اتفاقات التطبيع (اتفاقات إبراهام) والتحالف الاستراتيجي الشرق أوسطي… منافسة دولية، و(إسرائيل) قطب الرحى في المنطقة (4)
2023/12/20م
المقالات
1,526 زيارة
نصر فياض – الأرض المباركة فلسطين
(إسرائيل) تعتمد على نفط كردستان
فبحسب صحيفة «فايننشال تايمز» أن (إسرائيل) استوردت 19 مليون برميل من النفط العراقي عبر كردستان من أيار حتى مطلع آب الحالي. واعتمدت الصحيفة في تحقيقها على رصد لحركة ناقلات النفط ومعطيات التجارة البحرية، وقالت إن قيمة هذه الواردات من كردستان تصل إلى مليار دولار، وأن هذه الواردات من النفط العراقي عبر كردستان توازي 77 في المئة من استهلاك (إسرائيل) النفطي البالغ 244 ألف برميل يوميًّا.
وتشير الصحيفة إلى أن الكميات المشار إليها تظهر أن حوالى ثلث صادرات النفط من شمال العراق المنقول عبر ميناء جيهان التركي تصل إلى (إسرائيل). وتوضح أن قسمًا من النفط العراقي هذا تعيد (إسرائيل) تصديره، كما أن قسمًا آخر تقوم بتخزينه.(15/8/2015م، شبكة نوى).
أنبوب الغاز (الإسرائيلي) لغزة
أعلنت قطر عن تمويلها أنبوب غاز بتكلفة 60 مليون دولار لمد الغاز لغزة من حقل (إسرائيلي) تديره شركة شيفرن إلى حدود قطاع غزة ليكمل الأنبوب الاتحاد الأوروبي داخل القطاع، وهذا من التطبيع المغلَّف بالأهداف الإنسانية.
فقطر تلعب دورًا كبيرًا بالشراكة مع أمريكا في مجال الغاز. ففي 14/1/2019م (نقلت رويترز عن دان بروليت نائب وزير الطاقة الأمريكي السابق الاثنين أن الولايات المتحدة تريد من قطر أن تتحدى هيمنة الغاز الروسي في أوروبا؛ حيث يجري مباحثات بهذا الخصوص في قطر التي تعد أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال في العالم.
وأبلغ بروليت رويترز أن الولايات المتحدة تتباحث مع الدوحة بشأن تزويد أوروبا بالغاز الطبيعي المسال، وأنها تريد من ألمانيا ودول أخرى أن تستورد الغاز الأمريكي والقطري بدلًا من الروسي، وهذا كان قبل اشتعال الحرب الأوكرانية علمًا بأن روسيا كانت تصدر 60% من حاجات ألمانيا -أكبر مستهلك للطاقة في أوروبا- من الغاز.
وقال بروليت من الدوحة إنه ناقش الموضوع مع وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة سعد الكعبي، مضيفًا «يمكننا أن نتحدث إلى القطريين بشأن مد الأسواق الأوروبية بالغاز الطبيعي، هم مهتموُّن كثيرًا بذلك ونحن أيضًا». وذكر نائب وزير الطاقة الأمريكي السابق أن ألمانيا قررت في الآونة الأخيرة المساعدة في تمويل منشآت استيراد الغاز الطبيعي المسال التي يمكنها أن تقلص الاعتماد على روسيا.
وأقر بروليت بأن الغاز الطبيعي المسال سيكلف أكثر من الغاز المنقول عبر خطوط أنابيب؛ لكنه قال إن إمدادات الغاز الطبيعي المسال من قطر ودول أخرى ستساعد في تنويع مصادر الإمدادات المتجهة إلى أوروبا مما يعزز الأمن القومي للقارة، معتبرًا أن «الغاز الرخيص يأتي بثمن مرتفع من الحرية».
فما أن حدثت الحرب الروسية الأوكرانية حتى أعلن مسؤولون قطريون عن توقيع اتفاق لمد ألمانيا بالغاز الطبيعي لمدة 15 عامًا على الأقل. وأوضح وزير الطاقة القطري سعد بن شريدة الكعبي أن شريكة «قطر للطاقة»، الأمريكية «كونوكو فيليبس»، ستتولى توريد الغاز انطلاقًا من عام 2026م إلى محطة برونزبوتل للغاز الطبيعي المسال في شمال ألمانيا. ويأتي ذلك في وقت تسعى فيه دول أوروبية بشكل متزايد للحصول على حصة من الغاز القطري منذ أثارت الحرب الروسية على أوكرانيا مخاوف بشأن إمدادات الطاقة. وعملت الولايات المتحدة على إيقاف خط أنابيب «نورد ستريم 2»، والذي سيزيد إلى المثلين الطاقة التصديرية الروسية لألمانيا عبر بحر البلطيق، لتهيمن على إمدادات الطاقة وتوريدها لأوروبا.
