إنفلونزا الخنازير حقيقة أم وهم وألعوبة رأسمالية؟
2010/01/21م
المقالات
2,446 زيارة
إنفلونزا الخنازير حقيقة أم وهم وألعوبة رأسمالية؟
باسم القاسمي (أبو يوسف)
تشهد هذه الأيام الساحة العالمية الإعلامية ضجة كبيرة بسبب ما يسمى مرض إنفلونزا الخنازير وهو ما ذكرني بحادثتي الجمرة الخبيثة وإنفلونزا الطيور فهاتان الحادثتان لم نعد نسمع عنهما و كأنهما سراب في سراب، واني لأظن أن وراء هذه الأخبار يد خفية تريد تخويف المجتمع العالمي وتهويله حتى لا ينتبه إلى مجازر الصهاينة والصليبيين في فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها وكذلك حتى تحقق شركات الأدوية الرأسمالية المرابح الضخمة من وراء بيع الدواء واللقاح لهذا المرض.
ما هو فيروس أنفلونزا الخنازير؟
بداية أنفلونزا الخنازير هو مرض فيروسي شديد العدوى يصيب الجهاز التنفسي للخنازير،وذلك عندما تصاب مجموعة من الخنازير بالسلالة “أ” من هذا المرض فتنتشر بينها أعراض للمرض شديدة، لكن الإصابات نادراً ما تكون مميتة. وعادة ما تنتشر العدوى في الخريف والشتاء، لكنها تستطيع الظهور في أي وقت من السنة. وعلى الرغم من أن فيروسات إنفلونزا الخنازير هي عادة من أنواع متخصصة تصيب الخنازير إلا أن هذا الفيروس في السنة الأخيرة وبسبب التغيرات الجينية لهذا الفيروس أصبح بمقدوره أن يصيب الإنسان ويسبب له المرض.
ويلتقط الناس إنفلونزا الخنازير من الخنازير المصابة، بسبب التناسب الجيني بينها، ورغم ذلك فإن بعض الحالات البشرية التي أصيبت كانت تفتقد في تاريخها المرضي بالاتصال بالخنازير، أو التواجد في بيئات تتواجد فيها الخنازير، وقد تم تسجيل الانتقال من إنسان إلى إنسان في بعض الحالات التي حدث فيها اتصال قريب، أو بين المجموعات المغلقة من البشر. حيث يمكن أن ينتقل المرض من شخص لآخر ويعتقد أن الانتقال بين البشر يحدث بنفس طريقة الإنفلونزا الموسمية عن طريق ملامسة كائن مصاب بفيروس إنفلونزا الخنازير أو لمس الفم أو الأنف ومن خلال السعال والعطس.
ولا تنتقل العدوى مباشرة من الخنازير فقط بل تتعداها إلى ما هو أفظع حيث بالإمكان انتقال عدوى من شخص مصاب إلى مئات الأشخاص عند السلام وبالتالي سهولة انتقاله إلى الدول غير المربية للخنازير.
وتشابه أعراض الإصابة بإنفلونزا الخنازير أعراض الإنفلونزا العادية من ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة وسعال وألم في العضلات، وإجهاد شديد. ويبدو أن هذه السلالة الجديدة تسبب مزيداً من الإسهال والقيء أكثر من الإنفلونزا العادية.
ويتوفر نوعان من مضادات الفيروسات التي ثبت أنها تساعد في تخفيف أعراض المرض ومضاعفاته وخصوصاً إذا تم تناول تلك الأدوية خلال اليومين الأولين من ظهور الأعراض وهذه المضادات هي:
1- تاميفلو (Tamiflu) 2- ريلينزا (Relenza)
وبعد استعراضنا ماهية المرض وطرق انتشاره وعلاجه نبدأ بالتساؤل:
هل هذا المرض (إنفلونزا الخنازير) انتشر طبيعياً كأي وباء معروف على مر العصور أم أعد له مسبقاً؟ ومن المستفيد من انتشاره عالمياً؟!
