بوتين: تداعيات نتائج الصراع في سوريا تتجاوز منطقة الشرق الأوسط
2016/07/25م
المقالات
2,044 زيارة
بسم الله الرحمن الرحيم
بوتين: تداعيات نتائج الصراع في سوريا تتجاوز منطقة الشرق الأوسط
أوضح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة ألقاها في 30 يونيو/حزيران، في اجتماع سفراء روسيا لدى الدول الأجنبية والمندوبين الدائمين الروس في الخارج، تصورات الدولة الروسية وسياساتها حول عدد من القضايا الدولية أبرزها:
– إن الحملة العسكرية الروسية في سوريا ستستمر بالتصدي لما وصفه بالإرهاب في سوريا. وأن روسيا تعمل على حسم المعركة ضد تنظيم الدولة الذي تجمع تحت رايته متطرفون من جميع الألوان الذين يوحدهم سعيهم المشترك لتوسيع نطاق سيطرتهم لتشمل العالم الإسلامي برمته.
– إن الخطر «الإرهابي» ازداد أضعافًا وأصبح أكبر تحدّ يهدد الأمن الدولي. وأن «الإرهابيين» يسعون للحصول على الأسلحة الكيميائية، ويوسعون أنشطتهم إلى مناطق بعيدة عن حدود المنطقة، ولذلك فمن الصعب التنبؤ إلى أين سيوجهون ضرباتهم القادمة.
– إن التدخل العسكري في سوريا حال دون تدخل خارجي عسكري غير شرعي في شؤون سوريا، وحافظ على كيان الدولة السورية.
– إن التسوية النهائية للنزاع السوري مازالت هدفًا بعيد المنال، وأن نتائج الصراع في سوريا سيكون لها تداعيات تتجاوز منطقة الشرق الأوسط.
– إن الأوضاع في العالم مازالت بعيدة عن الاستقرار، وتغدو أقل قابلية للتنبؤ بما يمكن أن تؤول إليه.
– لقد حصلت تغيرات جذرية في جميع مجالات العلاقات الدولية مع تنامي المنافسة على مناطق النفوذ والموارد الطبيعية. وأن البعض يحاول التخلي عن أي قواعد في هذه المنافسة.
– إن أنشطة حلف شمال الأطلسي تستهدف زعزعة التكافؤ العسكري الذي تشكل في العالم على مدى العقود الماضية. لذلك فإن الحلف يحاول تكثيف تدريباته العسكرية في مناطق شتى، لاسيما في البحرين الأسود والبلطيق.
– إن روسيا لا تنوي الانجرار وراء الحمى العسكرية، التي يحاول حلف شمال الأطلسي دفعها نحوها كما يبدو، كما أن روسيا لن تستجيب لمحاولات استفزازها وجرها إلى سباق تسلح باهظ الثمن وعديم الآفاق، ليدفعوها إلى التفريط في القدرات والموارد الضرورية المرتبطة بالمهمات المتعلقة بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
– إن تقديم أنقرة الاعتذار لروسيا على إسقاط القاذفة «سو-24» في سماء سوريا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، يسمح لروسيا بأن تبدأ في القريب العاجل إجراءات لاستئناف التعاون الثنائي
الوعي: إن روسيا دولة مغرورة تتطلع إلى استعادة شيء من عظمتها المفقودة كدولة كبرى صاحبة دور في العالم، إلا أن تجارب الدب الروسي المؤلمة جعلته أكثر حذرًا خشية التورط في ما لا تحمد عقباه على نحو تورطه إبان الاتحاد السوفياتي في أفغانستان ما أدى إلى انهياره وتفككه واندثاره. فالغرب (أميركا وأوروبا) ماكر، ولديه مقدرات ضخمة، ويستطيع توريط روسيا واستنزافها؛ لذلك فإنه لم يقدم على التدخل في سوريا إلا بعد توافق واضح مع أميركا سيدة النظام وصاحبة النفوذ الحقيقي هناك. فهرولت فرحة يدفعها عداء شديد للإسلام بغية وأد هذه الثورة في مهدها بذريعة محاربة «الإرهاب»، كما أكسبها ذلك فرصة لفك العزلة الدولية والعقوبات المفروضة عليها بعد ضمها لجزيرة القرم وإشعالها أزمة ساخنة مع أوروبا في أوكرانيا. إلا أن حقيقة الأمر تتلخص بأن دور روسيا الدولي خارج دائرة نفوذها التقليدية في جوار محيطها الجغرافي لا يكاد يتعدى بقليل أو كثير وظيفة العميل المأجور.q
2016-07-25