المنافسة بين أمريكا والصين قد تؤدي إلى كارثة والمستقبل للإسلام
2022/05/05م
المقالات
1,926 زيارة
عبد السلام إسحاق
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية السودان
إن الصراع بين الدول أمر طبيعي وحتمي، فاختلاف المصالح بين الشعوب والأمم واقع لا يمكن تغييره، وصراع الناس على المصالح، سواء أكانت مصالح خاصة أم مصالح عامة، لا يمكن أن يزول؛ لأن الاختلاف في الأفكار وعلى الأفكار طبيعي وحتمي؛ لذلك لا بد أن يوجد صراع على الأفكار وعلى طريقة العيش وعلى المصالح بين الشعوب، أي بين الدول بعضها مع بعض، إلا أن هذا الصراع يأخذ أشكالًا عديدة منها الناحية السياسية، وإذا كان التنافس التجاري والمالي يشاهد كل وقت بين الأفراد وكذلك الدول، فإن هذا التنافس قد يتحوَّل إلى صراع، وقد يتحوَّل هذا الصراع إلى حروب، وإذا كان الناس بطبيعتهم يكرهون الحروب ويحاولون حلَّ المشاكل التي بينهم بالوسائل السلمية فإن ما يكرهونه لا بد من أن يُكرهوا عليه؛ ولذلك فإن الحروب بين الناس أمر لا بد من أن يقع، ومهما حاول الناس الابتعاد عن هذه الحروب فإنهم لا يستطيعون ذلك؛ لأن آخر الدواء الكيُّ، وكذلك الدول.
مع صعود الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى سدَّة الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية بدا أن السياسة الأمريكية تُجاه الصين تتخذ مسارًا آخر يختلف عن الذي كانت تنتهجه واشنطن في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، والمفارقة أن أمريكا في عهد بايدن تؤمن بالمنافسة مع الصين، فقد أشارت إدارة بايدن إلى أنها في الوقت الحالي ستواصل الحرب التجارية التي شنتها إدارة ترامب ولكن بحشد الحلفاء والقوى الأخرى معها، واختارت بلينكن وزيرًا للخارجية لكونه مع فرض عقوبات على الصين، وقد أعلن أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ «مما لا شك فيه أن الصين تشكل أكبر تحدٍّ لنا من أي دولة أخرى؛ لكنه تحدٍّ معقدٌّ، وأن على أمريكا أن تبدأ التقارب مع الصين من مبدأ قوة وليس من مبدأ ضعف، وأن جزءًا من تلك القوة هو العمل مع الحلفاء والمشاركة مع المؤسسات الدولية». (الأناضول 20/1/2021م)
أعلنت أمريكا تخوفَّها بصورة واضحة من التمدُّد الصيني فصرح رئيسها بايدن قائلًا «إذا لم نتحرك فسوف يأكل الصينيون غداءنا، لديهم مبادرات كبرى جديدة في مجال السكك الحديدية… وإن الصين تحقِّق تقدُّمًا سريعًا في مجال تكنولوجيا السيارات الكهربائية»، وقال إنه تحدث يوم الأربعاء 10/2/2021م مع نظيره الصيني شي جين بينغ ساعتين حول العديد من القضايا منها حقوق الإنسان والتجارة والأمن. وقالت المتحدثة الصحفية باسم البيت الأبيض جين ساكي: «أعتقد أن وجهة نظر الرئيس هي أننا في منافسة مع الصين، وهو واضح بشأن مدى عمق هذا التحدي» (وول ستريت جورنال 12/2/2021م).
هذا ويمكن قراءة الاهتمام الأمريكي المتزايد بالصين بوجهين متناقضين ومتكاملين:
الأول: يتمثل في المرابطة الأمريكية في مربع المواقف الصارمة تجاه الصين باعتبار أن أمريكا تخشى أن تفقد موقعها في قيادة المشهد العالمي وزعامته، فالصين اليوم وما تمتلكه من مقومات اقتصادية ضخمة هي مهدد رئيسي لأمريكا ومصالحها، فهي تظهر أنيابها في مواقف وتخفيها أحيانًا أخرى.
