الأصوليات الجديدات في الغرب حلم الخلافة يراودهن
2004/09/10م
المقالات
1,677 زيارة
الأصوليات الجديدات في الغرب حلم الخلافة يراودهن
نشرت جريدة الشرق الأوسط، في أواسط حزيران الماضي، مقالاً حول أن نشاط بعض الحركات والتنظيمات الإسلامية،في الشارع البريطاني، ليس موجهاً فقط لتجنيد عناصر من الشبان البريطانيين، وإنما أيضاً بريطانيات يدرسن في الجامعات، أو يعملن طبيبات، ومهندسات، ومعلمات… وكلهن نطقن بالشهادة، وانضممن إلى حركات إسلامية تثير نشاطاتها ضجةً، وأحياناً انتقادات في بريطانيا.وجاء في المقال:
يقول قيادي في حركة أصولية في بريطانيا «إن الغربيات يدخلن الإسلام بعقولهن، وليس بالعاطفة فقط». ويضيف: «إن الهداية ليست حكراً على بشر»، قبل أن يستشهد بالآية القرآنية: ﴿إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾[القصص 56]. ويتابع قائلاً: «الإسلام مادة فطرية سهلة، ليس فيها تعقيدات، ولذلك يجد الإنسان نفسه في الإسلام؛ لأنه ليس فيه كهنوت وألغاز وتعقيدات». ويتحدث أبناء التيار الإسلامي عن الكثير من البريطانيات، اللواتي اعتنقن الإسلام عن طريق الزواج، أو الصداقة، أو الاطلاع. وكانت وسائل إعلام بريطانية قدرت عدد البريطانيات، اللواتي اعتنقن الإسلام عن طريق الزواج، أو الدراسة، بحوالي 77 ألف امرأة. وذكرت تقارير بريطانية أن أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001 دفعت فئات كبيرة من الشعب البريطاني إلى الاهتمام بالإسلام، والتعرف على قيمه وتقاليده.
وطبقاً لتقديرات مستقلة، فإن عدد المسلمين في بريطانيا يزيد عن 1.5 مليون مسلم، منهم 350 ألفاً من المنطقة العربية وأفريقيا، و160 ألفاً من الهند، و200 ألف من بنغلاديش، و180 ألفاً من ماليزيا ونيجيريا، و610 آلاف من باكستان. وقد جاءت شهادة بعض المسلمات الجدد، اللواتي أصبحن ناشطات، في الدعوة إلى الإسلام، وإلى إقامة الدولة الإسلامية، على النحو التالي:
هاديا.. عائلتها نبذتها بعد نطقها بالشهادتين@
تقول هاديا@ مسيح، 26 سنة، إن عائلتها الهندوسية «نبذتها» بعد نطقها بالشهادتين. وهي حاصلة على بكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة بريطانية، وهي الآن أم لطفلين وربة منزل. لكنها تقول إنها لا تأسف على الفترة التي عاشتها من تاريخ حياتها، كهندوسية، قبل أن تنطق بالشهادة. وتقول أيضاً: «كنا كثيراً ما نتناقش حول الدين عندما نلتقي، لكنني كنت أشعر بالارتباك عند انتهاء المناقشة. كان لدي شعور بأن الدين الذي أعتنقه لا يتضمن إجابات على تساؤلاتي: كيف نعرف أن الإله موجود؟ وما هو الدليل على ذلك؟ وكيف أعرف أن ديانتي الهندوسية هي الصحيحة؟ وما هو الدليل على ذلك؟». وتضيف: «توصلت بسرعة إلى نتيجة مفادها أن لا دليل لدى أي دين. ناقشت تلك النتيجة مع بعض الأصدقاء المسلمين، لكنهم اختلفوا معي تماماً. كنت أتمسك بإصرار بأن يشرحوا لي وجهات نظرهم. كيف يقدم الشخص دليلاً على دينه؟ فإذا كان هناك دليل بالتأكيد، فإن العالم كله سيصبح مسلماً. لم أكن أدرك أن الإجابة التي سأتلقاها ستغير حياتي إلى الأبد». وتقول: «إن الإجابة تتناول ثلاثة مواضيع هي: الدليل على وجود خالق، والحاجة إلى رسول، والدليل على أن القرآن أنزل من الخالق. إثبات وجود الخالق يعتبر بمثابة ملاحظة عميقة للإنسان، وتأمُّلٍ في ما حوله. أما فكرة أن هذا العالم جاء من العدم، فقد كانت بالنسبة لي جديرة بالسخرية، كما أن تعقيدات الحياة المذهلة أبعد من أن تكون جاءت عن طريق الخطأ. لذا فإن إثبات وجود الخالق كان أمراً سهلاً نسبياً». وتوضح: «إن القرآن معجزة لغوية لا تضاهيها