المرأة بين عز الإسلام وذلّ الجاهلية المعاصرة
2006/05/31م
المقالات
2,790 زيارة
المرأة
بين عز الإسلام وذلّ الجاهلية المعاصرة
الحمد لله رب العالمين، نحمده حمداً طيباً مباركاً أن جعلنا من المسلمين، القائل في محكم التنـزيل ( يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) [النساء 1]، والصلاة والسلام على خير البشر وسيد البدو والحضر القائل: «تركت فيكم شيئين ما إن تمسكتم بهما فلن تضلوا بعدي أبداً: كتاب الله وسنتي».
إن الباعث الحقيقي لأن ننظر إلى واقع المرأة المسلمة، في الأمس القريب زمن وجود الدولة الإسلامية وفي ظل مجتمع يحتكم إلى كتاب الله وسنة رسوله، هو مقارنته بالواقع الذي تعيشه المرأة المسلمة حالياً في مجتمعات غير إسلامية تحكم بغير كتاب الله وسنة رسوله، وتطبق قوانين الكافر المستعمر صاحب السيادة والريادة حيث يصول ويجول دون رقيب ولا حسيب.
فماذا قدم الإسلام للمرأة؟ وماذا قدمت المرأة للإسلام؟ وما هي حالها بعد زوال دولة الإسلام؟ وماذا يكيد لها أهل الكفر في كل بقاع الأرض؟
لقد رفع الإسلام من مكانة المرأة منذ أن أشرق فجر الإسلام فأكرمها حين أذلها أهل الكفر، وصان عرضها حين داسه أهل الكفر والجاهلية قديماً، فأعطاها حقوقها كاملةً حين لم تكن إلا سلعةً ومتعةً لأهل الكفر، وحافظ على تلك المكانة التي أعظم بها المرأة ورفع من شأنها من خلال الدولة الإسلامية التي كانت تصون أعراض المسلمين وتذود عنها، وكان خليفة المسلمين يجيِّشُ الجيوش من أجل شرف امرأة وعرضها. وفي ظل هذه الكرامة والمجد العظيم شاركت المرأة في الحياة، وكان لها دور كبير لا يمكن أن ينسى أو يهمل على مر العصور.
لقد كُرِّمت المرأة في ظل الإسلام وفي كنف سلطانه فقدّمت من أجل إعزاز دين الله الكثير الكثير… ابتداءً بأم المؤمنين خديجة الكبرى كيف صحبت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ودافعت عنه وصدقته حين كذَّبه الناس وكانت له عوناً وسنداً في دعوته إلى الله، ومن بعدها عائشة وزيرة صدق لرسول الله، وسمية أول شهيدة في الإسلام، ونسيبة بنت كعب التي قال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة» عندما دافعت عن رسول الله وثبتت أمام الكفار في أحد، نِعمَ المجاهدة المطبِّبة المؤمنة التقية النقية هي، وخولة بنت الأزور، وهند بنت عتبة، وصفية بنت عبد المطلب، والخنساء رضي الله عنها التي عرفت بالبكاء والنواح، وإنشاء المراثي الشهيرة في أخيها المتوفَّى إبان الجاهلية، وما أن لامس الإيمان قلبها، وعرفت مقام الأمومة ودور الأم في التضحية والجهاد في إعلاء البيت المسلم ورفعة مقامه عند الله، حتى وعظت أبناءها الأربعة عندما حضرت معركة القادسية تقول لهم: «إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، وإنكم لابن أب واحد وأم واحدة، ما خَبث آباؤكم، ولا فُضِحَت أخوالكم، فلما أصبحوا باشروا القتال واحداً بعد واحد حتى قتلوا، ولما بلغها خبرهم ما زادت على أن قالت: الحمد لله الذي شرّفني بقتلهم، وأرجو ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته» هؤلاء المجاهدات الصابرات الحافظات القانتات وغيرهن الكثيرات سُطِّرت سيرتهن بماء الذهب في تاريخ الإسلام العظيم. هكذا كانت أمهاتنا، وهكذا كان الإسلام عظيماً، فعظمت معه المرأة، فأنعم بهن من نساء أكرمهن الإسلام، ورفع من شأنهن، وحمى أعراضهن، ودافع عن شرفهن، فحافَظنَ على دينهن وتمسَّكنَ به أكثر فأكثر، واعتصَمنَ بحبل الله جميعاً وهنَّ على ثقة بأنَّهنَّ بالإسلام العظيم وصَلنَ لهذه الدرجة العليا.
وبقيت المرأة شامخةً كريمةً عزيزةً مصونةً بعزِّ الإسلام وحامية بيضة الإسلام دولة الخلافة على مدار أربعة عشر قرناً من الزمان.
