عدالة الإسلام في توزيع الثروة: «حاجة الخلق إلى النظام الإلهي»(2)
2014/09/30م
المقالات
2,128 زيارة
بسم الله الرحمن الرحيم
عدالة الإسلام في توزيع الثروة:
«حاجة الخلق إلى النظام الإلهي»(2)
حمد طبيب – بيت المقدس
لقد أودع الحق تعالى الإنسان ظهر هذه البسيطة لغاية جليلة وحكمة عظيمة وهي تحقيق معنى العبودية له سبحانه، قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ). وفي ذلك رفعة وسموٌ وتكريم عظيم لهذا المخلوق الضعيف العاجز المحتاج، ولتحقيق هذه الغاية السامية الجليلة، خلقه في أحسن تقويم، وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة، وأنعم عليه بالعقل والتفكير، وأنعم عليه بهذا النظام الرباني السامي، الذي يرسم له طريق تحقيق هذه الغاية الجليلة على أكمل وجه، ولم يتركه وحده يتخبط بعقله وفكره ولا يهتدي سبيلاً… قال تعالى: (قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى )، وقال عزَّ وجلَّ: (وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ).
فالإنسان بعقله وقدراته المحدودة لا يستطيع أن يبتكر وأن يضع نظاماً ينظم شؤون حياته بالشكل الصحيح، بحيث يجلب له السعادة والطمأنينة والاستقامة والعدالة، والسبب في ذلك هو أن الإنسان لا يحيط بكل الأمور ولا يعرف كل الأشياء بعقله المحدود، فهذا النظام بهذه المواصفات السامية يحتاج إلى عالم محيط بالإنسان وما يحيط به من أمور، قال تعالى: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62) لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ). وقال جلَّ من قائل: (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطًا ). وهذا الأمر لا يستطيعه إلا خالق الإنسان، العالم بكل شيء، المحيط بكل شيء؛ حتى الأشياء التي لا يعرفها الإنسان عن نفسه. يقول صاحب تفسير التحرير والتنوير في تفسير قوله تعالى: ( فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى )… «إنه إذا اتبع الإنسان الهدى الوارد من الله على لسان رسله سلم من أن يعتريه شيء من ضلال، وهذا مأخوذ من دلالة الفعل في حيز النفي على العموم كعموم النكرة في سياق النفي، أي فلا يعتريه ضلال في الدنيا، بخلاف من اتبع ما فيه هدى وارد من غير الله، فإنه وإن استفاد هدى في بعض الأحوال لا يسلم من الوقوع في الضلال في أحوال أخرى. وهذا حال متبعي الشرائع غير الإلهية وهي الشرائع الوضعية، فإن واضعيها وإن أفرغوا جهودهم في تطلب الحق لا يسلمون من الوقوع في ضلالات بسبب غفلات، أو تعارض أدلة، أو انفعال بعادات مستقرة، أو مصانعة لرؤساء أو أمم رأوا أن من المصلحة طلب مرضاتهم»
يقول الشيخ (تقي الدين النبهاني) في كتاب نظام الاسلام : «إن الإنسان بحاجة إلى إشباع غرائزه وحاجاته العضوية، وهذا الإشباع إذا سار دون نظام يؤدي إلى الإشباع الخطأ أو الشاذ، ويسبب شقاء الإنسان، فلا بد من نظام ينظم غرائزه وحاجاته العضوية، وهذا النظام لا يأتي من الإنسان؛ لأن فهمه لتنظيم غرائز الإنسان وحاجاته العضوية عرضة للتفاوت والاختلاف والتناقض, ويؤدي إلى شقاء الإنسان، فلا بد من أن يكون النظام من الله تعالى». ويقول الشيخ (سيد قطب) رحمه الله في كتاب (المستقبل لهذا الدين): «إن المناهج الجاهلية – وهي التي يتخذها البشر لأنفسهم، في معزل عن هدى الله في أي زمان وفي أي مكان، تتسم حتماً بشيء من نتاج الجهل البشري والضعف البشري والهوى البشري – وذلك في أحسن حالاتها – فهي من ثم تصطدم بالفطرة البشرية اصطداماً كلياً أو جزئياً. ومن ثم تشقى بها النفس البشرية بقدر ما فيها من التصادم مع فطرتها». ويقول أيضاً في كتاب (معالم في الطريق): «ولما كان البشر لا يملكون أن يدركوا جميع السنن الكونية، ولا أن يحيطوا بأطراف الناموس العام – ولا حتى بهذا الذي يحكم فطرتهم ذاتها، ويخضعهم له، رضوا أم أبوا، فإنهم، من ثم، لا يملكون أن يشرعوا لحياة البشر نظاماً يتحقق به التناسق بين فطرتهم المضمرة وحياتهم الظاهرة، إنما يملك هذا خالق الكون، وخالق البشر، ومـدبر أمـره وأمـرهم، وفق الناموس الواحد الذي اختاره وارتضاه».