معجزة حتى يومنا هذا؛ لأنه لم يصدر عن بشر. أطلعني أحد الأصدقاء على الآية التالية من المصحف»: ﴿وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ فَإِنْ لَمْ@وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ﴾ [البقرة]. وتقول: «أصبت بالصدمة عندما قرأت هذه الآية، وشعرت وكأن الله يوجه هذا الحديث إلي وحدي. شعرت بالحاجة إلى معرفة المزيد، وكنت كلما أقرأ حول الإسلام أزداد قناعة. أدركت على سبيل المثال أن الإسلام لا يقتصر فقط على الصلاة، والذهاب إلى المسجد، وإنما هو طريقة حياة. الإسلام يدخل في كل تفاصيل وظروف حياة الإنسان، في القضايا المتعلقة بالقانون، والمجتمع، والسياسة. هذا الجانب من الإسلام هو أكثر ما أثار دهشتي؛ لأنني كنت أشعر بأن هذه الجوانب في الحياة هي التي تعاني من الخلل والعيوب». وتواصل: «أسرتي متمسكة بقوة بالديانة الهندوسية؛ ولم يعجبها بالطبع اعتناقي للإسلام. تعرضت للابتزاز العاطفي من جانب والدي، ووالدتي، وأقربائي من ناحيتي الأم والأب، وأصدقاء أسرة جدتي. كانوا يأتون إلي حيث أسكن في الجامعة، ويهددونني، وحذروني من أنني إذا لم أكف عن ما أفعله، فإنهم لن يسمحوا لي بالاقتراب من أي من أفراد الأسرة». وتستطرد قائلة: «لقد نبذتني الأسرة، ولم أتمكن من رؤية أي من أفراد أسرتي، منذ اليوم الذي اعتنقت فيه الإسلام، قبل سبع سنوات. إلا أن والدتي ووالدي وشقيقي قبلوا في نهاية الأمر اعتناقي للإسلام، فهؤلاء هم الأكثر أهمية بالنسبة لي، وسأسعى إلى إقناعهم باعتناق الإسلام». وتؤكد قائلة: «ليس ثمة شك في أن حياتي تغيرت تماماً بعد اعتناقي الإسلام، تغيرت بالطبع إلى الأفضل. فالإسلام يعلم الشخص كيف يعيش حياته، دون أن يصاب بالارتباك والتشويش. فأنا الآن أحتكم إلى الشريعة كمرشد لي في الحياة، ومفتاح للنجاح في الحياة الآخرة. أنا الآن أم لطفلين، ويمكنني القول إن حياتي تخضع للالتزامات التي يمليها علي دوري كأم، فضلاً عن الالتزام المتمثل في السعي للحصول على المعرفة، ». وتقول: «المسلمون اليوم في حاجةrونشرها، ونشر الإسلام الذي جاء به النبي محمد إلى خليفة يقودهم إلى النصر، وإزالة الظلم عن العالم. هذا ما يشغل حياتي الآن، وأعمل مع حزب التحرير كوسيلة لتحقيق التزاماتي. حزب التحرير يساعدني على السعي للمعرفة، وأعضاؤه ينشطون في نشر المعرفة من خلال الخطب، والندوات، والمؤتمرات، وهم يعملون لتهيئة الأرضية اللازمة لإقامة الدولة الإسلامية. الحلم قد يطول، لكني على قناعة أنه سيتحقق يوماً ما».
أم رشيد كانت معجبة بحياة أسرة مسلمة
أم رشيد تبلغ من العمر 32 عاماً، وهي ربة منزل، وتعيل ثلاثة أطفال، وحاصلة على بكالوريوس من كلية المعلمين. وتقول إنها عملت مدرسة، وهي اليوم تؤمن بأفكار «حركة المهاجرين» التي يتزعمها الإسلامي السوري عمر بكري. وتقول أم رشيد إنها عندما نطقت بالشهادة، عام 1995، كانت تعرف القليل عن الإسلام، لكنها كانت معجبة إلى حد بعيد بطريقة حياة أسرة مسلمة من أصدقائها. تقول أم رشيد: «وجدت في الإسلام شيئاً يمنحني الانتماء، والإحساس بالهدف، وإن الأمور تسير على طبيعتها، وفي الطريق الصحيح. ويمكنني القول إن الحضارة التي نشأت فيها كانت دائماً تثير تساؤلاتي، فهي فارغة، وتثير الشكوك، لا سيما في طريقة تعبيرها عن الفنون». وتوضح: «كل ذلك ناتج عن عدم فهم الغرض من الحياة. أما الإسلام فيمنح المرأة طريقاً خالياً من العقبات. الردّ المنطقي هو أن المسلم يعرف لماذا هو موجود على هذه الأرض، وكيف يجب أن يتصرف في حياته». وتقول أم رشيد إن عائلتها لم تسبب لها أي مشكلة بسبب اعتناقها للإسلام.
