حزب التحرير يتأهب لتغيير تاريخ وجغرافيا العالم من جديد
2010/07/17م
المقالات
2,470 زيارة
حزب التحرير يتأهب لتغيير تاريخ وجغرافيا العالم من جديد
دكتور حازم بدر – فلسطين
إن من يعرف حزب التحرير حق المعرفة ويقف بتدبر على ما يقوم به من عمل سياسي لإنهاض أمة الإسلام من جديد وبناء نظامها السياسي المسلوب منها -نظام الخلافة- يدرك أن هذا الحزب يتعهد عملاً غير مسبوق في تاريخ المسلمين؛ نتيجته القريبة ستكون -بإذن الله- قيام دولة خلافة راشدة على منهاج النبوة تستأنف مجد المسلمين وتعيد سيرتهم الأولى قادة للبشرية وخير أمة أخرجت للناس. لكن هذه الحقيقة عن حزب التحرير -ولا أزكي على الله أحداً- لا يدركها للأسف كثير من أبناء المسلمين. ذلك أن أعداء الحزب في العالم من أنظمة حاكمة في بلاد المسلمين وغرب كافر يدأبون على أن لا يحظى الحزب بأي ظهور يليق بمكانته السياسية وما نذر نفسه له من عمل عظيم، بل ويحرصون على أن يحجم بل ويطمس أثره في الأوساط السياسية وفي كل مكان يشتغل فيه، وفي عيون أبناء الأمة حتى لا يسيروا معه في ما يدعو إليه لإقامة كيان المسلمين الواجب -كيان الخلافة- الذي سيقوم على أنقاض دول الضرار في العالم الإسلامي كله، وهو الشيء الوحيد الذي يرعب أعداء الإسلام في الغرب والشرق على السواء، وهو الشيء عينه الذي يجعلهم لا يساومون في منع الحزب من العمل والظهور باتجاه تحقيق أهدافه، والتي باتوا يدركون أنه هو نفسه لا يساوم فيها أبداً.
ومن يعرف الحزب ويعرف مستوى عمله السياسي -كيفاً وكماً- في العالم بأسره يدرك بشاعة وخبث الحرب ضده من قبل أعدائه، ويدرك مدى الظلم الواقع عليه من قبل إعلامهم المأجور الذي يتجاهله بل ويشوه عمله وأفكاره عند الناس. أما لماذا هذا التجاهل الإعلامي المقصود والمخطط له من قبل دوائر الإعلام المتآمرة في بلاد المسلمين وفي الغرب فيعود لسببين: الأول: مبدئية الحزب وثباته على طريق التغيير الذي يقوده. والثاني: التضليل المتعمد الذي يقوده من يحارب عمل الحزب المبدئي والمنتج. ذلك أن الأنظمة المأجورة في بلاد العالم الإسلامي مدعومة من الغرب الكافر أدركت أن حزب التحرير -ومنذ أول قيامه- لا يمكن احتواؤه ولا يمكن أن يكون جزءاً من منظومتها السياسية الفاسدة، وأنه ماضٍ في قيادة الأمة باتجاه وحدتها وخلافتها من غير أن تلين له قناة، ولا أن تصرفه أحابيل السياسة وتضليلها عن أهدافه… أقول عندما قطعت هذه الأنظمة المأجورة أن هذا هو حال حزب التحرير وأنه لا ولن يتغير، أخذت بانتهاج سياسة خبيثة ضده تتمثل أبرز ملامحها في التالي:
1- حظر الحزب في معظم الدول التي يعمل فيها واعتباره تنظيماً غير مرخص له. ولكن حزب التحرير الذي لا يعترف بشرعية الأنظمة في بلاد العالم الإسلامي، بل ويعمل على زوالها وإقامة الخلافة على أنقاضها، يعتبر أن ترخيصه من الله تعالى، ولا يقبل أن يعمل تحت سقف أي نظام، وهو ليس بمعارضة تحافظ على قيم وأسس النظام وتتبادل الأدوار معه. ولذلك فإن حزب التحرير يقوم بعمله السياسي على الرغم من أنه حزب ممنوع وغير مشروع في نظر العالم كله. وبسبب ذلك حرصت الأنظمة منذ أن قام الحزب على عدم ذكره لا إيجاباً ولا حتى سلباً (لا في الخير ولا في الشر) فهي لا تريد أن يصل للناس ما يفعله من خير فيلتفون حوله، ولا تريد أيضاً أن تذكره بسوء حتى لا يبدأ الناس بسؤاله ويتعرفون عليه أكثر. وهذا من أعظم الخبث والتضليل في الحرب ضد الحزب. فالأنظمة تدرك أنها خاسرة في كلتا الحالتين مع حزب ثابت على مواقفه. ومع أن هذه السياسة ماضية حتى اليوم وبقوة في التعامل مع الحزب لكنها تراجعت قليلاً تحت ضغط عمل الحزب العظيم والمتنامي والذي لا يمكن تجاهله بالكلية. وقد دأب إعلام الأنظمة على عدم ذكر الحزب بالاسم حين الحديث عن بعض بعض أعماله، ويكتفي بالإشارة إليه على أنه “حركة أو حزب أو تنظيم أو جمعية غير مرخص بها!”
2- تدرك الأنظمة -والحالة هذه- أن الإعلام يوجه الرأي العام للناس بشكل كبير (وهذا صحيح) وأن أمرها لإعلامها بتجاهل الحزب وأعماله الكبيرة سيجعل الناس يظنون أن الحزب غير موجود، وأنه ضعيف الأثر والتأثير بدليل أنه -بحسب وصفها- لا يشارك في فعاليات الحياة السياسية التي تقودها الأنظمة، وأنه لا يعمل من خلال منظومتها (الفكرية والسياسية) وأنه ينأى بنفسه عن الآخرين في الساحة، وأنه لا ينزل إلى ميدان العمل الوطني كالحركات الوطنية الأخرى، وأنه (شاطر) في الكلام فقط! ولذلك كله -كما تدعي- لا يأتي الإعلام على ذكره! وهذا تضليل حقق فيه الإعلام بعض النجاح ووقع فيه البعض فتساءل: أين الحزب؟ أو أين أنتم؟ لكن من يعرف الحزب وعلاقته الكفاحية بالأنظمة التي لا يعترف بها ويعمل على زوالها يدرك أنه ليس تنظيماً وطنياً كباقي التنظيمات -علمانيها وإسلاميها- يتعاون مع النظام ويحيا معه حياة قبول، ويدرك أن لا مكان للحزب في برامج العمل السياسي الوطني التي تفصّلها الأنظمة لحساب الكافر المستعمر، وتسير فيها كل التنظيمات المضللة في هذا البلد أو ذاك بحسن ظن أو بخبثه. وهكذا فإن تميز الحزب في موقعه من الأنظمة وبرامجها السياسية يمنعه من أن يراه الناس يقوم بما يقوم به غيره دعماً للنظام وتوافقاً معه، ويجعل الحزب لا يحظى بالتغطية الإعلامية التي تأخذها القوى السياسية ممن ترضى عنه الأنظمة. ومع ذلك وعلى الرغم من طبيعة علاقة الحزب بالأنظمة وأنه يعمل من خارجها لهدمها فإنه موجود بقوة على الساحة السياسية: موجود في كشف وإحباط سياسات الحكام ومؤامراتهم ومن يقف خلفهم من قوى الاستكبار الرأسمالية، وهو موجود وبقوة في التصدي لكل الأفكار الدخيلة على أبناء المسلمين لتضليلهم ومنعهم من النهوض والتفكير في التغيير والعمل له، وهو موجود وبقوة في تبنى مصالح الناس ليدركوا أن حكامهم لا يرعونهم فينفضوا أيديهم منهم ويعملوا معه، وهو موجود وبقوة في إفهام الأمة قضاياها المصيرية وأهمها وحدتها السياسية واحتكامها لسياسة دينها في نظام الخلافة … وهو إذ يفعل كل هذا فإن الأمة تتفاعل مع فكره وهدفه وتصدقه. والناظر إلى عمل الحزب في بلد واحد كالسودان أو تركيا أو باكستان أو فلسطين أو أوزبكستان يدرك أنه يقود نشاطاً سياسياً لا تستطيعه نفس الدول التي يعمل فيها؟! لهذا فإن من يدرك ذلك كله يعلم لماذا لا مكان للحزب عند إعلام الأنظمة الرخيص الذي يرمي بغطاء أسود كثيف على أي نشاط له؟!
