صرخة إلى الأجناد
2012/02/07م
المقالات
1,765 زيارة
صرخة إلى الأجناد
أبو مؤمن الشامي
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ)
إلى إخوتنا وأبنائنا ضباطاً وجنوداً، وقادة وزعماء عشائر…
إلى كل من كان في يده قدرة على نصرة دين الله تعالى…
إلى أحفاد الصحابة… أحفاد المجاهدين القادة… أحفاد الفاتحين الأول… يا أبناء خير أمة… السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نحمد الله إليكم أن جعلنا مسلمين، ونتكلم بكلام رب العالمين، وكفى بها من نعمة.
أبناءنا في الجيوش…
إنكم ترون حال أمتكم، وما أنتم عمّا يجري لها وبها بغافلين، وقد استغاثت بكم الحرائر والثكالى، ولا تزال… نادتكم فلسطين وأقصاها، والعراق التي سقطت بغدادها، حاضرة الخلافة ومعقل المعتصم والرشيد… ونادتكم بلاد أالأفغان إذ قصفت البيوت فوق أهلها، والشيشان والروس يذبحونها، وكشمير والهندوس يمزقونها، وكوسوفا حيث اغتصبت حرائرها، وما الجبال تحتمل ما قد ترون وتسمعون، بل تخرّ لهولها هدّا… ناداكم أهلكم في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن على أعدائهم حكامهم، لتخلصوهم منهم ومن أنظمتهم الخائنة العميلة التي أثقلت ببلائها وجثمت بكلكلها وتنتظر سائر بلاد المسلمين لمناداتكم منتظرة الاستجابة منكم… بل ناداكم ربكم فقال: (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ) فأين المجيب فيكم المضحي في الدنيا في سبيل الآخرة، المستغلي لدينه ولربه على ما سواه؟! فإلى متى تقدّمون منهج السلامة على سلامة المنهج؟
أمن الاستجابة أن تغضّوا الطرف، وتضربوا الذّكر صفحاً عن المصائب وهي تصب حممها على أمتكم وأهليكم وقد قال ربكم قبلها: (وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (104) إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا) ؟
أخوتنا تحت السلاح… أيها الرجال وقد كثر أشباه الرجال…
نعلم أنه ما من مسلم يرى ما يجري إلا وغلت الدماء في عروقه، فأنتم من هذه الأمة ولم ينقطع فيكم الرجاء… أنتم أهل المنعة والسلاح، مسؤوليتكم أمام الله عظيمة وعنها ستسألون، وإنكم ترون أن الحكام لا يتحركون إلا لتنفيذ ما يخطط الكفار لبلادنا… نعلم أن أحدكم يتحرّق شوقاً ليوم عزٍ ونصر، وأنه لا يكفي في ذلك عمل فردي، وإن كان صاحبه مأجوراً، لأنه لا يثمر تغييراً، فلا يكون التغيير إلاّ بعمل جماعي منظم يستجمع القوى ويحدد ساعة القفز على حلاقيم أشباه الحكام هؤلاء ومن لف لفَّهُمْ. مصحوباً بالتوكل على الذي أمره بين الكاف والنون، وهو الذي وعد ووعده الصدق:
(قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (54) وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55))
فتخيّروا لأنفسكم مقعد العز في الدنيا والفوز في الآخرة، وإلا فمقعد الذل في الدنيا والخزي في الآخرة، فقد والله جئناكم بخيري الدنيا والآخرة وأنتم لها أهل، وقد آن أوان أن تخشع قلوبكم لذكر الله وتستجيب، قال تعالى: ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ) .
إي وربي قد آن…
أيها الأبدال في زمن الأنذال قال تعالى: (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ).
أيها الأنصار… أحفاد سعد بن معاذ… أيها الضباط والقادة…
تعلمون أن نبيكم عرض نفسه على قبائل العرب استنصاراً له ولدينه، فكان منها من أساء الرد وعنّف الجواب، فكان عبر القرون مثال سوء، وكان منها من فاوض على الملك بعده فيهم، طلباً للدنيا على حساب الآخرة، فلم يكن لها من تلافٍ ولا لذنابها من مطلب وفاتت بنو عامر الفرصة أن يكونوا أنصاراً وما كانوا سابقين، وكان منها من عرض نصرته مما يلي العرب دون ما يلي الفرس، خشية من الخلق، فما قدروا الله حق قدره، فقال لهم رسولكم صلى الله عليه وسلم: «ما أسأتم في الرد إذ أفصحتم بالصدق، وإن دين الله لن ينصره إلا من حاطه من جميع جوانبه» ومنها من بايع الرسول صلى الله عليه وسلم فكانوا هم الأنصار الذين قال لهم رسولكم صلى الله عليه وسلم فيما أخرج مسلم: «أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَرْجِعَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللهِ إِلَى بُيُوتِكُمْ، لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَ الْأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَار» زاد أحمد: «لولا الهجرة لكنت من الأنصار» ثم دعا لهم ولأبنائهم دعوة مازالت قائمة في عقبهم.
فمن هم أنصار دينه اليوم؟
يا أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم كونوا إخوانه واسمعوا إلى حديث البراء قال:
كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي جِنَازَةٍ فَجَلَسَ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ فَبَكَى حَتَّى بَلَّ الثَّرَى ثُمَّ قَالَ: « يَا إِخْوَانِى لِمِثْلِ هَذَا فَأَعِدُّوا ». وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: «وَدِدْتُ أَنِّى لَقِيتُ إِخْوَانِي. قَالَ فَقَالَ أَصْحَابُ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَوَلَيْسَ نَحْنُ إِخْوَانَكَ قَالَ: أَنْتُمْ أَصْحَابِي وَلَكِنْ إِخْوَانِي الَّذِينَ آمَنُوا بِي وَلَمْ يَرَوْنِي »
أيها المسلمون… أيها الأجناد… يا إخوان رسول الله صلى الله عليه وسلم إننا إخوانكم في حزب التحرير قد عاهدنا الله على نصرة دينه، وصلاً لليل بالنهار حتى نقيم دولة الحق والعدل ونجمع الأمة ولا نفرق، وقد هدفنا نحورنا إرضاء لله وهي رخيصة إذ سلعة الله هي الغالية، إننا في حزب التحرير نناديكم… نستصرخ فيكم عزيمة الرجال، نستنفر الغيرة والحمية والدين فيكم، نعلمكم أن صبح الخلافة قريب، وعد به ربكم وبشّر به رسولكم فقال: «ثم تكون خلافة على منهاج النبوة» وهو أقرب مما يتصور فراعنة هذا الزمان قال تعالى: ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) … أما تحبون أن تكونوا من الأنصار؟ من السابقين المقربين؟ من القليل في الآخرين؟ أما تحبون أن تقام الخلافة على أيديكم؟ أما تحبون أن يحرر بيت المقدس على أيديكم؟ وأن تتوحد الأمة على أيديكم؟ وتفتح روما على أيديكم؟ إنه والله لشرف وثواب وواجب عظيم، حري بكم أن تستبقوا إليه من كل أوب وفج عميق. فأين السابقون المقربون؟ قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ ) فأين أنصار الله؟ إننا ننتظركم وننتظر منكم الخبر اليقين ولن يطول بإذن الله الانتظار… والسلام
2012-02-07