الخليج العربي في الوثائق البريطانية
2009/08/21م
المقالات
2,543 زيارة
الخليج العربي في الوثائق البريطانية
1- هذه رسالة من حاكم البحرين إلى سيده في العمالة يطلب منه فيها وهو الذي وهن عظمه أن يثبته على الحكم ويمنع أن ينتقل إلى ابنه، مقراً له بحصرية الحق في التعيين والعزل، وبعدها الرد على هذه الرسالة في اليوم نفسه.
الدكتور سعيد الشهابي
البحرين قراءة في الوثائق البريطانية 1920-1971
دار الكنوز الأدبية – الطبعة الأولى 1996
بسم الله الرحمن الرحيم
من عيسى بن علي آل خليفة
إلى حضرة جناب الأفخم والأجل الأكرم عمدة الأصحاب كرنل إس جي نوكس المحترم. وثم شريف السلام اللائق لمقامك السامي ورحمة الله وبركاته على الدوام، ثم تعرف جنابكم الشريف أنه بلغني من ولدي الشيخ حمد وعبد الله بما أخبرتموهم بالأمس، ولكنني أرجو من عدالة الدولة ومراحمها أحد أمرين: إما أن تستفتي عشائر البحرين في أمري أو تكتب لي أمراً رسمياً لأكون به معذوراً أمام الناس، وأنا الصديق المخلص إلى أوامر الدولة فهذا ما لزم لسعادتكم ودمتم محروسين.
حرر في شوال 1341هـ
من كولونيل إس جي نوكس رئيس الخليج
إلى جانب الشيخ عيسى بن علي آل خليفة
بعد السلام…
وبعد، كتابكم وصل وما ذكرتم صار معلوماً، إني ما أذكر أنه يبين من الأوراق التي لدى الدولة البهية حينما عينوك حاكماً في البحرين شاوروا العشاير، مهما فيه في كل حال تغير الأوقات والأمور فما أرى لزوماً أن أشاور العشائر مادام الدولة البهية تفكر نظراً لخير العموم أن سعادتكم بواسطة كبر سنكم مالكم استطاعة ولياقة لإدارة شؤون الحكومة بذاتكم. فبموجب الأوامر التي وصلتني من الدولة العلية أخبركم من الآن وصاعداً بأن مالكم حق تتدخلون في شؤون حكومة البحرين التي تحولت إلى ولدكم الشيخ حمد الذي هو وكيله من طرفكم وكذلك نخبر سعادتكم بأن ترى فوراً العمل اللازم لكي يجري أمر الدولة البهية في هذا الخصوص. هذا ما لزم
حرر في 24 مايو 1923م مطابق 8 شوال سنة 1341.
كرنل إس جي نوكس / رئيس الخليج
2- هذه رسالة من ابن سعود إلى المندوب السامي في العراق السير برسي كوكس تظهر الحرص على عمالته لبريطانيا حصراً، وذلك رداً على مراسل شركة رويترز الذي يتهم حكومة ابن سعود بعقد اتفاقية عسكرية بينه وبين الفرنسيين في سوريا. ويبرئ نفسه من مثل هذه الاتهامات الكاذبة. والرد من السير كوكس عليه مطمئناً إياه أن دولته مطمئنة إلى عمالته وليس من داعٍ لقلقه:
كتاب من ابن سعود إلى السير بيرسي كوكس
التاريخ 14 ذي القعدة 1394هـ
أكتب لك هذا لأحيطك علماً بأن مراسل شركة رويترز في القاهرة قد أرسل إليّ مؤخراً برقية فحواها أنه تم عقد اتفاقية عسكرية بين حكومتي في نجد والفرنسيين في سورية، وبمقتضاها تتعهد الحكومة الفرنسية بمساعدتي في صدّ أي هجمات تتعرض لها بلادي من جانب حكومتي شرق الأردن والعراق، وإنني أعمل بالتعاون مع الحكومة الفرنسية على إحباط سياسة حكومة جلالته في شبه الجزيرة العربية، وغير ذلك من الاتهامات الكاذبة والتي لا أساس لها من الصحة.