أعلن انتشار فيروس مرض انفلونزا الخنازير في المكسيك وأميركا وامتد لاحقاً إلى دول أوروبية وشرق أوسطية، وقد سجلت أولى حالات الإصابة بالمرض في أميركا في السنوات الماضية ولم يعلن عنها في ذلك الوقت، وقد ساهم انتشار هذا المرض في انتعاش أسهم شركات الأدوية العالمية وتحديداً شركة “روش” السويسرية للأدوية والتي ارتفعت بنسبة 3.8% من قيمتها في تعاملات بورصة زيوريخ للأوراق المالية لكونها الشركة الوحيدة عالمياً التي تنتج الدواء لعلاج هذا المرض، وشركة “غلاكسو سميث كلاين” البريطانية التي ارتفعت أسهمها بنسبة 3% في التعاملات المالية في لندن، وتنتج الشركتان بعض الأدوية المضادة لهذا الفيروس، ما يؤكد، وفق متخصصين في القضايا الوبائية والطبية ومحللين اقتصاديين وجود أهداف “غير معلنة من وراء البهرجة الإعلامية العالمية في تناولها لتبعات وخطورة وباء إنفلونزا الخنازير.
من المعلوم أن أرباح شركة “روش” لعام 2006م بلغت 9 مليارات فرنك سويسري أي ما يعادل زيادة بنحو 17% عن أرباحها من العام 2005م، جراء توسعها في إنتاج الأدوية المضادة لمرض إنفلونزا الطيور، حيث ساعدها على تحقيق هذه الأرباح ما أحيط بمرض إنفلونزا الطيور من هالة إعلامية أثارت الانزعاج والقلق في جميع دول لعالم. ورغم أن هذه الزيادة في أرباح الشركة لا تتوافق مع حجم الإصابات الفعلية التي حصلت في دول العالم، حيث تشير التقارير الرسمية لمنظمة الصحة العالمية لعام 2008م وقوع 391 إصابة بشرية بالمرض توفي منها 247 شخصاً في 15 دولة من أصل 63 دولة اكتشف فيها المرض، ما يعني أن هناك طلباً أو إسرافاً دولياً في شراء الأدوية بشكل لا يتناسب وحجم المعاناة، التي فرضتها منظمة الصحة العالمية على الدول.
الهالة الإعلامية التي رافقت مرض “إنفلونزا الطيور” دفعت العالم، وبضغط من منظمة الصحة العالمية، إلى إنفاق مليارات الدولارات، هي نفسها التي ترافق مرض “إنفلونزا الخنازير”، ما يعني أن العالم مقبل على دفع مبالغ جديدة، والمستفيد الأوحد منها هي الشركات الرأسمالية المصنعة للأدوية، والتي تأخذ صفة “الشركات المتعددة الجنسيات” التي تفوق ميزانياتها ميزانيات عدد من الدول مجتمعة، وتعمل كـ “إخطبوط” يلف أذرعه حول اقتصاديات الدول سواء أكانت دولاً نامية أم متقدمة، من العالم الثالث أو الأول، بل إنها تتحكم بسياسات الدول، لتغدو محركاً خفياً لرسم سياسات العالم ونهب ما يملكه من ثروات.
وشركة روش هولدينغ السويسرية وغلاكسو سميث كلاين البريطانية هما أكبر مجموعتين دوائيتين ستستفيدان من زيادة الهلع الدولي من انتشار المرض، في الوقت الذي تكثف فيه الحكومات والمؤسسات طلبات للحصول على دوائي تاميفلو (TAMIFLU) وريلينـزا (RELENZA).
ويرى محللون اقتصاديون أن الأثر التجاري سيخف لكون الكثير من الدول أصبح لديها بالفعل مخزون كبير بسبب الخطر السابق الذي كان يمثله مرض إنفلونزا الطيور. مما دفع عدداً من شركات الأدوية الرأسمالية إلى التسابق في إنتاج اللقاح الواقي للمرض فقد استطاعت ثلاث شركات حتى الآن من إنتاج هذا اللقاح وهي:
1- غلاكسو سميث كلاين (Glaxosmithkline)
2- ونوفارتيس (Novartis)
3- وسانوفي افينتيس (Sanofi-aventis)
وقال المحلل الاقتصادي جيف هولفورد: ما من شك بأن هناك فائدة متصورة، وستكون هناك فائدة فعلية، ولكن هذه المرة لن تكون مثل الفائدة التي تحققت من إنفلونزا الطيور. ويتوقع أن يؤدي تفشي مرض إنفلونزا الخنازير، إلى رفع الطلب على اللقاح من هذه الشركات.
