الثقة بوعد الله في النصر وأثره على حامل الدعوة
2012/09/11م
المقالات
4,407 زيارة
الثقة بوعد الله في النصر وأثره على حامل الدعوة
راية الاسلام – فلسطين
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله معز المؤمنين، الحمد لله مذل الكافرين والمنافقين، وناصر المستضعفين ولو بعد حين. والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين، سيدنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
إن المتأمل في حال البشرية في هذا الكون يرى أنها في صراع دائم بين الحق والباطل منذ أن خلق الله البشرية على هذه الأرض إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وفي كثير من الأحيان تكون الغلبة للباطل على الحق في بداية الصراع، ويشتد هذا الصراع على أهل الحق وتضيق عليهم الأرض بما رحبت حتى إذا وصلت شدة البلاء ذروتها جاء نصر الله عز وجل في وقت لا يتوقعه مسلم ولا كافر.
ففي صبيحة الثامن والعشرين من رجب سنة 1342 هجرية الموافق للثالث من آذار من سنة 1942 ميلادية حدثت الفاجعة التي حلت بأمة الإسلام ففرقت جمعها ومزقت شملها. إنها فاجعة هدم الخلافة الإسلامية على يد الكافر المستعمر مصطفى كمال. ومنذ ذلك الحين والمصائب تتوالى على أمة الإسلام: قصف ودمار وتمزيق للقرآن وانتهاك للبلاد والأعراض وحكام نواطير سلَّطهم الغرب على رقاب الأمة… فغُيِّب الإسلام وغاضت أحكامه في الأرض واستُبدلت بها أنظمة بشرية فدمرت البلاد والعباد.
ولكن الله سبحانه وتعالى أحاط الأمة بلطفه، ومَنَّ عليهم بأن خرج من بينهم ثلة واعية أبصرت طريق الحق واهتدت إليه بعد تفكير عميق مستنير، وتوصلت إلى أن سبيل الخلاص لهذه الأمة هو بالعمل لاستئناف الحياة الإسلامية في ظل دولة إسلامية من خلال حزب مبدئي طريقته هي طريقة الرسول صلى الله عليهم وسلم في حمل الدعوة؛ فكان حزب التحرير الذي أخذ على عاتقه إنهاض هذه الأمة وتوحيدها في ظل دولة إسلامية من جديد.
إلا أن حَمَلة الدعوة تكتنف طريقهم صعوبات وعقبات من شأنها أن تقعدهم عن العمل إن هم لم يعوا حقيقة عملهم ولم يوطدوا العزم منذ البداية على تحمل هذه المشاق.
ولذلك كان لزاماً أن نعود إلى سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم لتكون نوراً نهتدي به في طريق حمل الدعوة. وإن من أبرز الأمور التي تلزم حملة الدعوة وهم يسيرون قدماً لتحقيق النصر: الثقة بوعد الله في النصر وحسن التوكل عليه.
إن الثقة بوعد الله في النصر أمر ضروري جداً للمسلمين بعامة ولحامل الدعوة بشكل خاص. فحامل الدعوة يحمل ضعف ما يحمله الناس، إنه يحمل مشروعاً لإنهاض الأمة، وربما لا يجد من يعينه على حِمله هذا، بل ربما يكون أعداؤه من أقرب الناس إليه، وإن إغفال هذه النقطة -الثقة بوعد الله في النصر- خطره كبير جداً على العمل، حيث يكمن في تغليب القوى المادية على القوى الروحية، وذلك كما يحصل مع كثير من المسلمين اليوم حين يقارن القوة المادية للمسلمين بقوة الغرب وينسى قوة الله وجنده فيقعد عاجزاً عن العمل يائساً من أي تغيير لحال هذه الأمة.
ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم -هو خير قدوة وأعظم مثال- يضرب لنا مثلاً رائعاً حين كان مستضعفاً في الأرض مهدداً بالقتل، وكان صلى الله عليه وسلم قد هاجر و صاحبه أبا بكر في قصة الهجرة المشهورة وتبعتهم قريش بفرسانها، فأدركهم سراقة بن مالك المدلجي و كاد يمسك بهم، فلما رآه سيدنا أبو بكر قال: أُتينا يا رسول الله، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لا تحزن إن الله معنا، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم على سراقة فساخت يدا فرسه في الرمل، فقال سراقة: إني أراكما قد دعوتما علي، فادعوا لي، فالله لكما أن أرد عنكما الطلب، فدعا له النبي صلى الله عليه، وفي رواية أن النبي صلى عليه وسلم قال لسراقة: كيف بك إذا لبست سواري كسرى وتاجه.
