حزب التحرير: الحزب السياسي الإسلامي الحقيقي الوحيد في المنطقة
2011/01/17م
المقالات
1,815 زيارة
حزب التحرير: الحزب السياسي الإسلامي الحقيقي الوحيد في المنطقة:
علامات النهضة الإسلامية فى طاجيكستان
لقد شوهدت فى الأشهر الثلاثة الأخيرة وثبات كبيرة فى سياسة الحكومة الطاجيكية في محاربة الإسلام. وكان قبل ذلك يشكل «الوجوه المعروفة» في هذه السياسة العدائية للإسلام: خدام الأمن القومي، ووزارة الداخلية، ووزارة المعارف، واللجنة الدينية، والمركز الإسلامي وغير ذلك… وبعبارة أخرى كان هؤلاء يحاولون إعطاء صورة أن هذه «الوجوه المعروفة» تباشر هذه السياسة من دون إذن من رئيس الجمهورية، حتى إن (حاجي أكبر توراجان زاده) لمح مرات عدة فى مقالاته أن موظفين معينين يحملون عداوة للإسلام هم الذين يباشرون هذه السياسة، وأن الرئيس لم يأمرهم بذلك. وقد صدق بعض الناس البسطاء هذا الخداع؛ ما دفع بعض المظلومين إلى أن يكتبوا للرئيس. وكان الرئيس أيضاً يحاول فى تصريحاته أن يتظاهر كالمؤيد الحنون للإسلام، وكان يورد أثناء نطقه ببعض من الأحاديث النبوية، ويمنّ مراراً على الناس بحضور بعض فعاليات المساجد، والذهاب إلى الحج وإعلان سنة إجلال وتكريم الإمام أبى حنيفة وغير ذلك. ولكن اليوم ظهر أن «وجه الرئيس» هو في أول صفوف تلك «الوجوه المعروفة» فى هذه السياسة؛ لأنه سافر إلى عدة مناطق فى البلاد، وهاجم خلال لقاءاته مع الناس عدة مظاهر من مظاهر الإسلام. وقد كرر هذه الحملة أثناء تصريحاته فيما بعد. ولعل ذلك كله تنفيذ لأوامر الأسياد الكفرة ومحاولة لإظهار الولاء لهم.
وقد ظهرت بعض مظاهر هذه الحملة في الأعمال السيئة من قبل القوى النافذة في السلطة حيث نقل أن الرئيس أصدر أمراً خفياً يقضي بمحاربة بعض الأحكام الشرعية والمظاهر الإسلامية مثل الحجاب واللحية والقميص الأبيض الطويل والطاقية البيضاء وذهاب الشباب إلى المسجد. وهكذا بدأت هذه القوى النافذة تتخذ إجراءات قاطعة ضد المظاهر الإسلامية، فمنعوا الشباب من السفر إلى خارج البلاد لتعلم الإسلام، وأعادوا كثيراً من الشباب الذين كانوا يتعلمون الإسلام خارج البلاد إلى ديارهم بأساليب إكراهية مختلفة، وقبضوا في الحدود على عدة شباب عادوا من الخارج أو جاؤوا لزيارة أقاربهم وحلقوا لحاهم رغماً عنهم وأرسلوهم إلى الخدمة العسكرية، ووضعوا أمام أبواب المساجد خدام الأمن والداخلية لكي يمنعوا الشباب من دخول المساجد، وراقبوا النساء المحجبات وفرضوا عليهن غرامات ومنعوهن من الحضور إلى أماكن التعليم والشغل بلباس شرعي، وراقبوا الرجال والشباب الملتحين وحلقوا لحاهم رغماً عنهم، حتى لم ينجُ من ذلك بعض أئمة المساجد والخطباء، وفرضوا قيوداً جديدة لمن يريد السفر إلى الحج، وفرضوا قيوداً مختلفة على بيع الكتب والأشرطة الدينية المسجل فيها مواعظ العلماء، واعتقلوا عدداً من العلماء الذين كانوا يدرّسون في بيوتهم الإسلام للشباب، وشددوا الحملة على الجماعات الدينية، حتى اعتقلوا بعض المسلمين الذين لاعلاقة لهم بهذه الجماعات بالظنة القليلة. فضلاً عن ذلك، فقد تم إعداد مواضيع دينية من قبل لجنة الأمن واللجنة الدينية والمركز الإسلامي والأئمة الخطباء ووسائل الإعلام؛ فأعدوا للأئمة الخطباء موضوعات المواعظ التى يلقونها فى خطباتهم، لكي يخطبوا الناس فى هذه الموضوعات فقط، كما أمروهم بمدح سياسة السلطات وأصحابها والدعاء لهم، ومنع الرجال من الالتحاء والنساء من لبس الحجاب. فبدأ الأئمة الخطباء الذين وقعوا بين الماء والنار يؤولون ويحرفون… هذا ولم نورد هنا كل ما تقوم به السلطات من إجراءات قاطعة ضد المظاهر الإسلامية ولم نتعرض لتفصيلاتها، لأننا نريد أن نركز على حقيقتين متعلقتين بهذه الأمور والتى يجب على المسلمين أن يعلموهما وهما:
