صراع الحضارات! حتى لا تذوب الحضارة الإسلامية وتضمحل وتذوي! (2)
2020/12/28م
المقالات
3,264 زيارة
ثائر سلامة، أبو مالك
من البدَهي أن أي أمة من الأمم تمتاز على غيرها بسموِّ مجموعة القيم والعقائد والتصورات والتشريعات التي تشكل حضارتها وطريقة عيشها عن أمة أخرى لم تشاركها ذلك السموَّ، وبذا تحقق الأمة الإسلامية خيريتها ورفعتها على غيرها من الأمم! (كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ). وإننا، بعد النظر والتدبر، لم نرَ عقيدة حية تمثَّلت في نظام حياة وطريقة عيش، وتبلورت منها مجموعة القيم الرفيعة السامية السامقة، بصورة انتفت منها التناقضات، إلا ما كان في العقيدة الإسلامية والتشريع الربَّاني!. وأما باقي الحضارات فقد عجَّت بالتناقضات، وبالتصورات المغلوطة، وسيطر بها قويُّها على ضعيفِها، وحملت لواء الجاهلية والفساد والاستعمار والاستعباد والدمار للبشرية. فكان الوعي على هذه الحقائق من أخطر ما على الأمة الإسلامية، وهي تتلمس طريقها للنهوض وتقطع فيه أشواطًا بعيدة، أن تقف عليه!.
ولا يظننَّ ظانٌّ أن الحضارة عالمية تتوارثها الأمم، حتى إذا ما حطَّت رحالها في الغرب وأفرغت حمولتها من رصيد تراكم الخبرات البشرية بلغت ذروتها وأضحت القبلة التي يجب أن يتوجه إليها الباحثون عن السعادة والرقي… لا يظننَّ ظانٌّ هذا، إذ يرى «إشبنجلر» (1880-1936)م أنّ «لكلّ حضارة كيانها المنعزل عن غيرها من الحضارات، وكلّ منها يكوِّن وحدة أو دائرة مقفلة بنفسها. وما يشاهَد من تشابه في الموضوع بين حضارة وحضارة فهو تشابه في الظاهر، لأنّ كلّ حضارة تعبير عن روح، والروح تختلف بين حضارة وحضارة. وإذا اشتركت العناصر الخارجيّة المؤثِّرة في حضارتين تقبَّلت كلّ منهما هذه العناصر على نحوٍ مباين كلّ المباينة للنحو الّذي تتقبّل عليه الحضارة الأخرى هذه العناصر؛ لأنَّ كلًّا منها لا تستطيع أن تهضم هذه العناصر إلاَّ إذا أحالتها إلى طبيعتها. وهكذا تبطل أوهام المؤرِّخين عن التأثير والاستمرار والوحدة التاريخيّة»[1].
وها هو «توينبي» «يرفض فكرة وحدة الحضارات التي يرى أنّها فكرة أملتها آراء المؤرِّخين الغربيّين الخاطئة التي استمدُّوها من بنيتهم من نظرتهم الخادعة التي أرادوا بها أن يحقِّقوا نظامًا اقتصاديًا غريبًا على العالم بأسره طبقًا للنموذج الغربيّ بالذات، توطئة لتوحيده سياسيًا على النمط الغربيّ. فالمؤرِّخون الغربيّون لا سيّما المحدَثون منهم يرَون أنَّ هناك منبعًا أساسيًّا للحضارة هو المنبع الغربيُّ؛ لذا فهم ينتهون، بحكم نظرتهم هذه، إلى وحدة الحضارة العالميّة»[2].
وكذلك يعترض صاموئيل هانتنغتون على الذين يقولون «إنَّ الحضارة الغربيّة هي حضارة كونيّة كلِّيَّة تناسب كلَّ الناس» بقوله: «إذا كان صحيحًا على المستوى السطحيِّ أنّ الحضارة الغربيّة تخلَّلت حقًّا باقي العالم، فإنَّ المفاهيم الغربيّة، على مستوى أساسيٍّ بدرجة أكبر، تختلف بصورة أساسيّة عن تلك السائدة في الحضارات الأخرى. فالأفكار الغربيّة عن الفرديّة والليبراليّة والدستوريّة وحقوق الإنسان والمساواة والحريّة وحكم القانون والديمقراطيّة والأسواق الحرّة وفصل الكنيسة عن الدولة، ليس لها عادة، جاذبيّة كبيرة في الثقافات الإسلاميَّة والكونفوشيوسيَّة واليابانيَّة والهندوسيَّة والبوذيَّة أو الأرثوذكسيَّة… إنّ المفهوم القائل إنّه يمكن أن تكون هناك «حضارة عالميّة» هو نفسه فكرة غربيّة تتناقض بصورة مباشرة مع خصوصيّة معظم المجتمعات الآسيويّة وتركيزها على ما يميّز شعبًا عن آخر»[3].
