والفجر وليال عشر (قصيدة)
2004/10/10م
المقالات
2,019 زيارة
والفجر وليال عشر (قصيدة)
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
|
تقرَّبْ إلى مـولاكَ، هيّـا، تقـربِ
بِبُغْـضِ عــدوِّ الله دون تَـذَبْـذُبِ
هل العروةُ الوثقى تُنالُ، ولـم تقـلْ
لطاغوتِ هذا العصرِ: بُغْضُك مَذْهبي
تقرَّبْ، فأمريكـا إذا مـا خَشِيتَهـا
تُريكَ سبيلَ الحَقِّ أَخْطَـرَ مَرْكَـبِ
فلا تخـشَ أمريكـا ولا جَبَروتَهـا
ولا «ابنَ أبيٍّ» بينَ أحبارِ «يَثْـرِبِ»
وقلْ صادحاً بالصَّوتِ: «قلبيَ عاشقٌ
هزائم أمريكا، وفي العشقِ مَكْسَبي»
سأجعلُ هذا العِشْقَ أفضـلَ قطعـةٍ
من الطبـقِ اليومـيِّ دون تَهَـرُّبِ
أُلامُ لِكُرهي مَـنْ أُمِـرْتُ بِكُرْهِـهِ
فلا والذي أحياكَ، لَسْـتُ بمُذْنـبِ!
وإن وضَعُوا قيدَ الحديدِ بمِعْصَمـي
فقد أكرمونـي بالوِسـامِ المُذَهَّـبِ
وإن عَصبوا عينيَّ في جوفِ مَعْقِـلٍ
فقد زادَ إبصاري، وأَشْرَقَ كوكبـي
وإن منعوني النوم، فالفضل أن أُرى
فتىً يقظاً، والنـوم آخـر مطلبـي
وإن حرموني الخبزَ، فالآنَ فَـلأَذُقْ
حـلاوةَ إيمـانٍ يـزيـدُ تَوَثُّـبـي
أيا غرفـةَ التحقيـقِ كنـتِ شديـدةً
على النَّفْسِ، لكن في خيالي المعذِّب
عرفتُكِ فانجابَتْ سريعـاً وساوسـي
فعذراً لظنِّي في الذي لـم أُجَـرِّبِ
أيا ربِّ فاجعلْ كـلَّ يـومٍ قضيتُـه
بأروقـةِ الإذلالِ رَفْعـاً لمنصـبـي
فلا هـمَّ لـي إلا رضـاكَ وجنَّـةٌ
تكـون شِفـاءً للأبـيِّ المـعـذَّب
أيا ربِّ أرجـو أن تُديـم تَصَبُّـري
لأبقـى قويـاً لا أغـادِرُ موكبـي
فلا غُرَفُ التحقيقِ تَثْنـي عزيمتـي
ولا ظلماتُ السِّجـن تُفنـي تطلّبـي
هو الثمنُ الأدنـى لأعظـمِ سلعـةٍ
فمن يشترِ الفردوسَ بالسجنِ يَكْسب
يقولون: خالفـتَ القوانيـنَ جَهْـرةً
لأنَّك فـي حـزبٍ خفـيٍّ مُغَيَّـب
فلا والـذي سَـنَّ الخلافـةَ دولـةً
هي الحقُّ، ما فيكم يكـونُ مُؤَنِّبـي
تدوسُـونَ بالأقـدامِ مـا تَزْعُمُونَـه
قوانينَ عـدلٍ مـن يَدُسْهـا يُـؤَدَّبِ
دخلتُـم إلـى بيتـي، وفُتِّـشَ كلُّـه
بلا ورقِ القانونِ.. هل مِنْ مُكَـذِّب؟
وحزبيَ لا يخفى على الناس فكـرهُ
وإن حاولَ التضليـلَ كـلُّ مؤلِّـب
ولكنَّ من لا يبصرُ الشمسَ ناسـبٌ
إليها خرافـاتٍ، وإن شـاءَ يكـذب
وحزبي تخطَّى الحظر منذ صدورِه،
فبُطلانُه بادٍ، وما الحَظْـرُ مُرهبـي
سأبقـى، وتبقـى ثلَّـةٌ إثـرَ ثلَّـةٍ
تصـارعُ أمريكـا بغيـرِ تهـيُّـب
إلى أن يَبيدَ القَهْرُ في الأرض كلِّهـا
ويُقْتَلَـعَ الإرهــابُ دونَ تجـنُّـب
يقولـونَ: “بيـتٌ أبيـضٌ” وسِجِلُّـه
صحائفُ سودٌ لونُهـا جِـدُّ مُكـرِب
مزابل هـذا البيـت تُفْـرَغُ عندنـا
وبئـسَ نفايـاتٍ دعـاةُ التَـغَـرُّب
وبئـسَ نفايـاتٍ رعـاةٌ تفاخـروا
بِسَجْنِ زَكيٍّ… واحتضانِ مُخَـرِّب
أيـــمـــن الـــقـــادري
|
|
2004-10-10