3- تعرضت الأنظمة ولا تزال للحزب ولشبابه بالملاحقة والبطش والتعذيب في كل أنحاء العالم حتى ينفك عما يقوم به دون جدوى، وهي إذ تفعل ذلك تحرص على أن لا يعلم الناس بما تفعل حتى لا يقبلوا على الحزب. والأنظمة عموماً تستخدم السجن والملاحقة والتعذيب مع أبناء المسلمين لفتنتهم وجعلهم يسيرون في ركابها، لكنها وجدت أن هذا لم ينفع في التأثير على سلوك الحزب ورجاله، وهي تقوم به في جو من التعتيم في كل البلاد التي يعمل فيها. فنظام إسلام كاريموف البربري في أوزبكستان مثلا قتل الآلاف من شباب الحزب وأنصارهم إلى الآن خصوصاً في مجزرة أنديجان التي اقترفها قبل سنوات، وسجونه مليئة بشباب وشابات الحزب ومنهم كثير تحت التعذيب وهو مستمر في نهجه. لكن من استطاع من الناس أن يقف على تلك المجازر وعلى حجمها؟ وماذا أعلنت وسائل الإعلام المأجورة عنها وماذا أخفت؟ وهل يعلم أبناء المسلمين عن الاعتقالات اليومية والسجن والتعذيب الذي يمارس ضد شباب الحزب في أنحاء كثيرة في بلاد المسلمين ولا يراد أن يظهر منه شيئاً؟ هل يعلم أبناء المسلمين أن شباباً للحزب (عفنوا) في سجون الطغاة في غير بلد من بلاد المسلمين ليس لشيء إلا لأنهم يقولون ربنا الله ويعملون للخلافة؟ وهل يعلمون عن أحكام الإعدام لشباب الحزب في ليبيا؟ وعن قتلهم في العراق؟ وعن أحكامهم الجائرة وملاحقتهم في سوريا والأردن وتركيا ومصر وطاجيكستان والمغرب واليمن والباكستان وأفغانستان وبنغلادش وفلسطين وقرقيزستان والسودان … وحتى في بعض دول الغرب ؟ إن هذه الأمثلة حقائق تنطق أن الأنظمة تلاحق شباب حزب التحرير بلا هوادة تحت ستار كثيف من التعتيم، وتكشف بجلاء أن حزب التحرير يشكل خطراً حقيقياً عليها.
4- بعد أن أدركت الأنظمة ومن يقف خلفها أنها لا تستطيع القضاء على حزب التحرير بسبب أن أفكاره أصبحت أفكار كثير من أبناء المسلمين، وأنه ماض باتجاه بناء الخلافة والوصول إليها، وبعد أن تنامى عمل الحزب وتنامت قوته وشهرته عند أبناء المسلمين -والحمد لله- بات إعلام تلك الأنظمة يذكر بعض أعماله لأنه أدرك أن لا سبيل إلى التعمية الكاملة عليه بعد أن فرض الحزب نفسه وبقوة على الساحة السياسية من خلال أعماله السياسية الجماهيرية الهائلة المحلية والعالمية، وصار هذا الإعلام المأجور يأتي على نزر يسير من أعمال الحزب الهائلة هنا وهناك، وبدأ بالإفراج -على استحياء- عن بعض بعض ما يفعله الحزب مع أنه لا يحب ذلك. ومع ذلك يمكن أن يقال إن التعتيم الإعلامي -وبدرجة كبيرة جداً- لا يزال يفرض على نشاط الحزب العظيم، فقياس ما ينشر ويعرف به الناس عن الحزب وأعماله من خلال وسائل الإعلام مقابل ما يقوم به الحزب على وجه الحقيقة لا يتعدى عشر عشر العشر؟! ولولا أن الحزب يدأب وينشط في الدخول إلى الأوساط الإعلامية لما أعطي أية مساحة. والناظر فيما يفعله حزب التحرير في بلد واحد كالسودان أو فلسطين أو تركيا أو باكستان… وملاحقته لقضايا الأمة في تلك البلاد يجد البون الشاسع بين حجم عمله وبين المقابل التغطوي للإعلام المتآمر عليه. إن ما يحظى به الحزب من ظهور إعلامي إثر أعماله العظيمة في كل مكان أقل مما يحظى به ممثل هاوٍ أو مغنٍّ هابط، وهذا من دواعي الألم والأسف ويثير الكثير من التساؤل حول مصداقية الإعلام؟!
5- وفي حربه ضد الحزب فإن إعلام الأنظمة التضليلي يعمل على إبراز كل فكر وكل رأي وكل حركة -حتى المتأسلم منها- ويمكن من خلال إظهارها الاستفادة سياسياً منها ومن علاقتها معه. والإعلام الموجه إذ يفعل هذا يصرف الأنظار عن حزب التحرير وعن عمله المبدئي؛ لأن أبناء المسلمين سيعتقدون أن ما يطرحه الإعلام ويقدمه ويلقي الأضواء عليه هو الموجود، وهو الفارض نفسه، وهو الصحيح، وهو الذي يشتغل، وأن غيره لا وجود له على أساس -وبحسب العرف الإعلامي- أن التغطية تكون لمن يعمل ومن يفرض نفسه. لقد بات من الحقائق أن الإعلام ينفخ قضايا هامشية لا تهم الأمة ويتحدث عنها مطولاً من أجل جني أغراض سياسية تخدم هذا النظام أو ذاك، ولا يتناول قضايا الأمة الحقيقية التي ينادي بها الحزب. فالإعلام يحارب دعوة الحزب لوحدة المسلمين وعودة نظامهم السياسي نظام الخلافة من خلال تشويه صورتها في أعين أبناء الأمة حتى لا يعملوا لها، وهو يفعل ذلك من خلال إبرازه مفكرين (عصرانيين) يدعون للوطنية والقومية والديمقراطية القذرة التي تشرع للبشر والحريات وغيرها من أفكار التجهيل، ويفعل ذلك من خلال برامجه و مسلسلاته التافهة التي تفتري على الخلافة السابقة وتظهرها بمظهر مسيء بدل إظهارها أنها القوة العالمية الخيرة التي حكمت العالم قروناً طويلة، والتي دان لها ملوك العالم تقرباً وطمعاً وخوفاً.
والحقيقة أنه لا يستغرب صنيع أدوات الأنظمة الإعلامية في ضربها طوقاً من التعتيم الإعلامي على حزب التحرير وفكره وعمله وهي تجده لا يعترف بشرعيتها ويعمل على انهيارها في نظام الخلافة الذي يسعى لإيجاده. فهذه أولاً وأخيراً حرب بين الحق والباطل، وهذا ديدن أعداء الدين، وهذه سياستهم اتبعوها مع رسولنا (صلى الله عليه وآله وسلم) وأتباع حزبه تشويهاً وكذباً وملاحقةً وتعذيباً ولكن (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) [الأنفال30]. وهكذا فالأنظمة أدركت أن أفضل سياسية في التعامل مع الحزب هو تجاهله. لكن حزب التحرير يعي أنه في حرب سياسة شاملة مع الأنظمة بغية تغييرها، وهو يصبر عليها ويصبر على ملاحقتها له ولا يعول عليها وعلى إعلامها، وما يهمه في المقام الأول هو أن تدرك الأمة حق الإدارك أن ما يقوم به هو من أجل دينها وعزتها ونهضتها وعودتها الأمة الأولى في العالم. إن حزب التحرير يريد من الأمة أن تدرك أهمية ما يقوم به من أجل خلاصها، وحجم ما يقوم به، وأن تقبل على العمل معه لتغيير الحال الذي وصلت إليه. والحزب -وهو يعاني من تعتيم إعلامي شبه مطبق- يريد من الأمة الإسلامية التي يحب لها الخير ويعمل ليل نهار من أجل تحريرها و خلاصها أن تعلم وتعي الحقائق التالية عنه:
1) أنه أخلص العمل لله، وأخذ على عاتقه تخليص الأمة مما هي فيه من هوان وتشرذم. وأنه مستمر في عمله حتى يأذن الله بعودة نظام الإسلام في دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة مهما واجهته من صعوبات. وأنه حافظ ولا زال على استقامة عمله رغم كل المنح والمحن التي تعرض لها. وأنه وقف نفسه على إنهاض الأمة الإسلامية بعقيدة الإسلام ونظامه من خلال تثقيف الملايين ثقافة إسلامية. وأنه حدد غايته بأنها استئناف الحياة الإسلامية عن طريق إقامة دولة الخلافة في بلاد المسلمين، فهو يحمل الدعوة ويستهدف أخذ الحكم في بلاد المسلمين لإقامة دولة الخلافة الراشدة. وأنه ينشط أيضاً في أوساط المسلمين في بلاد الغرب لتثقيفهم بأفكار الإسلام وأحكامه ليعملوا بها ولها، ويسعى إلى الحفاظ على هويتهم وارتباطهم بأمتهم وقضاياها كارتباط العضو بالجسد، إضافة إلى عدم ذوبانهم واندماجهم في المجتمعات الغربية. وأنه بجانب ذلك يحمل دعوة الإسلام إلى غير المسلمين كمبدأ شامل لكل نواحي الحياة عقيدة وحضارة وتشريعاً وأنظمة للدولة والمجتمع. وحزب التحرير يريد للأمة أن تعي أنه ليس حزباً وطنياً أو قومياً أو مذهبياً أو فئوياً، وإنما حزب يقوم على الإسلام، وهو يضم في عضويته كل المسلمين على اختلاف ألوانهم وأعراقهم، وأنه حزب عالمي لأن الإسلام عالمي، وأنه لا يغلق على نفسه حدود سايكس بيكو. وأنه حزب مبدئي قائم على عقيدة الإسلام وأحكامه ويرفض التنازل أو الحيد عن أي جزئية من جزئيات الإسلام بالمشاركة في الحياة السياسية في البلاد العربية والإسلامية؛ ولذلك تراه لا يسعى إلى هذه المشاركة، بل يقاومها ويحذر المسلمين منها لمخالفتها لأحكام الإسلام ولطريقة الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) في حمله دعوة الإسلام إلى الناس. والحزب يريد للأمة أن تدرك أنه يجتهد في توعية المسلمين على أن الواجب الشرعي الذي فرضه الإسلام عليهم هو إزالة الحكام وأنظمة الكفر التي يحكمون بها، وطريقة ذلك حمل الدعوة بالطريق الفكري والسياسي، وأخذ الحكم عن طريق الأمة وليس القيام بأعمال مادية، أو الالتهاء بأعمال جزئية لا تؤدي إلى تغيير الأوضاع تغييراً جذرياً، وأنه دأب على الدعوة إلى إقامة الخلافة الإسلامية على اعتبارها الشكل الشرعي لنظام الحكم الذي يطبق الإسلام ويضمن للأمة وحدتها ويصون لها حرماتها ويضمن لها مصالحها. والحزب يريد للأمة أن تعلم أنه رسم لنفسه خطوطاً عريضة تجعل من الإسلام أساس حياته والموجه له في دعوته، سواء على صعيد الفرد أم الكتلة الحزبية. وأنه عرف نفسه بالحزب السياسي الذي يهدف إلى استئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة منبهاً إلى ضرورة ووجوب سير العمل السياسي بحسب الأحكام الشرعية، ومحذراً من خطورة الارتباط بالمستعمر الأجنبي الكافر أياً كان، ومعتبراً أن ذلك تواطؤ مع أعداء الأمة وانتحار سياسي بغض النظر عن المبررات والأعذار؛ ولذلك كافح حزب التحرير سياسياً أنظمة الحكم القائمة موضحاً عمالة الحكام وكاشفاً تفاصيل تآمرهم على الأمة وقضاياها، كما خاض صراعاً فكرياً مع الهجمة الثقافية التغريبية الرائجة التي تدعو إلى العلمنة بشكل مباشر أو من خلال تفريغ الأمة من المفاهيم العقائدية والأحكام الشرعية التي تضبط وتنظم شؤون المجتمع والدولة واستبدالها بمفاهيم غريبة عن الإسلام.