ولكن عندما أصيب الإسلام في المقتل، كانت الرصاصة مباشرة إلى قلب الإسلام، فسقطت حامية بيضة الإسلام العظيم دولة الخلافة سنة 1342هـ – 1924م.
فماذا خسرت المرأة المسلمة من سقوط دولة الخلافة وانتهاء الحكم بما أنزل الله، وتنحية الشرع جانباً ووضعه في سجون الاتهام بالرجعية والتخلف؟؟
إن حالها توافق حال امرأة كانت تعيش في بيتها تحيط بها جدرانه من كل ناحية قوية ثابتة لا يستطيع أحد أن يقتحمه عليها عنوة تعيش بهدوء وسلام وأمن وطمأنينة مع زوجها وأبنائها، وبينما هي كذلك يتسلل العدو الكاره الحاقد متخفياً في ثياب الصديق المحب الودود، فيشرَعُ في نقض عرى البيت عروةً عروةً، وهدمه حجراً حجراً، إلى أن هدم البيت بأكمله، وقتل الزوج الذي يصونها ويحميها، وصارت تلك المرأة في العراء لا تعرف كيف تستر نفسها، ولا كيف تحمي أولادها، ولا يوجد من يرعاها ويدافع عنها، وصار كل من حولها يريد الحصول عليها بأي ثمن، ويريد أن يرى تلك المرأة التي كانت كاللؤلؤة في المحارة لا ينظر إليها أحد، ولا يستطيع أن يبطش بها أحد، كل منهم يريدها لنفسه، يريدها سافرةً ظاهرةً للعيان، يتهافت إليها القاصي والداني من كلاب البشرية، فما أصعبها من حال آلت إليه تلك المرأة.
هذا ما حصل لك أيتها المسلمة عندما سقط البنيان العظيم، وهدم على يد أهل الكفر، وأبعدوا راعيَ البيت وربَّ الأسرة عن صون عرضك وكرامتك، من لو استصرَختِهِ واخليفتاه لقالها مدويةً مجلجلةً تهز عروش الطغاة: لبيك أمَةَ الله.
قالوا مراوغين: إن الإسلام حبسها بأحكامه وقيَّدها بشروطه وضيَّق عليها الخناق، ولم يعطها حريتها فتفعل ما تشاء وتقوم بما تحب ولا تقوم بما لا تحب… قالوا لماذا تفرضون عليها أحكاماً وحراماً وحلالاً؟ دعوها تعيش دعوها بحريتها، قالوا لمَ هذا الحجاب؟ إنه يضايقها ويقيدها، شعرها جميل لمَ تخفيه؟، فخلعوا عنها حجابها، خلعوا عنها إسلامها، خلعوا عنها حكم الله في حقها: ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ) [النور 31] واعتَبَروا كل من ترتدي الحجاب هي متهمة بالتخلف والرجعية، وأضافوا كذبتهم الجديدة “إرهابية” وما حدث في دول الاتحاد الأوروبي ليس عنكم ببعيد. ثم لماذا هذا الجلباب؟ فلتخلعه عنها، أجسدها منظره منفر لدرجة أن تخجل منه؟ لا بل هي الجميلة، فبكلمات مزخرفة أزالوا عنها ثوب العفاف والطهر وأمْرَ ربِّها ( يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) [الأحزاب 59] فاستباحوا جسدها واستعملوه سلعة لترويج البضائع وإشباع الشهوات، فصارت تعيش لا تأمَنُ على نفسها في بيتها، في الطرقات، في كل شؤون حياتها. هذا ما آلت إليه حالها.
والمصيبة الطامة وجود نساء ساذجات تعبد الله على حرف، تتنازل ببساطة ويسر عن دينها، وتقبل بأن تَذِلَّ وتهان، سبحانك اللهم تستر النساء ويهتِكْنَ سترك لهنَّ بأيديهن، عفوك ربي إن قومي لا يعلمون.
وهناك أخوات أُجبرنَ على حياة الذل والمهانة وتلويث الشرف والعِرض، ولا حامي لهن ولا يوجد من يذود عنهن أو يدافع عن كرامتهن التي انتهكت، وهنَّ كثر فانظروا إليهنَّ في العراق، وأفغانستان، والشيشان، وفي كل مكان لا يطبَّق فيه شرع الله، إنهن مسلمات قابضات على الجمر، قابضات على دين الله، ويتحملن المشاق والتضييق عليهن ولكنهن يصبِرنَ ويتحمَّلنَ في سبيل الله.