وقالت مارتينا روب المتحدثة باسم شركة روش السويسرية، أن تاميلفو يبدو فعالاً ضد مرض إنفلونزا الخنازير إلى جانب كونه العقار الأكثر استخداما لعلاج إنفلونزا الطيور وأضافت “يمكن دائماً استخدام تاميفلو كعقار مضاد للفيروسات، وعلى النقيض من الأمصال، فهو لا يحتاج إلى تعديل لكي يعالج أي سلالة جديدة من الإنفلونزا”.
ومن المعروف أن إنتاج وتسجيل أي دواء أو لقاح جديد يحتاج إلى وقت طويل وتجارب لإثبات فعالية هذا الدواء وخلوه من الأعراض الجانبية التي تؤثر على صحة الإنسان. ومن هنا نرى أن الشركات المصنعة للقاح إنفلونزا الخنازير استطاعت وبزمن قياسي غير معهود من إنتاج هذه اللقاحات وتسويقها في أرجاء العالم دون معرفة ما قد يؤدي إليه هذا اللقاح في المستقبل القريب!!
ومن هنا نتساءل: هل الفترة الزمنية لإنتاج مثل هذا اللقاح كافية أم أعدت مسبقاً؟ وإذا كان بإمكان هذه الشركات من إنتاج اللقاحات بهذه السرعة فلماذا لم تستغل مقدرتها في تصنيع لقاحات لأمراض أخرى أكثر خطورة كالإيدز مثلاً.
ومن هنا نرى أن هذه الشركات الرأسمالية لها أهدافها الخبيثة في ظل هذه الظروف الاقتصادية وما يمر به العالم من أزمة اقتصادية باستغلال هذا الوباء لتحقيق مرابحها المنشودة.
وأخيراً لا بد من التأكيد على ثلاث نقاط هامة:
1- الشركات الرأسمالية لإنتاج الأدوية المذكورة آنفا وغيرها من مثيلاتها تداركت أمرها وقامت بهذه الحملة المسعورة والتهويل والتضليل فيما يتعلق بنشر أخبار مرض إنفلونزا الخنازير وذلك لئلا يكون مصيرها مثل شركات التأمين والبنوك والرهن العقاري وغيرها من الإفلاس والانكماش وهذا يري مدى بشاعة النظام الرأسمالي وعدم تقديره لأموال البشر وصحتهم ومصيرهم.
2- بعض الحكومات في العالم الإسلامي استغلت هذه الأكاذيب والأراجيف حول هذا المرض فقامت بمنع الناس من الذهاب لأداء فريضة الحج وتكون بذلك قد أضافت بجريمتها تلك إلى إجرامها في محاربة الإسلام وحملة الدعوة المخلصين في بلادها.
3- هذه الدعايات الكاذبة وهذا التهويل الإعلامي الهائل يبين مدى حاجة الأمة الإسلامية إلى كيان سياسي تنفيذي إسلامي يتمثل في دولة خلافة راشدة يتصدى لتلك الأكاذيب ومحاولات تمرير الأهداف الخبيثة والتي تقع الأمة ضحية لها وبذلك يجري عمليا الالتزام بقوله تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا) [النساء 83].
الوعي: يشعر الواحد منا وهو يقرأ المقال هذا أو غيره في موضوعه أنه ربما تكون وراء هذا الانتشار لإنفلونزا الخنازير يد استخبارية خفية تجعل العالم مختبر تجارب لأسلحتها الفتاكة لمعرفة مدى فاعليتها ولاستخدامها في حروبها، وفي كل الأحوال تبقى هذه الظواهر المرضية السلبية من إفرازات الحضارة الغربية الفاسدة والمفسدة، والمنقطعة الصلة بالله وبكل خلق حميد.
2010-01-21