الجـيش الأردني يتحـول إلى قـوة تدخـل سـريع
2001/08/11م
المقالات
1,801 زيارة
نشرت مجلة (الحوادث) بتاريخ 08/06/2001 المقال التالي:
منذ أن آلت إليه مقاليد الحكم بعد رحيل والده عكف الملك عبد الله على تحديث وتطوير القوات المسلحة الأردنية، ورفدها بدماء جديدة. والخطوة الأولى في «الورشة» تمثلت في إحالات على التقاعد، وتبديلات، وتعيينات، تبعاً لمعادلة الرجل المناسب في الموقع المناسب، وبعيداً عن لعبة الولاءات والجاذبيات السياسية والمناطقية. فقد عيّن رئيس أركان القوات البرية، الفريق محمد ملكاوي رئيساً لهيئة الأركان المشتركة، مكان المشير عبد الحافظ مرعي الكعابنة الذي بات مستشاراً عسكرياً له. وتبعاً للمصادر السياسية، فقد اندرج القرار في إطار منهجية تجديد دماء القيادات في كل المواقع. وكان الكعابنة (62 سنة) عيّن رئيساً لهيئة الأركان عام 1993، وحظي بإشادة الملك الراحل، خلال الظروف الحرجة التي عايشها الأردن. وبموجب الدستور الأردني، يعتبر الملك قائداً أعلى للقوات المسلحة. وأجرى الملك تغييرات واسعة في قيادة الجيش، بعد شهر على توليه العرش، في آذار (مارس) 1999 وسبق له أن تولى قيادة تشكيل العمليات الخاصة، وحمل رتبة لواء قبل تتويجه ملكاً. هذه المناقلات، جددت شبكة التراتبية في الجيش، وأفسحت في المجال أمام تحولات في الدور والبنية العملانية التي باتت مشدودة إلى معادلة «التدخل السريع» الأمر الذي يفترض منظومات تسليحية ملائمة. وفي 2 تشرين الثاني (يناير) 1999 وصلت إلى ميناء العقبة، الدفعة الأولى من دبابات تشالنجر البريطانية وتواترت الدفعات حتى 288 دبابة من هذا الطراز، حلت مكان «سنثوريون» التي تملك عمان 293 دبابة منها. ووافق الملك بعد ذلك، على خطة تحديث شاملة لقواته المسلحة، تنطوي على الأولويات الآتية:
1 ـ تقليص حجم القوات المسلحة من مستواها الراهن أي من 110 آلاف إلى نحو 80 ألف جندي ويترافق ذلك مع تحديث نوعي، وتجهيز وكفاءة واحتراف عملياتي، ولوجيستي.
2 ـ استبدال الأنظمة القتالية المتقادمة، واستيعاب دروع وأسراب جوية، ودفاعات مضادة حديثة من مصادر أميركية وبريطانية تحديداً.
3 ـ تطوير منظومات الحرب الإلكترونية من إنذار ومراقبة واستطلاع واتصالات وإدارة العمليات القتالية. وهذه تشكل خطوة نوعية، تسهم في الانعطاف نحو قوة التدخل السريع.
4 ـ السعي إلى الحصول على سرب من المقاتلات الهجومية «1ـ10 ثندربولت» وهي قاذفة نفاثة مخصّصة لمهمات الدعم الميداني، ومؤازرة القوات البرية ومقاومة الدروع وتدمير الدبابات وتحمل 5 أطنان من الذخائر الهجومية، وتلقب بـ «كاسحة الدروع» واستعملها الأميركيون بكثافة ضد الدبابات العراقية عام 1991، ومن المتوقع أن يعلن البنتاغون قريباً عن تزويد الأردن بهذه الطائرات، إلى جانب منظومات تسليحية أخرى، بينها استكمال صفقة 16 طائرة «ف ـ 16 فالكون»، وصل عدد منها إلى قاعدة الأزرق، شمال عمان، ومائة دبابة من طراز «م ـ 10»، ومدفعية ذاتية الحركة، من طراز «م ـ 110» عيار 203 ملم، و20 حوامة من طراز «بل ـ 205» وحوامات نقل من طراز سيكورسي ـ 70 بلاك هوك، إضافة إلى طائرتي نقل من طراز «سي ـ 130 ـ هيركوليسي» وذخائر وأعتدة.
وفي برنامج التحديث والتطوير أيضاً مائة دبابة من طراز «م ـ 130» ومدافع الميدان من طراز «م ـ 109» عيار 155 ملم، وصواريخ مضادة للدروع، من طراز «سايد وايندر» الموجه حرارياً و«سبارو» الموجه رادارياً. وهذا ما وصفه خبراء عسكريون بـ «التحول الستراتيجي للقوات المسلحة الأردنية». وفي 10 تشرين الثاني (نوفمبر) 2000، عين الملك عبد الله اللواء سعد خير (52 عاماً) مديراً للمخابرات العامة، خلفاً للواء سميح البطيخي الذي أحيل على التقاعد .
2001-08-11