أميركا من الداخل
1994/02/01م
المقالات
1,913 زيارة
كل من يدقق في وضع أميركا جيداً يرى أنها من الداخل غيرها من الخارج، وما تنقله وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء هو غير الصورة الحقيقية الواقعية.
كثر الحديث مؤخراً عن «أمة الإسلام» وهي جماعة من السود الأميركيين يتزعمها (لويس فرخان)، ذلك الزعيم واجه قبل أيام حملة يهودية ومن البيض في أميركا بسبب تصريحات لنائبة خالد بعد محمد. فكان أن قام (فرخان) بعقد مؤتمر صحفي تحدث فيه مدافعاً عن نائبة ومهاجماً السلطات الأميركية وكان مما قاله:
أن اللاسامي كان في الأصل شخصاً يكره اليهود، أما اليوم فأصبح شخصاً يكرهه اليهود.
إنكم (البيض) تنددون بالأقوال وهي صادرة عن غضب ولكن تنسون الأفعال.
عندما هبط كريستوفر كولومبوس هنا كان يوجد 15 مليون أميركي محلي وقد راحوا الآن ولابد أن أحداً ما قتلهم، فقتل الرجال والنساء والأطفال.
جورج واشنطن الذي تزّين صورته الدولار مكرم ومحترم ولا يدينه أحد، مع أنه قتل الهنود الحمر قبل أن يصبح رئيساً، قتلهم من فرجينيا إلى كندا، قتل الرجال والنساء والأطفال.
الجنرال أمهرست الذي أُطلق اسمه على كلية حربية أرسل بطانيات موبوءة بالجدري إلى الهنود الحمر لقتل الرجال والنساء والأطفال.
الرئيس هاري ترومان أسقط قنبلتين نوويتين على هيروشيما وناغازاكي، ولم يقل ما قال الأخ خالد عبد محمد، إلا أنه قتل الرجال، والنساء والأطفال، والعميان والمقعدين والمجانين.
عندما جئنا إلى هنا لم نأت في (نينا وينتا وسانتا ماريا) أي سفن كولومبوس وإنما أتينا في قعر السفن وتوفي ملايين الرجال والنساء والأطفال السود.
عندما تسلم الرئيس كلينتون الحكم أمر بضرب بغداد في عملية جراحية مفترضة لضرب مباني المخابرات إلا أن بعض الصواريخ الموجهة لم توجه بدقة وقتل رجال ونساء أطفال.
عندما ضرب (ريغان) مقر معمر القذافي بهدف قتله لم يُقتل وإنما قتلت نساء وأطفال.
إنه إذا كان على السود أن ينددوا بالأخ خالد لأقواله فمن يندد بأميركا لأعمالها؟!.
1994-02-01