ولقد تولّدت هذه الأوهام في مخيلة مراسل الوكالة أو بالأحرى، أوعز إليه أشخاص معينون ممن يواصلون بذل غاية جهودهم في اختلاق الأكاذيب المنظمة، التي يأملون أنها ستؤدي إلى فتور في العلاقات الودية مع الحكومة الإنكليزية. إنني لا أجهل مصادر هذه الأنباء وتلفيقها، تلك المصادر التي تستغل مسألة ابن شعلان لكي تحبك قصتها وتبالغ فيها، رغم أنها من شؤوني الداخلية، كما تستغل أيضاً واقعة أو حادثة في بلادي أو داخل حدودي.
وعلى الرغم من أن هذه المفتريات ليست الأولى من نوعها التي يقوم هؤلاء الأوغاد بالترويج لها، إلا أنني قد تأثرت جداً بل وأشعر بالأسف الشديد لتفاهة عقلية مراسل رويترز في القاهرة. وإني لأحتج بشدة على تصرفه، واعتماده على هؤلاء المزوّرين، وتحقيقه لأغراضهم وذلك حين تسرع بنشر ما أبلغوه فيما يتصل بمشكلات مهمة كهذه لا يهدفون منها إلاّ إلى إظهاري أمام الرأي العام الإنكليزي والمجتمع السياسي الدولي بمظهر من يعارض ويعرقل سياسة بريطانية العظمى.
ومع ذلك، فإنني على ثقة تامة بأن حكومة جلالته البريطانية، والدوائر السياسية في لندن وفي الشرق ، تدرك إدراكاً كاملاً سياستي الودية تجاههم، ولن يكون لمثل هذه الشائعات أثر في نفوسهم. كما أعتقد أن هذه فرصة عظيمة لأعبر فيها عن أخلص مشاعري وعواطفي ولأؤكد احترامي الشديد والصادق لكل العهود القائمة بيننا، وأن أكذّب بكل وضوح ما نشره في هذا الصدد مراسل الوكالة ومن أوعزوا إليه بذلك.
وأرجو أن ألتمس من سعادتكم أن تبلغوا مشاعر إخلاصي لصاحب الجلالة في لندن، وأن تأمروا مراسل رويتر أن يصدر تكذيباً كاملاً لهذه الشائعات أمام العالم أجمع وأن يوضح أنني لم أتدخل في شؤون أية دولة شرقية كانت أو غربية.
وتفضلوا… إلخ.
(ختم) ابن سعود
(كتاب)
من السير برسي كوكس إلى ابن سعود
فقرة مقتطفة من الكتاب رقم 10632 بتأريخ 6 آب/أغسطس 1922 من سعادة المندوب السامي في العراق إلى صاحب السمو السير الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود (G.C.I.E.) سلطان نجد وملحقاتها (رداً على كتاب ابن سعود 14 ذي القعدة 1340).
بغداد، 6 آب/أغسطس 1922
أما في ما يتعلق بتقرير رويتر، فلتكن على يقين أن صديقك لم يعره أقل اهتمام، والدليل على ذلك أنني لم أطلب إليك حتى نفيه بل أصدرت تكذيباً لهذا التقرير على الفور. ومع ذلك فقد سرّني نفيك الحاسم لهذا الافتراء، وتأكيداتك مجدداً على صداقتك نحو الحكومة البريطانية واحترامك لما بيننا من عهود. وقد أبرقت بفحوى كتابك إلى حكومتي وإلى ممثل حكومة جلالته في القاهرة.
3- هذه المعاهدة وردت بخط يد حاكم البحرين الذي يكاد يكون مقروءاً، وفيها من الأخطاء اللغوية الفادحة ما تركناه لكم لتحكموا على مستوى هؤلاء الحكام في الخيانة لله ولرسوله وللمؤمنين.
أنا عيسى بن علي حاكم البحرين في حضور كولنيل أي سي تالبت سي -آي أي خليج فارس قد التزمت بهذه الورقة لنفسي ولورثتي ولخلفائي الشروط:
إني لا ادخل ابدا في قرار ما ولا محاورة مع احد من الدول سوى الدولة البهية الانكليس بغير رضاء الدولة البهية الانكليس لا اقبل ان يسكن في حوزة ملكي وكيل من دولة غير الدولة البهية الانكليس.