الله اكبر! سوارا كسرى وتاجه، والرسول في هذه الحال من الاستضعاف والتهديد بالقتل وليس له دولة تحميه!! إن ذلك كله لهو نتيجة لما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم من ثقة عالية ويقين بوعد الله في النصر والفتح رغم أن الدولة لم تقم بعد ولم يمكَّن بعدُ للمسلمين في الأرض.
وموقف آخر في غزوة الخندق والمسلمون مستضعفون قليلون في العدد والعدة، وهم في قلق من المصير الذي ينتظرهم، وفي ترقب لما سيسفر عنه الموقف، وفي حالة من الخوف الشديد والهلع والفزع من المجهول في ظل الوضع والظرف العصيب الذي وجدوا أنفسهم فيه. وحدث خلال حفر الخندق أن أصيب المجاهدون بالتعب والعنت الشديدين، وحين وجدوا صخرة استصعبوا كسرها فاستنجدوا بالرسول صلى الله عليه وسلم فإذا به يأتي ويضرب الصخرة فتلمع شرارة فيقول صلى الله عليه وسلم: «الله أكبر، فتحت الروم» وكأني بالرسول صلى الله عليه وسلم في عز الأزمة يريد أن يبعث الأمل في الصحابة الذين نظر بعضهم إلى بعض يتساءلون: كيف ذلك ونحن لا نستطيع حتى قضاء حاجتنا من شدة الخوف ؟!! ثم يضرب الصخرة مرة ثانية ويقول «الله أكبر، فتحت فارس» ويضرب الثالثة فيكسر الصخرة.
فالرسول صلى الله عليه وسلم القائد والمعلم والقدوة نراه في عز الشدة وفي عز الأزمة يعد الصحابة بفتح بلاد فارس وبفتح بلاد الروم، ويبعث الأمل ويرفع المعنويات ويشحذ الهمم. نعم هذا هو منهج الرسول صلى الله عليه وسلم وأسلوبه في تثبيت المؤمنين، وفي تقوية إيمانهم بربهم وإيمانهم بقضيتهم وبرسالتهم، وفي حثهم على الثقة في الله عز وجل وفي وعده للصابرين المؤمنين.
إن الثقة بوعد الله في النصر تجعل حامل الدعوة صابراً على البلاء، يسلم لقضاء الله وأمره، ويثبت أمام الأعداء إذا اشتدت المعارك. فهاهم المسلمون لما رأوا الأحزاب وابتلوا وزلزلوا ورأوا مثل الحالة التي وصفت في تلك الآية: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214)). علموا أنهم منصورون، وعلموا أن ذلك هو الوعد الذي وعدهم الله إياه بآية سورة البقرة. وكانت آية البقرة نزلت قبل وقعة الأحزاب بعام، كذا روي عن ابن عباس. وأيضاً فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر المسلمين: أن الأحزاب سائرون إليكم بعد تسع أو عشر، فلما رأى المؤمنون الأحزاب وزلزلوا راجعهم الثبات الناشئ عن قوة الإيمان وقالوا: هذا ما وعدنا الله ورسوله، أي من النظر ومن الإخبار بمسير الأحزاب، وصدَّقوا وعد الله إياهم بالنصر وإخبار النبي صلى الله عليه وسلم بمسير الأحزاب، فالإشارة بهذا إلى ما شاهدوه من جيوش الأحزاب وإلى ما يتبع ذلك من الشدة والصبر عليها وكل ذلك وعد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. ثم أخبروا عن صدق الله ورسوله عليه الصلاة والسلام فيما أخبروا به وصدقوا الله فيما وعدهم من النصر حيث قالوا: (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22) ) وذلك خلافاً لقول المنافقين (مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا ).
كما أن هذه الثقة تجعل حامل الدعوة قوياً لا تفت من عضده الشدائد، ولا تلين عزيمته أمام سجون الظالمين، ولا يحبطه استهزاء المستهزئين ولا أقوال المرجفين، بل يعلم أنه بذلك يميتهم غيظاً ويشعل في قلوبهم ناراً تلظى، ومما يجعله يسارع ويضاعف من كل عمل يغيظهم قوله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ).
