دمعة طفلة: رسالة إلى والدي الحبيب في المعتقل
2010/07/17م
المقالات
2,353 زيارة
دمعة طفلة
رسالة إلى والدي الحبيب في المعتقل
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وأكرمهم سيدنا محمد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
أبي الغالي: أبدأ رسالتي بتحية الإسلام، وهي خير تحية أمرنا الله تعالى بها، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ثم أسال عن أحوالك، فأنا أفكر كثيراً وأتساءل دوماً: متى كنتَ أنتَ مذنباً؟! ومتى كنت أباً غير صالح؟! متى… ومتى؟!… ما رأيت فيك إلا الرجل الطيب والمخلص لدينه ولأهله ولدعوته، يدافع عن مبادئه وقيمه في هذه الحياة، ويصبر على ذلك لأنه يعلم أن الصبر طريق إلى الجنة. أراك الروح التي لا تقدر بثمن، فأنت الأب الحاني بكل ما لهذه العبارة من معنى… أحبك كثيراً… أتذكر كل لحظة رأيتك فيها صارماً شامخاً مدافعاً عن الحق، آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر، غير راضٍ بالذل والخضوع. رأيتك جندياً شجاعاً تجاهد من أجل إعلاء كلمة الله، لا من أجل وطن ضائع، ولا مصلحة فانية، ولا من أجل إنسان لا قيمة له، مع أنني لا أفهم في السياسة، إلا أنني أؤمن أنك على صواب، لأنك أنت الأب المثالي الذي لا يسعى من أجل إسعاد أسرته فحسب، بل من أجل إسعاد الأمة الإسلامية جمعاء، ومن أجل تقديم الحياة الطيبة الكريمة لها.
أبتاه: اشتقت إليك كثيراً، كلنا اشتقنا إليك، وكلنا مدركين أنك مظلوم في أسرك، وأن قيدك مكسور لا شك قريباً إن شاء الله تعالى… قريباً إن شاء الله تعالى… نرجو ذلك، ونرجو أن تصلك رسالتنا وأنت بوافر الصحة والعافية.
أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
18/06/2010م طفلتك المشتاقة: ميس
الوعي: أحبت الوعي نشر هذه الرسالة لما تحويه من جبر خاطر لهذه الطفلة البارة لوالدها ولدعوته وللإسلام، ولأنها تحاكي نفوساً كسيرة كثيرة من نفوس الشباب المعتقلين وأهاليهم… اللهم فرّج عن المعتقلين من شباب حزب التحرير ومن كل شباب المسلمين الذين ما نقم منهم أعداؤهم، أعداء الدين، إلا أن يقولوا ربنا الله… اللهم أيّدهم بروح وريحان منك وهم في سجنهم، واجعلهم أقوى من سجانيهم، وكن معيناً لهم، وخليفة في أهلهم، وناصراً لحزبهم وللإسلام. اللهم آمين…
2010-07-17