أبداً لا اسلم ولا ابيع ولا ارهن ولا اعطي للتصرف او للتبرع بنوع ما شيئا من ممالكي لاحد الا الدولة البهية الانكليس.
جرا ذلك في اليوم الثالث عشر من شهر مارج سنة الف وثمانمائة واثنين وتسعين المسيحية بمطابق لليوم الرابع عشر من شهر شعبان المعظم سنة الف وثلاثمأة وتسع الهجرية
4- هذه وثيقة رسمت فيها بريطانيا الحدود بين ما يسمى دولة السعودية ودولة الكويت. فأصبحت بعدها هذه الحدود مقدسات لا تمس، وتهرق الدماء للحفاظ عليها، ومحددات جغرافية وفكرية ومشاعرية لما يسمى بـ(الوطن):
(تقرير) من المندوب السامي في العراق
إلى دوق ديفونشير – وزير المستعمرات
دار الاعتماد – بغداد
الرقم: 877 التاريخ: 20 كانون الأول/ديسمبر 1922
سيدي الدوق،
إشارة إلى برقية هذه الدائرة المرقمة 849 والمؤرخة في 5 كانون الأول/ديسمبر، أتشرف بإحاطة فخامتكم علماً، بشرط التأكيد، عن تفاصيل الحدود النجدية – الكويتية كما تم الاتفاق عليها مؤقتاً بين:
الدكتور عبد الله بن سعيد (الدملوجي) – ممثل سلطان نجد، والميجر ج.سي.مور – ممثل شيخ الكويت، وقد قبله عظمة ابن سعود بشرط الإبرام من جانب شيخ الكويت.
قبل المضيّ إلى العقير، دعوت شيخ الكويت إلى إرساله ممثل، لكنه أجاب أن الوكيل السياسي الميجر على علم بآرائه ومصالحه، ووضع نفسه في يد هذا الأخير.
تركت النسخ الثلاث من الوثائق التي نظمت في الكويت لتوقيع الشيخ. وسترسل صورة من الوثيقة الكاملة مع ترجمتها حالما تصل، وفي الوقت نفسه نذكر فيما يلي وصف الحدود المتفق عليها في العقير:
ابتداءً من الغرب تبدأ الحدود من النهاية الشرقية للحدود النجدية – العراقية، في خط تقاطع وادي العوجة مع البطين (راجع رسالتي المرقمة سي أو/847 والمؤرخة في 19 كانون الأول/ديسمبر 1922)، من ثم تمضي قليلاً إلى الجنوب والشرق بخط مستقيم إلى خط تقاطع خط 29 عرضاً مع نصف الدائرة الأحمر الموضوع في الاتفاقية الإنكليزية – التركية المؤرخة في 29 تموز/يوليو 1913 وتتبع محيط الدائرة لنصف الدائرة المذكور حتى تقطع الساحل في رأس كالية (؟).
وهذا هو الخط الذي لا نزاع فيه. وحدود نجد الشمالية هي الحدود نفسها حتى نقطة تقاطع خط العرض درجة 29 مع الحد الغربي (الشق). ومن هناك تمضي جنوباً على طول الحافة الغربية للشقً حتى تصل إلى خط عرض عين العبد، وتمرّ بدائرة خط الطول شرقاً حتى تقطع الساحل في منتصف الطريق بين رأس خفجة ورأس مشعب. وقطعة الأرض التي تتشكل على هذا الوجه، يحدها غرباً الشقً، وشمالاً نصف الدائرة الأحمر، وشرقاً ساحل البحر، وجنوباً الخط الذي يمر من الشق خلال عين العبد إلى الساحل، قد قبلت إقليماً مشتركاً يتمتع فيه كل من الفريقين بحقوق متساوية، في انتظار أي اتفاق آخر قد يتم التوصل إليه.
إن السبب في خلق هذه المقاطعة المتوسطة هو الإشاعة التي ظهرت بأن علامات وجود النفط قد لوحظت على مقربة من خور المقطع. وبالنظر إلى ذلك لم أشعر بأنني أوافق على تخصيصها لأحد الطرفين حتى تزول الإشاعة.