ولا ننسى أثراً آخر من آثار هذه الثقة على حامل الدعوة وهو لا يقل أهمية عما سبق ذكره من آثار، فهي تجعل حامل الدعوة عزيزاً بدينه لا يداهن ولا يجامل على حسابه أحداً من الناس. فهذا سعد بن معاذ رضي الله عنه كان صديقاً لأمية بن خلف، وكان أمية إذا مر بالمدينة نزل على سعد، وكان سعد إذا مر بمكة نزل على أمية، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انطلق سعد معتمراً فنزل على أمية بمكة فقال لأمية: انظر لي ساعة خلوة لعلي أن أطوف بالبيت، فخرج به قريباً من نصف النهار، فلقيهما أبو جهل فقال: يا أبا صفوان، من هذا معك؟ فقال: هذا سعد. فقال له أبو جهل: ألا أراك تطوف بمكة آمناً وقد أويتم الصباة وزعمتم أنكم تنصرونهم وتعينونهم؟! أما والله لولا أنك مع أبي صفوان ما رجعت إلى أهلك سالماً. فقال له سعد رافعاً صوته عليه: أما والله، لئن منعتني هذا لأمنعنَّك ما هو أشد عليك منه طريقك على المدينة. فقال له أمية: لا ترفع صوتك يا سعد على أبي الحكم سيد أهل الوادي، فقال سعد: دعنا عنك يا أمية، فوالله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنهم قاتلوك. قال بمكة. قال: لا أدري. ففزع لذلك أمية فزعاً شديداً، فلما رجع أمية إلى أهله قال: يا أم صفوان، ألم تري ما قال لي سعد ؟! قالت: وما قال لك؟ قال: زعم أن محمداً أخبرهم أنهم قاتلي فقلت له: بمكة ؟ قال: لا أدري. فقال أمية: والله لا أخرج من مكة. فلما كان يوم بدر استنفر أبو جهل الناس فقال: أدركوا عيركم، فكره أمية أن يخرج، فأتاه أبو جهل فقال: يا أبا صفوان، إنك متى ما يراك الناس قد تخلفت وأنت سيد أهل الوادي تخلفوا معك، فلم يزل به أبو جهل حتى قال: أما إذ غلبتني، فوالله لأشترينَّ أجود بعير بمكة. ثم قال أمية: يا أم صفوان، جهزيني فقالت له: يا أبا صفوان، وقد نسيت ما قال لك أخوك اليثربي؟ قال: لا، ما أريد أن أجوز معهم إلا قريباً. فلما خرج أمية أخذ لا ينزل منزلاً إلا عقل بعيره، فلم يزل بذلك حتى قتله الله عز وجل ببدر.
وهكذا رأينا سعد بن معاذ رضي الله عنه يظهر الاعتزاز بإسلامه، ويتحدى الكفار فيطوف بالكعبة نهاراً ولم يقم وزناً لصداقته بأمية فلم يسمع كلامه بعدم رفع صوته على أبي جهل، بل وأخبره بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتله.
وفي موقف آخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم يرويه الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي بسنده عن ثعلبة بن صغير وحكيم بن حزام أنهما قالا: لما توفي أبو طالب وخديجة-كان بينهما خمسة أيام- اجتمع على رسول الله صلى الله عليه وسلم مصيبتان ولزم بيته وأقلَّ الخروج، ونالت منه قريش ما لم تكن تنال ولا تطمع فيه، فبلغ ذلك أبا لهب فجاءه فقال: يا محمد امض لما أردت وما كنت صانعاً إذ كان أبو طالب حياً فاصنعه، لا، واللات و العزى لا يُوصَل إليك حتى أموت.
وسب ابن الغيطلة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل إليه أبو لهب فنال منه، فولّى يصيح يا معشر قريش صبأ أبو عتبة. فأقبلت قريش حتى وقفوا على أبي لهب فقال: ما فارقت دين عبد المطلب، ولكني أمنع ابن أخي أن يضام حتى يمضي لما يريد. فقالوا: لقد أحسنت وأجملت ووصلت الرحم.
فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك أياماً يأتي ويذهب لا يعرض له أحد من قريش وهابوا أبا لهب، حتى جاء عقبة بن أبي معيط وأبو جهل إلى أبي لهب فقالا له: أخبرك ابن أخيك أين مدخل أبيك؟ فقال له أبو لهب: يا محمد، أين مدخل عبد المطلب؟ قال: مع قومه. فخرج إليهم فقال: قد سألته فقال: مع قومه، فقالا: يزعم أنه في النار.
