حملة يهودية لتشويه القرآن الكريم
2004/06/30م
المقالات
2,086 زيارة
حملة يهودية لتشويه القرآن الكريم
منذ 11 أيلول 2001 تقوم حملة أميركية – غربية – عالمية ضد الإسلام والمسلمين. وفي وقت ينشغل العالم والإعلام بالجوانب العسكرية، والأمنية، والسياسية، والاقتصادية، إلا أن هناك جوانب أخرى تربوية، وثقافية، واجتماعية، لا يتم التطرق إليها، مع أنها لا تقل خطورة عن غيرها. وهذه المقالة منقولة بتصرف عن جريدة الحياة في ملحقها الأسبوعي العدد 639 تاريخ 26/4/2004:
وتهدف هذه الحملة إلى تشويه صورة الإسلام والمسلمين، وتكريس قناعة لدى الرأي العام الدولي، بأن هناك جذوراً عميقة في نفوس المسلمين، يعود أصلها إلى الدين الإسلامي والقرآن الكريم، أي ما معناه أن كل المسلمين هم (مشروع إرهاب) وأنه يجب القضاء على الإسلام. ومن هذا المنطلق أصدرت مجموعة يهودية أميركية كتاب (الفرقان الحق) الذي تسعى من خلاله إلى تشويه القرآن الكريم، بكتابته بطريقة لغوية تشبه بعض الصياغات في القرآن الكريم، أصدرته باللغتين العربية والإنكليزية، وقالت إنها توجهه إلى العالم العربي والإسلامي.
لقد حاولت هذه المجموعة استغلال الأوضاع التي تعيشها المناطق الفلسطينية، في هذه الفترة التي يعمل فيها اليهود بيد طليقة، في محاربة المسلمين في فلسطين، تحت مظلة محاربة التنظيمات الإرهابية، فعرضت مبالغ طائلة لنشر كتابها في صحيفة فلسطينية إلكترونية تدعى (دنيا الوطن) ففشلت، ثم طرقوا الأبواب لبيع الكتاب دون أن يتجرأوا على توزيعه على المكتبات.
وتلتقي هذه المجموعة الأميركية اليهودية مع جمعية يد لاحيم (يد للأخوة) في العمل لتشويه القرآن، والمساس بالإسلام. فهذه الجمعية تعمل منذ خمسين عاماً في فلسطين، بهدف تعميق اليهودية بين الشابات والشبان اليهود، لمنع اندماجهم بالمسلمين، فاختارت بداية أسلوب الترجمة الخاطئة للقرآن، عن طريق نشر مادة في موقعها الإلكتروني حول تفسيرات القرآن، ثم نشرت إعلانات في الصحف العبرية تدعو الشباب اليهود للاطلاع على هذه المادة، ومعرفة (القرآن الجديد) من خلال الاتصال بواسطة هاتف مجاني مع رئيس الجمعية ويدعى الراب ليفشتس، ثم أصدرت كتاباً يحمل تفسيرات لما أسموه بـ(القرآن الجديد)، ثم وزعت شريط فيديو يبدأ بزواج بين امرأة يهودية ورجل مسلم، وبعد فترة قصيرة يبدأ الزوج بضرب زوجته والإساءة إليها، فيتحول هذا الشريط المصور إلى مادة تحريضية على الإسلام والمسلمين، وجل هدفهم القول إن هذا التعامل هو حسب القرآن الكريم. وقد صورت هذه الجمعية في كتابها أن القرآن الكريم يتعامل مع المرأة كبهيم، وأن الإسلام يتعامل مع المرأة كتعامله مع قطعة أثاث في البيت، وأنه يدعو الرجل إلى ضربها والاعتداء عليها حتى يربيها، وأن القرآن الكريم يرى أن المتعة الجنسية محصورة بالرجل فقط، وأن المسلم يمكنه إلزام زوجته على الجماع بالقوة.
وترى هذه الجمعية أن التوزيع الواسع للمواد التحريضية قد يعرقل أهدافها، لذا تعمل على ترويجها بين اليهود والمتدينين بالأساس، وبشكل سري. فهي تسعى في الخفاء، إلى تربية الشباب اليهود على كراهية المسلم، عن طريق رسم صورة وحشية له.
ويرى الشيخ عكرمة صبري، مفتي القدس والأراضي المقدسة، أنه (في ظل الظروف الراهنة، وتغلغل اليمين المتطرف في (إسرائيل) ومحاربة الفلسطينيين من جهة، والحملة العالمية على الإسلام، فليس غريباً أن تقوم هذه الجمعية، وغيرها من الجمعيات، بسلسلة نشاطات تحريضية على الإسلام ومحاربته) ويضيف: (لكن أحداً لم يستطع ولن يستطيع تغيير القرآن) وعبّر عن استغرابه للصمت الذي تلقاه مثل هذه المحاولات.