أعتقد أن هذا الحل يحظى بموافقة حكومة صاحب الجلالة.
أتشرف إلخ.
(التوقيع) ب. ز. كوكس
5- «الخلافة» هاجس لا ينقطع لدى حكام الغرب واليهود.
تحت عنوان (سري وعاجل) أرسل البوليس الإنجليزي في فلسطين خلال العام 1920م العديد من البرقيات إلى السكرتير العام في لندن للإبلاغ عن النشاط الإسلامي وتأييد المسلمين لدولة الخلافة بعد الحرب العالمية الأولى.
وقد وثّق (تيسير جبارة) رئيس قسم التاريخ في جامعة الخليل بعضاً من هذه البرقيات في كتابه الصادر عام 1985م بعنوان (وثائق فلسطينية في دور الأرشيف اليهودية) حيث يتضمن الكتاب في بدايته سبعة وثائق حصل عليها الكاتب من أرشيف الدولة (الإسرائيلي) والأرشيف الصهيوني، وعنوان هذه الوثائق جاء ضمن أرشيف الكتاب كالتالي:
الوثيقة الأولى: المناداة للسلطان التركي في المساجد الفلسطينية.
الوثيقة الثانية: ذكر اسم السلطان التركي في الخطبة في المساجد.
الوثيقة الثالثة: المناداة للخليفة فهد الدين في المسجد.
الوثيقة الرابعة: التأييد الفلسطيني لدولة الخلافة.
الوثيقة الخامسة: برقية من كورزون إلى المندوب السامي احتجّ فيها الإنجليز على تأييد فلسطين لدولة الخلافة.
الوثيقة السادسة: برقية جوابية من المندوب السامي إلى كورزون عن تأييد المصلين للخلافة الإسلامية.
الوثيقة السابعة: تقرير البوليس عن النشاط الإسلامي في فلسطين بعد الحرب العالمية الأولى.
وقد تضمن الكتاب هذه الوثائق باللغة الإنجليزية كما حصل عليها الكاتب. بالإضافة إلى تعليقات المؤلف حول هذه البرقيات، حيث جاء في تعليق الدكتور تيسير جبارة على الوثيقتين الثالثة والرابعة ما نصّه: «هاتان الوثيقتان تبحثان كل منهما عن الخلافة الإسلامية وعن النشاط الإسلامي في فلسطين وعن مدى التأييد الفلسطيني لدولة الخلافة. وهاتان الوثيقتان هما تقريران من البوليس الإنجليزي وتحرياته ومراقبته للمصلين في المساجد وخطب يوم الجمعة. وقد ظن الإنجليز أن انسلاخ الأراضي العربية عن دولة الخلافة يؤدي إلى انسلاخ المسلمين عن خليفتهم في إستانبول. ولكن المسلمين في فلسطين نادوا أيام الجمعة من كل أسبوع بالدعوة لخليفتهم بطول العمر، وهذا دلالة على أنهم مازالوا يعتبرون أنفسهم تابعين للخليفة رغم خسارة تركيا الحرب العظمى».
كما جاء في تعليقاته حول الوثائق الخامسة والسادسة والسابعة: «… هكذا نلاحظ أن الإنجليز كانوا في بداية العشرينات في معظم أحاديثهم وبرقياتهم يتكلمون عن ضرورة تفتيت الوحدة الإسلامية وضرب الخلافة…». ويضيف في تعليق آخر: «بعد أن نجح الإنجليز في الحرب العالمية الأولى وسيطروا على الأراضي العربية التي انسلخت عن دولة الخلافة -الدولة العثمانية-، راقب الإنجليز الشيوخ المسلمين وتحركاتهم خوفاً من الوحدة الإسلامية… كانت المخابرات الإنجليزية تبعث بتقاريرها السرية دوماً إلى وزارة المستعمرات عن النشاط الإسلامي في المناطق العربية. وعن الشعور الإسلامي تجاه دولة الخلافة والسلطان العثماني».
2009-08-21