وممّا يقوله مثلًا «نيقولاي دانيليفسكي» الروسي (1822-1885)م: «ليس هناك حضارة واحدة، وإنمّا هناك طُرز من الحضارات لكلٍّ منها خصائصُها ومميِّزاتُها. والتاريخ البشريُّ في مجموعه لا يسير في خطٍّ مستقيم يتَّبع اتّجاهًا واحدًا ونزعة بذاتها، وإنَّما هو في الحقيقة مكوَّن من حركات مختلفة الاتِّجاهات تتبع خطوطًا متباينة وتكشف عن وجهات أو قيم كثيرة خلال الطرز المختلفة من الحضارات. ولكلِّ حضارة قيمها الخاصَّة»[4]. ويقول «موريس كروزيه»: «أمّا أن نكون أمام حضارات متعدِّدة لا حضارة واحدة ليس بينها ما يدَّعي الرئاسة المحتومة، فهذا أمر مسلَّم به اليوم بين علماء الأجناس البشريَّة والمؤرِّخين والعلماء الاجتماعيين، إذ يُقرُّ هؤلاء بالإجماع أنَّ لكل جماعة بشريَّة على شيء من النظام، حضارتها الخاصّة، حتى أنَّ للأقوام المتوحِّشة حضارتها الخاصّة بها. كذلك من الأمور المسلَّم بها اليوم عدم الأخذ بالنظريّة الضيقة التي تقول بتاريخ واحد للحضارة»[5].
ومما نقوله نحن، بأن أمة امتلكت هذه الحضارة السامقة الراسخة بقيمها ومُثُلها وتصورها وتشريعاتها، لا يمكن أن تتنازل لتأخذ وتستقي من حضارات قائمة على الاستعمار ونهب خيرات الشعوب، والعنصرية والجشع الرأسمالي أي قيمة أو تشريع مهما كان!
وبنظرة متفحصة للحضارات نشوءًا وارتقاءً، نرى أن الحضارات تقوم على أسس تحدد لمن يتحضر بهذه الحضارة وجهة نظر في الحياة، قد تكون هذه الأسس نتاج عقيدة عقلية كما هو الحال في العقيدة الإسلامية أو في العقيدة الرأسمالية، أو قد تكون هذه الأسس نتاج موروثات من العادات والتقاليد والنظم التي يحيا عليها مجتمع ما، أو بمفاهيم اعتنقها أصحاب القوة في مجتمع ما، وفرضوها على الناس، فتمثَّلت في حياتهم، فإنْ فشل أصحاب القوة في إقناع الناس بها بقيت تركيبة مجتمعهم هشة، لا تتحول مع هشاشتها هذه الأفكار إلى أن تكون حضارة، كحال الشيوعية في نموذج الاتحاد السوفياتي البائد، وفي كلتا الحالتين الأوليين، حدَّدت له حضارته وجهة نظر في الحياة، ومفهومًا معينًا للسعادة، ومقاييس يقيس عليها سلوكه وتصرفاته، وبالتالي فلا بد لكل حضارة من مجموعة من المصطلحات والمفاهيم المنبثقة عن عقيدتها، وأيديولوجيات ذات منطلقات محددة مترابطة نشأت نتاج حل العقدة الكبرى، فهي ومصطلحاتها ومفاهيمها المنبثقة عن عقيدتها، والقيم التي تسعى لتحقيقها كلٌّ منسجم يهدف إلى إيجاد نمط معين من العيش يحياه من يؤمن بهذه الحضارة. وبالتالي فلا يبحث عن التشابه في الفروع إلا من لم يقف على بنية الحضارات الفكرية وقيامها على أيديولوجيات ذات منطلقات محددة مترابطة، لا يمكن أن يوفّق بينها في أصولها إلا أن يغير في أساسها الذي قامت عليه أي في عقيدتها وفكرتها الأساسية، ولا في فروعها لأن هذه الفروع منبثقة عن تلك الأصول وتعمل خادمًا لها من أجل ضمان الوصول إلى هدف الحضارة من إيجاد نمط معين من العيش لتحقيق قيم معينة في ذلك المجتمع الذي يحيا تلك الحضارة. ومن أخذ الفروع منفصلة عن أصولها، ووضعها في منظومة فروع حضارة أخرى، لم يزِدْ على أن أوجد عناصر غريبة في تركيبة الحضارة الثانية لا توصل إلى غاياتها ولا تحقق للمتحضرين بها السعادة، بل تضعهم في دوامة التناقضات.