2) والحزب يريد للأمة أن تثق بدينها وأن تعلم أن الإسلام لا يعود إلى أرض الواقع ليفرض نفسه كحضارة فقط في بلاد المسلمين وإنما في الغرب وبين ظهراني غير المسلمين، وأن تنامي وعي المسلمين في الغرب على إسلامهم إضافة إلى إقبال الكثير من الغربيين على دخول الإسلام أصبح ظاهرة -والحمد لله- الأمر الذي حدا بعدد من الخبراء والساسة والمفكرين الغربيين إلى دق ناقوس الخطر من تنامي الإسلام وانتشاره ما يشكل خطراً ديمغرافياً وسياسياً على المجتمعات الأوروبية نفسها. وأن هذا الوعي الإسلامي لدى المسلمين في المجتمعات الغربية هو جزء من تحول حضاري تعيشه الأمة الإسلامية في العالم الإسلامي يتمثل في العودة إلى الإسلام كعقيدة سياسية ونظام للحياة والدولة والمجتمع، وأن هذا التحول يزداد تسارعاً وبروزاً -بفضل الله ثم بجهد العاملين المخلصين من حملة الدعوة الإسلامية- بعد عقود من التجارب المريرة التي مرت بها الأمة في ظل الأنظمة والأفكار الفاسدة من اشتراكية ورأسمالية وقومية وعلمانية. وما محاولات دول أوروبا في ملاحقة من يعمل للإسلام هناك -ومنه الحزب- إلا دليلاً على نهضة إسلامية عالمية تؤتي أكلها في كل مكان، ما يؤرق مضاجع أعداء الدين الذين أصبحوا يتساءلون: إن كان المسلمون في هذا الضعف والتشرذم والهوان ورغم ذلك يعتزون بالإسلام ويحملون أفكاره وأنظمته للناس، فكيف سيكون حالهم إذا ما قامت للمسلمين دولة خلافة راشدة تحكم بالعدل وتذود عن أعراضهم وتتبنى قضاياهم وتحمل رسالة الإسلام على المسرح الدولي إلى الشعوب والأمم؟ وفي هذا السياق فإن العديد من دول أوروبا وغيرها تلاحق الحزب أو تشدد عليه أو تحظر نشاطه وتعتبره محرضاً على الإرهاب كالدانمارك وألمانيا وروسيا وفرنسا والصين، كما أن غير دولة غربية تحارب الحزب دون إعطائه أهمية إعلامية حتى لا ينتشر على الرغم من نشاطه البارز فيها كبريطانيا وهولندا وأوستراليا.
3) والحزب يريد للأمة أن تعي أن عمله يتناول قضية الأمة المركزية، قضية أن يكون الإسلام نظاماً سياسياً يحتكم إليه المسلمون في دولتهم العالمية الواحدة الجامعة دولة الخلافة، وأن كل قضايا المسلمين تتفرع عن هذه القضية ولا يمكن أن تحل إلا بها؛ ولهذا يستمر المسلمون في الدوران في حلقات مفرغة لا يعرفون طريقاً لخلاصهم. فلا خلاص لهم بالتفرق في دول وطنية عميلة للغرب يعمل فيها تقسيماً ونهباً، ولا خلاص لهم في عروبتهم بعيداً عن الإسلام، ولا خلاص لهم في تحكيم أنظمة الكفر التي مكنت للغرب الرأسمالي في بلادهم، ولا خلاص لهم بالتوجه للغرب ومنظماته الدولية في حل قضاياهم، ولا خلاص لهم بالسكوت على حكامهم المجرمين العملاء، ولن يتوقف القتل بالجملة والاحتلال في بلادهم إلا بخلافتهم، ولن يتوقف الهدر والاستباحة لثرواتهم -لينعم الغرب بها بينما المسلمون يعانون الفقر والجوع- إلا بها، ولن تتوقف ملاحقة أبناء المسلمين -وكأنهم مجرمون- في كل أنحاء العالم إلا بها. فما يحصل في فلسطين مثلاً على أيدي يهود من جرائم و تقتيل بالجملة وسجن وهوان لم تستطع الأمة فعلياً أن تقوم بشيء تجاهه -ولن تستطيع- طالما أن خلافتها غائبة، وهذا أكبر مثال على عجز الأمة بعيداً عن خلافتها. والحزب يريد للأمة أن تعي أن أعداء الخلافة يحاولون أن يصوروا أن دعوة الحزب لها اليوم دعوة غير منطقية وأنها خيالية، لكن هل نفع الأمة كل ما جربته تحت سلطان حكامها – أعدائها؟ وهل أدرك أبناء المسلمين أن حرب أعداء الخلافة -من غرب كافر وحكام خونة- عليها سببه أنها الوحيدة التي تقطع يدهم أن تمتد إلى مقدرات الأمة سلباً ونهباً؟ وأنها الوحيدة التي تعيد قيادة المسلمين للعالم مرة أخرى؟ وهل أدرك أبناء المسلمين أن دولة الإسلام حقيقة شرعية كانت موجودة ونعم المسلمون بل والعالم كله بها؟ وهل أدركوا أنها السبيل الشرعي لتطبيق الإسلام وحمل دعوته للعالمين؟ وهل أدركوا أن هدم خلافتهم كان هاجس الكفار الوحيد حتى يستقووا علينا؟ وهلا عرفوا أن أعداء الدين يجتهدون في عدم انبعاثها من جديد إدراكاً منهم أنها الخطر الوحيد عليهم؟ أبعد ذلك ننكر العمل لها ولا نجعل قيامها البضاعة والصناعة الوحيدة لنا نحن المسلمين؟ إن الحزب صدق المسلمين النصيحة والعمل، وهو يدعوهم إلى عودة خلافتهم، لأنها وحدها من يخلصهم مما هم فيه من محن وهوان. فالناظر فيما ذهب إليه أبناء المسلمين من أفكار وأنظمة وحلول عقب هدم الخلافة وإلى الآن يدرك أنها لم ترفع عنهم مذلة ولم توقف لهم نزفاً، وأنهم من مصيبة إلى كارثة، ما يدل قطعاً على أن وحدة المسلمين السياسية متمثلة بالخلافة هي الحل ولا شيء سواها مهما شوهت ومهما صد عنها. والحزب يريد أن يؤكد للأمة -وهو العارف بها- أنها تريد وتتطلع -مؤمنة- إلى الوحدة على أساس الإسلام، ولم يبق إلا إزالة الأنظمة السياسية التي تشكل العائق الفعلي أمام توحيد الأمة في ظل نظام الإسلام ودولة الإسلام. فالوحدة الحقيقية للأمة تتشكل من خلال توحد عقيدتها ونظامها وأهدافها، ومن ثم وجود قيادة سياسية واحدة في الحكم ترعى شؤونها وفق النظام الذي تؤمن به. أما الاختلافات المانعة لوحدة الدول الإسلامية اليوم فهي في حقيقتها ليست إلا خلافات بين الحكام الحاليين أنفسهم للحفاظ على كراسي الحكم، ويرجع معظمها إلى الاختلاف في التبعية والولاء للدول الاستعمارية أميركا وأوروبا، وإلى الصراع بين هذه القوى على المصالح والنفوذ في بلادنا الممزقة. وهو على كل حال ليس خلاف شعوب عاشت على مدى ثلاثة عشر قرناً كأمة واحدة في ظل حكم الإسلام إلى أن جاء الاستعمار ومزقها إلى قوميات ودويلات. والحزب إذ يؤكد ويعمل من أجل هذه الوحدة يلفت انتباه المسلمين إلى أن حكامهم عملوا على مدى عقود من الزمن -ولا يزالون- على إيجاد الفرقة والتناحر والعداء بل والحروب بين شعوبهم، بينما الغرب يتوحد من أجل أن يستقوي علينا ! أليس من المفارقات العجيبة أن حكام أوروبا الغربية بذلوا جهوداً ضخمة على مدى سنوات طويلة لإقناع شعوبهم الرافضة للوحدة -لأسباب دينية أو ثقافية أو قومية- بفوائدها وأهميتها وضرورتها، بينما حكام المسلمين وبتآمر مع الغرب يحرصون على عدم الوحدة الواجبة؟! أوليست أميركا تسمى “الولايات المتحدة الأميركية” وتقاتل من أجل أن تظل كذلك؟ فلماذا يعمل الغرب والحكام على أن يظل المسلمون دولاً متمزقة؟
