القطـب الواحـد
يردد السياسيون كلمتي (القطب الواحد) للدلالة على تحكم دولة واحدة كبيرة على السياسة الدولية، وعلى القرار المهيمن، وعلى مجلس الأمن، وهيئة الأمم، وغيرها، وأحياناً يطلقون عليها «شرطي العالم» الذي يتفرد بإدارة الصراع في كافة أنحاء العالم. قبل سقوط الاتحاد السوفياتي كان المنظِّرون في السياسة الدولية يعتبرون أن العالم يُـدار من قبل قطبين: الأول: أميركا. والثاني: الاتحاد السوفياتي. وكانت تلك المرحلة توصف بمرحلة الحرب الباردة للتعبير عن نوعية الصراع والمنافسة القائمة بين القطبين.
إذا كان البعض يراهن على ظهور قطب آخر يصارع القطب الأوحد لكي تخف الضغوط على العالم بعامة، والعالم الإسلامي بخاصة، فإن هذه المراهنة غير صحيحة من جهة محددة وهي: إن المراهنة يجب أن تكون محاولات جدية من العالم الإسلامي لأن يصبح هو القطب الآخر، والقطب الأول، حينما يصبح الدولة الواحدة القوية التي توحد المسلمين، وتحكمهم، وتحميهم، وتدافع عن حقوقهم وعن عقيدتهم.
إن هذه النظرة ليست حالمة، وإنما هي نظرة إلى خير أمة أخرجت للناس، فمن أَوْلى منها بالتحكم في القرار الدولي؟ ومن أعدل منها وأرحم بالبشرية؟ ومن أحقّ منها باستلام الدفّة لإحقاق الحق وإبطال الباطل؟ ألا يستحق هذا الهدف سعياً دائماً وجهداً مستمراً من قبل أبناء الأمة الإسلامية للوصول إليه؟
هذه الأسئلة، وغيرها الكثير، أجوبتها معروفة، وكل ذي لبّ يدرك أهميتها وأهمية العمل لتحقيقها بوصفها واجباً شرعياً تدل عليه الأدلة الشرعية.