معالم على طريق التغيير
2014/12/15م
المقالات
3,382 زيارة
معالم على طريق التغيير
عجت بلدان «الشرق الأوسط» بالظلم والقهر حتى انفجرت. ظن الناس إثرها أن فجراً جديداً انبثق على أمل بغد ينسيهم مآسي الأمس القاتم الطويل. لكن قوى الظلام التي ترعرعت ونمت في كنف الكافر المستعمر ورعايته أبت إلا أن تنقضّ على حراك الأمة ومحاولات تحررها. هكذا كشفت قوى الظلام من أنظمة حاكمة ونخب فكرية وثقافية وتنظيمات وشخصيات سياسية وعسكرية تماهيها مع مشاريع الغرب، إذ حاولت بكل جد وجهد الحيلولة دون انعتاق الأمة منذ البداية على نحو موقف القوى التي تدعي المقاومة والممانعة من ثورة الشام، أو كموقف القوى التي ارتدت أقنعة الثائرين في تونس وليبيا واليمن ومصر وهيمنت على عملية التغيير برمتها.
لقد أدرك المسلمون أن مشكلتهم الحقيقية هي مع الغرب وعملائه من حكام البلاد وأعوانهم ومع النخب المزيفة لثقافة الأمة ومع «المقاومين والممانعين» المتاجرين بقضاياها، وأن لا أمل بأي خلاص إلا بتفكيك هذه السلسلة. فقد تواطأ هؤلاء جميعاً بشكل نزق عليها، فساموها سوء العذاب وشردوها وقطعوا أوصالها وكتموا أنفاسها في محاولة لوأد آمالها وتطلعاتها بأن تعود خير أمة أخرجت للناس.
ولإفشال محاولات القوى الظلامية في تشتيت فكر الأمة وتضييع جهودها وحرفها عن مسارها وإحباطها، كان لا بد من إنارة طريق التغيير بما يلزم لإبطال مكر تلك القوى ورد كيدهم كي تقطف الأمة ثمرة كفاحها وتضحياتها، والتي يمكن تلخيص أبرز معالمها بـ :
– وجوب تغيير النظم المتعفنة القائمة، وهذا لا يصح العودة عنه أو التردد بشأنه بحال، وهذا التغيير لن يكون مجدياً إلا إذا نتج عنه تطبيق الإسلام تطبيقاً صحيحاً وشاملاً من خلال دولة إسلامية حقة، وإن أي بديل آخر عن دولة الخلافة سيكرس شقاء الأمة وتفككها وتبعيتها.
– وجوب حصر عملية التغيير بقوى الأمة، ونبذ أي تغيير يأتي به الغرب أو عملاؤه فذاك سبيل الهلاك، وكل ما جرى في المئة سنة الأخيرة يؤكد ذلك، وما جرى في السنوات الأربع الأخيرة بخاصة يحسم ذلك تماماً، فقد تجلى للعيان مدى تقديس الغرب لمصالحه فقط ولو على حساب ملايين الضحايا من المسلمين.
– وجوب انضباط عملية التغيير بأحكام الإسلام وبمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم في كيفية حمل الدعوة لإقامة الدولة، وفي إحسان تطبيق الإسلام حين التمكين، وفي حمل الرسالة للناس من خلال الدعوة والجهاد بممارسات تشع رحمة وحكمة.q
2014-12-15