4) و الحزب يريد من الأمة أن تعي أن الخلافة -الواجب إقامتها شرعاً- التي يعمل معهم لإقامتها، ستكون لجميع المسلمين على اختلاف أعراقهم وجنسياتهم وألوانهم ومذاهبهم، وأنها دولة بشرية وليست دينية بالمعنى الغربي، وأنها ستكون الدولة الأولى في العالم قوة وعدلاً وأمناً، وأنها ستكون راشدة وعلى منهاج النبوة تحسن تطبيق الإسلام… حكامها منتخبون يحبهم الناس ويحبونهم ويرعونهم حق الرعاية، ولا فقير فيها ولا مريض ولا جائع، وليس فيها بوليس سري ولا مخابرات تتجسس على الناس، وأن فيها أحزاب تحاسب الحكام وتقدم مرشحين عند الانتخاب، وأن حكامها يحاسبون على أخطائهم من مجلس الأمة المنتخب ومحكمة تسمى “محكمة المظالم”، وأنها دولة غنية متفوقة على كل الدول في العلوم التكنولوجيا والصناعة، وأن ثروتها المهولة ستكون بين يدي رعاياها ليعيشوا عيشاً رغيداً لا حرمان فيه ولا حاجة، وأن ثرواتها لن تكون نهباً لأعدائها يستقوون بها علينا كما هو الحال اليوم، وأن جيشها سيكون الأقوى في العالم لا يسمح لأحد في أن يفكر في الاعتداء على فرد فيها، وأنها ستحمل مبدأ الإسلام وهديه إلى كل الناس، وأن غير المسلمين يعيشون فيها بأمان ولا يفتنون عما يعتقدون، وأن لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين… إن الحزب يريد للأمة أن تفتح ذاكرتها-وبفخر- على خلافتها المسلوبة منها وكيف كانت رائدة في الرعاية والسياسية، وكيف كانت محط أنظار العالم كله حتى تدرك أنها كانت الدولة الأولى في العالم، وحتى تدرك اليوم حقيقة واحدة: أن خلافتها القادمة ستكون جنة الله على أرضه.
-
والحزب يريد للأمة أن تعلم أن لديه دستوراً جاهزاً للتطبيق في مجالات الحياة كافة، في الاجتماع والاقتصاد والحكم والإدارة والتعليم والسياسة الخارجية، ومواده مستمدة من القرآن والسنة، وأن الدولة التي يتأهب الحزب لاستلامها قد جهز لها من خلال إصداره الكثير من الكتب الموجودة بالفعل بتفصيلاتها -والتي يدرسها للناس في حلقاته حول العالم بهدف إعادة ثقتهم بها وإنهاضهم على أساسها-والتي بلورت أنظمة الإسلام في الحكم والاقتصاد والاجتماع والتعليم والفقه الشرعي الدستوري والعلاقات الدولية والسياسة المالية، علاوة على إعداده الكثير من الأبحاث العملية الجاهزة للتطبيق فيما يتعلق بتحويل العملات إلى قاعدة الذهب والفضة وسياسة التعليم في دولة الخلافة وسياسة إدارة مصالح الناس وكيفية تحويل الشركات إلى شركات إسلامية وغيرها. وهكذا فإن الحزب يلفت نظر الأمة أنه في تمام الجهوزية، وأنه وقد أعد للأمر عدته -بإذن الله-لتطبيق أنظمة الدولة القادمة بمجرد قيامها، وأنه معروف عنه عراقته في السياسة الدولية وأحابيلها ومعروف عنه وعيه السياسي، فلطالما كشف مستور مؤامرات الدول وخصوصاً في بلاد المسلمين وبإشراف حكام المسلمين، وهذا يطمئن أن الخلافة سيقودها، إن شاء الله تعالى، رجال حاذقون في السياسة ماهرون في التعامل مع كل القضايا السياسية الخارجية قبل الداخلية منها. إلا أن الحزب -والحالة هذه- يريد أن يلفت انتباه أبناء الأمة أنه يعاني منذ عقود من حصار مضروب على أفكاره وطروحاته، ففكره وكل إصداراته ممنوعة من الأنظمة ما يمنع الكثير من الاطلاع عليها، لكنها موجودة بنشر الحزب لها، وهي موجودة في إصدارات الحزب وعلى مواقع الحزب المختلفة في الإنترنت. لذلك فهو لم يترك شيئاً إلا وكان له رأي فيه وهو رأي إسلامي، فهو يحاسب الحكام ويدعو الأمة لمحاسبتهم على أساس الإسلام، وهو يلاحق كل الأزمات -وليس فقط في الجانب السياسي منها- التي تسببها أنظمة الحكام المجرمين ويكشفها ويقدم بديل الإسلام عنها ويحرض أبناء المسلمين عليهم من أجل تغييرهم، وهو يفعل هذا في كل الدول وبامتياز لكن الإعلام المتآمر لا يظهر من عمله شيئاً. والملاحق لبيانات الحزب وإصداراته ومواقعه الإلكترونية يعي حقيقة أن الحزب يهتم بكل شأن من شؤون المسلمين وفي كل بلد حتى غدا دولة قائمة (مع وقف التنفيذ) يرعى شؤون المسلمين في كل بلد يعمل فيه. وللذكرى (فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) [الذاريات 55] أورد للتمثيل فقط لبعض ما أصدر الحزب من بيانات (يمكن الرجوع إليها عبر صفحته الإلكترونية في الإنترنت) وما قام به من اتصالات بالقوى السياسية في بلد واحد فقط كالسودان تتعلق بزيادة أسعار الخبز وغيره من السلع، وذلك رداً على من يحاول اتهام الحزب بعدم العمل وعدم التصدي لمعالجة قضاياهم، وحتى يقف القارىء على إمكانيات وشمولية ما يقوم به الحزب من رعاية في كل أمر يتعلق بأمر الأمة ومصلحتها:
أ) بيان صحفي: «زيادة أسعار الخبز» في 19/2/2004م.
ب) بيان صحفي: «زيادة أسعار البنزين لا مبرر لها» في 26/4/2004م.
ج) بيان صحفي: «أزمة الغاز والجازولين» في 20/9/2005م.
د) بيان صحفي: «زيادة أسعار السكر والبنزين والجازولين تخالف أحكام الشرع وتزيد معاناة المواطنين» في 19/8/2006م.
هـ) نشرة (ولاية السودان): «زيادة أسعار المحروقات والسكر حرام شرعاً وإثقال لكاهل الناس» في 24/8/2006م.
و) بيان صحفي: «الزيادة في ضريبة القيمة المضافة زيادة في الإفقار» في 21/5/2007م.
ز) بيان صحفي: «في ظل النظام الرأسمالي الجائر.. حتى قوت الناس يدخل في دائرة الاحتكار والضرائب والرسوم الحرام» في 2/10/2007م.
حـ) كتاب مفتوح إلى أعضاء المجلس الوطني: «الموازنة العامة وأثرها في حياة الناس» في 11/12/2007م.
ط) بيان صحفي: «الدولة هي من يرفع الأسعار عبر الرسوم والجبايات والاحتكار الحرام» في 21/2/2008م.