الحقيقة الأولى: بعد كل هذه الإجراءات القاطعة كشفت الحقائق التي لم تعد تخفى على أحد، حتى على الناس البسطاء، سياسة الحكومة المعادية للإسلام، وانسدت الطريق أمام الذين كانوا يحرفون الحقائق ويبررون سياسة الحكومة. وأصبح واضحاً للجميع أن الحكومة تضيق الحلقة يوماً فيوماً، حتى تضع سدوداً أمام القيام بواجبات الإسلام العادية، وتتبع سياسة الشيوعيين وترتكب وحشية أشد من وحشيتهم؛ لذا أصبح المسلمون فى المنطقة يرون النجاة فى تغيير النظام، وتغيّرت حتى أفكار البسطاء الذين كانوا يرجون الخير من هذا النظام ويشكون في كونه عميلاً للكفار وأعداء الإسلام. وقد حدثت ردود الفعل هذه فى الوقت نفسه الذى يعمل فيه في المنطقة حزب سياسي إسلامي هو حزب التحرير كحزب معارض وحيد وحقيقي، والذى يطرح نظام الإسلام بدل النظام الديموقراطي، ودولة الخلافة الراشدة بدل الدولة الديموقراطية. وقد مكر الكفار وعملاؤهم، ولكن الله رد كيدهم إلى نحرهم. قال تعالى: (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) [آل عمران].
الحقيقة الثانية: إن سرعة نهضة المسلمين فى المنطقة كانت عاملاً أساسياً دفع أصحاب الحكومة وأسيادهم الكفرة إلى اتخاذ إجراءات صارمة. وكان الحكوميون وأسيادهم الكفرة قد ظنوا قبل ذلك أنهم يسدون طريق النهضة الإسلامية أمام شعوب المنطقة باعتقال حاملي الدعوة ومحاصرة دعوتهم، إلا أنهم لم يأخذوا فى الحسبان أنه ليس بإمكانهم اعتقال الأفكار الإسلامية الصحيحة. إذ إن هذه الأفكار الإسلامية الصحيحة التى يحملها حملة الدعوة المخلصون هى التى تسربت إلى الطبقات المختلفة في الجامعة بغض النظر عن الملاحقات والاعتقالات والتعذيبات والقتل. واليوم يمكن أن تشاهد علامات النهضة الإسلامية في مسلمي المنطقة. وفيما يلى نذكر بعض هذه العلامات:
ازدياد فى صفوف المصلين، وخاصة بين الشباب والمراهقين:
يشكل الشباب والمراهقون اليوم ما بين 60% – 70% من المصلين فى المساجد، وهذا يدل على ازدياد إقبال الشباب على الإسلام. وكثير من المساجد لا تسع جميع المصلين فى صلوات الجمعة وعيدي الفطر والأضحى؛ لذا نرى صفوف المصلين فى هذه الأيام قد خرجت من دار المساجد إلى أطرافها وشوارع السيارات، حتى تنقطع حركة السيارات فى أكثر الحالات.
ازدياد فى صفوف النساء والشابات المتحجبات:
يعم الإقبال على اللباس الشرعي بين النساء والشابات جميع طبقات المجتمع، ويوشك أن يصبح اللباس الشرعي عرفاً عاماً. وأصبح احترام النساء المتحجبات أكثر بكثير من النساء الكاسيات العاريات المتبرجات. وكثير من الشباب لا يريدون التزوج إلا من الشابات المتحجبات. وبتأثير من الرأي العام الذى وُجد فى المنطقة عن اللباس الشرعي بدأت كثير من النساء اللاتي كن يمتنعن قبل ذلك عن لبس اللباس الشرعي، لتأثير الثقافات غير الإسلامية عليهن، بدأت هؤلاء النسوة يلبسن لباساً شرعياً و يحسبنه أداة افتخار لهن.
