/ 1148م.
– أما البابا باسكوال الثاني فهو الذي أنشأ جماعة فرسان المستشفى, والمعروفة في المراجع العربية بالإسبتارية, وذلك سنة 1113 م/ 509 هـ وكانت في البداية تقوم برعاية مرضى حجاج بيت المقدس وخدمتهم، ثم تحولت لجماعة حربية شديدة البأس والتعصب تحت قيادة الراهب الإيطالي جيرار الملقب بحامي فقراء المسيح.
– أما البابا كالكتس الثاني فهو الذي أنشأ جماعة فرسان معبد سليمان، وكانت مهمتها حماية طريق الحجاج، وهذه الجماعة من أشد الجماعات الصليبية تعصباً وحقداً على المسلمين وحماسة في قتالهم، وكان المسلمون إذا ظفروا بأي أسير من هاتين الجماعتين قتلوه فوراً لكثرة جرائمهم ووحشيتهم ضد المسلمين، وكانت هاتان الجماعتان تحت الإشراف المباشر لبابا روما.
– أما البابا جريجوري الثامن فقد سعى بكل جهده لشن حملة صليبية ثالثة على العالم الإسلامي, فأرسل خطاباً عاماً لنصارى أوروبا ووعدهم فيه بالمغفرة الكاملة لجميع خطاياهم، وفرض عليهم صياماً في كل يوم جمعة على مدى خمس سنوات قادمة، وفرض عليهم ضريبة تقدر بـ10% من دخولهم عرفت باسم ضريبة صلاح الدين.
– أما البابا أنوسنت الثالث فقد أحدث تغيرات خطيرة وجذرية بمكانة كرسي البابوية، حيث كان يرى أن البابا يجب أن يكون صاحب سلطة روحية وزمنية أو نوعاً من القسيس الملك، ورفض أن يكون دور البابا منحصراً في مجرد الدعوة للحملات الصليبية ومنح صكوك الغفران، وكان أكثر الباباوات محاربة للمسلمين وشناً للحملات الصليبية ضدهم، وهو أول من حول دفة الهجوم من الشام إلى مصر مركز الثقل في العالم الإسلامي وقتها، وبالفعل فشلت جهود أنوسنت الثالث لشن الحملة الصليبية الرابعة وذلك سنة 600هـ/ 1204م ولم تنجح، وذلك بسبب العداء المذهبي بين البيزنطيين الأرثوذكس والفرنجة الكاثوليك. ورغم هذا الفشل الذريع لأنوسنت الثالث في الحملة الرابعة إلا أنه هلك سنة 1216م قبل أن تتم الاستعدادات لهذه الحملة.
– أما البابا هونريوس الثالث فهو الذي خلف البابا أنوسنت الثالث وسار على نهجه واستكمل الدور الذي بدأه في شن الحملة الصليبية الخامسة على المسلمين, التي قادها على دمياط سنة 1221م/ 618هـ وفشلت.
– أما البابا جريجوري التاسع فقد أصدر مرسوماً بالحرمان الكنسي والطرد من الرحمة بحق أكبر ملوك أوروبا وقتها وهو الإمبراطور “فريدريك الثانى” وذلك سنة 1227م/ 624هـ, وأجبره على الخروج في حملة صليبية على بلاد الإسلام, وهي الحملة السادسة, ولقد استطاع فريدريك أن يستولي على بيت المقدس.
– أما البابا أنوسنت الرابع فهو أول بابا يفكر في تشكيل حلف نصراني – وثني ضد العالم الإسلامي, وذلك عندما أرسل إلى المغول يعرض عليهم مشروعاً شريراً لمحاربة العالم الإسلامي والجهتين الشرقية والشمالية من أجل إبادة المسلمين بالكلية, ولما فشلت مساعي أنوسنت الرابع اتجه نحو إعلان حرب صليبية جديدة على العالم الإسلامي كانت الأكبر والأكثر تنظيماً وتسليحاً وقيادةً؛ إذ ندب لقيادة الحملة ملك فرنسا “لويس التاسع” وخلع عليه لقب قديس, وكان لويس التاسع شديد الإيمان بفكرة الحروب الصليبية ووجوب محاربة المسلمين, وذلك سنة 1249م/ 647 هـ، ولكن هذه الحملة كان مصيرها الفشل الذريع كسابقتها وتم أسر لويس التاسع فيها.