ي) وكان الحزب قد أصدر بتاريخ 29/5/2000م كتيباً عن الحكم الشرعي للقيمة المضافة عندما شرّعتها الدولة لأول مرة. نعم كل هذا فعله الحزب في جانب واحد وهو رفع الأسعار على الناس وفي بلد واحد كالسودان، وكان يتحدث به مع الناس ويرسله إلى كل وسائل الإعلام. ولكن هل أعطيت أعماله الهائلة هذه التغطية التي تليق بها؟ هل يعرف أبناء الأمة أن الحزب يشن حرباً سياسيةً ليل نهار -في السودان أيضاً كمثال- من أجل كشف حكام السودان وتواطئهم من أجل تفتيت السودان وتقسيمه؟ هل يعلم أبناء الأمة أن الحزب تفرد في كشفه لما يحصل في السودان من تكالب الدول الاستعمارية عليه تقسيماً وهيمنةً ونهباً؟ هل يسمع أبناء الأمة عن عديد النشرات التي تفضح مخططاتهم الاستعمارية باتجاه انفصال أقاليمه وتشرذمها ؟ وعن وفود الحزب التي التقت وتلتقي رموز وقادة الأحزاب والقيادات المهمة من أجل دعوتهم لعدم الاشتراك في تقسيمه؟ وهل أتى الإعلام على نشرة الحزب التي أوصلها لكل الناس وكل الفعاليات بخصوص الانتخابات الأخيرة والتي عنونت: «أيها المسلمون: قاطعوا الانتخابات وأظهروا الحزن واعملوا للتغيير الحقيقي» في 10/4/2010م ونشرته «الانتخابات القادمة باطلة شرعاً بل هي حلقة في مؤامرة تقسيم السودان» في 19/2/2010م؟ وكتابه المعنون: «من حزب التحرير- ولاية السودان إلى وزارة الدفاع/ وزارة الداخلية/ القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة/رئاسة الأركان المشتركة/ جهاز الأمن والمخابرات الوطني/ رئاسة قوات الشرطة» يحاسبهم ويحثهم فيه على منع جريمة تمزيق السودان بتاريخ 24/2/2010م وعن بيانه: «دارفور الجرح النازف في أهل السودان» في 15/1/2010م؟ وعن بيانه المتلفز «سياسة واشنطن القديمة الجديدة تجاه السودان» في 25/10/2009م؟ وعن ندوته السياسية حول مؤتمر جوبا في 3/10/2009م وعن نشرته «استراتيجية أميركا تجاه السودان؛ خطة دولة استعمارية لتمزيق البلاد» في 22/10/2009م؟ وعن آخر مؤتمر جامع له هناك بتاريخ 17/7/2009م والذي كان بعنوان: «الخلافة الراشدة وحدها القادرة على وقف النزف المستمر في بلاد المسلمين»؟ وعن بيانه الصحفي بعنوان «أوكامبو أخلص لأسياده الأوروبيين فيا حكام السودان أخلصوا لرب العالمين» في 4/3/2009م؟ وعن عشرات بل مئات الفعاليات هناك حول كل القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية في آخر سنة فقط ؟ وهل سمعوا عن المؤتمر الاقتصادي العالمي الذي أقامه الحزب في السودان بتاريخ 3/1/2009م والذي حضره أكثر من (5) آلاف من المهتمين بالشأن الاقتصادي من جميع أنحاء العالم وحشد فيه الحزب علماء من غير المسلمين ومن أبنائهم تناول فيه الأزمة الاقتصادية العالمية وبيّن فيها فساد النظم الاقتصادية الرأسمالية، وقدم الخلاص الاقتصادي الإسلامي والذي سيطبق في دولة الخلافة؟ و مرة أخرى: أين كان الإعلام من كل هذا وكيف كانت تغطيته؟ لا شيء تقريباً وللأسف! إن حزب التحرير يريد للأمة أن تنتبه لأعماله العظيمة في كل مكان، وأن تتابعها وأن تعي أن ما يفعله من عمل سياسي عظيم في السودان يفعل مثله تقريباً في كل بلد يعمل فيه. إن الحزب يريد للأمة أن تدرك أنه يقود نشاطات مهولة في عشرات الدول وعلى مدار الساعة (وكأنه دولة قائمة) من تثقيف للناس في حلقاته التي باتت تصل إلى أماكن واسعة جداً، ومن نشر لفكره عن طريق بياناته ونشراته التي تتحدث في كل شيء، وعن طريق دروس وخطب شبابه التي باتت تلقى رواجاً عظيماً عند الناس، وعن طريق الندوات والمحاضرات والمؤتمرات المحلية والعالمية التي تستقطب الآلاف، وعن طريق مكاتب إعلامه المنتشرة في كل مكان والتي تتصل بكل الفعاليات السياسة لإيصال أفكاره ودعوته، وعن طريق شبكة المعلومات الإلكترونية الإنترنت، وأن أعماله تمتد في جميع القارات كون دعوته للمسلمين دعوة عالمية. ويكفي الدخول على مواقعه المختلفة ليكتشف أبناء الأمة حجم عمله وإمكانياته السياسية الهائلة التي تؤهله لقيادة الخلافة القادمة. فهل عرف أبناء المسلمين أن مؤتمر الحزب الذي عقده في إندونيسيا في 2007م حضره أكثر من مائة ألف شخص جاؤوا من كل أنحاء العالم؟ وهل سمع الناس عن مؤتمر الحزب هناك العام الماضي و الذي دعا إليه الآلاف من علماء المسلمين للتواصي معهم حول الإسلام والعمل لعودة الخلافة؟ وهل يسمع أبناء الأمة عن مؤتمرات الحزب السنوية في كل أنحاء العالم والتي يحضرها الآلاف؟ إن من يعرف حزب التحرير يدرك ببساطة أنه لا توجد جهة سياسية على الأرض تستطيع أن تجاري ما يقوم به من أعمال تهدف إلى الأخذ بيد الأمة إلى نهضتها بوحدتها في دولتها؟! كتب الأستاذ أشرف الظاهر على موقع إخباريات الفلسطيني بتاريخ 19/4/2010م موضوعاً بعنوان “عذراً حزب التحرير” فبعد أن كان يظن أن حزب التحرير لا يفعل شيئاً -شأنه شأن كثير ممن لا يعلمون كثيراً عن الحزب- وبعد أن قرر أن يفتش عن أعماله خصوصاً على مواقع الإنترنت قال “وكم أصابتني الدهشة وانتابني الذهول من هول ما رأيت من مسيرات ومظاهرات وتجمعات وندوات ومحاضرات تجوب أركان الدنيا وفي قاراتها الخمس تدعو المسلمين في حركة جماهيرية منظمة ومتناسقة ونشاطات هادفة وجامحة إلى إقامة الخلافة، حينها شعرت بالحرج الشديد على ما بدر مني من تهجم وقسوة واتهام لذلك الشاب ولحزبه بعدم العمل الأمر الذي دفعني إلى كتابة هذه المقالة معتذراً إلى حزب التحرير عموماً ولهذا الشاب خصوصاً على سوء متابعتي لنشاطاته، وعلى تقصير القنوات الإعلامية العربية الذي كان لها دور كبير في هذا التعتيم على الخلافة وحركتها العالمية.” نعم… إن الحزب قوة سياسية يسطع نور أعمالها العظيمة الخيرة في كل مكان، وأبناء الأمة مدعوون لأن يدركوا ذلك، وقد آن الأوان لأن تعطي الأمة الانتباه اللازم للحزب وعمله وأن لا تظلمه.
6) والحزب يؤكد للأمة أنه يعاني من ضراوة حظر الأنظمة لنشاطاته الهائلة من خلال ممارستها تعتيماً إعلامياً عليه ما أسفر إلى إضعاف -إلى حد بعيد- تواصل الحزب الفعال مع جماهير الأمة الإسلامية ومعرفة الناس به وبأنشطته. وبالمقابل فإن الإعلام يعمل على إقحام معظم الحركات على اختلاف أطيافها -العلمانية والقومية والإسلامية- في الحراك السياسي في العالم الإسلامي بشكل رخيص ومبرمج على الرغم من أفكارها التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وعلى الرغم من ضعف وجودها السياسي في الأمة. لكن مع الحزب الذي يعمل في عشرات الدول، والذي لا يترك قضية تخص شأن الأمة إلا ويتصدى لها، فإن الإعلام يتجاهله ويعتم عليه. ومن هذا التعتيم مثلاً فإننا نجد عندما تقوم بعض المنظمات والأحزاب بأنشطة جماهيرية كاعتصام أو تظاهرة، أو في حال اعتقال أجهزة المخابرات مجموعة تابعة لحركة ما فإنها تذكرها بأسمائها ويجري الاتصال بممثليها للاستعلام منهم عن الاعتقال أو النشاط، أما إذا تعلق الأمر بالحزب فباستثناء حالات نادرة فإن عادة وسائل الإعلام إهماله، وإذا ما ذكرته فإنها تقوم بذلك تحت إطار مجمل وغامض كأن يقال: تظاهر أو اعتقل إسلاميون في بلد كذا من غير تسميته صراحة مع أن الحزب معلوم الهوية، ويمكن التواصل مع ممثليه في أماكن الحدث أو في خارجها لاسيما مع بروز الثورة الإعلامية التي ربطت العالم ببعضه بشكل وثيق. ولم يقف التعتيم الإعلامي على الحزب عند هذا الحد بل تجاوزه ليصل إلى تجاهل مطبق لأطروحاته سواء فيما يتعلق بالخلافة الإسلامية، أو عن وجهة نظره في القضايا والأحداث الدائرة دولياً وإقليمياً كما هو الحال بشأن القضايا الساخنة في فلسطين ولبنان والعراق والسودان وغيرها من القضايا كالأزمة الاقتصادية العالمية و أزمة الغذاء العالمية والنفط وملف إيران النووي وما شابه ذلك. يحصل هذا رغم أن لديه آراء متميزة ومختلفة عما هو رائج في هذا المجال… تلك الآراء التي يحرص الحزب عند إصداره لها على إيصالها للأوساط السياسية ولوسائل الإعلام فضلاً عن عامة الناس وبشكل مستمر. كما أن الحزب يعاني من عوائق محدودية مصادر تمويله ذلك أنه يرفض الارتباط بأي من الأنظمة السياسية القائمة، ويقتصر في عملية تمويله على أعضائه ما يحد من قدرته على اعتماد كثير من الأنشطة الممكنة كإصدار جريدة يومية فضلاً عن افتتاح إذاعات وفضائيات وما إلى ذلك.
