مشكلة أمريكا في سوريا عدم وجود شركاء موثوقين لها تعول عليهم!
2014/10/30م
المقالات
3,458 زيارة
مشكلة أمريكا في سوريا عدم وجود شركاء موثوقين لها تعول عليهم!
نشرت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأميركية في تقرير لها في 23/09/2014م أهم التحديات التي تواجه الولايات المتحدة في حملتها -المزعومة- للقضاء على الإرهاب في العراق والشام، مؤكدة أن هناك نوعاً من الاتفاق في وزارة الدفاع الأميركية حول أن شكلاً من أشكال التدخل البري ضروري لإخراج تنظيم الدولة من معاقله، مشيرة إلى أنه فيما تحظى أميركا بدعم حلفاء لها على الأرض في العراق، بمن فيهم مقاتلي الميليشيات الشيعية والقوات الكردية المستعدة للقتال، فإن الوضع في سوريا مختلف، إذ ليس للولايات المتحدة حلفاء يمكن الوثوق بهم على الأرض باستثناء بعض جماعات متفرقة من المعارضة (المعتدلة) ممن فقدت وبشكل مستمر مناطق لصالح «المتشددين الإسلاميين».
لهذا لجأت الإدارة الأميركية إلى فكرة تدريب قوات من المعارضة كي تحل محل القوى الإسلامية «المتشددة»، إلا أن محللين وباحثين أميركيين يشككون في جدوى مثل هذه الخطوة، لأن التدريب يحتاج مالاً كثيراً ووقتاً طويلاً يمتد لسنوات قبل أن يكون منتجاً. كما علق جوشوا لانديز، الباحث في شؤون الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما على هذا المقترح بقوله «لقد أنفقنا مليارات الدولارات وسنوات ونحن نحاول بناء قوات في أفغانستان والعراق، وانظر على ماذا حصلنا!» مؤكداً على أنه «لا يوجد لنا شريك في سوريا، هذه هي الحقيقة». كما نقلت الصحيفة عن يزيد صايغ، الباحث البارز في معهد كارنيجي في الشرق الأوسط، قوله «إن الولايات المتحدة لا تواجه فقط معضلة العثور على شركاء لها في كل من العراق وسوريا قادرين ومستعدين للقتال على الأرض، إنما هي كذلك تواجه تحدياً أن تجد شركاء لا يثيرون جدلاً يقود إلى استقطاب حاد فيزيدون من حجم المشكلة السياسية».
كما ذهب التقرير الذي أوردته الصحيفة إلى أنه «ليس من الواضح إن كان حلفاء واشنطن المزعومون في سوريا يدعمون بشكل كامل حملة أميركا، فحركة حزم وهي أحدى الجماعات المدعومة والمدربة والمسلحة من قبل الولايات المتحدة وتلقى دعماً عسكرياً ومالياً منها، أصدرت بياناً شجبت فيه التدخل الخارجي، واعتبرته – أي القصف الجوي الأميركي في سوريا – هجوماً على الثورة. وقالت الحركة إن هدفها الأول هو الإطاحة بنظام الأسد، ودعت لتسليح غير مشروط للجيش السوري الحر، كما اعترف أفرادها أنهم قاتلوا جنباً إلى جنب مع جبهة النصرة، القوة الموالية للقاعدة في سوريا».
في نفس الوقت، أشار التقرير إلى معضلة إنفاذ مقترح بديل تقدم به بعض المستشارين والمحللين، وهو أن تعتمد الإدارة الأميركية نظام الأسد شريكاً لمحاربة «الإرهاب» باعتباره أهون الشرين! فهذا من جهة نقيض الموقف الذي أعلنته إدارة أوباما في وسائل الإعلام منذ عام 2011م حول ضرورة تنحي الأسد، وهو ما أكده أوباما مؤخراً في 10/09/2014م بقوله «لا يمكننا الاعتماد على نظام الأسد الذي يقوم بترويع شعبه، النظام الذي لن ينال أبداً شرعية فقدها» فضلاً عن أن هذا الحل يتعارض مع موقف حلفاء أميركا في حملتها ضد «الإرهاب». فقد أنفقت قطر والسعودية مثلاً الكثير من المال، وبذلتا كثيراً من الجهد والوقت لإسقاط نظام بشار، بالتالي لا يتوقع قبولهما بمثل هذا المقترح، بحسب الصحيفة.
2014-10-30