وعن كيفية إيمانها بأفكار الحركة الأصولية، تقول أم رشيد إنها دعت الله أن يزيد من علمها وفهمها للدين الجديد، وعن طريق أخت كانت تلبي نهمها للجديد من الكتب الإسلامية، أصبح فهمها يزداد، يوماً بعد يوم، عن أفكار تطبيق الشريعة، وما يحتاجه المسلمون في الغرب. وتقول إنها تقترب من الإسلام أكثر، كلما تستمع إلى أشرطة عمر بكري زعيم حركة «المهاجرون» التي تتبادلها مع زميلاتها في الحركة الأصولية.
آن حنا: طبيبة نفسانية تحولت من الأرثوذكسية اليونانية إلى الإسلام
آن حنا: إنجليزية تبلغ من العمر، 30 عاماً، تعيل طفلاً واحداً، وتقترب من الانتهاء من رسالتها للدكتوراه في علم النفس. كانت تؤمن بالمسيحية الأرثوذكسية قبل اعتناقها الإسلام. وتقول عن أسباب اعتناقها الإسلام: «لجأت إلى الدين الحنيف؛ لأنني كنت على قناعة تامة بصدقه. وجدت صعوبة في اتخاذ هذا القرار، بسبب خلفيتي، وتديني بمذهب الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية. كنت أعلم أن الإسلام هو الحقيقة الواضحة على المدى الطويل».
لكنها رغم ذلك كانت خائفة من الاعتراف بالإسلام أمام عائلتها. وعندما نطقت بالشهادتين، تقول إن حياتها تغيرت تغيراً شاملاً، «وبسبب تعرضي لكثير من المضايقات في الفترة الأخيرة، فقد ساعدني الإسلام على الصبر، ولو كنت غير مسلمة، عند مواجهتي هذه المضايقات، لكنت انتحرت».
وعن أسباب انضمامها إلى حركة «المهاجرون» الأصولية تقول آن، إن الحركة ساعدتها على تقوية إسلامها، وتنفيذ واجباتها تجاه الدين. وتقول: «إنها كامرأة مسلمة تريد مساعدة العالم لنشر الإسلام، ليس فقط في حياتنا الفردية، ولكن في مجتمعنا بأكمله».
إيمان تسعى لنشر أفكار «الدعوة» بين بنات جنسها
إيمان أمين، 27 سنة، بريطانية، اعتنقت الإسلام قبل خمس سنوات، عندما كانت تدرس في الجامعة، قبل أن تحصل على بكالوريوس الهندسة الميكانيكية. تركت إيمان مهنة العمل الميكانيكي، بعد أن تزوجت وأنجبت طفلين، وهي اليوم متفرغة لخدمة زوجها، وتعلّم العلوم الإسلامية، والفقه، والشريعة، لتصبح داعية في محيط عائلتها وأقربائها. وتقول إيمان أمين، العضو في حزب التحرير الإسلامي في بريطانيا: «سبحان الله، لا أصدق أني مسلمة منذ خمس سنوات. لقد مرت الأيام بسرعة بالغة. إنها بركة من الله أن هداني إلى الطريق القويم. لقد حدث انقلاب في حياتي، لكنني لا أعرف تحديداً الشرارة التي قلبت حياتي رأساً على عقب، ونقلتني من شرور الضلال إلى طريق الهداية والنور». وتقول أن عائلتها التايلاندية الأصل جاءت إلى بريطانيا في بداية التسعينات، حيث عمل والداها، بجد ونشاط، كأي مهاجرين يسعيان إلى توفير حياة كريمة لأولادهما، لكنها كانت حتى بعد دخولها الجامعة تشعر بفراغ روحي. وتقول إنها في الجامعة وجدت نفسها أمام الإسلام بدون «رتوش»، أو مجاملات. وتقول إنها «شاهدت آثار الدين الجديد على وجوه زميلاتها المحجبات والمنقبات، وفي طريقة تعاملهن البسيطة الخالية من الغلو، والتكلف».