إن الحزب يريد من الأمة أن تعي أنه يدفع ضريبة الالتزام بنهج التغيير المبدئي الذي يقوده… التغيير الذي يرفض العمل مع أنظمة الجور ومؤسساتها الفاسدة… التغيير الذي لا يرهن نفسه لأعداء الأمة… التغيير الجذري للواقع الفاسد الذي يحياه المسلمون بسبب زوال كيانهم السياسي المتمثل بالخلافة. وقد كان لمواقف الحزب هذه انعكاس مباشر على علاقته بالأنظمة الحاكمة القائمة في العالم الإسلامي وبالتيارات السياسية السائدة إلى درجة التضاد معها ما جعله يغدو متفرداً في دعوته ومصراً على إقامة دولة الخلافة.
ولذلك وللأسباب الآنفة تتابعت منذ وقت مبكر الملاحقات الأمنية بشكل قاس لأعضائه في كل البلاد التي يعمل فيها. وقد شكل هذا الوضع الأمني الصعب عاملاً معوقاً للحزب عن ممارسة عمله السياسي وأنشطته الدعوية على النحو المطلوب.
7) وفي خضم صراع الحزب مع الأنظمة الحاكمة ومع التيارات المتضادة معه تم الاعتراض عليه بأنه حزب جامد وحالم خاصة بعد أن نزف شبابه تحت سياط التعذيب وعلقوا على أعواد المشانق -دون أن يتراجعوا- وقضوا سنوات طويلة في السجون والمعتقلات، وما زالوا يتنقلون من معاناة إلى معاناة. ومخالفو الحزب ما بين مدعٍ جموده على ما نشأ وشب عليه قبل أكثر من خمسين سنة، إلى قائل بعدم واقعيته واستحالة تحقيق أهدافه، وصولاً إلى طاعن في فكرة الخلافة نفسها مدعياً أنها ليست بأكثر من نظامٍ سياسي تاريخي اندثر وأنه لم يكن المثال الذي يجدر أن يحتذى، وانتهاء بأنه لا طائل يرجى من كثرة التشديد على إيجاد الخليفة الذي كان يمثل قيمة رمزية في التاريخ أكثر من أي شيء آخر. أما فيما يتعلق بدعوى جمود الحزب فإن ما يجدر إدراكه بهذا الصدد هو أن الحزب -ومنذ أن قام- كان قد احتك عن قرب بكافة أشكال مكونات الطيف السياسي والفكري السائدة في حينه من قومية وإسلامية، واشتغل على تنقية الثقافة الإسلامية مما علق بها، كما اطلع بعمق على الثقافة الماركسية والليبرالية ونقَضَهُما. وهكذا تبلورت لديه الرؤية الشرعية والعملية لإنقاذ الأمة متوصلاً إلى ضرورة بناء كتلة سياسية تلتزم الشرع في فكرها ومنهجها وغايتها، وتعمل لإنهاض الأمة فكرياً على أساس الإسلام ومن خلال إقامة دولة الإسلام عملياً. وهكذا فإن عمل الحزب كان نتيجة درس وبحث ونضج في التجربة والرؤية الشرعية السياسية ولم يكن عملاً ارتجالياً أو انفعالياً أو ظرفياً أو هبّة مؤقتة. وفضلاً عما سبق فإننا نجد أن منهج حزب التحرير آخذ باستقطاب مزيد من أبناء الأمة خصوصاً في السنوات الأخيرة، وقد ظهر ذلك جلياً في الحشود الضخمة التي أمّت مؤتمراته في كل مكان، والتفاف الناس حوله خاصة بعد تداعي الطروحات الإصلاحية التي تبنت العمل من خلال الأنظمة الحاكمة نفسها واللعب ضمن قوانينها ومن خلال أجهزتها، وبعد أن باءت بالفشل كافة محاولات خوض اللعبة الديمقراطية تحت سقف النظم الحاكمة ما أحبط الأمة وجعلها تدفع ثمناً باهظاً على كافة الصعد… أما فيما يتعلق بدعوى مثالية أهداف الحزب واعتبارها مجرد أحلام يستحيل تحقيقها فإن مثل تلك الادعاءات كانت تردد دائماً في كل زمان ومكان وجد فيه من يدعو إلى التغيير والثورة على الواقع والوقوف بوجه المألوف الفاسد بين الناس، ولكن تلك الادعاءات لو استجاب المرء لها لما تحققت إنجازات تذكر في حياة البشر أصلاً. فمن ذا الذي كان يتوقع إنجازات دولة الإسلام الأولى التي وحدت جزيرة العرب وألحقت هزيمة كاسحة بإمبراطوريتي فارس والروم في زمن قياسي؟! ومن ذا الذي كان يتوقع أن يستأصل المسلمون شأفة الفرنجة وتحرير فلسطين بعد مرور 88 سنة على احتلالها؟! أو أن يرد المماليك جحافل التتار والمغول بعد أن اجتاحت الديار وأحلت جيوشها الخراب والدمار في كل مكان؟! ومن ذاك الذي كان يتوقع انهيار حلف وارسو وتفكك الاتحاد السوفياتي في بضعة أيام وإعادة توحيد الألمانيتين بعد هدم جدار برلين؟! بل من كان يتوقع اصطكاك أميركا الدولة الأولى المتفردة بالقرار العالمي ذات الإمكانيات الجبارة وغرقها في العراق وأفغانستان وعجزها عن الخروج منها بماء الوجه؟! ثم ألم تكن هزيمة (إسرائيل) العسكرية في جنوب لبنان حلماً لدى الكثيرين؟! وكذلك قبلها انتصار مجاهدي الفلوجة على أميركا ومجاهدي غروزني على روسيا في ملاحم أعطت دلالات مهمة في كيفية تحقيق ما يتوهمه البعض مستحيلاً؟! فإذا كان كل ذلك ممكناً وتحقق فعلاً فمن الطبيعي إذاً أن تكون إقامة خلافة على أرض الإسلام بين أناس يؤمنون بالإسلام ويعتبرون أنفسهم جزءاً لا يتجزأ من أمة الإسلام أمراً ممكناً وطبيعياً. وعليه فإن استمرار القول بأن إقامة الخلافة وتوحيد الأمة من خلالها مجرد حلم لا يعدو أن يكون رأي أناس قصرت بهم الهمم عن ركوب الصعاب لتحقيق تاج الفروض، أو محاولة لبعض المغرضين لتثبيط العزائم وصد الناس عن العمل الجاد لإقامة الخلافة… وأما بالنسبة لما يشاع عن الخلافة السابقة فكثير منه افتراءات وكذب من أجل تشويهها في أذهان أبناء المسلمين فلا يعملون لعودتها، فدولة الخلافة دولة بشرية ولا يتوقع إلا أن يحصل فيها أخطاء. ولكن هل يجعلنا هذا نمتنع عن استئنافها وهي الطريقة الشرعية الواجبة لتطبيق الإسلام؟ وهل ننسى أنها من وحّدت المسلمين وأعزتهم ورفعتهم؟ وهل ننسى أنها كانت الدولة الأولى في العالم على مدى قرون طويلة حتى قبل مائة عام فقط؟ وهل ننسى أن الهدف المنشود هو تطبيق الإسلام ونظام الحكم الذي أتى به الوحي وليس الرجوع إلى نموذج تاريخي معين، وأن الشرع يجب أن يظل دائماً هو الحَكَم على الواقع وهو المعيار لمحاكمة التاريخ وليس العكس؟.. وأما الحديث بأن وجود الخليفة مسألة رمزية فقط فإنه يرجع إلى عدم وعي من يطرح ذلك، فإن المطلوب هو إقامة نظام الخلافة وليس الحديث عن مجرد شخص يلقب بالخليفة. ولذلك نرى أن حزب التحرير قد حدّد قواعد نظام الحكم في الإسلام الذي ينشد إقامته بالنظام الذي يجعل السيادة للشرع لا للشعب، ويمنح السلطان للأمة لا لفئة منها تتوارثها فيما بينها، وأنه لا يصح أن توجد أكثر من خلافة للأمة في زمان واحد، وأن الخليفة هو رأس الدولة الذي يطبق الشرع ويرعى مصالح الناس ويتبنى ما يلزم من الأحكام لتنظيم المجتمع والدولة. وخلاصة القول: إن الهجمة الشرسة التي تشنها الأنظمة الحاكمة على حزب التحرير لا تأتي عبثاً رغم أنه لم يقترف أعمال عنف قط خلال مسيرته، ولم يعتمد العمل العسكري كجزء من طريقته لتحقيق أهدافه، ما يؤكد وعي هؤلاء على جدية الحزب فيما يصبو إلى تحقيقه وعلى خطورته بالنسبة إليهم في آن معاً، ويدلل بالتالي على أن طرح حزب التحرير ليس مجرد شعارات جوفاء يرفعها كما يحبذ البعض تصوير ذلك وإلا لما حاربوه وعتّموا عليه بهذا الشكل. كما أن الحملة الهوجاء التي تحاول تشويه فكرة الخلافة والانتقاص من قيمتها من قبل (مفكرين ومثقفين ومحللين) إنما تأتي منسجمة تماماً مع الحملة التي يقودها ساسة الغرب ومراكز الدراسات والبحوث الداعمة لهم، تلك التي تعمل على تشويه مفهوم الخلافة وتجعل مسألة إحيائها أمراً محظوراً لا بد من التصدي له وعدم التهاون إزاءه. وهذا ما تحدث به صراحة كثير من سياسيي الغرب ومفكريه وفي أكثر من مناسبة مؤكدين أنه لا بد من محاربة المطالبين بإعادة الخلافة الساعين إلى توحيد الأمة الإسلامية وتحكيم أنظمة الإسلام في بلاد المسلمين وطرد النفوذ الغربي منها:
