الحقد الصليبي اللئيم
إن العداء الصليبي كامن في النفوس الغربية كلها، ولاسيما أوروبا وأميركا (الولايات المتحدة)، هذا العداء اللئيم، والحقد المتأصل، هو الذي أوجد هذه الخطط الجهنمية للقضاء على الإسلام والمسلمين، وهو الذي سبب إذلالنا في ديارنا هذا الإذلال. والأمثلة على ذلك كثيرة، حديثة وقديمة، نذكر منها ما يلي:
– حينما دخل اللورد اللنبي القدس سنة 1917، قال: “اليوم فقط انتهت الحروب الصليبية” وقد علّق الشيخ تقي الدين النبهاني، رحمه الله، في كتابه الدولة الاسلامية، على ذلك أصدق تعليق فقال: “إن ذلك تعبير صادق عن مكنون نفسه، وشدة بغضه، وتأصل الحقد في نفسه، وهو تعبير عن نفس كل أوروبي يخوض غمار الحرب -ثقافية أو عسكرية- ضد المسلمين”.
– إن هذا الحقد اللئيم امتد منذ أيام الصليبيين، ولا يزال يمتد حتى هذه الأيام، وما نلاقيه من اضطهاد، وإذلال، واستعمار، وقتل، وتدمير، في فلسطين، والعراق، والشيشان، وكشمير… هو، إلى جانب الناحية السياسية التي فيه، أمر انتقامي منهم ضدنا نحن المسلمين بوجه خاص.
– إن هذا الحقد اللئيم المقيت ليس من نسيج خيالات عقولنا، بل الواقع المحسوس، كما ذكرنا، يدل على ذلك. وتصريحات زعماء الكفار يرشدنا إلى ذلك، فقد أوردت جريدة القدس، في 28/4/2004، قول ريتشارد كلارك خبير مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض، ومستشار الحكومة الأميركية: “الأميركيون صليبيون جدد… ودخولهم إلى العراق كان بالمنشورات”، وفي موضع آخر قال: “إن الأميركيين يهدفون إلى تدمير الثقافة العراقية ” والثقافة العراقية المقصود بها ثقافة الإسلام. وهذا دليل آخر على أنّ الحقد والعداء الصليبي متأصل في نفوس الغربيين، قال تعالى: ﴿قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ﴾ [آل عمران: 118].
– إن الصراع الدائر اليوم هو بين الكفر والإسلام. وقد بدأ هذا الصراع فكرياً بحتاً حين بُعِثَ الرسول صلى الله عليه وسلم، واستمر كذلك إلى أن قامت الدولة الاسلامية في المدينة، ووجد الجيش، ووجدت القوة، ومنذ ذلك الحين ضم الرسول صلى الله عليه وسلم الصراع المادي الى جانب الصراع الفكري، ونزلت آيات الجهاد، واستمر الصراع كذلك، وسيظل على هذه الطريقة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. قال تعالى: ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾ [التوبة: 29].
– إن النصر قادم بإذن الله تعالى، فما علينا إلا أن نعمل من أجل استئناف الحياة الاسلامية، وذلك بإقامة الدولة الإسلامية، والتي هي بإذنه تعالى ستقضي على الصليبيين والكفار، وستخرج الناس من الظلمات الى النور. فإلى التلبس بالعمل من أجل إسقاط الإثم، ورضا الله في الدنيا والآخرة. قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾[النور 55]
أبومروان ـ القدس