الإقبال على الكتب الدينية وأشرطة مواعظ العلماء:
بما أن عامة الناس يزدادون كل يوم من مطالعة الكتب الدينية وسماع ومشاهدة أشرطة مواعظ العلماء، كثرت الدكاكين التى تباع فيها الكتب الدينية وأشرطة مواعظ العلماء. والناس يبذلون مبلغاً كبيراً في شراء هذه الكتب والأشرطة.
ازدياد إقبال المسلمين على تربية أولادهم التربية الإسلامية:
لقد أصبحت التربية الإسلامية للأولاد ذات أهمية بالغة لدى عامة الناس. إذ إنهم يرسلون أولادهم إلى المساجد أو إلى العلماء ليتلقوا تربية إسلامية، أو يستأجرون مدرسين لهذه الغاية، ولايألون جهداً في ذلك.
ازدياد سفر الشباب إلى خارج البلاد لتعلم الإسلام:
سافر ألوف من الشباب إلى البلاد الأخرى مثل إيران وباكستان والمملكة العربية السعودية ومصر وغيرها ليتعلموا الإسلام. ويزيد عدد هؤلاء الشباب كل عام، ويجدر القول إنهم لا يسجلون أنفسهم لدى السلطات لكثرة الموانع؛ لذا يسافرون من دون أن ينتظروا الرخصة من الدولة ويبدؤون التعلم.
الإقبال المتزايد يومياً على إرخاء اللحية:
إن إرخاء اللحية الذي يعد مما يطلبه الإسلام قد كثر بين الرجال والشباب. وهذا المظهر الإسلامي أيضاً عمّ فى جميع طبقات المجتمع، واحترام المجتمع للملتحين كبير جداً.
انتشار حكم تعدد الزوجات في المجتمع:
كان تعدد الزوجات سابقاً يعد شيئاً غير مقبول عند الناس بسبب إغراءت الشيوعيين. وكان يشاهد هذا المظهر الإسلامي بين الرجال والشباب الموسرين. والآن كثير من موظفي الحكومة لهم زوجتان، وكان الواحد منهم قبل ذلك يؤثر الزنى على كونه ذا زوجتين. ويمكننا هنا ذكر سائر علامات النهضة، إلا أننا نكتفي بذلك.
وقد حصل بين المسلمين فى البلاد تحول كلي يمكن أن نحسبه بداية النهضة. فلذلك قررت الحكومة العميلة وأسيادها الكفرة أن يوقفوا هذه النهضة بكل أسلوب، وتوجهوا لاتخاذ إجراءات قاطعة، إلا أنهم لم يأخذوا فى الحساب أن المسلمين فى هذه البلاد ليسوا غافلين كما كانوا قبل ذلك. وعلى هذا فإن إبعاد المسلمين عن الإسلام بإيجاد فِتَن وحرب كما فعلوا فى التسعينات ليس سهلاً، وإن إيقاف إقبال مسلمي هذه البلاد على الإسلام غير ممكن، خاصة وأنه يعمل فى المجتمع حزب مخلص قام على عقيدة إسلامية صافية، وانصقل فى الكفاح السياسي والصراع الفكري، ويعمل وهو لا يخشى أحداً ولا شيئاً إلا الله سبحانه في كشف حيل الكفار وعملائهم.
يجب القول إن نهضة المسلمين فى هذه البلاد من فضل الله تعالى، وأن مساهمة حزب التحرير لإنهاض الأمة نهضة حقيقية كبيرة جداً. ومرادنا من بيان علامات النهضة هذه هو تبشير الأمة الإسلامية، وخاصة حملة الدعوة، ببدء بلوج فجر الحياة الإسلامية فى ظل دولة الخلافة إن شاء الله سبحانه. قال تعالى: (أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) [البقرة].