– أما البابا كليمانس السادس فقد كان أول الباباوات دعوة لتكوين حلف صليبي مقدس ضد الدولة العثمانية الناشئة في آسيا الصغرى أو الأناضول, وذلك سنة 1344م/ 744 هـ.
– أما البابا أوربان الخامس فيعتبر أول الباباوات الداعين لحرب صليبية ضد العثمانيين ولكن بجنود من النصارى الأرثوذكس, وذلك سنة 1364م/ 765 هـ وذلك أيام السلطان مراد الأول، ولكن هذا الحلف مني بهزيمة ساحقة عند نهر مارتيزا بالقرب من أدرنة، وهذه الهزيمة الكبيرة جعلت أوربان يجن جنونه ويكلف ملك قبرص الصليبي واسمه بطرس الأول بغزو ميناء الإسكندرية وإيقاع أكبر قدر من الخسائر البشرية فيها، وفعلاً قاد بطرس هذا حملة صليبية نزلت بالإسكندرية سنة 1365م/ 767 هـ, وارتكبت هذه الحملة مجزرة بشرية مروعة راح ضحيتها عشرات الآلاف من أهل الإسكندرية, ثم غادرها مسرعاً قبل أن يقوم المسلمون بنجدة المدينة.
– أما البابا بونيفاس التاسع، فنتيجة للفتوحات العظيمة التي قام بها السلطان مراد الأول ثم خليفته بايزيد فقد دعا إلى الإعلان عن قيام حلف صليبي فيه كل الأوروبيين الكاثوليك والأرثوذكس, وكان الأكبر في القرن الرابع عشر والأضخم في تاريخ الصراع بين الصليبيين والعثمانيين, وذلك سنة 800هـ/ 1396م, ولقد انتصر بايزيد على هذا الحلف الصليبي الضخم في معركة نيكوبوليس انتصاراً عظيماً، وقال بايزيد مقولته الشهيرة: «سأفتح إيطاليا وسأطعم حصاني هذا الشعير في مذبح القديس بطرس بروما», وهي المقولة التي أدخلت الرعب والفزع في قلوب نصارى أوروبا عموماً وكرسي البابوية خصوصاً.
– أما البابا أوجين الرابع، وهذا البابا ترجمة عملية للغدر والخيانة ونقض العهود، فقد أرسل من طرفه الكاردينال الإيطالي الشرير “سيزاريني” فطاف على ملوك أوروبا وحرّضهم على نقض المعاهدة مع العثمانيين وأحلهم من وزر ذلك, واصطحب معه صكوك غفران موقعة من البابا أوجين الرابع لكل من يشترك في هذه الحملة, ولكن مؤامراته الشريرة تحطمت تحت سيوف العثمانيين الذين أنزلوا هزيمة ساحقة بالتحالف الصليبي.
– أما البابا نيقولا الخامس وهو البابا الذي كان من قدره أن يكون على كرسي البابوية سنة 1453م/ 857 هـ, وهي سنة فتح القسطنطينية على يد العثمانيين بقيادة محمد الفاتح، فقد حاول توحيد الصف النصراني المتشرذم، ودعا إلى مؤتمر دولي في روما لشن حرب صليبية جديدة على المسلمين لاسترجاع القسطنطينية, ولكنه فشل في ذلك.
– أما البابا جويلس الثاني، وهو الذي شكل حلفًا صليبيًا ضد العثمانيين أيام السلطان بايزيد الثاني مستغلاً حالة الصراع على الحكم بين بايزيد الثاني وأخيه الأمير “جم”, فقد كلف البولنديين بالهجوم على مولدافيا التابعة للعثمانيين، وشجع الرومانيين على الثورة على العثمانيين في غرب البلاد, وضم لهذا الحلف فرنسا والمجر وإيطاليا.