وبنظرة متفحصة لنظام الإسلام، نجده منظومة متكاملة له طبيعة اقتضت تميُّزه، وأعطته شخصية متميزة مستقلة، فهو ينظم حياة الإنسان، «لا في الحياة الدنيا وحدها؛ ولكن كذلك في الدار الآخرة، ولا في عالم الشهادة وحده؛ ولكن كذلك في عالم الغيب المكنون عنها، ولا في المعاملات المادية الظاهرة وحدها؛ ولكن كذلك في أعماق الضمير، ودنيا السرائر والنوايا، فهو مؤسسة ضخمة هائلة شاسعة مترامية، ولا بد له إذًا من جذور وأعماق بهذه السعة والضخامة والانتشار أيضًا»[6] من هنا كان دخول الباطل في منظومة الحق هذا مفسدًا لها، ولا يشدُّ من أزر بعضها، كان دخوله معطِّلًا لانتظامها، معطِّلًا لعمل أنظمتها التي تتكامل بعضها مع بعض لتحقيق غاياتها، كجسم غريب تزرعه في النظام فيشتغل النظام في حل المشاكل الناتجة عن ذلك الجسم الغريب، بدلًا من أن يستمر في التفاعل والانتظام والإنتاج والتكامل والنبض بالحياة!… كان دخول الباطل في هذه المنظومة معطِّلًا لغاياتها من تحرير البشر من عبادة البشر، فيكرسها، مخالفًا شروط الحق من الكفر بالطاغوت أولًا، مكرسًا للإيمان بالطاغوت بدلًا من الكفر به!؛ لذا نجد أن موقف الحق من الباطل صارم، إذ بدأ الإسلام وسط ركام هائل من نتاج الحضارات الأخرى، الفرس وشعرهم، واليونان وأساطيرهم وماورائياتهم وآلهتهم وأنظمتهم المجتمعية والسياسية، واللاهوتيون وفلسفتهم، والهنود وتصوفهم وآلهتهم؛ لكنه لم يأخذ من هذا كله ولا مثقال ذرة أو أدنى من ذلك أو أكثر، لا تصورات عقدية، ولا أنظمة حياة!… جاء الحق بغاية لا يمكن تحقيقها بالأخذ من قيم الحضارات الأخرى، تلك هي رضوان الله تعالى، وجزاؤه على الأعمال الجنة، ووعده بالنصر والتمكين والاستخلاف لمن آمن وعمل صالحًا، جاء ملزمًا باستقاء الأوامر والنواهي من الوحي حصرًا، فالإسلام لا يؤخذ إلا من الوحي حصرًا، والحساب لا يكون إلا على اتباع الوحي أو الإعراض عنه حصرًا، والأمر باتباع الوحي حصرًا، والهداية لا تكون إلا بما نزل به الوحي حصرًا، ولا مكان للعقل في التشريع إلا الفهم والاستنباط، والأحكام لا تتبدل بتغير الزمان والمكان، كيف والرسول صلى الله عليه وسلم لا يحق له أن يبدله من تلقاء نفسه، فكيف بمن هم دونه صلى الله عليه وسلم؟؛ لذا كان من أخص مقتضيات المنهج الإسلامي فرض عزلة شعورية كاملة مع الجاهلية ونظمها، خاصة مع أعلى مراحلها المتمثل بالطاغوت؛ إذ الموقف منه موقف كفر خالص، عزلة عن الصلات بالمجتمع الجاهلي وقيمه وعرفه، واتصال وثيق بالقيم الإسلامية، وتجرد وانخلاع كامل عن تصورات الجاهلية والباطل والطاغوت، وولاء تام للحق وقضيته، يتخلله تمحيص ينقي الحق وأصحابه عن الباطل، يميز به الخبيث من الطيب!
المنهج الإسلامي يوضح أن الحق لا ينتصر بالباطل، فيختلط على الناس؛ إذ عادة ما تبدأ الاستعانة بالباطل أنملة فشبرًا فذراعًا فباعًا، بل ينماز الحق عن الباطل بصفته القوية المتجسدة فيه بوصفه الحق، بقيمه التي يريد بها هزيمة الباطل، فلا يكتفي بالاستغناء المطلق عن الباطل، بل يعلن حربه الشاملة عليه حتى يخلعه من جذوره! فالحق أبلج، واضح ساطع، محجة بيضاء ناصعة لا رماد فيها ولا سواد، يطلب من أهله أن ينتزعوا أنفسهم من حظوظ أنفسهم، فيتحملوا المشاق والأذى، ويصبروا، ويصابروا، ويرابطوا، مؤمنين بوعد الحق بالنصر للحق، مستسلمين استسلامًا تامًا كاملًا لله ومنهجه، فهذا الاستسلام التام من مقتضيات الإيمان.
بهذا الاستسلام، أبطل الشرع الخمر والميسر والأنصاب والأزلام، وعادات الجاهلية وقيمها، وقياداتها وصناديدها في لمحة عين من المجتمع الذي نشأ على نقيض ذلك قبل الإسلام، ولولا ذلك، لما أبطل شيئًا منها إلى يومنا هذا؛ لذلك، يجب أن يحارب المسلمون بكل شراسة أي محاولة لتمييع الإسلام، وأي محاولة لأخذ أي قيم من حضارات أخرى، أو أديان أخرى، أو ثقافات أخرى، لقد جاء الإسلام بمنهج حركي عملي واقعي شامل متكامل ليحكم الحياة وليغير نظرة الإنسان ويضبط سلوكه، عبر الحكم والسلطان والتمكين والاستخلاف؛ لتقوم الحضارة الإسلامية بتحقيق العدل والإنصاف، وإحقاق الحق، وإبطال الباطل، ليسعد الإنسان في الأرض ويحقق الوظيفة التي خلق لأجلها!