كل هذا يحدث للمسلمة، لماذا المسلمة بالذات؟ لماذا هذه الحرب الشرسة عليها باسم الحرية؟ لماذا هذه الهجمة الدنيئة على المسلمة باسم المساواة؟ أتعلمين أختي المسلمة لماذا أنت فقط؟ لأنك تقولين ربِّيَ الله، وليس ربي ما تفترون، فقط لأنك تقولين لا إله إلا الله محمد رسول الله، فقط لأنك تسجُدين لله ولا تسجدين لشهواتهم وأفكارهم العفنة، فقط لأنك تنتهين عمّا حرم الله في زمنٍ فيه نساء أهل الكفر عارياتٌ وضيعاتٌ يبِعْنَ أنفسهن بثمن بخس على قارعة الطريق.
ومما يزيد الطين بِلة حال من احتسبوهم على المسلمين حكاماً، ووَلَّوهم أمر المسلمين، وجعلوهم رعاة بل هم الرعاع والله، فها هم الحكام المرتمون بأحضان الغرب، الموالون لسياسته، والخاضعون لإرادته، والمنفذون لأهدافه، يفعلون ما يطلبه منهم، ويقدِّمون له الولاء والسمع والطاعة.
إن الغرب الكافر الذي عمرانه على دمار الآخرين، الذي يغذي جسمه من دماء المقهورين، والذي لم يَبْنِ جنته المزعومة، التي ظاهرها الرحمة وباطنها من قبله العذاب، إلا من استعباد الناس واستغلالهم واستعمارهم، ومص دمائهم، ونهب خيراتهم… فكيف يكون الدواء وهو الداء بعينه؟!
ثم إن الغرب نفسه، وعلى أرضه، يدَّعي أنه يحيا برفاهية وغنًى وكفاية وحرية مزعومة… يعيش تفككاً أسرياً، وانحلالاً خلقياً، وانحطاطاً في القيم، وغرقاً في الشهوات، واختلاطاً في الأنساب سببه زنا المحارم، ووفرةً في الجرائم تدل على شذوذ خلقي وفراغ روحي وقلق نفسي… فلننظر على سبيل المثال إلى روسيا فيما أوردته قناة BBC العربية: «تشير بعض التقارير المستقلة إلى أن الكثير من الرجال القادرين على العمل في روسيا حالياً إما يعانون من البطالة، أو يتواجدون في السجون، أو يدمنون على الكحول. فمن بين 20 مليون رجل قادر على العمل نجد مليون رجل في السجون، و4 ملايين يخدمون في القوات المسلحة، و5 ملايين يعانون البطالة، و4 ملايين من المدمنين على الخمر، ومليون يدمنون تعاطي المخدرات. كما أن حوالى 60% من إجمالي السكان في روسيا هم من المسنين والأطفال المعاقين».
هذه هي حال بلد حضاري، وما خفي كان أعظم. كما أنه يعيش في بهيمية واضحة بحق نفسه، وبحيوانية شرسة بحق غيره، والدليل على ذلك ما أوردته قناة العربية بخصوص الشُوَّاذ جنسياً حين قالت: «وضعت دول غربية مثل الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا قضية الشوّاذ جنسياً في العالم العربي على أجندة المحادثات مع المسؤولين العرب في السنوات الأخيرة، لدرجة أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك تدخل شخصياً لصالحهم في مصر، فيما تَفِدُ إلى العراق جمعيات أميركية لدعمهم هناك – كما ذكرت تقارير صحفية نشرتها صحف ومواقع إخبارية أجنبية».
وتقول وكالة أسوشيتد برس إن «مشاعر المواطنين في المنطقة العربية إزاء الشذوذ الجنسي مؤكد أن الناس ينظرون إليه باعتباره انحرافاً خطيراً تقف وراءه مؤامرات أميركية إسرائيلية لتحطيم الإيمان وتشويه معالم الدين لديهم» وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أنهم يريدون أن ينقلوا عفن حضارتهم إلى المسلمين بأي وسيلة ممكنة.