الثاني: تحاول أمريكا تحسين التواصل والتعاون بين البلدين انطلاقًا من الوعي الأمريكي بأن الدفاع عن المبادئ لا يمكن أن يكون منفصلًا عن مخاطر العالم.
المنافسة بين أمريكا والصين قد تؤدي إلى كارثة:
فكل دولة تمتلك من القوة ما يجعلها تحسم الصراع لمصلحتها، وقد أدرك سياسيو أمريكا أن نتيجة هذا الصراع قد تكون عواقبه وخيمة. فقد أعرب باحث أمريكي عن قلقه إزاء تدهور العلاقات الأمريكية الصينية قائلًا «إن الأمريكيين لا يعرفون ما هي أسوأ نتيجة يمكن أن تكون» وقال راجان مينون أستاذ العلاقات الدولية في سيتي كوليدج بنيويورك في مقال نشر على موقع صحيفة لوس أنجلوس تايمز: «إنه على الرغم من أن معظم الديمقراطيين والجمهوريين الأمريكيين يتَّفقون في النظر إلى الصين باعتبارها المنافس الأكبر؛ إلا أن الجمهور ليست لديه فكرة واضحة بشأن الثمن الذي يمكن أن تؤثر به الحرب على البلدين». وحذر مينون (وهو أيضًا زميل في معهد كوينسي وكذلك في معهد سالتزمان لدراسات الحرب والسلام بجامعة كولومبيا) من أن الولايات المتحدة والصين «ستتكبدان خسائر فادحة في الأرواح والأموال إذا اشتد التنافس بينهما دون أن يكبحه أي شعور بالمصالح المشتركة وأدى إلى حرب»، وذكر أن الصين والولايات المتحدة لديهما من الوسائل ما يمكِّنهما من شن هجمات إلكترونية على الأنظمة المالية لبعضهما بعضًا، مضيفًا أن الهزات الناجمة عن تصادم بين الولايات المتحدة والصين سوف تجتاح الاقتصاد العالمي على وجه السرعة. وأعرب البروفيسور عن أمله في أن يتمكن القادة الأمريكيون والصينيون من العمل المشترك «للحيلولة دون تحوُّل المناورات العسكرية والمبارزة اللفظية إلى حرب» (أرابيك نيوز 26/11/2021م)
نشرت مجلة فورين أفيرز مقالًا للكاتب وانج جيسي يرى فيه أن كلًّا من الصين وأمريكا ترى أن الآخر هو من بدأ العداء، ويرى أن هذا التنافس الذي قد يتطوَّر إلى صراع لن ينتهي طالما أن كلا الجانبين لا يحترم مصالح الآخر، وقد ذكر فيه: «تخوض الولايات المتحدَّة والصين منافسة قد تعدُّ من أقوى المنافسات الدولية عبر التاريخ وتتنامى في كلا البلدين مشاعر الخوف من أن هذا التنافس قد يتحوَّل إلى صراع. وفي العقد الماضي أصبح هناك إجماع في واشنطن حول أهمية التصدِّي لبكين، وهو ما بلغ ذروته وقت إدارة ترامب».
استخلصت إدارة بايدن بأن الصين «هي المنافس الوحيد المحتمل أن يكون قادرًا على الجمع بين الاقتصاد والدبلوماسية والقوة العسكرية والتكنولوجية لتحدِّي النظام الدولي الحر والمستقرّ»، ويجادل كثيرون في واشنطن بأن هذا الإجماع الصارم ناتج عن التحركات العدوانية، فهم يرَون أن الصين أجبرت الولايات المتحدة على ذلك الموقف الحازم.