وبنظرة متفحصة نجد أن الأمة الإسلامية بعد أن سقطت دولتها، ولم يعد التشريع الإسلامي يحدد لأبنائها سلوكهم إلا في إطار ضيق، فإنها قد وقعت ضحية محاولة الحضارة الغربية السيطرة عليها وتذويب شخصيتها وطمس معالمها، وخلط حقها بالباطل بعد أن عجزوا عن حربه بتقديم بديل فكري أو حضاري له، ونهب ثرواتها، بل ومحاولة إفنائها؛ لذلك، وفي غربتها تلك عن شريعتها، لاحظنا أنها -في لحظة مهمة من تاريخها أواسط القرن العشرين- قد شكَّت في صلاحية شريعتها للتطبيق، وفي قدرتها على النهوض لبناء حضارتها من جديد، وبرزت طائفة منها تريد التدرج في حرب الباطل بسلوك طريق يستعين بالباطل بعض الطريق، وما فطنوا أن هذا المنهج بالغ الخطورة، بالغ الحرمة، ينبي عن ضعف التصور والاعتقاد، ويبتعد عن معدن فهم الشريعة وطبيعتها، وطبيعة الصراع بين الحق والباطل، من هنا تكمن أهمية هذا الكتاب الذي يحاول أن يقدم للأمة الإسلامية شريعتها بشكل عملي تطبيقي يبرز مزاياها ويعدد محاسنها، وخصائصها ومقوماتها، وفعاليتها في التجسد في الواقع، وطريقة خوضها لصراع الأفكار الباطلة، ويقارن ذلك كله بما في الحضارة الغربية من تشريع ومقومات وأيديولوجيا؛ لأن الضد يظهر حسنه الضد!
بعض ملامح آثار الفوضى التشريعية، وهيمنة الحضارة الغربية على العالم الإسلامي
لو أنعمنا النظر في التحولات الخطرة التي أسبغتها هيمنة الحضارة الغربية وتسلطها اليوم في العالم وعلى البشرية، والتي أعادت هيكلة الإنسان في هذا العصر وفق رؤية علمانية ميكانيكية، أرخت العنان لنسج حياته وفق ماكينة مادية بحتة، فَصَلَتْهُ عن ذاته، وسحقت كينونته، ليتمظهر إنسانًا غريبًا عن إنسانيته، معرضًا عن إله السموات خالق الكون والإنسان والحياة، وعن فردوس السماء الموعود جزاءً على إحسان العمل في هذه الحياة، مقبلًا على عبادة آلهة أرضية جديدة، محجوبة بغطاء العلمانية والحداثة حينًا، وستار التقدم التقني حينًا آخر، تَعِدُهُ بفردوسٍ أرضيٍّ تسوسه الرغبات والشهوات الهائجة، وتعظيم اللذات، فأورثته هذه النظرة الأرضية ضنك المعيشة، وشقوة الروح[7]، وخواء الفكر، وحيرة ولا أدرية تسربل بها، ولم يعد يبالي!.
لو أنعمنا النظر أكثر لوجدنا انقلابًا كاملًا على مفاهيم الثقافة والحضارة بتفريغها التام من كل قيمة ومعنى، ومن كل بعد إنساني يمثل سُلَّم القيم الاجتماعيّة والمعارف والمعتقدات والفنون والأخلاق والتقاليد والفلسفة وباقي المواهب والقابليّات والعادات المميزة للمجتمعات، وتحويلها إلى القيمة المادية والمنفعة الآنية واختزالها في زيادة الإنتاج والتسويق والربح فقط، ومراكمة الكم على الكم، من سلع ومعدلات إنتاج واستهلاك، حتى غدا الاختراع هو أبو الحاجة، وتحوَّل الإنسان نفسه ليكون سلعة، أو مادة دعائية لترويج سلعة لا يزيد ثمنها عن ربع دينار! وتحولت المجتمعات من أن تكون كيانات ثقافية تتجسد قيمها في نمط عيشها إلى مجموعات استهلاكية، لم تلبث طويلًا بعد خوائها الفكري الثقافي الحضاري ذلك، والذي صاحبه إذكاء لنار العنصرية والتفرقة والتناحر والإفناء، حتى دارت فيما بينها رحى حروب ودماء تسفك لها أول وما لها آخر، وانبهر الناس بالتقدم التكنولوجي على حساب التراجع الشديد في مجال القيم الإنسانية، ولم تتمكن العلوم والتقنية من حل مشكلات العالم، ولا أفضت لتفسير معنى الوجود، ولم تزد اللاأدريين إلا مزيدًا من الشك والتِّيْهِ والوَحشةِ والحيرة والصدود؛ لذلك، نجد أن العلمانية لم تجب على الأسئلة المصيرية للإنسان، فكانت أوّل مبدأ في تاريخ البشرية يقوم على تجاهل قضية الإنسان المصيرية، مما أنتج