الأنابيب( المصرية -(الاسرائيلية ))
بعد عملية ابتزاز قذرة، وسقوط مدوٍّ من حكام مصر تمكنت (إسرائيل) وأمريكا من الاستحواذ على خط الأنابيب (المصرية _(الإسرائلية)) ،وهي أنابيب بحرية بين مدينتي عسقلان في (إسرائيل) والعريش المصرية. وقد عُرف خط أنابيب عسقلان-العريش باسم خط «حسين سالم». ويمتد الخط بطول 89 كيلومترًا، يبدأ من مدينة العريش المصرية وينتهي في مدينة عسقلان. ويبلغ قطره حوالي 26 بوصة، ويمكنه نقل حوالى 700 مليون متر مكعب من الغاز سنويًّا.
ولإتمام عملية نقل الغاز إلى أوروبا وتسييله احتاجت الاستراتيجية الأمريكية إلى امتلاك الحصة الأكبر من الأنبوب الذي كان يضخ الغاز المصري لـ(إسرائيل) بعملية ابتزاز قذرة، وخيانة من حكام مصر أدت إلى تحويل مصر من مصدِّر للغاز إلى (إسرائيل) إلى مستورد للغاز من (إسرائيل)، مقابل ثمن بخس كمحطة للعبور، فتم التفريط بأنابيب النفط البحرية لصالح أمريكا و(إسرائيل) بشراء 39% من ملكية هذه الأنابيب من قبل شركة «إي إم إي دي» في يوليو/ تموز عام 2018م، بشراكة ثلاث شركات أخرى هي ديليك (الإسرائيلية)، ونوبل إنيرجي الأمريكية، وشركة غاز الشرق المصرية التي يرأسها حاليًّا المهندس محمد شعيب الرئيس السابق للشركة المصرية القابضة للغاز.
وفي سبتمبر/ أيلول عام 2018م، استحوذت «إي إم إي دي» بالفعل على 39 في المئة من شركة شرق البحر المتوسط للغاز «إي إم جي»، المالكة لخط أنابيب عسقلان-العريش.
وكشفت وثائق نُشرت بعد ثورة 25 يناير/ كانون الثاني في مصر أن حصص شركة «إي إم جي» وزعت كالتالي: 65 في المئة تملكها شركة خط أنابيب البحر المتوسط التي كانت مملوكة لرجل الأعمال المصري حسين سالم، و25 في المئة لمجموعة ميرهاف-أمبال المملوكة لرجل أعمال (إسرائيلي)، في حين اقتصرت حصة الهيئة المصرية العامة للبترول على عشرة في المئة فقط». (بي بي سي عربي).
(ووفقًا للموقع الإلكتروني لوزارة البترول المصرية، تمتلك شركة ميرهاف حاليًّا 25 في المئة من «إي إم جي»، ونشاطها ينصبُّ على «إنشاء وتملك وإدارة شبكة من خطوط الأنابيب لنقل وتصدير الغاز إلى منطقة حوض المتوسط.». (بي بي سي عربي).
فهذا يعني الهيمنة الأمريكية (الإسرائيلية) على أنبوب الغاز إاذا أضيف لذلك الاتفاقية المصرية عبر عميل (شركة دولفينوس القابضة) لشراء الغاز من الحقول (الإسرائيلية) وإسالته في محطتي الإسالة المصرية؛ ما يمهد الطريق للتصدير لأوروبا.
فبحسب موقع مصراوي نت الأربعاء 4 نوفمبر 2019م، ( قال المصدر إن الصفقة (شراء 39% من الأنبوب ) ستساهم أيضًا في تنفيذ الاتفاق الخاص باستيراد الغاز من إسرائيل عبر خط الغاز المملوك لشركة غاز شرق المتوسط؛ من أجل توصيله إلى محطات الإسالة المصرية وإعادة تصديره للخارج) فيقتصر الدور المصري على أن يكون محطة عبور للغاز القادم من (إسرائيل).
