تحريك الشارع لتغيير الأنظمة
2005/04/08م
المقالات
1,834 زيارة
تحريك الشارع لتغيير الأنظمة
-
لم يعد خافياً تصاعد الدور الأميركي في تغيير الأنظمة عن طريق تحريك الشارع، وممارسة الضغط المسمى شعبياً على النظام الحاكم الذي لا يعجب أميركا، أو لا يدور في فلكها، ومن آخر النماذج المستنسخة في ذلك ما حصل في جورجيا، أوكرانيا، وما سوف يتبع من دول أخرى في المستقبل المنظور.
-
يلاحظ في هذه النماذج التي تم بسببها تهاوي نظام وقيام نظام بديل أن أميركا لا تمارس لعبتها في التغيير إلا بعد أن تنضج الأمور، ويصبح التحرك الشارعي بقوة تكفي لتشكيل ضغط جارف، أو حتى يصبح الشارع شارعها هي لا شارع غيرها؛ ولهذا تأخر التغيير في دول أخرى مجاورة للدول التي تم فيها التغيير، ويلاحظ قرب تلك الدول من الصين ومن روسيا، رافقه سكوت مطبق منهما.
-
يبدو أن دولاً مثل العراق وأفغانستان كان يصعب تغييرهما دون عملية جراحية؛ لذلك لم تستعمل أميركا الشارع للوصول إلى غايتها المرجوة، ولجأت إلى الغزو والاحتلال العسكري، وحتى لو فكرت في الانسحاب، فإنها تخطط لإقامة قواعد عسكرية بموافقة أهل البلد وتوقيع زعمائه العملاء لها، وكأنها بذلك تسير نحو عسكرة العالم كله.
-
وفي لبنان قال بعض من يسمون «المعارضة» إن لبنان هو على طريق أوكرانيا، ورد عليه بعض من حُسبوا مع المعارضة «لبنان ليس أوكرانيا»، لكن التقارير الصادرة في الولايات المتحدة، والتي تروج لها مراكز الأبحاث، وبعض المحللين الأميركيين، وبعض المحليين، يروجون لخطط أميركية يصل حدها إلى إقامة قواعد عسكرية دائمة، وحدّدوا البقع الجغرافية المنوي إقامة المعسكرات عليها.
-
في لبنان تحرك الشارع بما يشبه حركة الشارع في جورجيا أوكرانيا وقرغيزيا، لكن لبنان له خصوصية طائفية، وتوافق طائفي، تجعل تحرك الشارع لا يكفي، وإنما يلزمه بعض التسويات الدولية حتى ترسو السفينة على شاطئ ما من شواطئ الصراع الدولي على لبنان، وعلى غيره من بلدان الفسيفساء الهشة، فهل يستعملون «الحرب النظيفة» أم غيرها؟! ومن سيكسب الجولة أميركا أم غيرها؟ q
2005-04-08