رِجالٌ صَدَقوا ما عاهدوا اللّهَ عليهِ
2002/05/01م
المقالات
1,417 زيارة
رِجالٌ صَدَقوا ما عاهدوا اللّهَ عليهِ
آية في كتاب الله ما إنْ أتلوها إلاّ ومرَّت في خاطري مواقفُ الرّجال الرّجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، سواءٌ منهم من اختاره الله إلى جواره كشيخنا أحمد الداعور عليه رحمةُ الله، أو من كان منهم ينتظر مجيء أجله بعد أنْ يُدركه نصرُ الله.
رِجالٌ صَدَقوا ما عاهدوا اللّهَ عليهِ
هَلْ مَعْلَمٌ ترْنو لَهُ الأَجْيَالُ
أَمْ بَاعِثٌ رُوحَ الجِهَادِ بأُمَّةٍ
دَفَعَتْهُ لِلْمَيْدَانِ فِيهِ عَزِيمَةٌ
يَا أَحْمَدَ الدّاعُورِ يَا شَيْخَ التُّقَى
وَنَفَثتَ مِنْ رِئةِ الحَقَائِقِ دَفْقَةً
وَيَثورُ بُرْكَانُ الحَمَاسِ وَيَمْتَطِي
وَتهُزُّ أَطْرَافَ الرِّمَاحِ سَوَاعِدٌ
أَرْضُ الهُدَى كَمْ أَنبَتَتْ مِنْ قَادَةٍ
وَتهَيَّجَتْ خِصْباً إِذَا مَا أُمْطِرَتْ
صَحَّتْ عَزَائِمُهُمْ وَطَابَ مَسِيرُهُمْ
مَا كَانَ بالمَالِ المَوَاهِبُ تشْتَرَى
بَيْنَ الرِّجَالِ يَزِينُهُ بوَقَارِهِ
وَفُؤَادُهُ ذُو جُرْأَةٍ، وَلسَانهُ
مَا كَانَ يُنْقِصُ مِنْ عَزِيمَتِهِ الأَذَى
وَإِذَا ادْلَهَمَّ الخَطْبُ زَادَ صَلاَبةً
العَامِلُ الدّاعِي لعَوْدِ خِلاَفَةٍ
اللَّوْذَعِيُّ الأَزْهَرِيُّ بعلْمهِ
كَمْ مِنْ مَعَارِكَ بالبَسَالَةِ خُضْتَهَا
أَبدَيتَ في حَرْبِ اليَهُودِ شَجَاعَةً
وَحَمَلْتَ أَقْبَاسَ الهِدَايَةِ مَاحِياً
أَوَ مَا رَأَيْتَ اللَّيْثَ يُحْبَسُ في الشَّرَى
حَكَمُوكَ بالإِعْدَامِ كَيْمَا يُسْكِتُوا
تِلْكَ الشَّهَادَةُ لَمْ تنَلْهَا إِذْ دَنتْ
في البَرْلَمَانِ وَقَفْتَ وَحْدَكَ شَامِخاً
بالحَقِّ تصْدَعُ لاَ تخَافُ مَلاَمَةً
لَيْسَ الكَميُّ بكَوْنهِ ابْنَ عَشِيرَةٍ
مَنْ كَانَ في جَوِّ الإِباءِ مُحَلِّقاً
أَوْ كَانَ في سَاحِ السِّيَاسَةِ كَاشِفاً
عَصَفَتْ بأُمَّتِنَا النَّوَازِلُ وَاخْتَفَتْ
رَاياتُ مَجْدٍ خَافِقَاتٌ في العُلاَ
سَقَطَتْ خِلاَفَتُهَا وَهُدَّ كِيَانهَا
وَدِيَارُنا سُلبَتْ، عَلَيْنَا حُرِّمَتْ
هَلْمَمْتَ تدْعُو لِلْجهَادِ مُنَادِياً
