أَبشرْ وفاخرْ ملوكَ العُربِ والعجمِ
.
|
|
فَمُلكُكَ اليومَ أذكى غَيْرَةَ النُجُمِ
.
|
خلّفْتَ بالمجدِ ألباباً محيَّرة
.
|
|
وألسُناً عَجَزَتْ عن روعة الكَلِمِ
.
|
لا الدهرُ يَروي ولا التاريخُ منتبهٌ
.
|
|
كلٌّ عليه خشوعٌ فهو في حُلْمِ
.
|
أبشرْ (حُـ…نُ) فلا كسرى ولا عمرٌ
|
|
ينازعانِك يا نَسراً على القِممِ
.
|
|
* * *
|
|
عشقتَ «راشيلَ»(1) في حبٍ وفي وَلَهٍ
.
|
|
وكنتَ طفلاً صغيراً حافيَ القَدمِ
.
|
رجوْتَ خِطبتَها والأمُّ(2) زاهدةٌ
. .
|
|
في عاشقٍ ولدٍ من هاشمٍ قزمِ
.
|
فصرتَ تبكي وتبكي: «أين عنترةٌ
.
|
|
وأين مجنونُ ليلى اليومَ مِن ألمي؟»
.
|
فرقَّ قلبُ أبيها(3) من مروءته
.
|
|
وقال: «مهرُ ابنتي غالٍ فلا تَرُمِ»
.
|
قلتَ: «العروبةُ تأبى العَوْدَ في فَشلٍ
.
|
|
أنا ابنُ نَسْلِ رسولِ الله فاحتشم»
.
|
«إنْ كانَ في المهر قتلي كلَّ بارقةٍ
.
|
|
للنصر في أمّتي فاهنأْ ولا تَلُمِ»
.
|
«أو كان في المهر بيعي كلَّ معتقَدي
.
|
|
وأرضَ مسرى رسول الله فابتسمِ»
.
|
أبشرْ (حُـ…نُ)، جسورُ الحبِّ قد نُصِبَتْ
.
|
|
وإن غزا الشيْبُ رأسَ العاجزِ الهَرِمِ.
.
|
أبشرْ فإن زفافَ العاشقَيْنِ هنا،
.
|
|
جاء الشهودُ وجاءتْ هيئةُ الأممِ.
.
|
لكنْ… توقّفْ!! فمن تهوى محرَّمَةٌ
.
|
|
عليكَ. لا تبكِ واسمعْ سائرَ الكَلِمِ
.
|
ألستَ أُرِضعْتَ في الأعوامِ خاليةً
.
|
|
حليبَ «لُنْدُنَ»؟ في جوعٍ وفي نَهَمِ
.
|
وتلك «راشيلُ» تدري كيف قد وُلدتْ:
.
|
|
من رِحْمِ «لمدنَ»؟ أم جاءت من العَدمِ؟
.
|
أختُ الرَضاعة ترجو أن تواصلَها!!
.
|
|
خسئتَ يا سيئ الأخلاقِ والشِيَمِ.
.
|
* * *
|
شَلَّت يمينُك إذ صافحتَ من قَتَلوا
.
|
|
وشاهَ وجهُك فليُشتَم بكلّ فَمِ
.
|
تدعى «حُـ…ناً» وكم في الاسم مِن عَجَبِ
|
|
كما يسمَّى أبو جهل أبا الحكم!!
.
|
هل استكان «حسينٌ»(4) وارتضى مِزَقاً
.
|
|
من الحلولِ وألقى السيفَ في نَدَم؟
.
|
تدعى «حُـ…ناً» ألم تخجلْ أخا «حسن»؟
.
|
|
فليتَ أُمُّكَ لم تَسْلَمْ من العَقَمِ.
.
|
حتى الملوكُ أرادتْ أن تخادِعنا
.
|
|
طالتْ لحاها وزارتْ ساحةَ الحرمِ
.
|
فراقبي أمّتي هذي الذقُونَ معي
.
|
|
فلكُّ حكّامنا أمسَوْا ذوي وَحَمِ
.
|
ولا يحجّنّ هذا العامَ غيرُهُمُ
.
|
|
فكعبةُ الله باتت مسرحَ البُهُم(5)ِ
.
|
* * *
|
حطّمتُ أسوارَ جرحي كي أفجِّرَهُ
.
|
|
دماً يمرِّغُ أرضاً جبهةَ الصّنَمِ
.
|
نزعتُ بالظفرِ أغلالي التي وُضعتْ
.
|
|
على فمي فَصُراخي مفعمٌ بدمي
.
|
قطعتُ كلَّ شراييني لأغمسَ في
.
|
|
دمي وأكتبَ أنْ قد كسّبروا قلمي
.
|
هتفتُ في كلِّ عرقٍ، كلِّ جارحةٍ:
.
|
|
«ثوروا فما طعمُ عيشِ الحرِّ في الظُلَم!»