– أما البابا إسكندر السادس فهو البابا الذي اشترى الأمير “جم” من فرسان القديس يوحنا, وكان أسيراً عندهم في جزيرة رودس, وساوم عليه أخاه السلطان بايزيد الثاني من أجل وقف المساعدات عن مسلمي الأندلس, ووقف تهديدات العثمانيين لسواحل اليونان، ولكن بايزيد رفض هذه المساومة الرخيصة، فما كان من إسكندر السادس إلا أن قتل الأمير “جم”, ثم دعا إلى حلف صليبي جديد ضد العثمانيين اشتركت فيه فرنسا وإسبانيا, وذلك سنة 1499م/ 905هـ، فرد بايزيد بكل قوة على هذه الجريمة الصليبية بنصر بحري كبير على البنادقة في خليج لبياتو.
– أما البابا بيوس الخامس فقد تولى كرسي البابوية في نفس السنة التي مات فيها السلطان سليمان القانوني، وكان رجلاً في غاية الخطورة، وقد وضع مشروعاً بابوياً لجمع شمل الدول الأوروبية المتنافسة وتوحيد قواها براً وبحراً تحت قيادة البابوية, كما كان الحال أيام أنوسنت الثالث، واستطاع بيوس الخامس أن يقنع ملك فرنسا شارل الخامس بنقض عهوده مع العثمانيين، وازدادت وتيرة الإعداد لحرب صليبية جديدة بعد نجاح العثمانيين في فتح جزيرة قبرص سنة 1571م/ 979هـ، وبالفعل نجحت الحملة الصليبية البابوية، وكانت أول هزيمة بحرية ينالها العثمانيون منذ أكثر من 100 سنة.
– أما جريجوري العاشر فمنذ أن تولى منصب البابوية أخذ في الدعوة إلى تشكيل حلف مقدس ضد العثمانيين, مستغلاً حالة الفوضى داخل الدولة العثمانية، ولكن وجود أسرة كوبريلي في منصب الصدارة العظمى داخل الدولة العثمانية عطل مشروع جريجوري العاشر حتى جاء خلفه حنا الخامس عشر, والذي استغل فشل الجيوش العثمانية في فتح فيينا عاصمة النمسا سنة 1094هـ/ 1681م في تأجيج مشاعر العداء الصليبي ضد العالم الإسلامي, وكان هذا التاريخ هو تاريخ بروز نجم روسيا القيصرية التي ستدخل في حرب صليبية طويلة وشرسة نيابة عن العالم الصليبي ضد الدولة العثمانية.
وفي هذه الفترة ظهرت الثورة الصناعية وما صاحبها من محافل ماسونية وأفكار علمانية تحارب الدين ممثلاً في الكنيسة، وأصبح دور البابا منحصراً في الجوانب الروحية، إلا أن أثر البابا ظل باقياً في كل الحروب والصراعات التي نشبت بين العالم الإسلامي وأعدائه الغربيين فيما بعد، فلقد كان الطابع الصليبي والحقد الديني بارزاً في كل هذه الحروب والصراعات، والمجازر الوحشية والمروعة التي قام بها الاحتلال الفرنسي في الجزائر والمغرب ودول غرب أفريقيا، ومثيلاتها التي قام بها الاحتلال الروسي في القوقاز ووسط آسيا، وغير ذلك كثير يعتبر خير دليل على الحقد الصليبي الطافح في هذه الحروب, والذي يرجع الأثر الأول في تأجيجه إلى كرسي البابوية.
