ماذا قال غير المسلمين المنصفين من المفكرين والباحثين في رسول الله صلى الله عليه وسلم
2020/11/01م
المقالات
2,100 زيارة
هذه أقوال لبعض الباحثين والمفكرين المنصفين من غير المسلمين في رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام. وهؤلاء، على اختلاف انتماءاتهم الدينية والفكرية واختلاف دولهم، وتفاوت تصريحاتهم في الزمن، فإن أقوالهم هذه إذا قرئت بتمهُّل وتمعُّن فإنها تكشف عن إطلاع وعلم بما يقولون، وإن كانت عن غير إيمان، فالفضل ما اعترف به الآخرون… وهؤلاء الذين يعترف لهم عند أقوامهم بمكانتهم، فإنهم ليسوا كهؤلاء الدهماء الذي يظهرون بين الفينة والأخرى يهاجمون رسول الرحمة للعالمين، في أعمال مشبوهة مسيَّسة تقف وراءها أنظمة دول غربية ومخابراتها؛ وذلك من ضمن الحملة المسعورة على الإسلام كحضارة ونظام حياة وشريعة وحكم، أو ما يطلق عليه «الإسلام السياسي»
– قال (جوته) الأديب الألماني: «إننا أهل أوروبا بجميع مفاهيمنا، لم نصل إلى ما وصل إليه محمد، وسوف لا يتقدم عليه أحد، ولقد بحثت في التاريخ عن مثل أعلى لهذا الإنسان فوجدته في النبي محمد. وهكذا وجب أن يظهر الحق ويعلو كما نجح الذي أخضع العالم كله بكلمة التوحيد».
– يقول (مهاتما غاندي) في حديث لجريدة (ينج إنديا): «أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون منازع قلوب ملايين البشر… لقد أصبحت مقتنعًا كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول، مع دقته وصدقه في الوعود، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه، وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه وفي رسالته، هذه الصفات هي التي مهدت الطريق وتخطَّت المصاعب وليس السيف، بعد انتهائي من قراءة الجزء الثاني من حياة الرسول وجدت نفسي آسِفًا لعدم وجود المزيد للتعرف أكثر على حياته العظيمة».
– يقول البروفيسور (راما كريشنا راو) في كتابه (محمد النبي): «لا يمكن معرفة شخصية محمد بكل جوانبها، ولكن كل ما في استطاعتي أن أقدمه هو نبذة عن حياته من صور متتابعة جميلة، فهناك محمد النبيّ، ومحمد المحارب، ومحمد رجل الأعمال، ومحمد رجل السياسة، ومحمد الخطيب، ومحمد المصلح، ومحمد ملاذ اليتامى، وحامي العبيد، ومحمد محرر النساء، ومحمد القاضي… كل هذه الأدوار الرائعة في كل دروب الحياة الإنسانية تؤهله لأن يكون بطلًا».
– يقول المستشرق الكندي الدكتور (زويمر) في كتابه (الشرق وعاداته): «إن محمدًا كان ولا شك من أعظم القادة المسلمين الدينيين، ويصدق عليه القول أيضًا بأنه كان مصلحًا قديرًا، وبليغًا فصيحًا، وجريئًا مغوارًا، ومفكرًا عظيمًا، ولا يجوز أن ننسب إليه ما ينافي هذه الصفات، وهذا قرآنه الذي جاء به وتاريخه يشهدان بصحة هذا الادِّعاء».
– يقول المستشرق الألماني (برتلي سانت هيلر) في كتابه (الشرقيون وعقائدهم): «كان محمد رئيسًا للدولة وساهرًا على حياة الشعب وحريته، وكان يعاقب الأشخاص الذين يجترحون الجنايات حسب أحوال زمانه وأحوال تلك الجماعات الوحشية التي كان يعيش النبيُّ بين ظهرانيها، فكان النبي داعيًا إلى ديانة الإله الواحد، وكان في دعوته هذه لطيفًا ورحيمًا حتى مع أعدائه، وإن في شخصيته صفتين هما من أجلّ الصفات التي تحملها النفس البشرية، وهما: العدالة، والرحمة».
– يقول المفكرالانجليزي (برناردشو) في كتابه (محمد)، والذي أحرقته السلطة البريطانية: «إن العالم أحوج ما يكون إلى رجلٍ في تفكير محمد، هذا النبي الذي وضع دينه دائمًا موضع الاحترام والإجلال، فإنه أقوى دين على هضم جميع المدنيات، خالدًا خلود الأبد، وإني أرى كثيرًا من بني قومي قد دخلوا هذا الدين على بيِّنة، وسيجد هذا الدين مجاله الفسيح في هذه القارة (يعني أوروبا). إن رجال الدين في القرون الوسطى، ونتيجةً للجهل أو التعصّب، قد رسموا لدين محمدٍ صورةً قاتمةً، لقد كانوا يعتبرونه عدوًّا للمسيحية، لكنّني اطّلعت على أمر هذا الرجل، فوجدته أعجوبةً خارقةً، وتوصلت إلى أنّه لم يكن عدوًّا للمسيحية، بل يجب أنْ يسمَّى منقذ البشرية، وفي رأيي أنّه لو تولّى أمر العالم اليوم، لوُفِّق في حلّ مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها».