8) وحزب التحرير يريد للأمة أن تدرك أن أعداء الإسلام والمسلمين يعلمون قوة الحزب أكثر من كثير من أبناء المسلمين! فالأوساط السياسية في دول الاستكبار العالمي تعرف حزب التحرير جيداً، وتعرف ما يقوم به وما هو قادر عليه، وباتت تدرك حتمية عودة الخلافة -بعون الله تعالى- وأنها أصبحت مسألة وقت، وأنها لا تستطيع منع الحزب من فعل ذلك مع الأمة. ومن يتابع تصريحات سياسيي هذه الدول عن الخلافة والعاملين لها يدرك أنها محل تفكيرهم بل ورعبهم، وهم يعقدون المؤتمرات لمحاربة الحزب ويطلبون من مراكز بحوثهم دراسته للخروج بتوصيات عن كيفية الحد من نشاطه والتعامل معه. فهل يسمع ويقرأ ويتدبر أبناء المسلمين عن ماذا يقول هؤلاء حول الخلافة والحزب؟ وهل تأتي وسائل الإعلام على تصريحاتهم وأبحاثهم وتشرح أبعادها وأهميتها كما تفعل مع أخبار أقل شأناً بكثير؟ هل عرف المسلمون وفهموا وفقهوا مثلاً التصريحات التالية لزعماء الكفر عن الخلافة ومن يعمل لها؟: ففي خطاب ألقاه بوش الابن في 8/10/2005م قال “يعتقد المقاومون المسلحون أنهم باستيلائهم على بلد واحد سيقودون الشعوب الإسلامية ويمكنونهم من الإطاحة بكافة الحكومات المعتدلة في المنطقة ومن ثم إقامة إمبراطورية إسلامية (خلافة) متطرفة تمتد من إسبانيا إلى إندونيسيا”. وفي 14/1/2006م نشرت صحيفة الواشنطن بوست مقالاً علقت فيه على كلام بوش حول الخلافة جاء فيه “إن المسلمين متلهفون لعودة الخلافة، وإن الخلافة تشكل خطراً يهدد الغرب وإدارة بوش بالذات ما دعاها لذكره”. وفي 5/9/2006م عاد جورج بوش للتحدث عن الخلافة فقال “إنهم يسعون إلى إقامة دولتهم الفاضلة الخلافة الإسلامية حيث يحكم الجميع من خلال هذه الأيدولوجية البغيضة، ويشمل نظام الخلافة على جميع الأراضي الإسلامية الحالية” وفي مؤتمر صحفي واحد في البيت الأبيض في 11/10/2006م ذكر بوش الخلافة عدة مرات فقال إن وجود أميركا في العراق هو من أجل منع “إقامة دولة الخلافة التي ستتمكن من بناء دولة قوية تهدد مصالح الغرب” وأن المتطرفين المسلمين يريدون نشر “أيدولوجيا الخلافة” (أي فكر الخلافة) التي لا تعترف “بالليبرالية ولا بالحريات” وأنهم يريدون حسب زعمه “إرهاب العقلاء والمعتدلين وقلب أنظمة حكمهم وإقامة دولة الخلافة” وأن “مغامرة الرحيل عن العراق ستمنح المتطرفين الفرصة للتآمر والتخطيط ومهاجمة أميركا واستغلال الموارد التي ستمكنهم من توسيع رقعة دولة الخلافة”. وقد نشر موقع أخبار البيت الأبيض بتاريخ 20/10/2006م عن جورج بوش قوله “هؤلاء الأصوليون يريدون إقامة دولة الخلافة كدولة حكم، ويريدون نشر عقيدتهم من إندونيسيا إلى إسبانيا” وقال أيضاً “تخيلوا وضع العالم الذي يقوم فيه هؤلاء المتطرفون بإسقاط الحكومات المعتدلة ويستولون على المنطقة التي سوف يهددوننا منها ويبتزوننا بامتلاكهم للنفط”. أما توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق فقد قال في المؤتمر العام لحزب العمال بتاريخ 17/7/2005م “إننا نجابه حركة تسعى إلى إزالة دولة إسرائيل، وإلى إخراج الغرب من العالم الإسلامي، وإلى إقامة دولة إسلامية واحدة تحكم الشريعة في العالم الإسلامي عن طريق إقامة الخلافة لكل الأمة الإسلامية” وحذر في حديث آخر من أن “تحكيم الشريعة وإقامة خلافة واحدة في بلاد المسلمين وإزالة نفوذ الغرب منه هو أمر غير مسموح ولا يمكن احتماله مطلقاً”. أما رئيس فرنسا ساركوزي وفي أول خطاب له في 27/8/ 2007م فقد حذر من قيام دولة الخلافة التي ستمتد حسب تعبيره من “إندونيسيا إلى نيجيريا” وفي 5/12/ 2005م قال وزير الدفاع الأميركي الأسبق رامسفيلد في جامعة هوبكنز الأميركية في تعليق له حول مستقبل العراق “ستكون العراق بمثابة القاعدة للخلافة الإسلامية الجديدة التي ستمتد لتشمل الشرق الأوسط وتهدد الحكومات الشرعية في أوروبا وأفريقيا وآسيا، وهذا هو مخططهم، لقد صرحوا بذلك وسنقترف خطأ مروعاً إذا فشلنا في أن نستمع ونتعلم” وقال في حفل توديعه “إن الإرهاب هو السلاح المفضل للمتطرفين وغايتهم العظمى السيطرة على العالم الإسلامي. إنهم يريدون الإطاحة بأنظمة الحكم الإسلامية المعتدلة وإقامة دولة الخلافة … ومن ثم ينتشرون عبر الكرة الأرضية من إندونيسيا إلى الشرق الأوسط ومن ثم إلى شمال أفريقيا ومنها إلى جنوب أوروبا” وفي 26/6/2004م صرح رئيس أركان القوات المسلحة الأميركية الأسبق ريتشارد مايرز أثناء شهادته أمام لجنة شؤون القوات المسلحة في مجلس الشيوخ قائلاً “إن الإرهابيين في العراق يريدون إقامة خلافة إسلامية والعودة إلى القرن السابع” ونشرت مجلة النيوزويك في عددها الثامن من نوفمبر 2004م قول وزير خارجية أميركا الأسبق هنري كيسنجر “إن العدو الرئيس هو الشريحة الأصولية الناشطة في الإسلام التي تريد في آن واحد قلب المجتمعات الإسلامية المعتدلة وكل المجتمعات الأخرى التي تعتبرها عائقاً أمام إقامة الخلافة” ونشر موقع هيئة علماء المسلمين في العراق بتاريخ2/5/2007م مقالاً ذكر فيه عن نائب الرئيس الأميركي الأسبق ديك تشيني قوله “إن المتطرفين أرادوا أن يحولوا العراق إلى مركز للخلافة الجديدة، ومنه يصدرون التطرف والعنف إلى هذه المنطقة وشن هجمات مدمرة على الولايات المتحدة.” أما بات بوكانان وهو جمهوري أميركي محافظ فيقول في مقالة له نشرت في 23/6/2006م بعنوان (الفكرة التي آن أوانها) ويقصد بها دولة الخلافة “إن مسألة عودة الإسلام كنظام حياة مجرد وقت لا أكثر، وأن قوة أميركا وجيوشها لن تستطيع أن تقضي على الحضارة القادمة في هذا العصر (الإسلام)” ويضيف “لا أدري كيف ندعي بعد ذلك أننا ننتصر”… إن هناك العشرات من التصريحات المشابهة تصدر عن ساسة الغرب ومفكريه يحذرون فيها من قيام الخلافة وخطرها عليهم، ولا يتسع المقام لذكرها جميعها. وهؤلاء -أعداء الإسلام- يعرفون حقيقة ما يمكن أن تفعله دولة الخلافة؛ ولذلك لا ينامون لمنعها من القيام. وهم يطلبون الدراسات حول الخلافة القادمة والعاملين لها من معاهد البحث المتطرفة لديهم حتى يقفوا على خطر الخلافة عليهم، وحتى يعرفوا كيف يتصدون للحزب والوصول إلى ما يبرر تصنيفه ضمن الحركات الإرهابية كما فعلت روسيا وغيرها . مثال ذلك ما تطالب به المؤسسات اليمينية في أميركا مثل مركز نيكسون ومؤسسة التراث (هيريتيج) بالانقضاض على من يعمل للخلافة ومنعهم من الوصول إلى الحكم، وهذا ما عبر عنه وزير الداخلية البريطاني السابق تشارلز كلارك في خطاب له في مؤسسة هيريتيج في 6/10/2005م حين قال “لا يمكن أن تكون هناك مفاوضات حول إعادة دولة الخلافة، ولا مجال للنقاش حول تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية”. أما مؤسسة (راند) وهي مؤسسة بحثية لها نفوذ كبير وتأثير على سياسة أميركا الخارجية فقد خلصت في تقرير لها إلى توصيات هامة