وَالخَيْلُ جُمَّتْ فَامْتَطُوا صَهَوَاتِهَا
وَالآنَ مُتَّ عَلَى الفِرَاشِ وَإِنهَا
وَقَفَتْ توَدِّعُكَ الجُمُوعُ بحَسْرَةٍ
لَوْ وُورِيَ الإِنْسَانُ مِنْ تحْتِ الثَّرَى
تبْقَى المَنَابرُ ثمَّ شَاهِدَةً لَهُ
قَدْ دُوِّنتْ أَقْوَالُهُ وَدُرُوسُهُ
فَعَزَاؤُنا لأَمِيرِنا وَلحِزْبنَا
|
|
أَوْ مَوْقفٌ تحْيَا بهِ الآمالُ
حَمَلَتْهُ في أَصْلاَبهَا الآزَالُ
إِنَّ الرِّجَالَ مَوَاقفٌ وَفَعَالُ
شَمْسُ الهُدَى بَزَغَتْ وَهَلَّ هِلاَلُ
تحْيي الشَّبَابَ، وَيَحْدُثُ الزِّلْزَالُ
مَتْنَ الخُطُوبِ فَوَارِسٌ وَرِجَالُ
تزْجي الصُّفُوفَ وَمَا بهِنَّ كَلاَلُ
خَاضُوا المَعَارِكَ وَاسْتَحَرَّ قِتَالُ
فَأَتتْ بقَوْمٍ مَا لَهُمْ أَمْثالُ
إِنَّ الرِّجَالَ مَآثِرٌ وَخِصَالُ
بَلْ عَزْمَةٌ مَشْحُونةٌ وَصِيَالُ
رَأْيُ الحَكِيمِ وَمَنْطِقٌ وَمَقَالُ
ذُو مَنْطِقٍ، وَيرَاعُهُ سَيَّالُ
فَالصَّبْرُ في البَلْوَى لَهُ سِرْبالُ
حَتّى تهَابُ فَعَالَهُ الأَبطَالُ
فِيهَا الهُدَى وَالعَالِمُ المِفْضَالُ
لحُضُورِ دَرْسِكَ كَمْ تشَدُّ رِحَالُ
حَرْبُ اللِّسَانِ وَفي الوَغَى رِئبَالُ
جَاوَزْتَ وَحْدَكَ وَالحُرُوبُ سِجَالُ
مَا خَلَّفَتْهُ عِمَايَةٌ وَضَلاَلُ
وَسْطَ العَرِينِ وَحَوْلَهُ الأَشبَالُ
مِنْكَ اللِّسَانَ، وَإِنهَا الآجَالُ
لمَ لَمْ يَنَلْهَا خَالدٌ وَبلاَلُ؟
فَوْقَ الشُّمُوخِ وَدُونكَ الأَقْيَالُ
في اللّهِ تقْفُو نهْجكَ الأَجْيَالُ
إِنَّ الكَميَّ بسَيْفِهِ يَخْتالُ
فَوْقَ الذُّرَى حَقاًّ فَلَيْسَ يُطَالُ
خُطَطَ النِّفَاقِ جَزَاؤُهُ الأَغْلاَلُ
رَايَاتهَا وَاشتَدَّتْ الأَهْوَالُ
وَلَهُنَّ مِنْ فَوْقِ الرُّؤُوسِ ظِلاَلُ
وَتقَطَّعَتْ مِنْ جسْمِهَا الأَوْصَالُ
وَعَلَى اليَهُودِ مُبَاحَةٌ وَحَلاَلُ
أَينَ الكُمَاةُ الصِّيدُ وَالأَبطَالُ
وَلَهُنَّ في سَاحِ الوَغَى تصْهَالُ
حُسْنَى مِنَ البَرِّ الرَّحِيمِ تنَالُ
تدْمِي القُلُوبَ وَدَمْعُهَا هَطَّالُ
تبْقَى لَهُ بَعْدَ المَمَاتِ خِصَالُ
وَلَهُ بمُعْتَرَكِ الحَيَاةِ نِضَالُ
وَبكُلِّ ناحِيَةٍ لَهُ تجْوَالُ
وَالأَكْرَمينَ ذَوِيهِ نِعْمَ الآلُ
فتحي محمد سليم
|
2002-05-01