وتضيف أنها قبل أن تتخرج من الجامعة، كانت تفكر كثيراً في تحقيق ذاتها، مثل الحصول على الزوج، والسيارة، ومسكن الزوجية، لكنها لم تفكر أبداً في الحياة الآخرة، وما ينتظرها من نعيم أو عذاب في الدار الآخرة. وتقول: «كنت أسأل نفسي كيف يتسنى لي أن أعرف أن الإسلام هو الدين الحق الذي ارتضاه الله لعباده؟ ولكن الله كان ينير لي الطريق، من أبواب واسعة، حتى نطقت بالشهادة: شهادة أن لا إله إلا الله، محمد نبي ورسول الله إلى العالمين».وتعتبر إيمان أن اعتناقها الإسلام مرّ بمراحل دراسة وبحث، قرأت فيها العديد من الكتب الفلسفية والدينية، خلال المرحلة الجامعية. وتضيف أن بعض زميلاتها المسلمات في الجامعة لم يكنّ يستطعن الإجابة على الكثير من أسئلتها الحائرة عن الدين الجديد، حتى التقت بعض عضوات حزب التحرير الإسلامي، اللاتي استطعن أن يقدمن لها الدواء الشافي في صورة كتب حزبية، تتحدث بالإنجليزية، عن القرآن، والسنة، والتكاتف الإسلامي، وحلم تحقيق الخلافة الإسلامية التي أُسقطت عام 1924. وتقول إنها مع عضوات حزب التحرير، شعرت أن «العالم الدنيوي الذي نعيش فيه أشبه بمحطة قصيرة، ويجب أن نستثمرها في العبادات بصورة أفضل. كلما قرأت أكثر في الكتب الإسلامية، كنت أراجع الكثير من حساباتي، بعد أن تفتحت عيناي على واقع المسلمين المضطهدين في أماكن كثيرة من العالم».
وتقول إنها تقدمت في فهم الإسلام بشكل أكمل، وكانت تضع نصب عينيها الآية القرآنية الكريمة: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُون﴾َ] آل عمران[. وتقول إيمان، العضو الآن في حزب التحرير، إن عليها واجب نشر الدعوة بين بنات جنسها، من خلال تعريفهن بأفكار الحزب، التي تعرفت عليها في كتب مثل «التكتل الحزبي» و«نظام الإسلام». وشاركت إيمان، الأسبوع الماضي، في مظاهرة أمام السفارة الأميركية في لندن، احتجاجاً على انتهاك حقوق السجينات في العراق، ورفعت شعارات تقول: «لن نقف صامتين أمام إذلال المسلمين في العالم، وخصوصاً إهانة أخواتنا وإخواننا في العراق». وتقول الناشطة الإسلامية الشابة التي عاشت وتربت في الغرب: «الحرية لم تجلب إلا التعاسة والشقاء لمن رأى وشاهد مرارة ثمار هذه الثقافة. ليس من الغريب إذاً أن نتجنب الطريقة العلمانية في الحياة، ونعتقد، وبكل اقتناع، أن هوية المرأة المسلمة هي الهوية التي حددها الإسلام، ولا تعنينا وتطرشنا الأكاذيب التي تشاع ضد الإسلام وطريقته في معاملة المرأة؛ لأن الإسلام وحده هو الذي حافظ على عزة وشرف المرأة، وأعطاها الحماية والمنزلة التي تستحقها».