يذكر أن (إسرائيل) اكتشفت عدة حقول للغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط، بالإضافة إلى الاتفاقات التي تمكن «إسرائيل للعب دور أساسي في توريد الطاقة لأوروبا، وهي تحتاج اليوم إلى نقله إلى مصر عبر خطوط الأنابيب الممتدة بينهما، والتي كانت تستخدم في السابق لتصدير الغاز المصري لـ(إسرائيل)؛ وذلك من أجل الاستفادة من البنية التحتية التي تمتلكها مصر في مجال إسالة الغاز. وتمتلك مصر محطتي إسالة في إدكو ودمياط؛ حيث يحتاج الغاز الطبيعي إلى تحويله لمادة سائلة من أجل تحميله على السفن وتصديره.
وكانت هذه المحطات متوقفة في السنوات الماضية، مع تحول مصر إلى مستورد صافٍ للمواد البترولية والغاز؛ لكن مع الاكتشافات الكبيرة التي تحقَّقت لمصر في البحر المتوسط، تأمل مصر في إعادة تشغيل هذه المحطات من أجل تصدير كميات من الغاز الخاص بها، أو الغاز المكتشف في الدول المجاورة مثل (إسرائيل) وقبرص.
واتفق الشركاء في حقلي لوثيان وتمار (الإسرائيليين) للغاز علي بيع غاز بقيمة 15 مليار دولار إلى عميل في مصر هو شركة دولفينوس القابضة؛ لكن جرى تعديل الاتفاق الشهر الماضي لزيادة الإمدادات 34 بالمئة إلى حوالى 85 مليار متر مكعب من الغاز بما يقدر بنحو 20 مليار دولار.
ونوبل وديليك شريكان في لوثيان، الذي يبدأ الإنتاج خلال الأسابيع المقبلة، وفي حقل تمار، وكلاهما قبالة ساحل (إسرائيل) على البحر المتوسط.
وقال الرئيس التنفيذي لديليك، أمس إن «إتمام صفقة غاز الشرق إيذان بفجر عصر جديد لسوق الطاقة الإسرائيلية – بانتقال إسرائيل إلى مكانة المصدر الإقليمي للغاز الطبيعي. مشروع لوثيان يمضي قدمًا وفق الجدول الزمني… ونتوقع بدء ضخِّ الغاز في الأنابيب من لوثيان قبل نهاية العام»، بحسب وكالة رويترز.
وبحسب بيان لشركة ديليك أمس، فإنه اعتبارًا من تاريخ إتمام صفقة خط الغاز، سيكون خط أنابيب الغاز الممتد بين مصر و(إسرائيل)، مناسب للنقل التجاري للغاز في تاريخ بدء التزام شركاء حقل ليفاثان بتزويد الغاز الطبيعي بموجب اتفاقية التوريد إلى شركة دولفينوس القابضة.
وسيبدأ الغاز (الإسرائيلي) بالتدفق إلى مصر بداية العام المقبل، بهدف الوصول إلى طاقة سنوية تدريجيًّا تقارب 7 مليارات متر مكعب بحلول 2022.) المصراوي نت.
أنابيب الطاقة من (إسرائيل) إلى أوروبا
هو أنبوب غاز يحمل اسم «إيست ميد»، بطول نحو 1.900 كيلومتر (منها نحو 550 كيلومتر بري ونحو 1.350 كيلومتر بحري)، يسمح بربط كل حوض البحر المتوسط الشرقي بمنظومة تصدير واحدة، فالدول التي تعمل على المشروع هي: (إسرائيل)، واليونان، وقبرص، وإيطاليا. وفي هذه الأيام يجري فحص معمَّق للمسار البري والبحري للأنبوب، وهناك أيضًا استطلاع بحري مفصل وتلقٍّ للأذون اللازمة؛ من أجل الوصول إلى قرار الاستثمار النهائي في غضون سنتين وإنهاء تمديد الأنبوب حتى العام 2025م.
سيكون الأنبوب في المرحلة الأولية ذا قدرة استيعاب 10 مليار متر مكعب في السنة، مع إمكانية مضاعفة القدرة إلى 20 مليار متر مكعب في السنة. وتقدر تكلفته بـ 5و8 مليار دولار.
(…اتفقت حكومات أوروبية مع إسرائيل العام الماضي على المضي قدمًا في المشروع المعروف باسم «إيست-ميد” أو مشروع شرق المتوسط الذي تبلغ تكلفته نحو ستة مليارات دولار. ومن المتوقع أن تبلغ طاقته المبدئية عشرة مليارات متر مكعب من الغاز سنويًّا. وسيمتد الخط من إسرائيل عبر المياه الإقليمية القبرصية مرورًا بجزيرة كريت اليونانية إلى البر اليوناني الرئيسي وصولًا لشبكة أنابيب الغاز الأوروبية عبر إيطاليا. ووقع وزراء الطاقة من الدول الثلاث على الاتفاق في مراسم أقيمت في أثينا الخميس. وحضر التوقيع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس ونظيره (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو والرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس) 22/4/2021م. موقع (DW)
وكان في وقت سابق ( كشف رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أن بلاده، إلى جانب قبرص واليونان، ستقوم بتنفيذ مشروع لمد أنبوب غاز إلى أوروبا، مشددًا على أن المشروع سيجلب الاستقرار والازدهار إلى المنطقة.