حضارة الشقاء والقلق؛ حيث يعيش الإنسان جاهلًا بكينونته وصيرورته. يقول كولن ولسون في كتاب (سقوط الحضارة): «أَنْظُرُ إلى حضارتنا نظري إلى شيء رخيص تافه، باعتبار أنها تُمثل انحطاط جميع المقاييس العقلية». ويقول المؤرخ أرنولد توينبي: «إن الحضارة الغربية مصابة بالخواء الروحي الذي يُحوّل الإنسان إلى قزم مشوّه يفتقد عناصر الوجود الإنساني، فيعيش الحد الأدنى من حياته، وهو حد وجوده المادي فحسب، والذي يُحول المجتمع إلى قطيع يركض بلا هدف، ويُحول حياته إلى جحيم مشوب بالقلق والحيرة والتمزق النفسي». ويقول الكاتب والسياسي الفرنسي أندري مالرو: Malraux «حضارتنا هى الأولى في التاريخ، التى إذا طرح السؤال الأهم «ما معنى الحياة؟»، أجابت «لا أعرف” على مدى القرن، فشلت كل محاولات الإجابة”![8] على الرغم من أن هذا السؤال لصيق بالفكر الإنساني، وشرط أساسي لإدراك كينونة الإنسان كي لا يقع في الخواء الفكري، والفراغ الأخلاقي، والشذوذ السلوكي. ولقد أدى هذا الخواء الفكري والفراغ القيمي، والإفلاس الحضاري الذي أوصلت الحضارةُ الغربيةُ العالمَ اليومَ إليهِ إلى تهديد غير مسبوق للبشرية يكاد يصل بها إلى حافة الهاوية على حد تعبير سيد قطب رحمه الله، فإن البشرية لا يمكن لها أن تحيا وتعيش وتعمر الأرض خاوية من القيم، سائرة على غير هدى بغير مصباح ينير لها دربها لتدرك فيه رسالتها في الحياة، ووظيفتها في الوجود، بما يحقق للإنسان إنسانيته، وللمجتمع علاقاته الصحية السليمة، فلم يعد لدى الغرب ما يقدمه إلا حقوق الشوَّاذ، والانفلات الأخلاقي، والتباعد الاجتماعي، والتفكك الأسري، والترهل الرعوي للدولة، وسوء الرعاية الصحية والنفسية، حتى انتشرت الأمراض النفسية والعقلية بشكل مرعب في الدول الغربية.
وحين يقدم الغرب «قيمه» للبشرية ويصارعها للإقرار بها، فإنها تتجسد بأفظع صور الاستعمار، فمثلًا تتمحور «حقوق الإنسان» لديهم في إطار السوق الحرة لا الحقوق الاجتماعية، فبحسب توماس فريدمان، كبير مراسلي الشؤون السياسية في صحيفة النيويورك تايمز، فإن الموجِّه الرئيسي لسياسة بوش في حرب الخليج، ينبع من أنه «إذا لم تحترم الحدود السياسية بين الدول ذات السيادة فإن الفوضى ستحكم العالم»، ويوضح فريدمان: «إن نصر أمريكا في الحرب الباردة كان نصرًا لمجموعة من المبادئ السياسية والاقتصادية تقوم على الديمقراطية وحرية السوق» وفي النهاية سيفهم العالم أن «السوق الحر هو المستقبل، ذلك المستقبل الذي تمثل فيه أمريكا صمَّام الأمان والنموذج الذي يحتذى»[9]
والأمريكان يغلفون دعواتهم بغلاف نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان، مثل منع التعذيب والضرب والقتل وتحسين أمن الناس، هكذا في خطاباتهم التي يروجون بها لمبادئهم؛ ولكن المتعمق في فكرهم الليبرالي الذي يمثله منظرو البنك الدولي وصندوق النقد يدرك أن الحقوق يجب أن تتمحور حول الأسواق الحرة وسيادة القانون، من قبل الحكومات التي تُفْرَضُ من قبل الاحتلال، لا الحقوق الاجتماعية أو توفير الحاجات الاجتماعية، ففكرة حقوق الإنسان تتمحور في إطار ضرورات الإمبريالية الليبرالية والتجارة العالمية الحرة، وتشريع القوانين التي تخدمها.[10]
يقول جون بيلجر «لقد تسبب بيل كلينتون، وجورج بوش، وتوني بلير وأسلافه من المحافظين في إلحاق الوفاة في العراق لعدد من الناس يزيد على عدد الذين قتلوا بواسطة جميع أسلحة الدمار الشامل في التاريخ، وفقًا لما انتهت إليه دراسة أمريكية» فكيف يمكن أن نصدق دعواهم بالحرص على حقوق الإنسان وهم أكثر من أهدرها وضيَّعها وحاربها!.