والحقيقة أن القانون الرباني للكون والإنسان والحياة قد وضعه الخالق جل جلاله لكل شيء في هذا الوجود، ولا يخرج عنه شيء أبداً، حتى قوانين المادة التي يبتكرها الإنسان ويهتدي إليها هي أصلاً في المادة منذ خلقها الله تعالى، والإنسان يهتدي إليها بعقله ولا يخلقها ولا يضعها، فهي من إبداع المولى البديع عز وجل في هذا الكون، ولو أراد الإنسان، بل كل الناس ومعهم الجن، أن يغيروا قانوناً واحداً من قوانين المادة، أو أن يبتكروا قانوناً كونياً واحداً لما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً!. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) وقال عزَّ وجلَّ:(ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (6) الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ ). وقال جلَّ من قائل:( هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ).
والإنسان هو خلْقٌ من هذا الخلق، ويميزه عنه بأنه أكثر تكريماً وسمواً، قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) ولكنه لا يرتقي بهذه الصفات لدرجة يستطيع معها أن يضع نظاماً لنفسه، فعقله المبدع المفكر، وحواسه المتميزة، وشكله الحسن لا يرفعه إلى مستوى الإحاطة والعلم كي يضع نظاماً لجميع الناس، ويحقق المواصفات التي ذكرناها من الاستقامة والعدل… والدليل على هذه الحقيقة الربانية الساطعة هو الإنسان منذ القدم، وهو يحاول جاهداً أن يضع نظاماً ينظم علاقته مع خالقه في موضوع التقديس والعبادة، ويحاول كذلك أن يضع نظاماً لتنظيم شؤون نفسه، أو لتنظيم شؤونه مع غيره من الناس، ولكنه يضل ويشقى في كل مرة، وتتنكب خطاه ويحيد عن جادة الصواب والاستقامة!.
ففي العصور الغابرة أراد أن يشبع الإنسان غريزة التدين بعقله، فإذا به يعبد الحجارة الصّماء التي لا تضر ولا تنفع، ويعبد البحار والأنهار والشمس والقمر، ويغير ويبدل في الآلهة حسب عقله وهواه؛ ولعل في قصة إبراهيم عليه السلام التي ذكرها الحق تعالى في القرآن ما يبين هذا الأمر، قال تعالى: (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ).
وفي جانب غريزة النوع تعامل مع هذه الغريزة- عندما ابتعد عن خالقه جل جلاله- بمستوى لا يليق بإنسانيته، وإنما يهبط إلى المستوى الحيواني البهيمي، قال تعالى ]إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ [. وفي جانب غريزة حب البقاء تعامل الإنسان بالقوانين القبلية والعرقية- التي وضعها من فكره وعقله مع هذه الناحية- تعامل القطيع البهيمي، يقتل ويسيطر على الغير، ويبطش بالآخرين، ويريد تغليب عنصر على آخر بالهوى وحب الذات، فكانت حرب داحس والغبراء والبسوس ويوم بعاث وغيرها من حروب لا تستند إلى أي معنىً من العدل والاستقامة!!
ورغم أن الإنسان ارتقى في العصر الحديث في الجوانب العلمية والمدنية، نتيجة ما اهتدى إليه من قوانين المادة التي أودعها ألله فيها، إلا أن الإنسان ظل يتخبط في الجوانب الحياتية التي تنظم غرائزه وحاجاته العضوية؛ أي التي تتعلق بالنظم الإنسانية الحياتية.
