كلمة «الوعي»: رمضان شهر العبادة
1988/05/17م
المقالات, كلمات الأعداد
2,390 زيارة
أخي القارئ،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يقول الله تعالى في كتابه العزيز: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ).
يناسب صدور هذا العدد، وهو العدد الثاني عشر مناسبتين نستخلص منها العِبَر. الأولى صدور هذا العدد التي يتمّ مسيرة سنة كاملة من “الوعي”، كانت فيها انطلاقة جديدة في أساليب العمل الإسلامي، إذ لم يكن في سابقاتها هذا الوضوح في التعبير، والصراحة في تحديد طريقة نهضة الأمة الإسلامية، والثبات على الحق. كنّا في خلال هذه السنة لا نسمح بنشر مقال سوى تلك الهادفة العميقة التي لا تتعاطى مع مشاكل المسلمين السطحية والمشاعرية بل بالفكر المستنير والعمق في البحث والدقة في التعبير. لم نرض أن نكون من الأبواق التي تهدم بدل أن تعمِّر. هذا لا يعني أننا وصلنا إلى ما نصبوا أن تكون عليه هذه المجلة، كما لا يعني أننا لم نعد بحاجة لمساهمة القرّاء الكرام من الأبحاث والمقالات القيّمة ودعمهم المعنوي. بل نحن ما زلنا بحاجة ماسّة لذلك وخاصة بإمكانياتنا الضئيلة. وندعو الله أن يعيننا على الاستمرار في هذا العمل وأن يلهمنا الرشد والصواب في كل ما نكتب.
ويناسب صدور هذا العدد مع حلول شهر كريم قال عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم : «شهرٌ أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتقٌ من النار»، شهرٌ نزل فيه القرآن كتاب الله هدىً للناس. شهرٌ فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر ومعركةٌ كانت انتصاراً للحقِّ على الباطل، لجيش المسلمين على الكفار، تلك هي معركة بدر الكبرى.
وللأسف، يمرُّ رمضان علينا هذه السنة وحال المسلمين من سيئ إلى أسوء فالحكم بكتاب الله ما زال معطلاً، ومعظم أحكام الشرع ما زالت معطلّة وليس هناك من يطبِّقها. ما زالت تُطبَّقُ علينا الأنظمة الوضعية ـ أنظمة الكفر التي حرّمت الحلال وأباحت الحرام.
ويمرُّ رمضان هذا العام، والمسلمون يُقَتَّلون يومياً بالعشرات والمئات والألوف. وصرخاتٌ تستصرخ “وامعتصماه” ما زالت تظنُّ أن للمسلمين أميراً وجيشاً من أقوى الجيوش. في فلسطين تُسفك دماء المسلمين على أيدي أعداء الله اليهود، وفي بلغاريا، وفي العراق وإيران، وفي سجون أنظمة العالم الإسلامي، وفي وفي وفي…
أخي القارئ،
لنجعل هذا الشهر الكريم، شهر تجديدٍ للعزم وتزودٌ بالتقوى وكما كان هذا الشهر شهر انتصار الحقِّ على الباطل في معركة بدر، ليكن شهر رفع راية لا إله إلا الله محمد رسول الله من جديد فوق كلِّ بقاع الأرض والعمل لإقامة حكم الله.
(وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) صدق الله العظيم.
رئيس التحرير
1988-05-17