– ويقول (سنرستن الآسوجي) أستاذ اللغات السامية في كتاب (تاريخ حياة محمد): «إننا لم ننصف محمدًا إذا أنكرنا ما هو عليه من عظيم الصفات وحميد المزايا، فلقد خاض محمد معركة الحياة الصحيحة في وجه الجهل والهمجية مصرًا على مبدئه، وما زال يحارب الطغاة حتى انتهى به المطاف إلى النصر المبين، فأصبحت شريعته أكمل الشرائع، وهو فوق عظماء التاريخ».
– ويقول (مايكل هارت) في كتابه (المائة: تقويم لأعظم الناس أثرًا في التاريخ/ مايكل هارت): «إن اختياري محمدًا، ليكون الأول في أهم وأعظم رجال التاريخ، قد يدهش القراء، ولكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين: الديني والدنيوي، فهناك رُسل وأنبياء وحكماء بدؤوا رسالات عظيمة؛ ولكنهم ماتوا دون إتمامها، كالمسيح في المسيحية، أو شاركهم فيها غيرهم، أو سبقهم إليها سواهم، كموسى في اليهودية؛ ولكن محمدًا هو الوحيد الذي أتمَّ رسالته الدينية، وتحددت أحكامها، وآمنت بها شعوب بأسرها في حياته. ولأنه أقام جانب الدين دولة جديدة، فإنه في هذا المجال الدنيوي أيضًا، وحّد القبائل في شعـب، والشعوب في أمة، ووضع لها كل أسس حياتها، ورسم أمور دنياها، ووضعها في موضع الانطلاق إلى العالم.
– ويقول الأديب العالمي (ليف تولستوي) الذي يعد أدبه من أمتع ما كتب في التراث الإنساني قاطبة عن النفس البشرية: «يكفي محمدًا فخرًا أنّه خلّص أمةً ذليلةً دمويةً من مخالب شياطين العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريقَ الرُّقي والتقدم، وأنّ شريعةَ محمدٍ، ستسودُ العالم لانسجامها مع العقل والحكمة».
– ويقول الدكتور (شبرك) النمساوي: «إنّ البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد إليها، إذ إنّه رغم أُمّيته، استطاع قبل بضعة عشر قرنًا أنْ يأتي بتشريع، سنكونُ نحنُ الأوروبيين أسعد ما نكون، إذا توصلنا إلى قمّته».
– ويقول الفيلسوف الإنجليزي (توماس كارليل) الحائز على جائزة نوبل يقول في كتابه (الأبطال): «لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد متحدث في هذا العصر أن يصغي إلى ما يقال من أن دين الإسلام كذب، وأن محمدًا خدّاع مزوِّر، وإن علينا أن نحارب ما يشاع من مثل هذه الأقوال السخيفة المخجلة؛ فإن الرسالة التي أدَّاها ذلك الرسول ما زالت السراج المنير مدة اثني عشر قرنًا لنحو مائتي مليون من الناس، أفكان أحدكم يظن أن هذه الرسالة التي عاش بها ومات عليها هذه الملايين الفائقة الحصر والإحصاء أكذوبة وخدعة؟!».
– يقول فيليب حتى: «الإسلام منهج حياة، وهو بهذا النظر يتألف من ثلاثة جوانب أساسية: الجانب الديني، الجانب السياسي، والجانب الثقافي. هذه الجوانب الثلاثة تتشابك وتتفاعل، وربما انقلب بعضها إلى بعض مرة بعد مرة من غير أن نلحظ ذلك» ويقول أيضًا: «الشريعة الإسلامية لا تفرق بين ماهو دينى وماهو دنيوي، إنها تنص على صلة الإنسان بالله وعلى واجباته نحو الله وتنظيمها كما نفعل شأن صلة الإنسان بأخيه الإنسان، وجميع أوامر الله ونواهيه فيما يتعلق بالأمور الدينية والمدنية وسواها مثبتة فى القرآن، ويوجد فى القرآن ستة آلاف آية أو تزيد يتعلق نحو ألف آية منها بالتشريع».
