طنطاوي مازال يفتي… بالباطل
2010/02/20م
المقالات
1,561 زيارة
طنطاوي مازال يفتي… بالباطل
أصدر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الذي انعقد برئاسة طنطاوي بتاريخ 31/12/2009م فتوى تؤكد شرعية الجدار الفولاذي العازل الذي تقيمه مصر لعزل غزة… وذكر البيان أن بناء الجدار «تأمر به الشريعة الإسلامية» و«الذين يعارضون ذلك يخالفون ما أقرته شريعة الإسلام» بحجة أن من حق مصر الشرعي أن تقيم على أراضيها من المنشآت والسدود ما يصون أمنها وحدودها وحقوقها… وأكد وزير الأوقاف محمود حمدي زقزوق صحة الفتوى مكرراً حق مصر في تأمين حدودها بأي شكل تراه… وأيّد الشيخ محمد عاشور وكيل الأزهر السابق وعضو مجلس البحوث الإسلامية الفتوى معتبراً أنها تتفق مع روح الشريعة.
في مقابل ذلك أدان عدد من علماء مجمع البحوث الإسلامية نفسه قرار بناء الجدار، وكذلك اعتبر الأمين العام لهيئة علماء الأزهر هذه الفتوى أنها تعارض قرارات مجمع البحوث الإسلامية الثاني المنعقد في 2/1/1385هـ الموافق 13/5/1965م الذي اعتبر أن قضية فلسطين هي قضية المسلمين جميعاً لارتباطها الوثيق بدينهم وتاريخهم. وأنه لن يهدأ للمسلمين بال حتى تعود الأرض المقدسة إلى أهلها، ولذلك كان الدفاع عن فلسطين والعمل على تحريرها فرضاً على كل مسلم، وكان القعود عنه إثماً كبيراً، وكذلك رد عليهم الشيخ القرضاوي الذي شدد على أن «بناء هذا الجدار محرم شرعاً».
لاشك أن هذه الفتوى قد صدرت متوافقة زماناً وقياساً بحسب رغبة النظام المصري الذي كسر كل المحرمات وبات لا يعبأ بشعبه ولا بدينه، بل بات يتجرأ جهاراً نهاراً على دين الله بالتحريف عن طريق علماء لا يقلون في الجريمة عنه، وإننا نتساءل: ما هذا الطنطاوي؟ وكيف جمع إبليس بينه وبين مبارك؟!
يخطئ من يظن أن هذه الفتوى فيها شيء من الشرعية، ويخطئ عندما يرد عليهم من هذا الجانب. إن الرد عليهم يوهم أن عندهم شبهة دليل ويعطي بعض المصداقية لكلامهم، وإن الرد عليهم يشعر بأن علماء المسلمين منقسمون، بل يجب شرعاً ردها بتعرية القائمين عليها ومن هم وراءها. إن أمثال هؤلاء لا يستحقون إلا لعنة الأمة، إن أمثال هؤلاء يجب شرعاً التغيير عليهم، يجب كف يدهم عن إيذاء المسلمين. إن جريمة مبارك لم تبدأ من الآن بل إن سلسلة خياناته طويلة كثيرة الحلقات، وهو يزداد غياً، إنه يقف ضد أمته، ضد دينه، يعمل على إضعافه بالتلاعب بأحكامه، إنه يقف مع أميركا، مع (إسرائيل). هذه عناوين تندرج تحتها كثير من تفاصيل الخيانة.
قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ، إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ، الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ، وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ، وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ، الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ، فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ، فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ، إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) [الفجر 6-14].
اللهم أرحنا من أمثال هؤلاء، فهؤلاء هم أهل الصد عن سبيلك، اللهم اقصمهم وأزل عروشهم واقطع دابرهم، والحمد لله رب العالمين.
2010-02-20