لم تقدم الحضارة الغربية للبشرية إلا التفرد والتوحد، والركض وراء المال والشهرة، والظن بأن التقدم التقني هو السبيل لرفاهية العيش، تلك الرفاهية التي قوام ميزانها أن يزيد الأثرياء غنًى، والفقراء فقرًا، تلك الرفاهية التي زادت قدرة الدول الاستعمارية استعمارًا ونهبًا للخيرات، وتركت باقي أمم الأرض نهبًا للأطماع وتحت رحمة أباطرة الدكتاتورية، وغلاة الاستعباد وسوء الرعاية!
لم يعد بمقدور الغرب أن يواري سَوْءَته، فهو أول من يهضم حقوق المرأة، حين يزكم أنوف العالم بالدفاع عن حقوقها، دون أن يقدم رؤية صحيحة – بل ولا حتى أي رؤية – لدور المرأة في المجتمع والأسرة والحياة، ويكفي أن ترى حجم التفاوت في أجور النساء مقارنة بالرجال في كل الديمقراطيات الغربية، ويكفي أن ترى التفكك الأسري والشقاء الذي تكابده النساء والرجال على حد سواء في تلك المجتمعات، والإحصائيات الموثقة لنتيجة تطبيق أنظمتهم واضحة للعيان وتري حجم المأساة التي تكرس العنصرية وسوء معاملة أصحاب البشرة الداكنة، ومحاربة فرنسا للباس المرأة المسلمة ومنعها من التعليم والعمل في كثير من المجالات، واتخاذ المرأة سلعة لترويج المنتجات!
يكفي أن ترى -مثلًا- كيف تنهب فرنسا قارة أفريقيا جهارًا نهارًا لتحافظ على بقائها في نادي الدول العظمى، ولك أن تفكر كيف أنه خلال الخمسين سنة الأخيرة، ومن إجمالي 67 انقلابًا تمَّ في 26 دولة في أفريقيا، كان نصيب المستعمرات الفرنسية السابقة حصول الانقلابات في 16 دولة تابعة لها، بمعدل حصول 61% من الانقلابات في دول أفريقيا الفرانكوفونية؛ لتبقى الحكومات التي تحكم تلك الدول في قبضة فرنسا، ولتمنع أي رئيس منتخب من أن يُخرج تلك البلاد من قبضتها الحديدية!
وسنة بعد سنة تبتز فرنسا من أفريقيا ما يزيد على خمسمائة مليار دولار[11] سنويًا، كما صرحت الدكتورة أريكانا، مبعوثة الاتحاد الأفريقي للولايات المتحدة؛ وذلك ليكون معدل الناتج القومي لفرنسا في حدود التريليون ونصف سنويًا، وهي التي لا تنتج إلا العطور وطائرات الإيرباص! فمن أين لك هذا! في حين أن السعودية التي تنتج عشرة ملايين برميل نفط يوميًا، لا يكاد يصل ناتجها القومي أقل من نصف تريليون سنويًا! فتأمل! وبعد نحو سنة من وصوله قصر الإليزيه، وتقلّده منصب رئاسة فرنسا، أي سنة 2013م، قال الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند: «فرنسا، مع أوروبا، تود أن تكون أكثر مشاركة في مصير أفريقيا»، أي أن بلاده مازالت تسعى للتحكم في مصير الأفارقة لوقت أطول. وقبل ذلك بسنوات، في مارس/آذار سنة 2008م، صرّح الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك قائلًا: «دون أفريقيا، فرنسا ستنزلق إلى مرتبة دول العالم الثالث” وقد سبقهما في ذلك سلفهما فرانسوا ميتران حيث قال عام 1957م، قبل أن يتقلد منصب الرئاسة: «دون أفريقيا، فرنسا لن تملك أي تاريخ في القرن الواحد والعشرين»[12]. فهذه هي قيادة الحضارة الغربية للبشرية، قيادة استعمار وحروب ونهب للخيرات، ونشر للفقر والتطاحن حتى يبقى العالم الثالث ثالثًا، لا ينهض ولا يتمتع بحياة!
لقد كانت الأمة الإسلامية حاملة مشعل الهداية والحضارة والعلم والرفاهية بين الأمم كافة، ثم إنه في البداية، كانت المواجهة الشرسة بين الدولة الإسلامية وبين النصارى الأرثوذوكس، ممثلين بالدولة البيزنطية، ومن ثم انضم الكاثوليك إبان الحروب الصليبية الأولى إلى الأرثوذوكس في حربهم، وما كادت الحروب الصليبية تنتهي إلا وكان البروتستنت قد انضموا لهم، وها هو التاريخ يعيد نفسه، فينضم إلى ركبهم اليهود، والهندوس، والصينيون، بل إنك لا تكاد تجد أمة في الأرض إلا وتداعت على أمة لا إله إلا الله. وإن تعجب، فعجب أن ترى دخول الروس الشيشان إبان تحررهم من شيوعيتهم التي كانت تعتبر النصرانية أفيون الشعوب، وإذ هم يرفعون شعارات الأرثوذكس وصلبانهم على دباباتهم التي تجتاح الشيشان، وتجتاح الشام وليبيا، والمسلمون فاغرو الأفواه، لا يملكون حيلة ولا سبيلًا! فهل من سبب جَرَّأَ روسيا الحقد رأس الضلالة والإرهاب، والعالم الغربي الجشع الكافر الذي ما زال يعيش بعقلية القرون الوسطى الظلامية، على العالم الإسلامي بهذا الشكل الفج القذر، وبكل أشكال الإبادة الممنهجة إلا لعلم الغرب بغياب الحامي والدرع الواقي للأمة الإسلامية ألا وهو الخلافة، وإلا بسبب تفرقها شذر مذر؟!
