العقيدة الروحية والعقيدة السياسية
1988/03/02م
المقالات
3,057 زيارة
إن العقيدة الروحية هي أساس البحث عن رعاية شؤون الآخرة، والعقيدة السياسية هي أساس البحث عن رعاية شؤون الدنيا. فكل فكرة تتخذ أساساً ما بعده أساس تعتبر عقيدة تنبثق عنها أفكار وأحكام، فإن كانت الأفكار والأحكام تتعلق بشؤون الآخرة كيوم القيامة والثواب والعقاب وكالعبادات، أو تتعلق برعاية هذه الشؤون أي شؤون الآخرة كالوعظ والإرشاد والتخويف بعذاب الله والإطماع بثوابه فإن هذه العقيدة تكون عقيدة روحية، وإن كانت الأفكار والأحكام تتعلق بشؤون الدنيا مثل القدر والتكليف والخير والشر والحسن والقبح ومثل البيع والإجارة والزواج والشركة والإرث، أو تتعلق برعاية هذه الشؤون أي شؤون الدنيا مثل إقامة أمير على الجماعة وطاعة هذا الأمير ومحاسبته ومثل العقوبات والجهاد فإن هذه العقيدة تكون عقيدة سياسية.
فالنصرانية مثلاً عقيدة روحية لأن الأفكار والأحكام التي تنبثق عنها تتعلق بشؤون الآخر، وكذلك الفكار التي تتعلق برعاية هذه الشؤون أي شؤون الآخرة وتنبثق عن العقيدة النصرانية تتعلق بشؤون الآخرة، والرأسمالية عقيدة سياسية لأن الأفكار والأحكام التي تنبثق عنها تتعلق بشؤون الدنيا مثل الحريات والنفعية وكذلك الأفكار التي تتعلق برعاية هذه الشؤون أي شؤون الدنيا مثل الديمقراطية والقتال. أما العقيدة الإسلامية فإنها عقيدة سياسية وروحية لأنها تنبثق عنها أفكار وأحكام تتعلق بشؤون الأخرة وتنبثق عنها أحكام تتعلق بشؤون الدنيا، وكذلك الأفكار والأحكام التي تتعلق برعاية الشؤون تنبثق عن العقيدة الإسلامية منها أفكار وأحكام تتعلق بشؤون الآخرة ومنها أفكار وأحكام تتعلق بشؤون الدنيا.
1988-03-02