هذا بالإضافة إلى حال بريطانيا الدولة العظمى حيث أوردت قناة العربية عن صحيفة التايمز اللندنية في 25/7/2005م: (كنيسة بريطانية تبارك زواج رجال الدين الشوّاذ: «تمنح كنيسة بريطانية مباركتها للزواج بين رجال الدين الشوّاذ جنسياً الراغبين في دخول عقد شراكة مدني». إلا أن الكنيسة البريطانية ترفض منح هذه الشراكة الزوجية المدنية صفة “العلاقة الزوجية الرسمية” كما أنها ستطالب رجال الدين الشوّاذ الراغبين بالزواج الحفاظ على طهارتهم أي علاقة زوجية “بلا ممارسة جنسية”. وكان أسقف “نوريتش” قد أشرف على إعداد هذا الحل بالنسبة لرجال الدين الشوّاذ. كما يذكر أن المجمع الإنجيلي العالمي منقسم حول فكرة زواج رجال الدين الشوّاذ، ووصل إلى حافة الانشقاق بعد انتخاب أول أسقف شاذ جنسياً، ريف روبنسون في الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن يجري احتفال رسمي بأول زواج لرجال دين شوّاذ في ديسمبر/ كانون أول القادم. وكان جاك سبونغ، أسقف أبرشية تابعة للكنيسة الأسقفية البروتستانتية وهي أبرشية “نيووراك” في أميركا، قد أعلن مؤخراً بعد تقاعده أن “نصف الأساقفة الكاثوليك شاذون جنسياً”). هذا نتاج فساد حضارتهم الغربية وهذه حالهم، فأي دول عظمى تلك التي تعيش في وحل الشواذ ومستنقع الانحطاط الخلقي.
فكان حقاً على المسلمين أن يختاروا الإسلام، ويلفظوا حضارة الغرب التي ابتلعوها ولكن لم يهضموها في يوم من الأيام. وإذا ما تذكروا أيامهم الخوالي يوم كانوا متمسكين بالإسلام، كانوا خير أمة أخرجت للناس، وإن المسلمين لم يتأخروا عن مقدمة الركب إلا يوم تخلوا عن الانقياد لأوامر الله في شؤون حياتهم كافة. ووالله الذي لا إله إلا هو، لو قارنا بين أحكام الإسلام وما تحمله من رحمة وهداية، وبين تعاليم الغرب وما تفرضه من شقاء وغواية، لوجدنا البون شاسعاً، وأننا نترك عزنا للذل والصغار.
كما أن العالم كله، وأوله الغرب، بحاجة ماسة إلى الإسلام لينقذ نفسه مما يتردى فيه، بل قل مما أرداه به الفكر الغربي والحضارة الغربية. هذا ما يدركه الغرب ويجن جنونه له، ويكيد للمسلمين كيداً عظيماً، ويمكر مكراً تزول منه الجبال، ولعله يتمخَّض عن كيدهم هذا وعي المسلمين على إسلامهم بشكل يجعلهم أهلاً لحمل الإسلام إلى العالم كله.
أما أولئك المغرضين من دعاة تحرير المرأة كفاهم كذباً ونفاقاً، أي تحرير يريدون للمرأة المسملة، تحرير من إسلامها ومن شرفها ومن كرامتها، أهذا ما يبتغون؟ فلا والله فإن نساء المسلمين كريمات بإسلامهن، عزيزات بعقيدتهن، ويعلمن المخطط جيداً وما يُرمى إليه. فلا وألف لا، لسن ممن يبِعْنَ الشرف بالرذيلة، والعزة بالمهانة، والكرامة بالذل. لسن كما تريدون، ولسن كما ترغبون، بل هن كما يريد من خلق وهو العليم الخبير. إنهن بإذن الله صابرات ثابتات على دينهن، عاملات لإقامة شرع الله في الأرض من جديد، لتعود العزة والكرامة ولا يكون لأمثالكم عليهن سلطان. وإن فجر الخلافة لناظره قريب، فمهلاً يا دعاة التخريب، سيأتي اليوم الذي تندمون فيه على ما قدمتم، فإمام المسلمين وخليفتهم نسمعه من بعيد يثبتهنَّ ويشد من أزرهن: «أيا نساء المسلمين صبراً، فإن كرامتكن وأعراضكن معلقة في عنقي، وإني بإذن الله لموفٍّ، وإن الله ناصر عباده المخلصين، فاصبرن واحتسبن».
فيا خليفة المسلمين ويا إمامنا، هن الصابرات بإذن الله لم ولن يحِدْنَ عن طريق رسول الله وأمهات المؤمنين اللواتي سبقتهن إلى الإسلام، وهن على ثقة بنصر من الله عظيم ( وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ) [الروم 4].
أيا خير أمة أخرجت للناس هل من معتصم؟ أيا راعيَ الرعية ويا حاميَ الحمى، أيا خليفةَ المسلمين، أزمانك عنا ببعيد؟ واخليفتاه، واغوثاه.
اللهم إنا مغلوبون فانتصر، اللهم إنا مغلوبون فانتصر.
اللهم إنا نسألك ما وعدتنا: ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) [النور 55].
نور الإيمان – غزة – فلسطين
2006-05-31