ستراتفور: عقدة التسوية في سوريا والحرب على تنظيم الدولة انعكاس لتعدد أجندات الدول المشاركة!
2016/02/15م
المقالات
2,229 زيارة
بسم الله الرحمن الرحيم
ستراتفور: عقدة التسوية في سوريا والحرب على تنظيم الدولة انعكاس لتعدد أجندات الدول المشاركة!
أفادت المؤسسة البحثية الأميركية للدراسات الاستراتيجية “ستراتفور” بأن الجهات المشاركة في تسوية الأزمة السورية تسعى إلى تحقيق أهدافها الذاتية دون صب الاهتمام على حلها. وتشير المؤسسة التي يعتبرها مراقبون “مؤسسة استخباراتية في الظل” إلى أن هذا هو السبب الرئيس لعرقلة توحيد الجهود في محاربة “تنظيم الدولة”. ويقول خبراء المؤسسة إن تشكيل “التحالف الإسلامي” العسكري المكون من 34 دولة الذي أعلن عنه وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان ضد “الإرهاب” يخدم مصالح جهات معينة في الأزمة السورية. وبالفعل فقد استغرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالفعل بناء هذا التحالف الجديد مصرحاً بأنه يعجز عن معرفة سبب تشكيله كون الدول المشاركة فيه جزءاً من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أصلاً!
ولفتت ستراتفور أن الولايات المتحدة التي تلقت انتقادات متعددة وشديدة لعدم إحراز نجاح في “محاربة داعش” تحرص على إشراك قوات إضافية من منطقة النزاع. أما بالنسبة لتركيا فإن المؤسسة ترى أن قوات التحالف الإسلامي الجديد تسهم في إعطاء مشاركة أنقرة صفة قانونية في الأزمة السورية. وتشير إلى أن تركيا قلقة من التواجد الروسي والإيراني في ساحة المعركة وترى في “التحالف الإسلامي” حليفاً لها. إلا أن مفارقة تشكيل هذا التحالف هو أن مسؤولين من ماليزيا وإندونيسيا وباكستان نفوا بالفعل قبول دعوة الانضمام إلى التحالف فضلاً عن استثناء إيران بالإضافة إلى سوريا نفسها. ما يؤكد أن التحالف المذكور له أجندة خاصة.
وعرضت المؤسسة نماذج عملية على تضارب أجندات الدول المنخرطة في الصراع في سوريا، حيث منعت العمليات الروسية بشكل فعال عملية تركية-أميركية كان مخططاً لها ضد تنظيم الدولة في منطقة إعزاز. علاوة على ذلك، حذرت إيران دمشق من أي تدخل أجنبي في سوريا بدون دعوة مباشرة وتنسيق مع الحكومة السورية. كما ترى طهران أن وجود القوات السعودية على الأرض في سوريا – في حال حصل – سيكون مقلقاً بشكل خاص، بالنظر إلى أن إيران تساهم بالفعل بعدد كبير من القوات في الصراع إلى جانب الحكومة السورية؛ بالتالي فإن خطر اشتباكها مع القوات السعودية والمتحالفين معها سيزداد بشكل كبير. بالإضافة إلى ذلك، تسهم الأعمال العدائية بين الأتراك ووحدات حماية الشعب الكردية في المزيد من تقويض آفاق أي جهد مشترك ضد تنظيم الدولة. كما نشرت الولايات المتحدة قوات أميركية خاصة إلى الشرق من نهر الفرات في سوريا (حيث تتصاعد النزاعات بين العرب والأكراد) لمساعدة “القوى الديمقراطية” التي يسيطر عليها اليساريون الأكراد.
وذهبت مؤسسة ستراتفور إلى أن أهداف ومصالح الأطراف الإقليمية والدولية شديدة الاختلاف بما يؤثر على الحرب الأهلية السورية، فضلاً عن أن اهتمام المشاركين الأساسيين في النزاع أساساً ينصب على الأعداء من غير تنظيم الدولة. حيث لا يزال “المتمردون” والحكومة السورية يركزون على بعضهما البعض، حتى مع استمرارهما في محاربة “داعش”. ولا تزال معظم الضربات الجوية الروسية تستهدف القوات “المتمردة” الأخرى غير تنظيم الدولة، فيما توجه العمليات القتالية الرئيسية التركية حالياً ضد حزب العمال الكردستاني، وتوجه العمليات الرئيسية الإيرانية في جنوب حلب ضد وحدات الجيش السوري الحر وأحرار الشام وجبهة النصرة.
2016-02-15