أما كتاب (الفرقان الحق) فهو مؤلف من 368 صفحة من القطع المتوسط، وصدر عن جهة من ولاية تكساس الأميركية، ووصل حديثاً إلى (إسرائيل). والكتاب موجه إلى العالم الإسلامي عامة، كما جاء في المقدمة، وفي البداية يستخدمون كلمات تبدو في ظاهرها بريئة وقريبة من المنطق الديني والإنساني، مثل (يوجد في أعماق النفس البشرية أشواق للإيمان الخالص، والسلام الداخلي، والحرية الروحية، والحياة الأبدية. وإننا نثق بالإله الواحد الأوحد، بأن القراء والمستمعين سيجدون الطريق لتلك الأشواق من خلال الفرقان الحق. إن خالق البشرية يقدم هذه البركات السماوية لكل إنسان بحاجة إلى النور، من دون تمييز لعنصره، أو لونه، أو جنسه، أو لغته، أو أصله، أو أمته أو دينه. فالله يهتم كثيراً بكل نفس على هذا الكوكب) لكنهم بعد ذلك ينشرون ما يسمونه 77 (سورة) جاء معظمها تحت العنوان نفسه المذكور في سور القرآن الكريم، لكن مضمونها مختلف تماماً. وتم اختيار (سور) أخرى، بعناوين جديدة، تتطرق إلى مواضيع، هي بالأساس موضوع التحريض على الإسلام.
في بداية الكتاب جاءت (سورة الفاتحة) لكنها مشوهة، وليست كما جاءت في القرآن الكريم. ويواصل معدو الكتاب بسور أخرى ليصلوا إلى سورة الروح، وهي السورة العاشرة في الكتاب. هذه السورة تكشف بشكل واضح نيات هذا الكتاب، بالأهداف التي ابتغاها معدّوه. ففيها يتطرقون إلى (الشهادة) ويعكس مضمونها هدف المجموعة من ترويج هذا الكتاب، هذه الأيام، في فلسطين، حيث العمليات الاستشهادية التي يُنفذها المسلمون هناك، من خلال إ ظهار، وكأن من يستشهد لا يقوم بعمل وطني أو ديني، وإنما لرغبته الجنسية. وتقول السور المشوهة، والتي لا علاقة لها بالقرآن: (يا أيها الذين ضلوا من عبادنا، إذا سئل أحدكم عن الروح قال: الروح من أمر ربي، فما أوتيتم من العلم كثيراً أو قليلاً، وما سألتم أهل الذكر، الذين بشروا بالروح، قبل جاهلية ملتكم بمئات السنين. وإذا استشهدتم في سبيل جنة الزنى، فقد نعم كفرة الروح قبلكم بجنة تجري من تحتها الأنهار، يلبسون فيها ثياباً خضراً وحمراً، متقابلين، ومتكئين، على الأرائك يطوف عليهم ولدان، ونساء، بخمور، ولحم طير، وما يشتهون، وهم الكافرون، وبزت جنتهم جنتكم التي استشهدتم في سبيلها فرحين طمعاً بما وعدتم به زني وفجور).
هذا وتدعي الأجهزة الإسرائيلية أن رغبة الاستشهاديين بلقاء سبعين حورية في الجنة، هي الدافع الأساسي لإقبالهم على تفجير أنفسهم والاستشهاد.
وتنقل وسائل الإعلام الإسرائيلية اقتباسات على ألسنة شبان فلسطينيين، كانوا في طريقهم لتنفيذ عمليات فاعتقلوا أو أصيبوا، من دون نشر صورهم، أو اسمهم، أن قادتهم أقنعوهم أن الشهادة واجب، وأن كل استشهادي يصعد فوراً إلى الجنة، وهناك يلتقي سبعين حورية جميلة ويعيش حياة جميلة ممتعة.
ووصل الحد بالإسرائيليين إلى حد تحويل الموضوع إلى نكات، فقالت امرأة إسرائيلية إن شاباً فلسطينياً متديناً، اقتنع من خلال الدين بأنه إذا ستشهد سيلتقي سبعين حورية جميلة في الجنة، ومن حوله الزهور والطعام وحياة المتعة، ووافق على تنفيذ العملية، لكن المواد انفجرت في الطريق، فأصيب إصابات بالغة، وفقد وعيه لمدة شهر، ولما أفاق وجد نفسه على سرير أبيض في المستشفى، وحوله الممرضات بثيابهن البيضاء، فحسب أنه في الجنة، وحوله الحوريات. عندها راح يصرخ مبتهجاً الله أكبر، الله أكبر، ما تمنيته من الشهادة أحققه اليوم، سبعون حورية من حولي.
هؤلاء هم اليهود دائماً: كفر، ومكر، وخبث، وكذب، وحقد، وعداء مستحكم، لله، ولكتابه، ولرسوله، وللمؤمنين الصادقين
2004-06-30