نظرة إلى الوضع في المنطقة
نستطيع أن نقول عن الوضع فى منطقتنا بشكل عام إنه لايزال فى المنطقة صراع بين الدول العظمى (الولايات المتحدة وروسيا والصين وأوروبا) لبسط النفوذ والتأثير فيها، وقد بلغ الصراع مرحلته الحساسة. فضلاً عن ذلك، إن ارتقاء الأفكار والمشاعر الإسلامية بين المسلمين فى منطقة آسيا الوسطى بصورة غير مسبوقة قد أفزع السلطات الديكتاتورية فى المنطقة وأسيادها الكفرة بصورة شديدة؛ لأنهم يرون في هذا المجرى تهديداً شديداً لهم؛ لذلك فإن الأحداث السياسية التي حدثت في السنوات الأخيرة في المنطقة، فإنها وإن كانت تشكل جانباً من جوانب الصراع بين الدول الكبرى، وضرب بعضها منفعة بعضها الآخر، (ولا يُقلق أحداً كم من المسلمين فى المنطقة يقضون كضحايا لهذا الصراع كما حصل فى حوادث قيرغيزيا) فإنها من جانب آخر حرب شديدة لا هوادة فيها على الإسلام والمسلمين (بغض النظر عن مذاهبهم ونظراتهم السياسية وما شاكل ذلك). والمراد من كل هذا تحويل المنطقة إلى منطقة غير مستقرة مليئة بالصراعات الأهلية، وإيجاد جو الخوف والخشية بين السكان، ومن ثم إبعاد مسلمي المنطقة عن الأفكار والمشاعر الإسلامية الصحيحة، وعلى الأقل تخفيف سرعة إقبال المسلمين على الإسلام. حيث إن مجرى النهضة العامة فى الأمة الإسلامية والتى هى نتيجة مباشرة وغير مباشرة لفعاليات حزب التحرير، إن هذا المجرى قد أثر تأثيراً إيجابياً فى جميع طبقات المجتمع، وفي الحركات والأحزاب (الأحزاب السياسية والحركات الجهادية). والكل يدرك أن الحل الجذري لجميع المشاكل هو في إقامة الخلافة ويسارعون نحوها.
إن الكفار وعملاءهم من الحكام الخونة (في أفغانستان وباكستان وغيرهما) يحاولون أن يمنعوا الأمة من هذا المسير بأساليب وحيل شتى، ويبعدوا الحركات الجهادية عن الصراع المادي، ويحولوهم إلى أحزاب وحركات سياسية تسير وفق خططهم السياسية، وحتى يوصلوهم إلى سدة الحكم، كما حصل مع «حماس»، لأن صراع الحركات الجهادية يوجد للكفار خللاً جدياً فى تحقيق خططهم فى المنطقة، علاوة على ذلك فإن الخسارات النفسية والمالية البالغة التى يسببها هذا الصراع قد أثار الرأي العام الغربي على حكامهم. ثم إن هذه الجماعات تظهر قبولها رضاها عن الأفكار الصحيحة القوية لحزب التحرير. إلا أن هذه الحركات ضعيفة فى التفكير السياسي وتقع أحياناً فى أحابيل الخدع السياسية للكفار وعملائهم. ويحاول الغرب اليوم أن يوقع طالبان فى حباله. وهذه الحركات الجهادية تنفذ حكماً شرعياً واحداً قفط، ألا وهو الحرب على الأعداء الذين احتلوا بلاد المسلمين، وهذا أيضاً فرض علينا، إلا أن القضية المصيرية للمسلمين فى المنطقة والعالم لا تحل بذلك وحده، ولا تبرأ ذمة المسلمين لعدم محاولتهم للقيام بفروض أخرى. بل هناك حكم شرعي آخر وبإقامته فقط تحل جميع قضايا المسلمين فى العالم، ومنه منطقتنا، حلاً صحيحاً وتسقط فرضيته عن ذمة المسلمين جميعاً؛ وهذا الفرض هو إقامة دولة الخلافة الراشدة واستئناف الحياة الإسلامية عن طريق إقامتها.
تقرير من أحد المسؤولين في حزب التحرير في إحدى مناطق طاجكستان
«… أجريتُ فى جلسات خاصة حوارات مفصلة مع شباب الحزب. الحمد لله، قد شاهدت تقدماً كبيراً في أعمال الدعوة: شُكّلت دروس جديدة، وأصبح إجراء اللقاءات مع الناس تزداد تحسناً، وأخذت مطالعة الكتب ومتابعة الأحداث من خلال الصحافة والإذاعة والتلفزيون مأخذاً جيداً ومنظماً. ويقدم شاب مرة فى كل أسبوع الأخبار الأسبوعية للشباب، وينشغل الشباب بالسياسة برغبة شديدة، ويتحدثون فى اجتماعات الناس، ويركزون أحاديثهم على الأمور السياسية. ويشاهد التركيز عند الناس على السياسة أثناء اللقاء بهم. وقد انتشر بين الناس عامة وبين أعضاء الجماعات الأخرى خاصة رأي عام بأن حزب التحرير حزب سياسي، وأن أعضاءه هم سياسيون. فلذا يلجؤون إلينا فى الأمور السياسية والأخبار السياسية وخطط الكفار الكامنة وراء هذه الأحداث ويسألوننا عنها لنعطي رأينا فيها من وجهة نظر الإسلام. وينقل عن شاب منا أنه كان شاهداً لمحاورة بين رجلين (وكلاهما ليسا من شباب حزب التحرير): كان أحدهما منشغلاً بسماع الأخبار من الإذاعة، فأراد الآخر أن يأخذه معه وقال له: قم، نذهب معاً. قال: مهلاً، فإنى أستمع إلى الأخبار. أصر زميله على طلبه أن يذهبا معاً. قال: انتظر قليلاً، أريد أن أكون رجل سياسة. وأضاف بصوت خافت: أنا عضو في حزب التحرير.