ثم بعد قرون متصلة من ملاحم الصراع بين العالم الإسلامي وبين الغرب على وجه الخصوص، أذنت شمس المسلمين التي سطعت على أصقاع الأرض بالغروب، فأضحت بلاد المسلمين تموج بموجات استعمار عسكري وسياسي وثقافي واقتصادي؛ إذ تمكن الغرب من إقصاء نظام الإسلام عن الحكم، ومزَّق الأمة الإسلامية بضعة وخمسين كيانًا كرتونيًا، وسيطر على مقدراتها وثرواتها، ونصب نفسه قدوة لها ومثالًا، الأمر الذي نتج عنه وصول المسلمين إلى الحضيض في الهبوط الروحي، والتخلف المادي والتأخر الفكري والانحطاط السياسي، وتفشى التعسف والظلم والجور في البلاد، وتقطعت أواصر الإخاء بين المسلمين لتحل بينهم روابط القومية والقبلية والوطنية والطائفية الضيقة، وما من يوم يمر عليهم بعد هدم خلافتهم، إلا وهو قاتِمُ الأعماق أسودُ النَّواحي، مظلمٌ شديدُ الحُلْكَةِ، مُخَضَّبٌ بدماء المسلمين، وأعراضهم، ونهب خيراتهم، وتسلط رعاعهم وطواغيتهم عليهم، واستباحة بيضتهم، وتسلط عدوهم، لا تسمع فيه إلا صراخ اليتامى، ونوح الثكالى، وقهر المقهورين، وأنين المظلومين، وقرقرة بطون الجائعين، فهل أوصل خير أمة أخرجت للناس إلى هذا المكان المنكود بين الناس إلا بُعدُها عن تطبيق شرع ربها؟ قال تعالى: (وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِي فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةٗ ضَنكٗا)!…
لقد أعمل أعداء الأمة في جسدها، وأعملت الأمة في إعراضها عن شرع ربها في جسدها الأمراض والبلايا، فانتشر السرطان فيها انتشار النار في الهشيم، وأي كلام في أعراض المرض دون معالجة أصل الداء جريمةٌ في حق المريض لا تزيد السرطان إلا استفحالًا، وأي عمل لا يصب في معالجة أصل البلاء، لا تقرب الأمة من حل مصائبها شبرًا بل تباعدها عنه أميالًا!
وقد نزلت بالأرض كلها طوام الأحكام الوضعية، ودَهَتْهَا دَاهِيِةُ الجَاهِلِيِّةِ، وأُقْصِيَتْ عنها جُلُّ الأحكامِ الشَّرْعِيَّةِ، ولم يتبق في أيدي المسلمين من أحكام الإسلام إلا بعض أحكام العبادات والأحوال الشخصية، وهُدِمَتْ دولةُ الحَقِّ، واقْتَحَمَتْ دَوْلَةُ البَاطِلِ العَقَبَةَ، وغَشِيَت الأَرْضَ سنينٌ ذَاتُ مَسْغَبَةٍ، فَرَتَعَ الظَّالِـمُونَ، وأفْسَدَ الـمُفْسِدونَ، وَأَرْجَفَ الـمُرْجِفُونَ، وارْتَقَى الظُّلمُ مُرْتَقًا صعبًا، وغُيِّبَ الحقُّ، وغِيْضَ الخَيْرُ، وعَمَّ الشَّرُّ، وَسَالَتِ الدِّمَاءُ ًانْهَارًا، وَانْتُهِكَتِ الأَعْرَاضُ جهَارًا نَهَارًا، وَأَقْلَعَتِ السَّمَاءُ، وانْتَفَشَ الباطلُ وانْتَفَخَتْ أوْدَاجُهُ، واسْتَنْسَرَ البُغَاثُ بأرضِنا، واشْرَأَبَّ النفاقُ، وفسدت الأخلاقُ.
