القرار في مكان آخر!
2006/12/30م
المقالات
2,296 زيارة
القرار في مكان آخر!
l كل من يراقب الأوضاع السياسية والأمنية في كل من فلسطين والعراق ولبنان يدرك أن القرار في مكان آخر، ويدرك أن اللاعبين المنظورين يقرر عنهم لاعبون غير منظورين. فكل من شاهد حفلة توقيع اتفاق مكة في العشر الأواخر من رمضان ظنّ أن الحل السحري للقتل اليومي في العراق سوف يوقفه، لكن المدقق في الوجوه التي وقّعت الاتفاق يدرك أن القرار ليس عند الموقعين، وجاءت الأيام سريعاً تثبت صحة ذلك.
l وفي فلسطين يدرك القاصي والداني أن أطرافاً عدة خارج فلسطين تملك أوراقاً في فلسطين أكثر من الأشخاص الذين يظهرون على الشاشات ليل نهار، وما تعثُّر الحلول إلا دليل على ضيق ذات اليد عند المتسابقين لاعتلاء المنابر الخطابية.
l وفي لبنان تتصارع الأطراف تحت مسميات شهر شباط وشهر آذار، وكأن الأيام تتصارع مع بعضها، لكن التضليل والخداع يمارس ليل نهار في مواجهة الناس الأبرياء ببراءتهم المعهودة فيصدق البعض أن مشكلة لبنان يمكن حلّها بإضافة أربعة وزراء إلى الحكومة! والثلث الضامن أو الثلث المعطل، والعقول تتعطّل، ويستمر التخدير والتضليل، يالها من سخرية!
l ويبقى القرار في مكان آخر يقترب ويبتعد ليصبح على مسافة آلاف الكيلومترات، وتتعدد الأطراف التي تحمل أوراق القرار، فمنها المحلي الذي يعمل لصالح الإقليمي والدولي، ومنها الإقليمي الذي يعمل لصالح الدولي، ومنها الدولي الذي يعمل لصالحه فقط، وهكذا ترى القوى المحلية تمارس اصطفافاً مدروساً رسمته القوى الدولية، ويعلو الصراخ، وتصدح المنابر، وتتواصل المهزلة، وقد يسقط عشرات ومئات وآلاف الأبرياء، وتختلط الأوراق فيضيع الناس بين المواقف والمواقع فيصفّقون للزعيم الذي استنفر الغرائز الطائفية والمذهبية لكي يدعم بموافقة (شعبية) شارعيّة تحتكم للشارع، ويهدد بالشارع على حساب وحدة الأمة، وعلى حساب حقن دماء المسلمين، فالحشد الشارعي أهم عندهم من حقن دماء المسلمين!
2006-12-30