فاذا نظرنا اليوم في الجانب الذي ينظم أمور غريزة التدين في شتى أنحاء الغرب؛ لرأينا أن المجتمعات الغربية برغم ما وصلت اليه من رقيٍّ مدني بشكل عظيم في الاكتشافات العلمية وغزو الفضاء، ورغم أنها صنعت مختلف أنواع الصناعات الإلكترونية الراقية، لكنها لا زالت تعاني من انفصام في طريقة تدينها وارتباطها مع خالقها، حيث إنها فصلت الدين عن الحياة فصلاً تاماً، وجعلت التدين محصوراً في زوايا الكنائس ليس له دخل في الأمور الأخرى، أي جعلت الحاجة للخالق فقط في جانب واحد هو(الناحية التعبدية الكهنوتية)، وليس لها أي دخل في الأمور الأخرى، فليس للدين علاقة في أي من النظم الحياتية الأخرى، بمعنى آخر الحاجة إلى الخالق مبتورة أو محصورة في جانب واحد فقط، وفي هذا عدم اعتراف بمعنى الألوهية والربوبية لهذا الخالق، وعدم اعتراف بمعنى الاحتياج من الإنسان لهذا الخالق العظيم، أي عدم إدراك معنى الصلة بالله إدراكاً صحيحاً. والأصل في الإنسان إذا كان يعترف بالخالق وأنه مخلوق لهذا الخالق، وأنه يعبد هذا الخالق، الأصل فيه أن يقرَّ لهذا الخالق بالصلة التامة به في كل جانب من جوانب العبادة، وأن يقرّ ويعترف بأنه بحاجة إليه في كل شيء، لا في شيء واحد فقط وهو الكنيسة.
وإذا نظرنا كذلك إلى الناحية المتعلقة بغريزة النوع، ومنها صلة الرجل بالمرأة؛ فإننا نرى أن الإنسان قد وضع نظاماً من عقله، ولم يخضع لأي قانون رباني، وهذا أدى إلى الانحدار بهذا الإنسان إلى مستوى أدنى بكثير من المستوى البهيمي، والدليل على ذلك (تشريعات زواج المثليين) في معظم دول أوروبا، فقد جاء في تقرير إخباري لمحطة (فرنس 24 الإخبارية) في 5/2/2014م: «وافق برلمان إسكتلندا مساء الثلاثاء بأغلبية كاسحة على مشروع قانون يسمح بزواج المثليين، لتصبح إسكتلندا البلد السابع عشر الذي يعطي الضوء الأخضر لهذا الزواج رغم معارضة المنظمات الكنسية الرئيسة»، وجاء في تقرير لنفس المحطة في 14/10/2013م: «إن 7000 زواج بين مثليي الجنس تم في سنة 2013م بفرنسا التي شرعت هذا الزواج في 17/5/2013م، وهذا حسب إحصاءات نشرت الثلاثاء من قبل «المعهد الوطني للإحصاءات والدراسات الاقتصادية» (إي إن سي)».
واذا نظرنا إلى موضوع العلاقات خارج الزواج وبيت الأسرة؛ فإننا نرى أن معظم العلاقات الجنسية تتم خارج الأسرة في بيت الزوجية، وهذا بالتالي أدى إلى دمار اجتماعي في هذه البلاد، وإلى انتشار الأمراض الفتاكة كالإيدز، وإلى كثرة اللقطاء الذين يقدر أعدادهم بالملايين في أوروبا وأميركا بسبب العلاقات الشاذة بين الرجل والمرأة، فقد جاء في تقرير لـ بي بي سي نقلاً عن (منظمة الصحة العالمية) سنة 2013م أن عدد المصابين بالإيدز تجاوز 50 مليون إنسان على وجه الأرض، وجاء في إحصائية عن عدد اللقطاء في أميركا أنه يبلغ حوالى عشرة ملايين حتى سنة 2012م. وجاء في إحصائية عن حالات القتل على أيدي الأزواج أن 50% من حالات القتل للنساء في بريطانيا تتم على أيدي أزواجهن. وجاء في تقرير عن حالات الطلاق بسبب خيانة الزوج أن أكثر من 70% من حالات الزواج تنتهي بالطلاق في أميركا. فصدق فيهم قوله تعالى: (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ).
وفي جانب غريزة حب البقاء في أميركا وأوروبا، فإن الإنسان كذلك ضل السبيل وتاه وانحرف بعقله لدرجة سبَّب فيها التعاسة لنفسه ولغيره من بني البشر، وأكبر دليل على ذلك هو هذه الحروب الطاحنة التي تحصد الملايين من البشر لا لشيء إلا للسيادة والسيطرة والاستعمار وإشباع نهم الجشع المالي؛ فهذه القوانين الرأسمالية المتعلقة بهذا الجانب قد جعلت من الإنسان وحشاً يحب السيطرة على الغير وإخضاعه لمملكته في كل أمر، ولا يحب العطاء ولا المساعدة ولا الإيثار، وقد كان لذلك آثار مدمرة كثيرة سنتحدث عن بعض منها عندما نذكر النقطة السابعة من هذا الموضوع…ومن هنا نقول بأن الإنسان بحاجة إلى الخالق العظيم في حياته كلها، وإذا حاد عن ذلك ضلَّ وتاه وأصبحت حياته جحيماً لا يطاق !!..
2014-09-30