عليّة تعرفت على طَعم الإسلام في أندونيسيا
عليّة رفيق، 24 سنة، تقول إن الإسلام أثر فيها كثيراً خلال زيارة عابرة إلى أندونيسيا مع والديها، عندما كانت في الثامنة عشرة من العمر. وتضيف أن دخولها الإسلام عبارة عن قصة طويلة، لكن البداية كانت في أندونيسيا، حيث كانت تنقلاتها مع أفراد العائلة تتم تحت حراسة مشددة، خوفاً من اختطافها من قبل أصوليين متشددين في الأرخبيل. وتشير إلى أن تلك الأجواء أزالت الغشاوة، ولأول مرة، عن عينيها، إذ بدأت تفكر في الوجه الآخر للإسلام، الذي يدعو إلى التسامح، والمحبة، والرحمة، ويحمل رسالة هداية إلى جميع الأمم. وتقول إنها رأت الحجاب أول مرة في أندونيسيا، ترتديه مسلمات بفخر واعتزاز. تعرفت هناك على أذان المساجد، الذي كان يضايقها في البداية. وبعد أن عادت إلى بريطانيا في سبتمبر (أيلول)، أصبح همها الأكبر قراءة أكبر عدد من الكتب عن الإسلام، ومناقشة الكثير من الآراء مع زميلاتها المسلمات، وفي منتصف فبراير (شباط) كانت قد نطقت بالشهادتين. وتقول إن حياتها تغيرت كلياً بعد دخولها الإسلام، إذ إن طعامها، وملبسها، وشرابها، كله تغير، وصار يتماشى مع القرآن والسنة. وتقول إنها بدأت تقتنع بأفكار حزب التحرير بعد لقاءات مع أعضاء في الحزب، وجدتهن يترجمن تلك الأفكار على أرض الواقع. وتقول: «في الحلقات الدراسية الأسبوعية، كنا ندرس أدبيات الحزب مع العضوات المتقدمات، ونركز على مشروع النهوض بالأمة الإسلامية من الانحدار الشديد، الذي وصلت إليه، وتحريرها من سيطرة الدول الكافرة ونفوذها، إضافة إلى العمل لإعادة الخلافة. وتستشهد عليه بآيات قرآنية لتأصيل عمل حزب التحرير، وخصوصاً الآية الكريمة: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران 104]. وتقول إن الله سبحانه وتعالى أمر المسلمين في هذه الآية بأن تكون منهم جماعة متكتلة، تقوم بأمرين اثنين: أولاً: الدعوة إلى الخير، أي الدعوة إلى الإسلام وثانياً: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وتضيف أنها تحمل دعوة الحركة الإسلامية في قلبها، وعقلها، وعلى لسانها، عند لقائها بالمسلمين، وغيرهم من أصحاب الديانات الأخرى. وتقول إن التكتل بين المسلمين يجب أن لا يكون على غير أساس الإسلام؛ «لأن الإسلام هو وحده المبدأ الصالح في هذا الوجود، فهو مبدأ عالمي يتفق مع الفطرة، ويقوم على معالجة أمور الإنسان، وطاقاته الحيوية، من غرائز, وحاجات عضوية، وينظمها، وينظم إشباعها تنظيماً صحيحاً».
بتولا: اعتناق الإسلام يجب أن يأتي من العقل أولاً.
بتولا جونز: ربة بيت، متزوجة، ولديها 3 أطفال، وتبلغ من العمر 30عاماً. وتقول عن اعتناقها الإسلام: «إنها وجدت نفسها في مواجهة مع الغرب الموحش، بكل آفاته من الخمر والعري الفاضح». وتضيف: «لم أتعرف على طريق الهداية إلا عن طريق ناشطة في الحركة الإسلامية، احتضنتني، وأخذَت بيدي إلى طريق النور»، وقدمت لها الكتب، والإجابات، على ما يشغل بالها من أسئلة حائرة. وبتولا متزوجة من شاب باكستاني، ولديها منه ثلاثة أطفال. وتتذكر الأيام الأولى لدخولها الإسلام، عندما كانت أمها وشقيقاتها ترفضان الظهور معها في الشارع والسوق؛ لأنها ترتدي الجلباب الطويل، والحجاب. لكن بعد فترة أدركت عائلتها أنها لن تتغير. وتقول: «إن اعتناق الإسلام يجب أن يأتي من العقل أولاً، وليس من القلب، بفعل العاطفة». وتضيف أن زوجها الباكستاني، لم يكن ملتزماً، في بادئ الأمر، لكنه تغير بعد أن ثبت التزامها بالدين الجديد. وتقول إنها، بعد اعتقادها بمبادئ حزب التحرير، تغيرت كلياً تجاه «مظاهر الكفر» في المجتمع، مثل المشاركة في احتفالات أعياد الميلاد، والاختلاط بين الرجال والنساء. وتقول: إنّ حياتها قبل الإسلام «كانت مليئة ببعض المآسي، مثل وفاة شقيقها في سن صغيرة بسبب إدمانه على الخمر، ووفاة والدها الذي حرمت منه في سن صغيرة، وإدمان أزواج بعض صديقاتها على القمار». وتقول إنها مقتنعة بأن الإسلام يقدم حلولاً ناجحة لكل تلك المشكلات.
ويضم حزب التحرير، في عضويته، الرجال والنساء، من المسلمين، بغض النظر عن كونهم عرباً أو غير عرب، بيضاً أو سوداً، فهو حزب لجميع المسلمين، ويدعو جميع المسلمين لحمل الإسلام، وتبني أنظمته، بغض النظر عن قومياتهم، وألوانهم، ومذاهبهم، على حد قول بتولا جونز
2004-09-10