– يقول م. ج. دراونى: «الإسلام بادئ ذي بدء يركز أعظم تركيز على النظافة الشخصية والصحية لا نظافة المناسبات والمراسيم، فالاستحمام الإسلامي كما هو معروف يختلف كثيرًا عن الاستحمام لدى الآخرين، والمسلمون يمتنعون عن أطعمة معينة تبعًا لأثرها الضار بأخلاق الناس، ويحرم الإسلام المشروبات المسكرة لأنها تحيل الإنسان إلى وحش، والصلوات الخمس اليومية تنأى بالمرء عن الخبث والآلام، ثم هناك شهر للصوم يمتنع المسلم فيه عن الطعام والشراب وحتى التدخين طوال النهار، وهو دورة رائعة للنظام يتدرب فيه المسلم ويقوي نفسه للصمود فى وجه الشدائد ويصير سيدًا لشهواته ونزواته، فالرجل الذي تعلم أن ينتصر على شهواته ورغباته وأن يقود نفسه هو رجل قوي». ويقول أيضًا: «على صعيد القانون فى مجال العدل والإنسانية، وفى مجال الحكمة والشفقة، فإن قانون الإسلام لا مثيل له بين أديان العالم، فهو يحدد واجبات الفرد تجاه أقاربه وذويه وجيرانه وعائلته وتجاه المجتمع والأمة التى ينتمى إليها. والقانون فى الإسلام واسع اتساعًا لا سبيل معه إلى شرحه فى بضعة سطور، وسأكتفي بإبراز صفتين من صفاته تحققان الغرض المطلوب فى هذه العجالة: فالصفة الأولى تتمثل في أنه يقوم على أساس من المساواة والضمير الحي وليس على أى اعتبارات عقلية غريبة عليه، وهذا يعني تناسبه وانسجامه مع تغيير الزمان وصلاحيته لكل وقت، وهذه صفة كامنة فيه؛ وبذلك فهو جديد وحديث لا يبلى بمرور الزمان ولا يمكن أن يصبح قديمًا أو أن يعفى عليه الدهر. وأما الصفة الثانية: فهي أن القانون الإسلامي لا يقيم وزنًا للأشخاص والذوات الشخصية، ولا يعترف بأية امتيازات أو طبقات وتمييز بسبب المولد أو الغنى أو المكانة، فالملك والفلاح والسائل والعريض الثراء كل هؤلاء يقفون على قدم المساواة أمام القانون الإسلامي، فهناك مئات الشواهد التى يزخر بها التاريخ الإسلامي والتى تذكر لنا كيف كان الملوك المسلمون يأتون مذعنين لأوامر القضاة، والوقوف مع خصومهم جنبًا إلى جنب للدفاع عن أنفسهم فى قضايا شتى، حتى إن النبي الكريم نفسه أعلنها ذات مرة بقوله: «لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعَ مُحَمَّدٌ يَدَهَا».
– يقول (نصري سهلب): «الإسلام دين الأزمنة جميعها، وقد أعد لجميع الشعوب، فهو ليس للمسلمين فحسب، ولا لعرب الجزيرة الذين عايشوا النبي وعاصروه فحسب، وليس النبي نبي العرب والمسلمين فحسب، بل هو نبي كل مؤمن بالله واليوم والآخر والنبيين والكتب المنزلة». ويقول: «ليس كالإسلام دين يكرم الأنبياء والرسل الذين سبقوا النبي العربي، وهو يفرض على المؤمنين به إكرام هؤلاء الرسل والإيمان بهم. وليس كالإسلام دين يحترم الأديان الأخرى المنزلة الموحى بها التى سبقته فى النزول والوحي».
– يقول جوستاف لوبون: «إن القوة لم تكن عاملًا فى انتشار القرآن، فقد ترك العرب المغلوبين أحرارًا فى أديانهم، فإذا حدث أن اعتنق بعض الأقوام النصرانية الإسلام واتخذوا العربية لغة لهم فذلك لما رأوا من عدل العرب الغالبين مالم يروا مثله من سادتهم السابقين، ولما كان عليه الإسلام من السهولة التى لم يعرفوها من قبل.
– تقول زيغريد هونكة: (لَآ إِكۡرَاهَ فِي ٱلدِّينِۖ) هذا ما أمر به القرآن الكريم، وبناءً على ذلك فإن العرب لم يفرضوا على الشعوب المغلوبة الدخول فى الإسلام، فالمسيحيون والزرادشتيون واليهود الذين لاقوا قبل الإسلام أبشع أمثلة للتعصب الديني وأفظعها سمح لهم جميعًا دون أى عائق يمنعهم بممارسة شعائر دينهم، وترك لهم المسلمون بيوت عبادتهم وأديرتهم وكهنتهم وأحبارهم دون أن يمسوهم بأدنى أذى، أو ليس هذا منتهى التسامح؟ أين روى التاريخ مثل تلك الأعمال ومتى؟ ومن ذا الذي لم يتنفس الصعداء بعد الاضطهاد البيزنطي الصارخ وبعد فظائع الإسبان واضطهادات اليهود؟ إن السادة والحكام المسلمين الجدد لم يزجوا بأنفسهم فى شؤون تلك الشعوب الداخلية، فبطريرك بيت المقدس يكتب فى القرن التاسع الميلادي لأخيه بطريرك القسطنطينية عن العرب «إنهم يمتازون بالعدل، ولا يظلمونا البتة، وهم لا يستخدمون معنا أي عنف .
2020-11-01