يؤكد الحزب الشيوعي الصيني على أن العلاقات الثنائية يجب أن تخضع لمبادئ عدم الصراع وعدم المواجهة والاحترام المتبادل والتعاون المربح للجانبين، وهو ما تحدَّث عنه شي جين بينغ في أول حديث هاتفي له مع بايدن في شباط/فبراير 2020م. والصين أيضًا مثلما الحال مع أمريكا تتخوف من الخطاب العدائي الأمريكي تجاهها، وترى أن أمريكا تمثِّل أكبر تهديد خارجي لأمنها القومي وسيادتها واستقرارها الداخلي. ومن المنظور الصيني فإن الولايات الأمريكية هي التي بدأت هذا العداء وخاصة مع ما يراه الحزب الشيوعي الصيني من أن أمريكا شنَّت حملة بدأت منذ عقود وهي مستمرة بالتدخل في شؤون الصين الداخلية وتضعف الحزب الحاكم. وتصدَّر يانغ جي شي عضو المكتب السياسي والدبلوماسي الصيني المخضرم في اجتماع أمريكي صيني رفيع المستوي في ألاسكا حيث وبَّخ علنًا المسؤولين الأمريكيين الحاضرين للتحدث إلى الصين بطريقة متعالية، وأكَّد أن الولايات الأمريكية ليس لديها المؤهلات للتحدث إلى الصين من موقع قوة.
إن المتتبع للأحداث في البلدين يرى أنهما لا يريدان المواجهة المباشرة؛ لذلك يسعى كل طرف لتهدئة الجانب الآخر، وهو وضع طبيعي لما يفتقده النظامان من رؤية واضحة المعالم لقيادة البشرية والخروج من عنق زجاجة النظام الرأسمالي الذي أدخل العالم في دوامة من الأزمات السياسية منها والاقتصادية والصحية وآخرها ما يعرف بفيروس كوفيد-19 واتِّهام كل طرف للآخر بأنه السبب وراء هذه الكارثة.
تقوم أمريكا بالحوار مع الصين والضغط عليها مباشرة، فقد تمَّ افتتاح اجتماع بين وزارتي الخارجية الأمريكية والصينية في ألاسكا يوم 18/3/2021م؛ حيث قال وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن «إن تصرفات الصين تهدد النظام القائم على القواعد والذي يضمن الاستقرار العالمي»، وقال: «سنناقش مخاوفنا العميقة بشأن الصين في شينجيانغ (تركستان الشرقية) وهونغ كونغ وتايوان، فضلًا عن الهجمات الإلكترونية ضد الولايات المتحدة والإكراه الاقتصادي ضد حلفائنا… كل تصرف من هذه التصرفات يهدِّد النظام القائم على القواعد، والذي يحافظ على الاستقرار العالمي». بينما ردَّ عليه مسؤول الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني يانغ جي شي قائلًا: «إن الصين ترفض بشدة التدخل الأمريكي في الشؤون الداخلية للصين… أعربنا عن معارضتنا الشديدة لتدخُّل كهذا، وسنتخذ إجراءات حازمة الرد، وما يتعين القيام به هو التخلي عن عقلية الحرب الباردة». (رويتر 19/3/2021م)
أعلنت إدارة بايدن في 3 آذار/مارس 2021م عن وثيقة الدليل الاستراتيجي المؤقت للأمن القومي الأمريكي، والتي تناولت موضوعات ارتبطت بمشهد الأمن العالمي وأولويات الأمن القومي الأمريكي، وتتألف الوثيقة من 24 صفحة تشكِّل التوجُّه الرسمي الأول الذي يصدر عن إدارة بايدن، وتعرض هذه الوثيقة أبرز تحدِّيات ومصادر الخطر التي تواجه الأمن القومي على المستوي العالمي، ومن هذه التحدِّيات المنافسة الصين وروسيا.
