خطة “طريق الحرير الصحي”
2020/06/04م
المقالات
1,739 زيارة
قدمت الصين في عام 2017م مبادرة عرفت بـ”طريق الحرير الصحي”، ثم أعادت تقديمها بعد تفشي فيروس كورونا في إطار جهودها الرامية إلى تعزيز مكانتها كقوة صحية عالمية. مستفيدة في اللحظة الراهنة من الارتباك الأميركي في مواجهة الفيروس وتخطِّيها هي لمشكلته. وكان الرئيس الصيني قد وقَّع في جنيف 2017م مذكرة تفاهم مع منظمة الصحة العالمية، أعلن خلالها التزام بلاده ببناء “طريق الحرير الصحي” الذي يهدف إلى تحسين الصحة العامة في البلدان الواقعة على طول “الحزام والطريق”. (خطة الحزام والطريق خطة تعتمدها الصين تقوم على استراتيجية تنويع المصادر والعلاقات مع دول تنتمي لقارات لتعزيز اقتصادها وامتلاك أسواق كبيرة على المستوى العالمي، وتغيير نمط الاقتصاد العالمي الذي تهيمن عليه أميركا إلى نمط يعتمد على التعددية).
ولتحقيق ذلك قامت الصين بعدة أعمال منها: إرسال الصين الخبراء والمساعدات الطبية إلى أكثر من 98 دولة حول العالم فيما يُعرف بـ”دبلوماسية الأقنعة”، وتمَّ تقديم هذه المساعدات بشكل مباشر من قبل السفارات الصينية حول العالم… والترويج لنمط استجابتها لتفشي فيروس كورونا. وفي هذا الإطار، ألقى الرئيس الصيني خطابًا في اجتماع افتراضي لقادة مجموعة العشرين سلَّط فيه الضوء على الحاجة إلى تعزيز “مجتمع المصير المشترك للبشرية”، كما تعاونت الصين مع دول تجمُّع الآسيان، ومنظمة شنغهاي للتعاون، و17+1 الأوروبية، وقد حظيت بإشادة كبيرة على ذلك… وتقديم الصين نفسها على المسرح العالمي باعتبارها الدولة التي تمدُّ يد العون لمساعدة بقية دول العالم، ونشر رسالة مفادها أنها شريك مسؤول وموثوق على عكس أميركا.
وتسعى الصين إلى تحقيق أهداف منها: تعزيز مكانتها الدولية كقائد عالمي مسؤول في مجال الصحة خلال وباء فيروس كورونا، وتحقيق مكاسب اقتصادية؛ إذ أصبحت الصين المصدر العالمي الرئيس للأقنعة وأجهزة التنفس والبدلات الواقية بعدما نجحت في السيطرة على الفيروس في الداخل، ودعم الحزب الشيوعي الصيني وتوظيف ذلك محليًّا لإضفاء الشرعية على النموذج الصيني في الحكم، ومحاولتها تأكيد أنها تخوض الحرب العالمية ضد فيروس كورونا وحدها، خاصة أن الفيروس أصبح ساحة جديدة للمواجهة بينها وبين أميركا…
إن مستقبل هذه المبادرة يتوقف بشكل أساسي على عدة متغيرات منها: قدرة واشنطن على احتواء الفيروس وأخذها بزمام المبادرة فيما يتعلق بإدارة الأزمة الصحية العالمية الراهنة، ونجاح الدول الأوروبية في التغلب على الأزمة.
الوعي: يبدو أن المسرح الدولي الآن منشغل بالتنافس الحاد ما بين أميركا والصين على القيادة العالمية… ويتوقَّع أن يكون ما فُتح من كوَّة التنافس الدولي الجديد يصاحبه إغلاق للحرب على الإسلام، أو تخفيف الضغط عليه.
2020-06-04