أرسلنا الشباب للقاء مع ذوي النفوذ، فاستمع أولئك الناس ومن حولهم لحديث الشباب بطيب خاطر وسألوهم وطلبوا إليهم أن نجري معهم مثل هذه اللقاءات أكثر وأكثر. أرسلنا شاباً ذا نفوذ ودارساً غيوراً للقاء مع رجل له نفوذ أكثر في المنطقة. وقال هذا الرجل قبل الحوار: إخواني، أنا مستعد لخدمتكم بكلتا يدي، أحسنتم! أعرفكم منذ سنين، وأنتم لم تغيروا موقفكم أثناء ذلك، أنتم ثابتون على الإسلام كما كنتم ثابتين من قبل، أحسنتم! إن طريقكم حق ومستقيم». قال له الشاب: «وهذا القول غير كاف، لأنك أجريت مع شبابنا حوارات فقط، عليك أن تتعلم هذه الأفكار من كتبنا». قال: «فإن تعلمت، يجب علي أن أكون عضواً في هذا الحزب مثلكم وأعمل فيه، وهذه الطريق عظيمة وصعبة جداً».
وقال رجل آخر ذو نفوذ وهو شاب وشجاع بعد الحوار مع الشباب: «كنت أتحير كيف يمكن الوصول إلى الجنة الثمينة بالصلاة فقط، وفي التجارة الدنيوية لا يمكن الحصول على الربح الكبير إلا بجهد كبير ومشقة شديدة؟ والآن وضح لي الأمر، إن هذه لهي الطريق إلى الجنة».
سألنا أحد الناس فى جلسة: أنتم تزورون وتدعون أعضاء الجماعات الأخرى مثل جماعة السلفية وجماعة التبليغ، فلماذا لايزورونكم ولايدعونكم؟» فلما سمع جوابنا قال: حقاً، إن الجماعة الضعيفة لاتستطيع أن تزور وتدعو الجماعة القوية.
إن أعضاء جماعتي السلفية والتبليغ أيضاً يدعون الناس ويستمعون لحديثنا بكل احترام. وقد علم أكثرهم، وخاصة علماء جماعة السلفية أن طريقنا حق، إلا أنه استحوذ على قلوبهم الخوف ويخافون أن يقولوا كلامنا، وتنحصر دعوتهم بالصلاة والأخلاق؛ لذا يعرض الناس عن دعوتنا.
وقد دعا مرة أحد علماء السلفية الناس وقال: ليس فى مذهبنا الخروج على السلطان. فاعترض شبابنا فى الحال، ودعا ذلك العالم شبابنا إلى مناظرة على حدة، إلا أن الشباب قالوا: إن الكلام الذي قيل في الناس يجب أن يناظر فى الناس. وكان وقت الصلاة قد حان وقام الناس للصلاة. بعد الانتهاء من الصلاة لم يتفرق الناس وجلسوا صامتين. وهنا قال رجل: ألا تكون مناظرة؟ فأخذتُ عنان الكلام وأظهرت احترامي للإخوان الدعاة وخاصة لهذا العالم بعد أن حمدت الله سبحانه وتعالى وصليت على الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم). ثم بينت بالأدلة الشرعية أن هذا النظام نظام كفر، وأن الحاكم في هذا البلد ومن معه ومن حوله ظالمون وفاسقون، وأن معارضتهم واجبة، وأن العمل لإقامة الخلافة واجب أيضاً. فصمت بعد ذلك عالم السلفية ولم يقل شيئاً. فطلب منه بعض المغرضين أن يقول شيئاً ضد كلامنا. فقال ذلك العالم: هل تفهمون معنى الكلام؟ إن الكلام الذى قاله هذا الشاب حق وصحيح، ولا يجرؤ كل واحد أن يقول مثل هذا القول. ولا كلام بعد هذا الكلام، وإني أخاف الله ولا أرتكب فتنة ضد الحق. وقد أيدنا هذا العالم المخلص فى الاجتماعات الأخرى، وبعد أن قرأ منشوراتنا أعلن قناعته…».
2011-01-17