محور الصين:
الوثيقة التوجيهية المؤقتة لاستراتيجية الأمن القومي تنصُّ على ضرورة تعاون الولايات المتحدة مع العالم، وفي هذا السياق فإن الاختبار الجيوسياسي الأكثر أهمية بالنسبة لأمريكا في القرن الحادي والعشرين هو علاقتها كقوة عظمى مع الصين. وينظر إلى هذه العلاقة بأنها علاقة تنافسية بشكل عام وتعاونية عندما يتطلب الأمر ذلك، وعدائية في بعض الأحيان. ويشدد بايدن في هذا الإطار على ضرورة التعامل مع الصين من موقع قوة. (د. كريستيان ألكسندر)
أسس السياسة الأمريكية تقوم على:
حماية أمريكا والدفاع عنها ضد كل خطر يتهدَّدها أو يمكن أن يتهدَّدها
استغلال الشعوب والأمم لصالح أمريكا
هذان الأساسان اللذان ليس من المحتمل أن يجري عليهما أي تعديل واللذان ليس من المحتمل أن تكون السياسة الأمريكية مبنيَّة إلا عليهما.
ما قبل الحرب العالمية الثانية وما بعدها كانت حماية نصف الكرة الغربية بين الدول الأخرى الموجودة في العالم القديم (أوروبا) فبعد ضرب الدولة الإسلامية وإضعافها لم يبقَ في العالم القديم سوى أوروبا.
إن السياسة الأمريكية ومع تجدد الأحداث والمواقف والأحوال اقتضت تغيير سياستها بالظواهر والأشكال والوسائل والأساليب؛ ولكن الأساس ظل كما هو ثابت لم يتغير، وهو وجهها الاستعماري ونظام حكمها الرأسمالي الذي يقوم على الرأسماليين وعلى جعل الدولة وكيلة عن الأغنياء وأصحاب رؤوس الأموال الضخمة، وهذا النمط اعتمدته أمريكا منذ عام 1947م.
المستقبل للأمة:
الناظر إلى أحوال العالم والكوارث التي تسبَّبَ بها نظام العولمة الأمريكي الذي تقود سفينته الغارقة أمريكا، يرى الأمواج تتقاذفها يمنة ويسرة، فأسباب انهيار هذا النظام الوشيك قد تعاظمت وتكاثرت بصورة جعلت مفكري الغرب في حالة من الخوف والفزع لما ستؤول إليه الأحوال في المستقبل القريب، وبات تحرير شهادة وفاة النظام الرأسمالي جاهزة، فقط ينتظرون إعلان الوفاة ويعقبها ميلاد حضارة جديدة بمفاهيم مختلفة تمامًا لنظرته للكون والإنسان والحياة.
إن النظام الرأسمالي الذي طغى على العالم لثلاثة قرون أظهر عجزه عن حل مشاكل العالم المتجدِّدة، وقد تعاظمت المصائب على هذا النظام، وظهرت الدولة الأولى التي تتبنَّى المبدأ الرأسمالي في حالة من الهُزال والضعف والوهن، سواء أكانت المسبِّبات خارجية أم كانت داخلية، مثل ما جرى في الانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة الأمريكية واقتحام مبنى الكونجرس الأمريكي من قبل أنصار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب وأحداث والشغب التي صاحبتها، حينها كتب مفكرو الغرب عن فشل الديمقراطية وسقوطها في درك سحيق، فقد أوردت صحيفة الديلي تلغراف للكاتب نيك ألين من واشنطن تحت عنوان «حشود غاضبة تقتحم مبني الكابيتول الأمريكي تعكس رغبة ترامب في السلطة بأي ثمن» يقول فيه: «إن صور الحشود الغاضبة التي تقتحم مبني الكابيتول الأمريكي ستلوِّث إلى الأبد إرث دونالد ترامب، وتمثِّل واحدة من أحلك اللحظات في التاريخ السياسي الحديث لأمريكا» وأضاف: «بينما تسلَّق أنصاره جدران المعقل المقدس للديمقراطية الأمريكية أصيب العديد من الأمريكيين الذين كانوا يشاهدون ذلك على شاشات التلفزيون في جميع أنحاء البلاد بالصدمة والفزع والاشمئزاز».