وفي الوقت الحالي فإن ما عاصرناه هوالبابا السابق بولس الثاني والبابا المشؤوم بينيدكت السادس الحالي الذي تم اختياره رأساً جديداً للكنيسة الكاثوليكية يتناسب مع التوجهات الاستعمارية لدى الدول الغربية وأميركا في الوقت الحالي، حيث نرى أن هذا البابا مصبوغ بروح صليبية خالصة وعنيفة ضد الإسلام، ودليل ذلك محاضرته المشهورة عن الإسلام والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم), وهذا يكشف الدافع التاريخي والبارز لكرسي البابوية في شن الحملات الصليبية ضد العالم الإسلامي من ألف سنة وحتى الآن. وفى وصف جنازة البابا يوحنا بولس الثاني في نيسان/ أبريل 2005م تحدثت مجلة “نيوزويك” الأميركية في عدد 19/4/2005م عن أن المطلوب: «بابا يواجه الإسلام»، وقالت «إن على البابا الجديد أن يتعامل مع التحدي الإسلامي في قلب أوروبا، حيث يشكل المهاجرون المسلمون ونسلهم الآن قوة اجتماعية ودينية جديدة لم يكن على الكنيسة أن تواجهها من قبل!» .وبهذا الإعلان عبرت “النيوزويك” عن المهام الجديدة للبابا الجديد فى المرحلة الجديدة.. فدور البابا السابق في الحرب على الشيوعية لا يقارن بالدور المطلوب من البابا الجديد فى الحرب على الإسلام!! وسنستعرض بعض المواقف والعلاقات المتبادلة بين الفاتيكان وأميركا و(إسرائيل) والمصالح المشتركة بينهم.
ومن مواقف هذين الحبرين:
1- السكوت عن حرب البوسنة والمجازر المروعة التي قام بها الصرب، من منطلق صليبي حاقد، بحق مسلمي البوسنة, حيث ذبحوا قرابة النصف مليون مسلم. والسكوت على ما قام به الروس في حروب الشيشان بحق مسلمي القوقاز. وما يسمى حروب أميركا على أفغانستان ثم العراق، حيث هجم النصارى في هذه البلاد على مسلميها وارتكبوا سلسلة من المجازر المروعة.
2- التنسيق الكامل بين زعماء أوروبا وأميركا والبابا، ومما جاء على لسان الرئيس الأميركي بوش الابن، ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001م بما يؤكد أن الغرب يعتبر الإسلام هو العدو البديل بعد زوال الخطر الشيوعي حيث إن الزعماء الغربيين تصرفوا بمنطق الحروب الصليبية، وأحيوا مقولات الداعين لتلك الحروب والمتمثلة في مواجهة خطرالمسلمين، فقد استجاب الرئيس الأميركي جورج بوش لكارثة 11 سبتمبر بشكل شبيه بما فعله البابا أوربان الثاني الذي عبأ العالم المسيحي للحرب المقدسة، وكان المسلمون بالنسبة له هم الشعب الكافر، ودعا إلى تغيير جذري في الاستراتيجية المعتمدة للقضاء على التطرف في العالم وتغيير القيم [ويلفت هنا أن كلاً من بوش وبلير قد غيرا مذهبهما المسيحي إلى الكاثوليكية كما نقلت الأنباء، إذ ربما يكون البابا الحالي قد منحهما صكوك غفران على جرائمهما المروعة]. واكتمل مثلث الهجوم على الإسلام بسيلفيو برلسكوني رئيس وزراء إيطاليا (السابق) الذي أعلن بعد أيام من أحداث 11 سبتمبر أن «الإسلام دين لا يحترم حقوق الإنسان ومبادئ التعددية والتسامح والحرية الدينية، وأن الحضارة الغربية تعلو على حضارة الإسلام». وقال كذلك: «إن على الغربيين أن يدركوا تفوق حضارتنا، وأن هذه الحضارة تكفل الرخاء لشعوبها وحرية الحقوق الإنسانية والدينية». ويمضي بيرلسكوني قائلاً: «إن حرية الأفراد والشعوب لا توجد في حضارة أخرى مثل الحضارة المسيحية، ومن ثم يتعين أن ندرك هذا التفوق» [ويلفت هنا أن بيرلسكوني صاحب الحضارة المتهتكة والمتوحشة يعتبر من أكثر حكام إيطاليا مجوناً وصوره عارياً تملأ صفحات الإنترنت].
3- تحالف الكرسي البابوي مع الولايات المتحدة فظاهر فيما يلي:
– أقام الفاتيكان الروابط الوثيقة، والتي ما زال الكثير منها في عالم “السر”، مع الولايات المتحدة. ففي عام 1980م مع وصول ريغن إلى الحكم بل وقبل ذلك مع إدارة كارتر، أقام تحالفاً مع أميركا في حملة ما سُمي آنذاك بـ”حماية حقوق الإنسان” الزائفة.
