كلمة أخيرة : غوانتانامو نموذجاً لكذبهم وهمجيتهم!!
من يصدق أن دولة الاحتلال والاستعمار الحديث (أميركا) أقامت سجناً داخل سجن غوانتانامو؟
هذا ما كشفت عنه صحيفة واشنطن بوست في 17/12/2004م، نقلاً عن عدد من مسؤولي الاستخبارات الأميركية، حيث ذكرت الصحيفة أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية أقامت مركز احتجاز داخل المعتقل، خصيصاً لبعض المعتقلين الأشدّ خطورة، وأن هذا المبنى تطوقه أسوار عالية، وشبكة بلاستيك خضراء سميكة، وتلفّه الأضواء الكاشفة. وذكرت صحف ناطقة بالعربية أن وكالة الاستخبارات وزعت معتقلين متهمين بالانتماء إلى القاعدة على سجون سرية في كل من قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان، وفي جزيرة دييغوغارسيا البريطانية في المحيط الهندي، وفي مصر، وفي الأردن.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست ورويترز في 11/12/2004م أن محكمة فيدرالية في واشنطن نشرت وثائق تحمل معلومات أكثر تفصيلاً من أي وقت مضى في شأن عشرات المعتقلين منذ 11/9/2004م في معتقل غوانتانامو، وتعكس هذه الوثائق اعتماد المحاكم الأميركية في الغالب على معلومات سرية، وإهمالها لمعلومات أخرى تؤكد براءة المحتجزين. ولا يحق لمحامي المعتقلين الاطلاع على الوثائق السرية ولا معرفة الاتهامات الموجهة إليهم.
وأكد المعتقل البريطاني (مارتن موبانغا) الذي اعتقل في غوانتانامو عام 2002م، في شهادة نشرتها صحيفة غارديان البريطانية، تعرضه للتعذيب، وأنه بقي مقيداً بالسلاسل لفترات طويلة جداً، وتركوه يتبول على نفسه، وأن أحد المستجوبين جلس على رأسه. وخلال زيارة لمسؤول في الخارجية البريطانية للسجن المذكور ترك هذا المعتقل مقيداً بأصفاد إلى الأرض طيلة مدة زيارة ذلك المسؤول له. وأُخذت شهادة هذا المعتقل من وثائق لوزارة الخارجية البريطانية، والتي أعدت خصيصاً لعائلة المعتقل من خلال الزيارة الرسمية لذلك المسؤول للسجن، وهذا يدل على أن ما يصلح للنشر فقط هو ما أُعلن، وأن التعذيب، الذي لم ينشر بكامل تفاصيله ووسائله، لم ينشر حرصاً على علاقة البلدين الشريكين في غزو العراق، وهذا يدل أيضاً على أن المخفي أعظم، وأن هؤلاء المجرمين لا يرقبون في مؤمن إلاًّ ولا ذمة