زودت بها الإدارة الأميركية لتترسم خطاها في التعامل مع الحركات الإسلامية العاملة في بلاد العالم الإسلامي؛ حيث أوصت بضرورة دعم الإسلاميين المعتدلين أو العصرانيين ليقفوا سداً منيعاً أمام من تسميهم الأصوليين الذين يريدون إرجاع الخلافة فتقول “يجب محاربتهم واستئصالهم والقضاء عليهم، وأفضلهم هو ميتهم؛ لأنهم يعادون الديمقراطية والغرب ويتمسكون بما يسمى الجهاد والتفسير الدقيق للقرآن، وأنهم يريدون أن يعيدوا الخلافة، وأنه يجب الحذر منهم لأنهم لا يعارضون استخدام الوسائل الحديثة والعلم في تحقيق أهدافهم، وأنهم قويو الحجة”. ومن دراساتهم وتقاريرهم تقرير صادرعن مكتب شؤون آسيا الوسطى بوزارة الخارجية الأميركية يحذر فيه من نشاط حزب التحرير، وقد جاء فيه: “الولايات المتحدة الأميركية تراقب عن كثب حركة حزب التحرير، وهي حركة دعت إلى قلب حكومات آسيا الوسطى” وأضاف “غير أن هذا الحزب لا يحبذ اللجوء إلى العنف على الرغم من خطابة الملهب للمشاعر والمعادي للسامية وغير المتسامح” مؤكداً أن “الولايات المتحدة امتنعت عن تصنيف هذا الحزب كمنظمة إرهابية بسبب عدم وجود أدلة على أن حزب التحرير قد قام بأعمال عنف لتحقيق أهدافه السياسية” وأكد التقرير أن “الحزب دعا إلى قلب الحكومات في العالم الإسلامي، وإلى إقامة خلافة إسلامية ثيوقراطية لا حدود قومية لها”. أما المؤتمر الذي جاء بعنوان: «تحديات حزب التحرير: فهم ومحاربة الأيديولوجية الإسلامية» والذي عقد في تركيا أوائل شهر أيلول من عام 2004م برعاية مركز نيكسون الأميركي لبحث أبعاد انتشار حزب التحرير، فقد استمر على مدار يومين ودونت أعماله ونتائجه ووضعت في تقرير من 157 صفحة. وفي تقرير تقدمت به زينو باران -مديرة مركز نيكسون لبرامج الأمن الدولي والطاقة- عن الحزب في 14/3/2006م قالت فيه “إن حزب التحرير يشكل مجموعة من التهديدات للمصالح الأميركية، وهو يساهم في خلق تمايز وانفصال بين الغرب والمسلمين، ويسهم في بث العداء لأميركا والسامية” وأضافت محذرة “إنه الحزب الوحيد الذي يتحدث عن الخلافة بمفهوم جامع لكل الأمة” وأنه “أحرز تقدماً جدياً، وهو واسع الانتشار في الدول التي يدعو فيها، وهو خطير باعتباره المقاتل الرئيس في حرب الأفكار” وغير ذلك من التقارير والمقالات والبحوث التي تناولت الحزب آخرها مقالة الصحفي الأميركي جو شيا للرئيس أوباما بعنوان (الحرب ضد الخلافة) في 11/1/2010م نصحه فيها بضرورة المصالحة مع ما أسماه “دولة الخلافة الخامسة القادمة”.
إن الله سبحانه وتعالى وصف عداء الكفار للإسلام ومن يعمل له فقال: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ) [الأنفال 36] إن الكفار باتوا يدركون أن خلافة المسلمين قادمة لا محالة، وتصريحاتهم تدل على أن الخلافة تشكل لهم كابوساً حقيقياً يهدد وجودهم، وهم يدركون أكثر من غيرهم خطر الإسلام عليهم وعلى مبدئهم، فهم يعيشون لمنعه من الانبعاث من جديد في دولته دولة الخلافة، وتصريحاتهم الكثيرة حول الخلافة تدل على خوفهم منها ورعبهم من قيامها، لأنها ستقطع يدهم عن بلاد المسلمين وستتحكم في مصيرهم، وستحمل مبدأ الإسلام إلى عقر دارهم. أما آن الأوان لأن يدرك أبناء الأمة هذا؟!
9) أخيراً فإن حزب التحرير يريد للأمة أن تدرك أنه يفرض حضوره الإعلامي على الخارطة السياسية على الرغم من كل التكبيل الإعلامي الذي يلاقيه، وهو ينشط في ذلك معتمداً على الله ثم على نفسه و يقوم بأعمال من أجل تجسيد هذا الحضور وكسر الطوق الإعلامي حوله، أهمها فتح مكاتب إعلامية ومكاتب للناطقين الرسميين في أقطار كثيرة من بلاد المسلمين حتى في البلاد التي يلاحق فيها، وقد أفاد الحزب من خدمة الإنترنت ومن بعض الإذاعات والتلفزة المحلية هنا وهناك والتي تعطى له على استحياء، وهو يعلن عن نفسه من خلال مسيراته ومؤتمراته الكثيرة والضخمة في العالم كله وليس فقط في بلاد العالم الإسلامي، وهو يستمر في بث إصداراته التي تتناول مواضيع الساعة سواء على مستوى القيادة العامة للحزب أو على مستوى الولايات، وهو يدأب على توجيه الكتب للمسؤولين من رؤساء أو وزراء أو رؤساء مجالس برلمانية أو غيرهم يخاطبهم فيها بوجوب تطبيق الإسلام في دولهم، ويحاسبهم ويكشف سياساتهم ويحذرهم ويدعوهم إلى الرحيل وتسليم مقاليد الحكم للأمة لإعلان خلافتها وإلا عاقبتهم قريباً بعد أن تستلم الحكم. وقد كانت لجرأته في كشف الحكومات وتبعيتها للغرب الكافر الأثر البالغ في رواج أفكاره وفي التفاف الناس حوله، وقد جعله هذا النشاط القوي يتخطى حواجز التكتيم الإعلامي، ولو أعطي الحزب حقه من التغطية الإعلامية التي يستأهلها من الإعلام التضليلي لحقق-بإذن الله- ما أراده منذ زمن طويل.
لقد فات الأوان -والحمد لله وحده- على ضرب حزب التحرير، والضربات التي تلقاها أخرجته قوياً بحول الله، والأنظمة التي تقمعه وتعتّم عليه أدركت أنها لن تستطيع أن تفعل شيئاً لإيقاف قافلته باتجاه إعلان الخلافة. أما أبناء الأمة فكثير منهم باتوا يدركون أن وزن الحزب السياسي هو ما يفعله على الأرض فعلياً وليس في الإعلام المتآمر الرخيص، وهو ما يركن إليه، وهو الذي سيحدث الفرق بإذن الله، فظهور دعوته لن تكتمل فصولها إلا مع إعلان دولة الخلافة الوشيك بإذن الله. لقد آن الأوان ليقول حزب التحرير كلمته بإعلان دولة الخلافة، فهو بركان يغلي، ونشاطه وتضحياته أكبر من تقولات المتقولين وافتراءات المفترين ومكر الماكرين وإرجاف المرجفين وتعتيم إعلام أعدائه أعداء الدين… لقد آن الأوان ليقول حزب التحرير كلمته بإعلان خلافة المسلمين لتدخل، بعون الله، الأمة حلبة التاريخ من جديد وبشكل فاعل وحقيقي ولتقتعد موقعها الرائد بين الدول. وحتى يأتي ذلك اليوم العظيم فإن الحزب يدعو أبناء الأمة لأن يعوا على ما يقوم به من عمل عظيم، وأن ينصفوه وقد أخلص العمل لله، وأن يعملوا معه إرضاء لله وخلاصاً مما هم فيه من هوان، وأن لا يتفرجوا عليه، وأن لا يتقاعسوا في نصرة دين الله، فالحزب ماض في طريقه عازم على بلوغ مرامه رغم ما يتعرض له من ظلم واضطهاد، ولن يزيده البطش والتجاهل إلا ثباتاً وإيماناً، فطريق الدعوة ليست مفروشة بالورود، وخلافة المسلمين قادمة قادمة بإذن الواحد الأحد. قال تعالى: (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) [التوبة 32] وقال: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [النور 55] وقال: (وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [الروم 6] وقال: (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [يوسف 21].
نعم، إنه بفضل الله سبحانه وحده، ونعمته ومنّه، فإن حزب التحرير قد وصل إلى مشارف الخلافة الراشدة الثانية، وإنه يتأهب لاستلام مقاليد الحكم ليقود العالم إلى خير الإسلام… إنه يتأهب لتغيير التاريخ والجغرافيا، وإن غداً لناظره قريب.
اللهم إن الدين دينك، والنصر نصرك، ونحن عبيدك، فاجعلنا اللهم طائفة الخير في هذه الأمة، وآتنا جميل وعدك بالخلافة الراشدة الثانية واجعلنا نحن المنصورين. اللهم آمين.
2010-07-17