وقد تَكَالَبَتْ عَليْنَا الأُمَمُ تَكَالُبَ الأَكَلَةِ إِلى قَصْعَتِها، مِنْ كُلِّ حَدَبٍ وَصَوْبٍ، فَأَعْمَلُوُا سُيُوْفَهُمْ، وَرَاجِمَاتِ حِقْدِهِمْ، وَحِمَمَ نِيْرَانِهِمْ فِيْ جَسَدِ الأُمَّةِ، وَنَصَّبُوا عَلَى الأُمَّةِ شِرَارَهَا حُكَّامًا، وَفُجَّارَها وزراءَ، وَأَكَابِرَ مُجْرِمِيْهَا جُبَاةً وَقُضَاةً وَمُخَابَرَاتٍ، فَكَتَمُوا الأَنْفَاسَ، وَنَهَبُوا الخَيْرَاتِ، وَأَضْحَتْ خَيْرُ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وأُحِيْطَ بِها، كَالْـمُنْبَتِّ لا أرْضًا قَطَعَ ولا ظَهْرًا أَبْقَى! ولم يبقوا لخيار الناس إلا فتات الموائد، وضنك العيش، وحاربوا الأمة في طريقة عيشها، وعقائدها، ورموها بقذائف باطلهم ليخمدوا أنفاس الحق في صدورها. وقد أضحت خيرات الأمة نهبًا لأعدائها، فلا تسلْ عن النفط المنهوب ولا عن المال المسلوب، ولا عن الحق المغصوب، كيف ودماء الأطفال أضحت وقودًا لانتقام أعدائها منها، فهدمت المساجد نسفًا، وسيمت البيوت خسفًا، وفلذات الأكباد قتلًا وحرقًا، وشردت العائلات في أصقاع الأرض يستجدون لقمة ومأوى، وهم خير أمة أخرجت للناس!
وقد أضحت جيوش الأمة بأمر حكامها سيفًا مُصلتًا وسهامًا مُسَلَّطة على رقابها، سلمًا لأعدائها حربًا على أوليائها، فاغتصبت المقدسات، واغتصبت العفيفات، وانتشرت الرذيلة ولا تجد من يجرؤ على الإنكار، واضمحلت الفضيلة، وهذا كله صار واضحًا للمسلمين وضوح الشمس، يدركونه كما يدركه غيرنا من أبناء الأمم الأخرى.
لقد مرت على الأمة فترة ذهلت فيها عن عظمة شريعتها، وباتت في شك من صلاحيتها للتطبيق، وشكَّ في أن صلاح أمرها لا يكون إلا بتطبيق هذه الشريعة، وراحت تستورد الدساتير والقوانين من الشرق والغرب، (كالعيس في البيداء يقتلها الظما والماء فوق ظهورها محمول) مما استوجب على الأمة أن تنهض وتبادر لأخذ الأمر على محمل الجد، فقد بلغ السيل الزبى، وآذن فجر الانعتاق عن التبعية للغرب ومحاربة أفكاره وسيطرته وحضارته بالإشراق، لقد آن للأمة أن تلتف حول قيادة حزب التحرير ليأخذ بيدها لتعيد تطبيق شريعة ربها، وإقامة الحضارة الإسلامية على ما قامت عليه من أسس على يد خير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته النجب!.
[1]– برنارد لويس – الغرب والشرق الأوسط – تعريب نبيل صبحي – بيروت – د.ت – ص 483
[2]– محيي الدين إسماعيل – توينبي ، منهج التأريخ وفلسفة التاريخ – وزارة الثقافة و الإعلام ، بغداد – 1986 – ص46-47
[3] صدام الحضارات – ص 33-34 نقلاً عن نشوء الحضارة الإسلامية للأستاذ أحمد القصص.
[4] نقلاً عن : محمّد فتحي عثمان – مدخل إلى التاريخ الإسلاميّ – دار النفائس، بيروت – الطبعة الأولى 1992 – ص 476
[5] تاريخ الحضارات العام – م1 – ص 18، وأسس النهضة للأستاذ أحمد القصص، و نشوء الحضارة الإسلامية للأستاذ أحمد القصص
[6] سيد قطب، معالم في الطريق ص 31-32، والفقرات التالية مستفادة من كتاب معالم في الطريق، بتصرف كبير فيها.
[7] الدكتورة كريمة دوز: الوثنية الجديدة: الأشكال الجديدة لعبادة الإنسان الحديث بتصرف.
[8] أنظر مقالة بعنوان: الفاتحة: من الله.. لله.. إلى الله.. الكاتب: ياسين بن علي. والدكتورة كريمة دوز: الوثنية الجديدة: الأشكال الجديدة لعبادة الإنسان الحديث بتصرف.
[9] النظام العالمي القديم والجديد لنعوم تشومسكي ص 17
[10] الإمبرياليون الجدد أيديولوجيات الإمبراطورية كولن مويرز ص 138
[11] Dr Arikana – FRANCE STEALS $500BILLION FROM AFRICA VIA “Pact For The Continuation of Colonisation.
[12] “فرانس أفريك».. كيف تنهب فرنسا خيرات أفريقيا منذ أكثر من نصف قرن؟ عائد عميرة، وحفصة جودة، نون بوست. ومترجم: 14 دولة أفريقية ملزمة بدفع ضرائب لفرنسا، ساسة بوست، محمد عبد المنعم. والساعة الأخيرة│ليبيا .. سجال فرنسي إيطالي، يوتيوب. و عظمة أوروبا المبنية على نهب افريقيا بشكل منظم Mallence Bart-Williams ، سيراليونية-ألمانية يوتيوب.
2020-12-28