هذه هي حقيقة الديمقراطية، فقد ظهرت سوءتها وبان كذبها وخداعها وما كانت تخفيه، وتجلَّت الحقائق للأمة؛ وبهذا يكون النظام الرأسمالي الديمقراطي في النزع الأخير قبل أن يُشَيَّع إلى مثواه في مزبلة التاريخ، وستظلُّ أمريكا تعاني منها إلى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولًا، فكل الدول الرأسمالية فشلت في مجابهة الفيروس ولم تقدِّم للعالم وشعوبها أي معالجات (فاقد الشيء لا يعطيه) بل زادت الطين بلة، فالفكر الغربي عقيم في ولادة أفكار خلابة خصبة منتجة. فالأسباب التي تجعل من منظومة العولمة تقترب شيئًا فشيئًا من الانهيار الكامل للنظام الديمقراطي العلماني كثيرة جدًا ولكن سنتحدث عن أبرزها في خضم الأحداث الجارية وترقُّب الناس لنظام يغيِّر وجه التاريخ، فما هو هذا البديل؟
إن النظام الرأسمالي الذي هو نتاج فكرة الحل الوسط، أي فصل الدين عن الحياة، جعل من الإنسان مُشرِّعًا، والإنسان مهما سما عقله ونما إدراكه فهو محدود؛ لذلك كان لا بد لمريدي النهضة من البحث عن نظام شامل وكامل يحيط بجميع الأحوال والحوادث، نظام من خالق الكون والإنسان والحياة، وهو الله سبحانه وتعالى، فهو المشرِّع الحق، فهو يعلم ما يضرهم وما ينفعهم. ولفشل النظام الرأسمالي وموت الشيوعية، أصبح الإسلام هو أمل المظلومين والمكلومين من جحيم تلك الأنظمة، ودولة الخلافة الراشدة القادمة بإذن الله هي وحدها القادرة على إنقاذ العالم من شرور الرأسمالية. والأمة الإسلامية على أهبة الاستعداد، وعلى أحرٍّ من الجمر وباستطاعتها أن تقود العالم من جديد كما قادت الخلافة العالم من قبل ثلاثة عشر قرنًا من الزمان، وإن الأجواء مهيَّأة أكثر من أي وقت مضى، ونحن مطمئنون بوعد الله لعباده المؤمنين، قال تعالى: (وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنٗاۚ) وتمرُّ علينا هذه الأيام الذكرى الـ101 لهدم الكفار دولة الخلافة وقد بشَّرنا النبي صلى الله عليه وسلم بعودتها «إِنَّكُمْ فِي النُّبُوَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» ثُمَّ سَكَتَ. [مسند أبي داود الطيالسي].
الأمة اليوم أدركت خيانة حكامها وعمالتهم وتفريطهم في مقدسات الأمة، ومشاركتهم للعدو في محاربة عودة الإسلام إلى دفَّة الحكم والدولة، ولا ننسى هبَّة الأمة ضد الحكام وخلعهم، هنا ارتعد الغرب وحاك الدسائس ونسج خيوط المؤامرات لوأد الثورات؛ ولكن الحمد لله فقد خاب فألهم بينما الأمة تغلي، ولن يهدأ لها بال حتى تقيم دولتها، دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة بإذن الله، فالصورة حتى تكتمل تنتظر أن يقوم أبناء الأمة بالعمل الجاد والمضني، كل بحسب طاقته. ويقع العبء الأكبر على العلماء الربَّانيين والمفكِّرين والخطباء والإعلاميين، وعلى الأمة الانخراط والسير مع حزب التحرير؛ رائد الدعوة إلى الخلافة فهو أمل الأمة للخلاص وإعادة أمجاد الأمة المفقودة. وقد أعدَّ حزب التحرير بقيادة أميره العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة عدَّته من تجهيز رجال دولة أكفَّاء، ووضع دستورًا للدولة جاهزًا للتنفيذ من اليوم الأول لقيام الدولة الوليدة. فيا جيوش المسلمين من منكم ينال شرف إعطاء النصرة لحزب التحرير ومبايعة خليفة للمسلمين، وحينها يفرح المؤمنون بنصر الله؟.
2022-05-05