وجاء تصريح نتنياهو عقب اجتماع رباعي عقده الأربعاء في فندق داود في القدس مع رئيس الحكومة اليوناني ألكسيس تسيبراس ورئيس قبرص نيكوس أناستاسياديس، وبمشاركة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.
وقال نتنياهو إن هذا هو «سادس لقاء قمة يجمع إسرائيل وقبرص واليونان، وإننا نخطط لتشييد أنبوب غاز باسم «إيست ميد»، الذي سيمر من إسرائيل، عبر قبرص واليونان، إلى أوروبا. ما سيفيد أسواقنا الاقتصادية، ويمنح مواطنينا الاستقرار والازدهار، كما سيساهم في تنويع موارد الطاقة لدى القارة الأوروبية».
وكان قادة قبرص واليونان وإسرائيل قد وقعوا في وقت سابق على مذكرة تفاهم لتنفيذ مشروع الغاز «إيست ميد»، الذي يفترض أن يربط البلدان الثلاثة بأوروبا، على أن يبدأ العمل به بحلول عام 2025.
وتقدر تكلفة المشروع بـ 5.8 مليار يورو، وسينقل هذا الأنبوب الغاز، الذي اكتشف قبالة سواحل قبرص وإسرائيل، إلى أوروبا) RT بالعربي21/3/2019م.
(وفي السياق نفسه، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن أبو ظبي تساهم بتمويل قيمته مئة مليون دولار في الاتفاق التاريخي لمد أنبوب غاز يربط (إسرائيل) بأوروبا.
الاتفاق وقعته (إسرائيل) إلى جانب اليونان وإيطاليا وقبرص بدعم من الاتحاد الأوروبي ويعدُّ أنبوب الغاز البحري الأطول والأعمق في العالم حيث سيبلغ طوله ألفي كيلومترٍ وسيسمح لـ (إسرائيل) بتصدير الغاز لدول البلقان ووسط أوروبا.
وكان وزير الطاقة الإسرائيلي قد عرض المقترح للمرة الأولى في أبو ظبي أمام الاتحاد الأوروبي ووافقت أبو ظبي على استثمار مئة مليون دولار في فحص الإمكانية كاستثمار أولي.) الميادين نت 25/تشرين الثاني /2018م.
ولكن أمريكا شككت في الجدوى الاقتصادية للمشروع وأن تكلفته باهظة وأن المشروع يحتاج إلى وقت ليس بالقصير؛ وذلك من أجل الهيمنة على الأنابيب وعدم انعتاق أوروبا من القبضة الأمريكية، فدفعت إلى تحويل مسار الأنابيب إلى تركيا معتمدة على الجدوى المادية أنه في حال اتجهت الأنابيب إلى مدينة «مرسين» التركية التي تبعد 120 كيلو مترًا فقط عن شواطئ فلسطين المحتلة، مقابل 1900كم سيقطعها الخط في مياه عميقة وصولًا إلى السواحل اليونانية، فدعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى فتح صفحة جديدة مع تل أبيب وأبدى استعداده للتعاون مع «إسرائيل» لنقل الغاز الخاص بها إلى أوروبا وذلك من أجل الهيمنة عليها وعدم انعتاق أوروبا من القبضة الأمريكية؛ ولكن «إسرائيل» متمسكة بمشروع أنبوب «شرق المتوسط» ما زالت تفضِّل إبعاد تركيا عن المشروع أنبوب (شرق المتوسط).
وفي الختام
ان اتفاقات التطبيع الأخيرة، والتي فتحت الباب أمام دولة يهود للولوج إلى المنطقة والاندماج فيها، والتي من خلالها ستحافظ على تفوقها وأن تكون قطب الرحى في المنطقة، وستحقق أمريكا من خلالها أهدافها الاستراتيجية والتي لن تراعي مصالح دول المنطقة ولا تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار الذي يبحث عنه الحكام المهرولون للتطبيع. فأمريكا تعاملهم بازدراء كعملاء وعبيد وبقرة حلوب؛ لذلك تجد المشاريع الضخمة المنوي إقامتها أنها تتم بتمويل من الدول الخليجية كما ظهر من اتفاقات التطبيع الأخيرة، فهي تستنزف هذه الدول لتصب في خدمة السيد الأمريكي وابنه المدلل (إسرائيل) وأن الخدمات التي ينتظرها الحكام من التعاون الأمني والعسكري والسياحي والثقافي والاقتصادي والسياسي والعسكري لن يجدوها، بل سينتشر الفساد والتجسس والنهب والاستغلال وإحكام السيطرة على هذه الدول، وما تجربة مصر والأردن وسلطة أوسلو عنهم ببعيد.
