كلمات في حق الشيخ أبي الحسن الناطق الرسمي باسم حزب التحرير – ولاية السودان
2004/03/10م
المقالات
1,787 زيارة
كلمات في حق الشيخ أبي الحسن
الناطق الرسمي باسم حزب التحرير – ولاية السودان
محمد كامل عبد الرحمن
جمعتني بالراحل الشيخ أبو الحسن علي سعيد الناطق الرسمي باسم حزب التحرير – ولاية السودان، علاقة إخاء في اللَّه لم تنقطع أبداً، كنت أزوره في مكتبه كلما سنحت الفرصة، وكانت تصلني خطاباته وبيانات حزب التحرير في مكتبي بصفة راتبة، هذا عدا اللقاءات الاجتماعية التي تجمعنا بين الفينة والأخرى.
لقد كان الفقيد شعلة من النشاط الإسلامي الهادف، وكان داعية في كل أفعاله وأقواله، ولعل قوة شخصيته ووفرة علومه وسماحته وبشاشته الدائمة هي التي ربطت الكثيرين به، الشباب الذين التفوا من حوله من أعضاء حزب التحرير وأولئك الصحفيين الغيورين على الإسلام الذين يكنون له الاحترام والتقدير.
لقد أحزننا رحيله المفاجئ، فقد كان بحق أملاً يرتجى، وعالماً ربانياً شديد الغيرة على الإسلام، لم يترك أمراً للَّه فيه مقال إلا وعكف على إصدار بيان للناس ممهوراً باسم حزب التحرير، خاصة في أيامه الأخيرة. فحسبما أفاد بعض الأخوة كان الفقيد بصدد إصدار بيان بخصوص مناسبة الاستقلال صبيحة اليوم الذي توفي فيه، وقد شرع فيه بالفعل، إلا أن المنية لم تمهله ولعل من لطائف الأقدار أن بعض الأخوة قاموا بإكمال صياغة البيان وطباعته ونشره إتماماً لرغبته.
إن رحيل عالم من علماء الأمة، في مكانة الشيخ أبي الحسن، يعتبر فقداً كبيراً، في وقت تتزايد فيه أصوات التخذيل وفتاوى الذلة والصغار، في وقت تمر فيه الأمة الإسلامية بأحلك فترات تاريخها، حيث كثر الاستهداف، وحوصر الإسلام حتى من أقوام يعتبرون من بني جلدته، وقلت مساحات الكلمات الحرة، وتراجعت أمام التنازلات المهينة في حق المسلمين. إن موت عالم حبر لا يخشى في اللَّه لومة لائم يوازي موت أمة، إن لم يتداركها اللَّه بالأخيار الذين يسلكون ذات الدرب.
إن حزب التحرير ولاية السودان ينادي بعودة الخلافة الراشدة إلى ديار المسلمين. وهي دعوة طيبة لا ينبغي إهمالها أو استصعاب تحققها. لن يصلح حال هذه الأمة إلا بما صلح به أولها. حينما أنارت الخلافة الراشدة بقاع العالم بنور الإسلام، وانتشرت الدعوة الإسلامية وسط كل شعوب العالم، وعاش المسلمون قروناً من المجد والفخار، لم يندثر مجدهم إلا بعد تراجعهم عن نصرة الدين، وموالاتهم الكافرين ، فماتت النخوة في قلوبهم، وسلط اللَّه عليهم أعداءهم.
هذه هي حال المسلمين اليوم مستضعفين مقهورين في كل مساحاتهم، ومفرقين متفرقين تحدهم حدود وهمية صنعها الاستعمار للحد من وحدتهم، و لا مخرج من ورطتهم، التي هم عليها، إلا بإقامة الخلافة الراشدة، والاتحاد مجدداً يداً واحدة على من سواهم. حينها يدرك أعداء الإسلام والمسلمين عظمة هذه الأمة، وتزول حالة الهوان الراهنة، وننتصر للمستضعفين من الرجال والنساء والولدان في فلسطين، والعراق، وأفغانستان، والشيشان، وكل بقاع العالم.
إن الواجب يحتم علينا نصرة أولئك الشباب الذين يتشوقون إلى زمن يستعيد فيه المسلمون عزتهم، هذا إن لم ننضوِ تحت لوائهم. دعونا نشدّ على أيديهم إن لم يسكن قلوبنا برد اليقين الذي يغمرهم. وواللَّه إنه لحق وسوف ترفرف رايات الإسلام مجدداً في مشارق الأرض ومغاربها، بما فيها الولايات المتحدة الأميركية، سيدة الشر العالمي نفسها، بنص البشريات الموجودة عندنا في الكتاب والأثر.
ولعل في ذعر قوى الشر العالمي من أولئك الدعاة والشباب دليلاً واضحاً على تمتعهم بقوة خارقة. إنها قوة الحق في مقابل خوار الباطل. إنه برد اليقين الذي سكن قلوب قوم مسلمين حينما أدركوا أن ما يحدث للمسلمين اليوم هو بلاء عظيم، لا يرفع إلا بالرجوع إلى المحجة البيضاء، والعزم على منازلة الأعداء، والانتصار للحق.
اللهم ارحم علياً وتقبله عندك في الصالحين ولا تفتنّا بعده ولا تحرمنا أجره واربط على قلوب شباب المسلمين بالصبر لمجابهة الشدائد .
2004-03-10