ملامح اتفاق دولي حول سوريا
2015/10/15م
المقالات
2,232 زيارة
ملامح اتفاق دولي حول سوريا
أعلنت بريطانيا عن شن هجمات جوية داخل سوريا دون الرجوع إلى برلمانها بذريعة حماية الأمن القومي البريطاني! وأعلنت فرنسا تنفيذ ضربات مشابهة ضد تنظيم الدولة هناك، كما تواترت الأنباء عن اقتحام روسيا المشهد بشكل مختلف عما سبق من خلال تأمين قوة عسكرية خاصة بها في سوريا، فضلاً عن دور الولايات المتحدة المشبوه منذ وقت طويل نسبياً في إطار ما يسمى بالتحالف الدولي لمحاربة الإرهاب. في ظل هذا التكالب العلني على سوريا، كشف الكاتب اللبناني سركيس نعوم في مقال له نشرته جريدة النهار البيروتية عن وجود ملامح اتفاق أميركي ــ روسي ــ خليجي يفضي إلى انتقال سياسي في سوريا بعيداً عن بشار الأسد.
ونقل نعوم عن عاملين في مركز أبحاث مهم –حسب تصنيفه-قولهم إن واشنطن قررت التخلي عن مقاربتها المحدودة التي شدّدت على أن الأولوية هي لمحاربة “تنظيم الدولة” والقضاء عليه، مقابل تبني سياسة أوسع تقضي بجمع الجهات المعنية بالتخلص من التنظيم المذكور ومساعدتها لمواجهته، وبتغيير ميزان القوى على الأرض في سوريا.
ويأتي هذا التغيير في الموقف الأميركي عقب الاجتماع المشترك الذي عقد في الدوحة بين وزراء خارجية كل من الولايات المتحدة، روسيا، والدول الخليجية. وذكر نعوم، أنه تم تسليم تركيا بموجب هذا الاتفاق مفاتيح الوضع شمال سوريا لتعمل على هيكلة الانتفاضة في تلك المنطقة، بموازاة زيادة دعمها للمعارضة السورية.
في مقابل ذلك وافقت الدول العربية الداعمة للمعارضة على خفض سقف التفاوض الذي تمسكوا به، ما يعني -بحسب نعوم-الاعتراف لإيران وحزب الله بحصتهم في الحكومة المركزية المزمع تشكيلها في سوريا المستقبل. ووفقاً لمصادر نعوم، فإن محادثات الدوحة بين وزراء خارجية أميركا وروسيا ودول مجلس التعاون تركزت على النقاط التالية:
1- رفض سيناريو تقسيم سوريا لأنه لا يضمن أبداً إنهاء الحرب.
2- تبني الشروط التي وضعها الموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا وموسكو للمبادرة التي يفترض أن يتوصّل الحوار الذي هو جزء منها إلى تسوية للأزمة في سوريا.
3- العمل لرسم حدود غير رسمية لمناطق النفوذ في سوريا (العلويون والأقليات والغالبية المنقسمة منظمات وفصائل).
4- التفاوض المنفصل مع كل من العرب السنَّة والإيرانيين لتحديد الوضع النهائي لمناطق النفوذ المذكورة أعلاه مع ترك الباب مفتوحاً أمام مفاوضات مباشرة لاحقاً (تفاوض على شيء قريب من “طائف” لبنان)
5- إجراء انتخابات عامة في سوريا مع تفاهم مُسبق على أن الأسد لن يترشَّح فيها، وأن الحكومة التي ستنبثق منها ستضمّ كل مكونات المجتمع السوري.
الوعي: إن ما يجري في سوريا مفجع، حيث التشريد والتقتيل والتمزيق والتهجير سياسة ممنهجة محلياً وإقليمياً ودولياً، وما يقترح من حلول بشأن إنهاء الصراع الدموي الدائر فيها يؤكد مجدداً، أن الغرب لا يأبه بأية قيم أو حقوق أو أخلاق إنسانية، وأن أي حل يأتي من الغرب أو من أعوانه سيكون لنهش الأمة وتمزيقها، فمقتضى الاتفاق المذكور يعني تحويل سوريا إلى دولة هشة؛ لذلك كان لا بد من الحذر، كل الحذر، من السير في أيٍّ من مشاريع الغرب المطروحة ونبذها جميعاً.
2015-10-15