إن الواجب أن تدرك الأمة حجم الأخطار والخيانة التي أقدم عليها الحكام الذين وقَّعوا اتفاقات السلام والتطبيع مع يهود والذين أيضًا يعتزمون التطبيع معهم.
فالتطبيع محرَّم شرعًا، وهو جريمة وخيانة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، وهو من الموالاة التي حرَّمها الإسلام قال تعالى: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ تُلۡقُونَ إِلَيۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ وَقَدۡ كَفَرُواْ بِمَا جَآءَكُم مِّنَ ٱلۡحَقِّ يُخۡرِجُونَ ٱلرَّسُولَ وَإِيَّاكُمۡ أَن تُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ رَبِّكُمۡ إِن كُنتُمۡ خَرَجۡتُمۡ جِهَٰدٗا فِي سَبِيلِي وَٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِيۚ تُسِرُّونَ إِلَيۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ وَأَنَا۠ أَعۡلَمُ بِمَآ أَخۡفَيۡتُمۡ وَمَآ أَعۡلَنتُمۡۚ وَمَن يَفۡعَلۡهُ مِنكُمۡ فَقَدۡ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ١).
وقال عز من قائل: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ٥١)[المائدة : 51].
ومن جهة أخرى، ففي اتفاقات السلام والتطبيع مع يهود تعطيل للجهاد في سبيل الله لتحرير المسجد الأقصى المبارك والأرض المباركة حوله. وفي هذه الاتفاقيات نقل للصراع بين أبناء المسلمين أنفسهم عبر التحالفات التي جرى تشكيلها على أساس مذهبي (سنة وشيعة)، ووصفٍ للمجاهدين الأبطال بالإرهاب وتجريمٍ لجهادهم، وفي المقابل اعتراف بشرعية المحتل والغاصب للأرض المباركة، عن طريق تصفية القضية بفصلها عن بعدها الإسلامي وحتى العربي، والمحافظة على أمن كيان يهود ودمجه في المنطقة ليكون له التفوق والسيطرة والهيمنة بمساعدة الولايات المتحدة.
وفي الختام نقول للحكام الخونة:
أنكم بموالاتكم لليهود تظنون أنكم تحمون عروشكم، وتحافظون على كراسيّكم المعوجة من غضب الأمة فهذا لن يحميكم، وستدوسكم الأمة بالأقدام، ولكم فيمن سبقكم عبرة، وستقاتل الأمة الإسلامية يهود وتنتصر عليهم، وسيدخل المؤمنون الموحدون المسجد الأقصى كما دخله الصحابة الكرام أول مرة ويتبرون ما علوا تتبيرًا، وستقتلع الأمة الأمريكان المستعمرون ونفوذ الدول الكبرى من بلاد الإسلام، وستلاحقهم إلى عقر دارهم وتفتح روما كما بشر المصطفى صلى الله عليه وسلم.(يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ٥١ فَتَرَى ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ يُسَٰرِعُونَ فِيهِمۡ يَقُولُونَ نَخۡشَىٰٓ أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٞۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن يَأۡتِيَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرٖ مِّنۡ عِندِهِۦ فَيُصۡبِحُواْ عَلَىٰ مَآ أَسَرُّواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ نَٰدِمِينَ ٥٢ وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَهَٰٓؤُلَآءِ ٱلَّذِينَ أَقۡسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَيۡمَٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُواْ خَٰسِرِينَ ٥٣ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَن يَرۡتَدَّ مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ فَسَوۡفَ يَأۡتِي ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ يُحِبُّهُمۡ وَيُحِبُّونَهُۥٓ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ يُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوۡمَةَ لَآئِمٖۚ ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ ٥٤ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَٰكِعُونَ ٥٥ وَمَن يَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَإِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ ٥٦ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَكُمۡ هُزُوٗا وَلَعِبٗا مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَٱلۡكُفَّارَ أَوۡلِيَآءَۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ٥٧).
2023-12-20