وكان بولس الثاني يغازل أميركا لأنها القوة التي يركن إليها في حرب المسلمين، وما سكوته على حرب والشيشان والبوسنة والعراق واستنكاره الهزيل لها إلا شاهداً على ذلك لنشر النصرانية والتبشير بها ونشاطه في الحرب على الإرهاب. فقد كان دور يوحنا بولس الثاني بابا الفاتيكان في “الحرب الباردة” بارزاً في إسقاط الاتحاد السوفيتي في عهد الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريجان، وكذلك حزنه وشجونه على النصرانية أن لا تحكم أوروبا كان ظاهراً، وظل “بولس الثاني” يحذر من ضم تركيا إلى الاتحاد الأوروبي مذكراً بدورها التاريخي في نشر الإسلام في أوروبا.
– وفي عام 1991م امتدح البابا بولس الثاني رأسمالية السوق الحرة، ووصف النظام الرأسمالي بأنه الأداة “الأكثر نجاعة” في استخدام الموارد.
– أعلن البابا الجديد بينيديكتوس السادس عشر رسمياً انضمامه إلى إدارة الرئيس بوش في قيادتها الحروب الإمبريالية العالمية للولايات المتحدة في مقابل دعم إدارة الرئيس بوش للبابا في مساعيه لتوسيع النفوذ الروحي للكنيسة الكاثوليكية في الغرب (المصدر: ميدل إيست أونلاين).
وتواطؤاً مع أميركا، وفي محاولة البابا بينيديكتوس السادس عشر ربط الإرهاب بالإسلام في خطابه الذي لم يكن من قبيل الصدفة بأن يقتبس هنا البابا عبارات للإمبراطور البيزنطي مانويل الثاني (1350م – 1425م) في سياق حديثه عن العلاقة بين العقل والإيمان في محاضرة ألقاها في جامعة (ريغينسبورغ) الألمانية أمام 200 ألف مصلٍّ أساء خلالها للإسلام ونبيه الكريم، وهذا كان يجري بتنسيق مع حملة سياسية ثقافية وعسكرية تندرج ضمن استراتيجية أكبر تشرف عليها الإدارة الأميركية بقيادة المحافظين الجدد ذوي الخلفيات المسيحية التوراتية المتطرفة، والساعين إلى تدمير العالم العربي والإسلامي واستباحة أرضه وخيراته لتتحقق من خلال معاناة شعوبه مشاريعهم الشرق أوسطية.. فمن شأن هذه التصريحات للبابا أن تغذي الحملات الإعلامية التي تحاول تأليب الرأي العام المسيحي ضد العالم الإسلامي لدعم الحروب الصليبية الجديدة التي تهدف إلى التبشير. فقد عرضت القناة الأولى الألمانية تقريراً في برنامجها الأسبوعي بانوراما بتاريخ 24/6/2004م والذي أعده جون جوتس وفولكر شتاينيهوف, عن دور بعض الطوائف التنصيرية في العراق وقال: «سيكون العراق مركز الانطلاق للحرب المقدسة». وجاء في نيويورك تايمز بتاريخ 14/4/2004م: «إن عزم بوش للبقاء في العراق وراءه حماس المنصر الديني». ونقلت وكالة أسوشيتد برس يوم 12/4/2004م من خطبة لقسيس في الجيش الأميركي ألقاها في يوم الفصح في مدينة الفلوجة العراقية: «نحن لسنا في مهمة سهلة, لقد أخبرنا الرب بأنه معنا على طول الطريق, ولسنا خائفين من الموت لأن السيد المسيح سيعطينا حياة أبدية». وهذا ما يؤكده الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون في كتابه «الفرصة السانحة» وفي كتابه «نصر بلا حدود» فيقول: «لقد انتصرنا على العدو الشيوعي ولم يبقَ لنا عدو إلا الإسلام». وقد نقلت صحيفة الحياة بتاريخ 8/2/2004م قولاً لنواب بريطانيين: «إن الحرب على العراق كانت حملة صليبية».