فقال: يا محمد،أيدخل عبد المطلب النار؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ومن مات على مات عليه عبد المطلب دخل النار، فقال أبو لهب – لعنه الله- والله لا برحت لك إلا عدواً وأنت تزعم أن عبد المطلب في النار، واشتد عند ذلك أبو لهب وسائر قريش عليه.
ولقد كان موقفاً عظيماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن حافظ على كمال دينه وصفاء دعوته، مع ما كلفه ذلك من خسارة أقوى نصير له كان قد استعد لحمايته بدلاً من عمه أبي طالب، في الوقت الذي كان أحوج ما يكون فيه إلى النصرة.
نعم، هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهكذا كان صحابته، واثقين بوعد الله ونصره، متوكلين عليه، ولم تلن لهم قناة في سبيل حمل الدعوة وإعزاز دين الله في الأرض؛ فاستحقوا نصر الله وتمكينه.
وإننا لو نظرنا إلى المسلمين اليوم، لوجدنا أن ذلك الطراز الرفيع من البشر لم يقتصر على زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته، بل وجد في زماننا طراز رفيع مثله يضحي لأجل الإسلام ويثق بأن الله ناصره ولو بعد حين. فها هم أهلنا في سوريا رغم ألم الجراح، فإن ثورتهم تنطق بالعزة، فمن تحت الركام ووسط أصوات القصف والدمار تصدح أصواتهم بالتكبير يناطح السحاب. وكلما ازداد قمع النظام لهم ظناً منه أنه سيرهبهم ويسكت صوتهم، ازدادت شعلة ثورتهم، وازدادوا إصراراً على خلع النظام واقتلاعه من جذوره، ولا عجب أن تجد الواحد منهم يقهر ألفاً من شبيحة الأسد ولو تسلحوا بكل أسلحة الأرض؛ لأن معه قوة لا تقهر، إنها قوة الله الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء. فإذا كان الله معك فمن عليك؟! وإذا كان الله عليك فمن معك؟!
ولا عجب أن تجد الأم فيهم تخاطب ابنتها وهي تطلب منها الرحيل من الشام خوفاً على حياتها، فترد الأم قائلة: (يا إما بتحكي مثل العالم والناس، أو بسكر الخط بوجهك) .
نعم، لا عجب من ذلك، فإن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها على الشام. فطوبى للشام، وطوبى لمن ثبت على الحق من أهل الشام.
أيها المسلمون: إننا اليوم بحاجة إلى أن نملأ نفوسنا بهذه الثقة، بحاجة إلى نفوس كلها ثقة بوعد الله ونصره، وبحاجة كذلك إلى عمل صادق يقويه الإيمان والثقة بنصر الله، حتى إذا ما أكرمنا الله بقيام دولة الخلافة في زماننا تهللنا فرحاً واستبشرنا بأنْ مَدَّ الله في أعمارنا حتى تكحلت أعيننا برؤية الوعد قد أنجزه الله لنا، وإن لم تكتب لنا بقية حياة لنعيش عز دولة الخلافة، نكون قد أبرأنا ذمتنا عند الله عز وجل حينما نقف بين يديه؛ ليسألنا في ذلك المشهد العظيم: ماذا أعددنا للإسلام؟
إننا اليوم على موعد من الله سبحانه وبشرى من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الإسلام سيعم أرجاء الأرض، وتعود دولة الخلافة لتحكم العالم من جديد، وتنطلق الجيوش لتفتح البلدان ولتنشر فيها عدل الإسلام… إننا اليوم على موعد بفتح رومية التي بشر بها الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه حين سئل فقال: «أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلًا قُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلًا يَعْنِي قُسْطَنْطِينِيَّةَ» .
فبشراكم يا أهل الشام،بشراكم أيها العاملون لإعزاز دين الله في كل مكان، وعدكم ربكم ولن يخلفكم وعدكم، فوالله لن يضيعكم الله أبداً، فقد بعتم أنفسكم رخيصة في سبيل الله ورسوله، فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم.
اللهم يا حنان يا منان، يا ذا الطول والإنعام، يا ناصر المستضعفين ويا ولي المؤمنين، اللهم انصر عبادك المستضعفين في الشام وكل مكان، اللهم كما مكنت لنبيك وحبيبك محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه مكَّن لنا في الأرض يا رب العالمين، اللهم اجعلنا ممن يحملون دعوتك بإخلاص، وأكرمنا ببيعة لأمير المؤمنين قريباً عاجلاً غير آجل يا رب العالمين، واغفر لنا وللمسلمين أجمعين، لا إ له إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
2012-09-11