.
|
يا أمّةً هتكَ الأقزامُ كلّهم
.
|
|
أعراضَها، (أيلامُ الذئبُ في الغنََم)؟
.
|
يا أمّةً مزَّقَ الكفُارُ دولتَها
.
|
|
أأنتم خيرُ ما في الأرضِ مِن أُمم؟
.
|
يا كاذبون أراكم في مساجدكم
.
|
|
تكبّرون بصوتٍ ظاهرِ النَغَم
.
|
تكبّرون! واستكبارُ قادتكم؟
.
|
|
الله أكبرُ؟ أم مَنْ حلّ في القِمَمِ؟
.
|
يا كاذبون أفيقوا من نفاقِكُمْ
.
|
|
«الله أكبرُ» فيها ثورة العَرِمِ.
.
|
«الله أكبر» تحطيمٌ لغطرسةٍ
.
|
|
من الطواغيتِ، مُدَّ الصوتَ وانتقِمِ!
.
|
إن لم يكن في صدى التكبيرِ لزلزلةٌ
.
|
|
لعرش حُكَّامِنا فلنبقَ في الأكَمِ.
.
|
وَيْحي! تسابقتِ الحُكَّامُ في لهفٍ
.
|
|
تبيعُنا، ودعاةُ الحقِّ في صَمَمِ!
.
|
أين السيوفُ؟ ألم تقطعْ رؤوسَهم؟
.
|
|
أين الخيولُ تنادي شخصَ «معتصم»؟
.
|
أين الجيوشُ تدلُّ الشركَ في غضبٍ
.
|
|
وتُرعِبُ الكفرَ؟ واحُزْني وواوجَمي!
.
|
* * *
|
يا صامتون وإنَّ الصمتَ مِن ذَهَبٍ
.
|
|
أم اشتُريتُمْ ببعض الثُومِ والرَخَم(6)
.
|
ستصمتون طويلاً دونما ثمنٍ
.
|
|
هذي أوامرُ إسرائيلَ للخدمِ.
.
|
يا خائفين من الجلاّد أو قفصٍ
.
|
|
يا خائفين من التضييق في اللُقمِ
.
|
ها قد قُتِلْتُمْ بذلِّ العارِ وانتصبتْ
.
|
|
على القلوب سجونُ اليأسِ والسأمِ!
.
|
إما الجهادُ يناجي كلَّ مِئذَنَةٍ
.
|
|
أو أن نُداسَ ونرضى ذِلَّةَ اللُجُم(7)ِ
.
|
* * *
|
هُزّوا العروشَ أبيدوا كلَّ قادَتِكم
.
|
|
وأوقِدوا النارَ في التيجان تلتهمِ
.
|
وامضوا إلى غَدِكُمْ، فالنصرُ منتَظِرٌ
.
|
|
هُزّوا العروشَ عروشَ الشاءِ والنَّعَمِ
.
|
هُزّوا عروشَ أبي جهلٍ، أبي لهب
.
|
|
وليمض «خالدُ» كي يقضي على الصَّنمِ
.
|
غداً ستخفِقُ فوقَ الكوْنِ رايتُنا
.
|
|
خلافةً تُخرجُ الإنسانَ من طَسَمِ(8)
.
|
غداً نعيدُ إلى الإسلام صولَتَهُ
.
|
|
ونعلنُ الفجرَ… سُنَّ السيفَ، لا تَنَمِ
.
|
غداً يُنادَى: «أعَبْدَ اللهِ»، مِن حجرٍ،
.
|
|
«هذا اليهوديُّ خلفي، فَادْنُ وانتقِمِ»
.
|
أخا العقيدة، أبشرْ وامضِ في شَغَفٍ
.
|
|
لِجَنَّة الخُلدِ حُرّاً صادقَ العَشَمِ
.
|
فلا «حـ…نُ» ولا مَن سَنَّ سُنَّتَهُ
.
|
|
إلا وَقودُ جحيمٍ غَيْرِ ذي شَبَمِ(9)
.
|
تحرَّكَتْ ثورةُ البُركانِ فارتقِبوا
.
|
|
أشلاءَ حُكَّامِنا تجري مع الحِمَمِ ¨
|