– جاء في جريدة الأسبوع بتاريخ 28/6/2004م نقلاً عن التلفزيون الألماني: «إن أميركا تقوم بحرب نصرانية تبشيرية، وجُعل العراق قاعدة لتنصير العالم الإسلامي».
– قال مارك راسيكوت رئيس الحملة الجمهورية بتاريخ 19/4/2004م: «إن بوش يقود حملة صليبية عالمية ضد الإسلام».
4- علاقة الفاتيكان باليهود
أما علاقة الفاتيكان باليهود فهي حميمة ومهمة، وقد ظهرت بدور الكنيسة في المحافظة على الكيان اليهودي وتبنيه من قبل النصارى ودعمه والتحالف معه، كما أعلن البابا يوحنا بولس الثاني بمناسبة “سنة الفداء” في 20/4/1984م أن القدس هي شعار الوطن اليهودي! فقال: “منذ عهد داود، الذي جعل أورشليم عاصمة لمملكته، ومن بعده ابنه سليمان الذي أقام الهيكل، ظلت أورشليم موضع الحب العميق في وجدان اليهود، الذين لم ينسوا ذكرها على مر الأيام، وظلت قلوبهم عالقة بها كل يوم، وهم يرون المدينة شعاراً لوطنهم”!
فمن الذي منح اليهود حقاً تاريخياً في “أرض الميعاد” في فلسطين على أساس الادعاءات التوراتية؟ إن الفكرة الصهيونية نتجت من التحالف النصراني اليهودي؟ وهذا يؤكد أن فكرة (إسرائيل) هي فكرة أوروبية قديمة مدعومة من الفاتيكان وسعى لتطبيقها نابليون سابقاً.
لقد كانت العلاقة بين الفاتيكان واليهود إيجابية تجلت بإعلان التبرئة لليهود من دم المسيح (حسب معتقدهم) وهذا يعني رفع العقوبة عنهم، وصدرت وثيقة بالاعتراف بالذنب عن التقصير الكاثوليكي بحماية اليهود من المجازر النازية عام 1998م، والتزم البابا في زيارته بعدم تنصير اليهود… بينما كانت علاقة الفاتيكان بالمسلمين سلبية تقوم على العداء والحسد ويغذيها الضعف الذي يصيب النصارى نتيجة دعوتهم إلى الإسلام وتحولهم إليه حتى في عقر دارهم. فقد ذكر د. محمد عمارة في إحصائية تقلق بابا روما وأمثاله:
– يسلم فى أميركا سنويا 20 ألف أميركي رغم التضييق على الإسلام الذي حدث عقب أحداث 11 سبتمبر 2001م..
– ويسلم فى أوروبا سنوياً حوالى 23 ألف أوروبي بمعدل 67 يومياً.
– بينما الذين يعتقدون بوجود إله فى أوروبا المسيحية كلها فيبلغون فقط 14%.
– والذين يذهبون إلى القداس فى فرنسا، أكبر بلاد الكاثوليكية الأوروبية، 5%.
– نقص في الرهبان بسبب العزوف عن العزوبة، ففي أوروبا: راهب واحد لكل 1200، وفي أفريقيا: راهب واحد لكل 4000.
– شيوع الشذوذ الجنسي بين رجال الدين وبين الأطفال!.
– وفى أميركا الشمالية انخفض حضور قداس الأحد بنسبة 40% عن خمسينات القرن العشرين..
هذا ما يقلق البابا، ولذلك يقود حملة مسعورة عالمية للتنصير. ففى 18/4/2006م نشرت “لوموند” الفرنسية مقالاً للكاتب “هنري تنك” تحدث فيه عن “انشغال البابا بتقدم الإسلام”، جاء فيه على لسان البابا: «إن الإسلام ليس دين توحيد على نمط اليهودية والمسيحية.. لا ينتمي إلى الوحي نفسه الذي تنتمي إليه اليهودية والمسيحية»..
فالحوار الفاتيكاني مع المسلمين لم يكن سوى جزء من جهود الكنيسة الكاثوليكية لجذب المسلمين في الحرب الباردة لحساب الغرب “المتدين” ضد الشيوعية. ولذلك لم تقم لهذا الحوار مؤسسات أو مشاركات إلا في البلاد الإسلامية السائرة في فلك المعسكر الرأسمالي الغربي.
إن تصريحات البابا هذه والسابقة لم تكن تصريحات عفوية غير مقصودة يمكن تلافيها بالاعتذار، بل كانت تصريحات مقصودة تهدف إلى تحريض العالم الغربي ضد الإسلام والمسلمين، وشن حملة على المسلمين الذين يقطنون في أوروبا والمطلوب منهم «إما أن يتركوا قيمهم الإسلامية ويندمجوا في قيم الغرب، وإما أن يُطردوا!»… كانت تصريحات تهدف إلى إحياء الحملات الصليبية التاريخية بعد أن بات يقض مضجعهم ازدياد أعداد الشبان الأوروبيين الذين يعتنقون الإسلام.
أما بالنسبة لدعاة الحوار من المسلمين؛ فقد بان للعيان أن أهداف بابا روما من وراء دعوته لحوار الأديان هو إضعاف قوة الإسلام المتمركزة في قلوب المسلمين والإضرار بعقيدتهم، ولم تكن دعوته للحوار قائمة على أساس البحث عن الحق والتمسك به، ومعرفة الباطل واجتنابه، بل هي دعوة معادية للإسلام وأهله تقوم على أساليب التضليل والمغالطة، وبالرغم من الجهد الجهيد الذي يبذلونه في هذا الاتجاه، إلا أن أعمالهم بإذن الله ستبوء بالفشل الذريع وستنقلب عليهم حسرات.
إن بشرى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعودة الخلافة متحققة بإذن الله، وستعود سيرة السلطان محمد الفاتح، وتفتح روما، ويزول عرش الكفر عنها تماماً، ويعم الخير والعدل، ويشفي الله صدور قوم مؤمنين. إن الحرب الدائرة بيننا وبين الغرب هي حرب صليبية تستهدف تدمير الإسلام وأهله؛ لأن الصليبيين يعلمون أن قوة المسلمين تأتي من تمكن روح الجهاد في نفوسهم، فكل من لا يحدد معالم الحرب والمعركة التي تخوضها الأمة مع الغرب بأنها حرب صليبية ويدعو إلى حوار الحضارات انما هو جاهل وغبي أو خائن وعميل للكفار على حساب الإسلام، وهو مشارك في الحرب على الإسلام والمسلمين من حيث يدري أو لا يدري.
لقد قرر الإسلام قاعدة عظيمة ينطلق منها المسلمون في حربهم وقتالهم لعدوهم وصراعهم المستمر لكل الأجيال الحاضرة والقادمة وهي قوله تعالى: (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا) [البقرة 217]. وهذا الإخبار الإلهي من الله يكشف عن الإصرار الخبيث على الشر، وعلى فتنة المسلمين عن دينهم بوصفها الهدف الثابت المستمر لأعدائهم. وما كان لبابا الفاتيكان بينيديكتوس السادس عشر أن يخطو خطوة واحدة في أرض المسلمين أرض المقدسات ومهبط الرسالات إلا في غياب خليفة المسلمين الذي يحمي الديار ويحمي المسلمين.
ومن هنا فإننا ندعو المسلمين إلى العمل على إعادة الدين الإسلامي ليتصدر كل مناحي الحياة الإسلامية. فالدولة الإسلامية هي الجهة القادرة على أن تقف في وجه الصليبية الحاقدة وإنهاء الاستعمار، وإن أمتنا مازالت تنجب رجالاً ولا زالت صفحات التاريخ مفتوحة أمام المخلصين لكتابته من جديد، فكما خلد التاريخ اسم محمد الفاتح فإن روما تنتظر من يخلد اسمه في صفحات الفتح المبين في القريب العاجل إن شاء الله تعالى.
قال تعالى: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) [البقرة 120].
2009-08-21